الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دور الولاية في تحديد المصير!بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-09-26
دور الولاية في تحديد المصير!بقلم:عزيز الخزرجي
دور الولاية في تحديد المصير!

لماذا ظاهرة الأرهاب و القتل و الفوضى و فقدان الثقة تنامت في العراق؛

لعليّ الوحيد الذي إختلفتُ و ما زلت أختلف مع أخواني, خصوصا نخبة الدّعاة الذين عاصروني خلال السبعينات و ما بعده, بشأن مسألة الولاية التي كثرت حولها الأحاديث و التنظيرات سلباً و إيجاباً و منذ إنتصار الثورة الأسلامية و بروز مرجعيات عتيدة حاولت أن تختلف و تُزوّر و تبتر آلأحاديث و التفاسير لتثبيت موقفها القاضي بحرمة إقامة حكم الأسلام و تطبيق آيات الله في عصر الغيبة و بالمقابل جواز إقامة حكومات الظلم و الفساد العلمانية, بل لم تتوانى حتى من أطلاق تعابير و تفاسير مختلقة على الآيات و الرّوايات الصّريحة و المطلقة بشأن وجوب إطاعة ولي الأمر المتصدي لأمور المسلمين من قبل الجيمع في عصر الغيبة, لتلافي التشتت في الولاآت و المرجعيات التي فهمها الناس بكونها جائزة في زمن الظهور!

و أتعجب من علماء الأختصاص اللغويين و الفقهاء منهم خصوصا؛ كيف إنّهم فاتتهم معنى و أبعاد قول المعصوم الصريح الذي ورد في التوقيع المشهور المعروف للجميع .. حين إستثنى من مجموعة المراجع و المجتهدين مجتهداً واحداً للتصدي لأمور الأمامة في عصر الغيبية بآلقول:

(... من كان من الفقهاء ...) حيث إستثنى مرجعاً واحداً وليس عدة مراجع للتصدي لأمور المسلمين و ما أشاعوا بين الناس العوام الذين لا يدركون الحقيقة عادةً!!

و حين قلبت الثورة الأسلامية العملاقة بنجاحها جميع المعادلات الشيطانية في العالم و كشفت أوراق الخائنين بشكل طبيعي, خصوصا المتسترين التقلديين الذين إتخذوا الدِّين كغطاء لنيل شهواتهم و مآربهم بتعاونهم و تولّيهم للمستكبرين عملياً في العالم .. و منذ أول كتاب أصدره المصلح الكبير لمسار الشيعة الأمام الخميني(قدس)(1), منذ ذلك الوقت .. في بداية السبعينات و لحين إنتصار الثورة الاسلامية عام 1979م و حتى قبلها خلال ستينيات القرن الماضي حين كان يلقي الأمام(قدس) محاضراته القيمة بشأن وجوب إقامة الحكومة الأسلامية على طلبة البحث الخارج في النجف؛ بدأت التأويلات و الهجوم عليه من قبل المرجعيات التقليدية المتترسة بأهل البيت(ع) ظاهراً بالبكاء و النعي على مظلوميتهم أمام الناس و آلتأكيد على ضرب القامات و الزنجيل و إتهام المدّعين لسياسة العباد و الحكم بآلأسلام .. بآلمغرضين و آلدجالين كتحدٍ لفتوى و نهج الأمام المصلح الخميني الذي قال؛

[إن الدماء التي تهدرونها عبثاً على الأرض يمكنكم أن تنجدوا بها المرضى والفقراء و المحتاجين, و هذا أضعف ألإيمان للمواليين الحقيقيين لمحبّي الأمام الحسين(ع)]!

لانّ الأمام الحسين(ع) بنظر الأمام الخميني(قدس) هو مشروع حضاري كبير و سامي لإنقاذ كل العالم من الظلم و الأستكبار و التزوير, و لا يجوز حصره بمرجعيات تقليدية و مناسبات موسمية في عاشوراء بضرب آلقامات و الزنجير التي هي أقرب ما تكون إلى طقوس الهندوس و السيك و المشركين, بل ان الحسين(ع) نفسه منع حتى أهل بيته من البكاء و خدش الوجوه و اللطم عليه, و إن هذه المظاهر هي المظاهر التي يفرح لها المستكبرون في العالم و يشجعونها كي تُزوّر قضية الأمام الحسين(ع)!

و هكذا تكاثر المعاندون المغرضون بعمد أو جهل من وهابية السنة و الشيعة الذين لهم أهداف تسلطية و سلطوية ضيقة بإستخدام الدين كغطاء لإستحمار بسطاء الشيعة من السذج و الهمج الرعاع لدرّ جيوبهم و التقرب إلى المستكبرين اليهود في العالم في لندن و واشنطن بعد تكريمهم بمحطات الفتنة الفضائية المعروفة للواعيين!

و لا أدري لماذا تركز هذا الغباء و ألأنحراف في أوساط الكربلائيين أكثر من غيرهم و في مقدمتهم جوقة الشيرازيين الخبيثة و منهم منظمة (العمل) و محطات الفتنة, و جماعة من الذين حسبوا أنفسهم على حزب الدعوة من الكربلائيين كآلسيد الجعفري و أقرانه!؟

أم إنّ هؤلاء كانوا حقاً مصداقاً للحديث القائل:

[مجاوري قبورنا ألدّ أعدائنا]!؟

و لعلّهم حقّاً أحفاد الذين شاركوا في قتال الأمام الحسين(ع) يوم عاشوراء, حين قالوا:

[قلوبنا معك و سيوفنا عليك يا أبا عبد الله], و كما هم اليوم حيث قلوبهم مع الأمام الحسين أما سيوفهم و محطاتهم و مواقفهم و حياتهم و سفرتهم فمع المستكبرين الظالمين!؟


فهذا الجعفري مثال عن الكربلائي الحاقد المنحرف؛ حيث يُعدُّ أغبى سياسي عراقي عرفته في حياتي؛ لأنه و كما هو معروف عنه اليوم؛ مصرٌ و معاند على الباطل حتى أمام آيات القرآن و نهج ولاية الله, و لذلك صار مثله كآلمثل العراقي المشهور:

(لا حضت برجيله و لا خذت سيد علي)!؟

فلا هو عميل شرعي ثابث على وجه للأنكليز .. و لا هو مؤمن بحقيقة آلأسلام و ثابث على عقيدته على وجه!

بل يتقلب مع كل وارد و شارد, و يتعاطف مع الكافر و المنافق و المؤمن و البعثي و القاتل والمقتول في نفس الوقت و بنفس الدرجة!

و العلة هي أنّ ولايته و أفكاره مختلطة و متقلبة و متباينة من حال إلى حال لذلك لم يعد له كلام ثابث و لا موقف ثابث, فحتى السياسيين الكفار كما نسميهم لهم مواقف و ستراتيجيات ثابثة تقريباً, إلا هؤلاء الكربلائيين البعض منهم طبعاً!

فحين كان في إيران, يقول و بعناد أمام أهل بلدته الكربلائيين الشيرازيين؛ بأنكم على خطأ و منحرفون و أن ولاية الفقيه .. و حصراً ولاية الأمام الخميني(قدس) هي ولاية الله و ولايتنا و هي حدٌّ فاصل بين الحق و الباطل, و ليس بمسلم من لا يؤمن بولاية الفقيه, و لا نساوم على علاقتنا بهذه الولاية مهما سعى المغرضون لتخريب علاقتنا بها, و قد سمعت منه ذلك بنفسي في المركز الأعلامي بطهران بداية الثمانينات يوم كان يتواجد هناك, لأن الكربلائيين (الشيرازيون) الخبثاء بآلمقابل كانوا يتهمون الدّعاة و حزب الدعوة و كل فصيل عراقي آخر بكونهم ليسوا من الشيعة و هم كفار و لا يؤمنون بولاية الفقيه, للتقرب بذلك من الأيرانيين والحصول على الأموال والمؤسسات و البيوت المرفهة, أو ربما كانوا و الله الأعلم يعتقدون بذلك حقّاً في بداية الثورة و كما أشرنا لمسيرتهم ألمضللة في مقالنا السابق(2).

و حين إلتقيته بسوريا في المركز الأعلامي في الشام عام 1994م و أمام الأخ أبو إسراء رئيس الوزراء السابق و دعاة آخرين كآلسيد حسن النوري؛ تباحثنا بشأن وضع العراق و مستقبله, حيث لا يوجد مشروع بديل للنظام الحاكم بعد سقوطه لكونكم صرتم تبعية لأنظمة عالمية أخرى, و قلت له بأن وجودكم في لندن لا يتفق و دعوتكم و هو إنحراف مبين خصوصاً لأمثالك الذين يدعون الأنتماء للدعوة و الأسلام و الحوزة و كربلاء, و لم يستطع إجابتي سوى اللف والدوران كعادة المنهزمين الذي تلطخت قلوبهم و عقولهم بآلتناقضات, حتى قلت له أخيراً:

أسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتك خيراً!

و شكرني على ذلك بأدبٍ مصطنع و قال: هذا أفضل دعاء سمعته في حياتي!

و هكذا تبدّل موقفه العقائدي كليأً بعد تعرّبه من بعد الهجرة قبال مسألة الولاية التي تبدلت عنده من (ولاية الفقيه) إلى ولاية (إيلازابيث) التي إعتبرها ولاية الله ولا حياد عنه و هم من سينصرونا و يعطونا الحكم في العراق ... كل ذلك بسبب تفاقم الأحداث التي لم يجدوا لها حلاً و إنكبابهم على الدنيا و الرواتب لإشباع النفس المريضة, التي أصيب بشتى آلأمراض النفسية و الروحية المزمنة!

و إلا هل هناك مؤمن عاقل ينكر المعروف الذي قدّمه الأيرانيون للعراقيين منذ القرن الماضي و إلى يومنا هذا!؟

وهل له أو لغيره أن يجيبنا على ما يلي:

من الذي آوى العراقيين يوم رفضهم معظم دول العالم خصوصا العربان؟

من الذي فتح قلبه للعراقيين المهجرين والمهاجرين غير قيادة الدولة الأسلامية والشعب الأيراني رغم ما كانت تعانيه من الحصار و الحرب و آلضعف الأقتصادي .. لكنها إستقبلت كل تلك الأعداد الكبيرة التي وصلت وقتها لأكثر من مليون عراقي مهجر و مهاجر و جميعهم مفلسين و حفاة و بلا أوراق أو حتى هويّة شخصية؟

من الذي دعم المعارضة العراقية و فتح أمامهم أبواب المعسكرات و الدعم المادي و التسليحي و اللوجستي!؟

من الذي نصر العراقيين ضد الأرهاب بعد سقوط صدام العميل, بينما العالم كله كان يرسل المفخخات و الأرهابيين لقتلنا بإدارة المخابرات العالمية؟

أيّ دمٍ غير دم الأيراني المسلم إختلط مع الدم العراقي دفاعاً عن تراب و مقدسات و نواميس العراقيين!؟

أ لا تباً و تعساً لكل منافق متقلب ناكر للمعروف و لفضل الولاية علينا و لدم و فكر الصدر الأول المظلوم الذي ما زال أمثال هؤلاء الصعاليك يشربون من دمه بطيب خاطر و رضا!؟

أ لا تباً لكل الناكرين لجميل هذا القوم الذين وحدهم حملوا راية الأسلام للعالم .. كل العالم بعد ما دمّره العربان و غيرهم حين غيروا مبادئه و أصوله وصارت بلدانهم مرتعاً للمستكبرين و قواعد للصهاينة!؟

و عجبي هو:

كيف تنكر بعض المحسوبين على الدعوة و غيرهم لتلك القيادة و الولاية الرّبانيّة التي أوصانا بإتّباعها و بمبايعتها الصدر الأول كآخر وصيّة له قبيل إستشهاده!؟

أ لم يكن الصّدر الأول هو فقيه الدعوة و مؤسسها!؟

فلماذا تنكرتم سريعاً لمبادئه و وصيته و كما فعل أهل الكوفة بعلي و أبنائه المعصومين!؟

إلى أي حد وصل غباؤكم يا أهل النفاق و الشقاق!؟

حتى بات هذا الجعفري و بعض الكربلائيين ظاهرة سيئة و مشينة في أوساط العراقيين, و حاله تشبه حال (علي بن حمزة البطائني) الذي كان مؤمناً بولاية علي (ع) في البداية .. لكنه انكر ولاية الأمام الرضا (ع) الذي هو إمتداد لولاية الأمام علي(ع) فكان مصيره الخزي و نار جهنم!

و من هنا يتبين دور الولاية في خلاص و نجاة و فلاح الأنسان – أيّ إنسان - في الدّارين و على كلّ الأصعدة الشخصيّة و الأجتماعيّة و الأقتصاديّة و السياسيّة و العقائديّة التي هي الأهم!

و لذلك قال الأمام الصادق(ع):

[بُني الأسلام على خمس؛ على الصوم و الصلاة و الحج و الزكاة و الولاية, و ما نودي بشير مثلما الولاية]!

تلك الولاية التي بدونها لا يستطيع المسلم تشخيص الحق من الباطل, بل و يكون بشكل طبيعي عنصراً هدّاماً في المجتمع و مصدراً للأرهاب و الفوضى و القتل, وكما حدث في بلادننا و هو ناتج طبيعي لبعدنا عن تلك الولاية الرّبانية التي قلة من العلماء و المثقفين قد فهمها و فهم آثارها الكونية و تأثيرها على مصير الأنسانية .. كل الأنسانية.

عزيز الخزرجي

Azez Hmed Al-kazragy

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب : (الحكومة الأسلامية أو ولاية الفقيه), و هو أول كتاب معاصر يبحث فقهياً أسس و أهداف الحكومة الأسلامية, حيث لم يكن مسلم أو حتى فقيه آخر يفهم أو يتصور نجاح حكومة تحت ظل ولاية الفقيه, و لهذا جن جنون المستكبرين و المغرضين الذين جهزوا الجيوش ضدها لوأدها!

(2)راجع مقالنا بعنوان: لماذا مقتُّ الشيرازيين؛
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف