الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سوريا ومهمة الحل السلمي المستحيلة بقلم: محمد حطيني

تاريخ النشر : 2016-09-26
سوريا ومهمة الحل السلمي المستحيلة بقلم: محمد حطيني
سوريا ومهمة الحل السلمي المستحيلة

هل يعد مفاجئا تصريح المندوب الروسي تشوركين في مجلس الأمن يوم الاثنين 25 سبتمبر 2016 خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن لمناقشة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات النظام السوري وحلفاؤها من الروس والإيرانيين بان تحقيق السلام في سوريا غدا مهمة شبه مستحيلة الان؟ الواقع على الأرض يقول بغير ذلك فالأمر ليس مفاجئا كما قد يرى البعض، فمنذ قيام الثورة الشعبية السورية ضد النظام الحاكم، كانت روسيا هي القوة الأكبر الداعمة للنظام ماديا وسياسيا وعسكريا، وعطلت كل المحاولات التي بذلت في سبيل التوصل الى حل سلمي قضى مندوبها في الامم المتحدة باستحالته، وفي كل جلسات المفاوضات التي عقدت بين قوى المعارضة والنظام كانت الدولة الروسية تتبنى وجهة نظر الأخير غير أبهة بالمعارضة السورية والمعاناة الإنسانية للشعب السوري.  كيف ذاك؟

منذ بدايات الثورة الشعبية في سوريا على النظام، وروسيا وكما كانت في سابق العهود هي التي تزود النظام السوري يالأسلحة الفتاكة حتى جاءتها فرصة التدخل العسكري الفعلي في سوريا لسببين أولهما واهن وظاهر للتدخل العسكري، وهو محاربة داعش التي تحتل جزءا من الأرض السورية، تعتيما على توفير كافة أنواع الدعم العسكري اللازم لقوات النظام وحلفائه وغطاء سافرا له في محاولته للقضاء على المعارضة السورية المسلحة المنبثقة من رحم الشعب السوري الذي عانى من ديكتاتورية النظام لسنين طويلة، لكن الثورات في التاريخ لا تموت ولا تنكسر ما دام هناك شعب يتوالد ويؤمن بثورته، ويعمل على الحصول على حريته، كما الشعب الفلسطيني الذي ينحت في الصخر وتحت الأرض في سبيل البقاء على أرضه والتمسك بها، وطرد المحتمل منها.

 اما السبب الثاني فعودة روسيا من الباب السوري الذي لم تجد غيره، قوة عظمى تسترد مجدا عابرا قضى بانفراط عقد الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي، لاسيما بعد تراجع الدور الامريكي في المنطقة نتيجة تبني الرئيس اوباما لاستراتيجية جديدة عنوانها عدم التدخل العسكري المباشر في المنطقة، والابتعاد عن ممارسة  أمريكا لدورها القيادي في العالم ما أتاح لنظام الرئيس بوتين أخذ زمام المبادرة والإفادة من ذلك تنفيذا لأجندة سياسية تعيد للدب الروسي هيبته عالميا.

التسريبات الروسية عن كونفدرالية سورية ودستور سوري جديد تمكن روسيا من ان تكون اللاعب الرئيس في البلد بحثا عن موارد جديدة للدولة الروسية سعيا وراء تحسين المستوى المعيشي للمواطن الروسي تعد من الأسباب الواردة للسيطرة على جزء من الأرض السورية بما تملكه من ثروات بغية استغلالها والإفادة منها مستقبلا في دعم الخزينة الروسية لاسيما عند البدء في إعادة إعمار البنية التحية السورية التي احتاج لمبالغ كبيرة لاستكمالها، وهو ما بدأه الروس في أوكرانيا وفي القرم قبل أشهر عديدة، ويريدون له أذرعة ممتدة في المشرق العربي، ما يعد سببا وجيها ايضا لتقسيم الدولة السورية، هذا بالإضافة إلى المحافظة على موطن القدم الذي حصلت عليه على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في قاعدتها في طرطوس.

ولم تكن معركة حلب في بدايات شهر اغسطس وحصار المنطقة الشرقية من المدينة إلا بالون اختبار لقدرة المعارضة السورية المسلحة وقوتها النارية على الصمود في وجه القوات الروسية وقوات النظام والقوات الداعمة له خصوصا الحليف الإيراني.  وعلى ذلك لم يكن مستبعدا انهيار الهدنة العسكرية التي توصل إليها الطرفان الروسي والأمريكي بين الطرفين المتحاربين في هذا الشهر سبتمبر لاسيما بعدم وجود القوى التي تضمن استمرار الهدنة وصولا الى حل سلمي لما تزل الدولة الروسية تريده مفصلا وفقا لأهوائها وشروطها، وليس إفشال كل جولات المفاوضات بين النظام والمعارضة على مدى السنوات الماضية، والعمل على انهيار الهدنة الحالية من خلال القصف العشوائي لمدينة حلب باستخدام أسلحة فتاكة، والذي وصفه مندوب بريطانيا ومندوب فرنسا في مجلس الأمن بأنه قد يرقى إلى جرائم حرب إلا أكبر البراهين على ما تخطط له روسيا للدولة السورية وتحقيق مآربها هناك، خصوصا بعد كل الترتيبات التي عملت على استكمالها مع بعض القوى الإقليمية ابتداء من التعاون العسكري مع إيران بما في ذلك بناء المفاعلات النووية، وتوريد الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات لها، مرورا باستكمال حلقات التقارب التركي الروسي الذي مهد الطريق لروسيا لقصف حلب على نحو ما تمت الإشارة إليه، مقابل إطلاق يد الجيش التركي في محاربة الأكراد الممثلة بقوات الاتحاد الديمقراطي السورية منعا لقيام اية نواة لكيان كردي مستقل على الحدود التركية السورية.

محمد حطيني

كاتب ومحلل سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف