الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زمن الكتابة الروائية ورواية “الضحك” لغالب هلسا بقلم: د. محمد عبدالله القواسمة

تاريخ النشر : 2016-09-26
زمن الكتابة الروائية
ورواية “الضحك” لغالب هلسا
د. محمد عبدالله القواسمة
الزمن وسيط الرواية مثلما هو وسيط الحياة، كما يقول منظر الزمن في الأدب هانز ميرهوف، فالرواية من الفنون الزمنيّة كالموسيقى، تُبنى على حركة الشخصيّات وأفعالها بخلاف الفنون المكانيّة كالتصوير والنحت اللذين يعتمدان على إبراز أبعاد المكان.
لقد اهتم الروائيون بالزمن اهتمامًا كبيرًا حتى إنهم استخدموه موضوعًا، أو شخصيّة رئيسيّة من شخصيّات رواياتهم. نجد هذا في روايات: "البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست، و"آلة الزمن" لـ هـ. ج. ويلز، و"البكاء على الأطلال" لغالب هلسا.
لقد اهتم النقاد الغربيون بالزمن في الرواية، إذ بدأ عند الشكلانيين الروس، ثم برز الناقد الفرنسي جيرار جينيت من بين الذين درسوا هذا الزمن، وبخاصة في كتابه المشهور "خطاب الحكاية" الذي استند إليه النقاد العرب في فهم الزمن الروائي، مثل: يمنى العيد، وسيزا قاسم، وسعيد يقطين، وخصوصًا وهو يفرّق بين الزمنين: زمن القصة أو زمن الحكاية أو المتن الحكائي، وبين زمن الخطاب أو زمن السرد أو المبنى الحكائي أو النص. الأول زمن القصة، زمن ترتيب الأحداث، وهو زمن تتابعي يخضع للتنظيم المنطقي، بينما الثاني، زمن الخطاب الذي لا يخضع لأي تنظيم، فهو زمن يتعلق بأسلوب الروائي، وتقنياته في عرض الأحداث.
من اللافت أن جينيت وغيره من النقاد لم يهتموا بزمن الكتابة، وإن كنّا نجد الناقد ميشال بوتور في كتابه "مقالات عن الرواية" يهتم به من خلال تقسيم زمن الرواية إلى زمن المغامرة، وزمن القراءة، وزمن الكتابة. ويهمّنا من هذه الأزمنة زمن الكتابة، ويُقصد به عادة الزمن الذي يجلس فيه الروائي ليكتب روايته، كما يتعلق بالمدة التي يستغرقها في عمله، ويمتدّ إلى الزمن الذي يتعلّق بالشخصيّات والأحداث التي تنمو على يده في أثناء إبداع عالمه.
أما النقاد العرب فلم يهتموا بهذا الزمن، وتجاهلوا أهميته في الإحاطة بالأفكار السائدة، وبمعرفة أحوال المجتمع في الزمن الذي كتب فيه الروائي روايته، ففاتهم الوقوف على تطور الروائي الفكري والفني، وبيان قيمة الرواية من بين الروايات التي كتبها الآخرون، وفهمها وتفسيرها ضمن الزمن الذي عاش فيه الروائي.
ويمكن توضيح أهمية زمن الكتابة في الكلام على رواية "الضحك" لغالب هلسا: فالمعروف أنّ هذه الرواية تنبني على تشظي الزمن، وتداخل الأحداث والأماكن مثل رواية تيسير سبول "أنت منذ اليوم" ولكن النقاد قدّموا رواية سبول على "الضحك" واعتبروها الرواية الرائدة التي تؤرخ لبدء مرحلة الرواية الجديدة في الأردن. وهذا ينافي الحقيقة إذا ما اعتمدنا على زمن الكتابة؛ فرواية "الضحك" كتبت قبل رواية تيسير سبول التي كتبها ردا على هزيمة العرب أمام إسرائيل في حزيران عام 1967، ونال عليها جائزة جريدة النهار اللبنانية مع رواية "الكابوس" لأمين شنار عام 1968.
بدأ غالب كتابة رواية "الضحك" عام 1961 كما يذكر صديقه نزيه أبو نضال، وانتهى من كتابتها عام 1966، ويروي غالب في مقدمة رواية "السؤال" بأنّه ترك مخطوطتها في البيت عندما زج به في السجن مع صبري حافظ، وغالي شكري، وجمال الغيطاني وغيرهم، واستمر مسجونًا ستة أشهر بتهمة الانتماء إلى تنظيم "وحدة الشيوعيين"، وبعد أن خرج من السجن وجد المخطوطة كما تركها، دون أن تلقى مع أثاثه في الشارع، فلم يستول عليها رجال المباحث كما توقّع، كان أصحابه قد دفعوا عنه أجرة الشقة في أثناء سجنه، فبقي كلّ شيء فيها على حاله. ويعلّق غالب على ذلك بقوله:"كانوا يدفعون إيجار الشقة بانتظام، وأجرة الخادمة حتّى تحافظ عليها. إنّها مصر أم العجائب".
كما تشير رواية الضحك إلى أن أحداثها من الناحية التاريخية، فضلًا عما أعلنه غالب هلسا نفسه بأنّها كتبت قبل هزيمة حزيران 1967م؛ ففي الرواية إشارات تاريخيّة إلى ثورة تموز في مصر عام 1952م، وحرب السويس عام 1956م، وانقلاب العراق عام 1958م، وليس فيها ما يشير إلى حرب 67. لهذا نرى أن غالب هلسا سبق تيسير سبول في ريادته للرواية في الأردن في مرحلتها الثانية، أي بعد المرحلة الأولى عام 1912 مع صدور رواية عقيل أبو الشعر الفتاة العربية في قصر يلدز، ورواية أديب رمضان جرائم المال 1935، وروكس العزيزي أبناء الغساسنة 1937.

هكذا فإن الفضل في بيان أهمية رواية الضحك، وإبراز قيمتها الفنية، ومكانتها في حركة السرد الروائي المحلي والعربي يعود إلى معرفة زمنها الكتابي الذي يفهم من خارج النص ومن داخله؛ لهذا فمن الضروري أن يلتفت النقاد العرب إلى هذا الزمن في دراساتهم التطبيقية للرواية وغيرها؛ فإهماله لا يساعد على فهم سليم للنص، وبالتالي على نجاح العمليّة النقديّة[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف