لماذا قتلوا ناهض حتر ؟
محمود فنون
25/9/2016م
هذا السؤال ليس سؤالا استفساريا ، انه سؤال استنكاري .
كما نستنكر قتل فرج فودة والحلاج وابن المقفع وعبد الله بن الزبير ، وكما نستنكر قتل وحرق الأدباء والمفكرين الذين تم اعدامهم جهرا او سرا بسبب مواقفهم ، ونستنكر تفجير الناس في الجوامع والأسواق ، فإننا نستنكر قتل ناهض حتر وكل من على شاكلته .
إن ناهض حتر شهيد الكلمة والموقف ، وهو قد ناضل وواجه في سبيل موقفه . وقد اعتقلته السلطات الأردنية في محاولات متكررة لقمعه ولم تفلح .
وكانت محاكمته آخر محاولات القمع الفاشلة قبل اطلاق الرصاصات الغادرة على صدره وجسده .
قال الدكتور بلال زرينة وهو يعاني من مواقفه واختلافه وهو كذلك من مثقفي الدين الإسلامي والتاريخ العربي ، قال :" فتشوا عن السياسة ولا تفتشوا عن الدين::
في فترة الحكم الاموي والعباسي قُتل العشرات من الفقهاء والمفكرين تحت عنوان (حد الردة) وعندما تدرس حياة أولئك المقتولين تجد
أن السبب الحقيقي هو أنهم كانوا معارضين للنظام السياسي : اقرؤوا سيرة غيلان الدمشقي والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وابن المقفع... لتتأكدوا بأنفسكم... وحتى تتأكدوا من كلامي : ألم يكن كبار المتهتكين والشاذين جنسيا والملحدين أمثال أبو نواس وبشار بن برد يسرحون ويمرحون ويمارسون نشاطاتهم دون أي أذى من تلك الدول"
ولكن هذا لا يفسر كل شيء في هذه المرحلة التاريخية .
فلو كانت ظاهرة ناهض حتر في الأردن في أعوام خمسينات وستينات القرن الماضي لما تجرأ الإسلام السياسي على إعدامه كما افترض، مع العلم أن التيار الإسلامي في الأردن كان شريكا في الحكم بمظاهر عدة . في تلك الحقبة كانت الحالة التقدمية تتنامى في البلاد العربية بما يشكل خطورة حقيقية على الرجعيات العربية وعلى كل مظاهر الوجود الإستعماري .
بينما اليوم المد الرجعي والإسلام السياسي هما السائدان والمتوحشان بل وفي حالة توحش لم يسبق لها مثيل . ونظام كالنظام الأردني يهادن هذه الحالة وهو جزء منها مما ساهم في خلق مناخات القتل باسم الدين وباسم المعارضة وباسم الردة .
إن القتل هنا يأتي ليس فقط بسبب هذه الحالة بل تعميقا لها وتسييدا وتثبيت وجود . لذلك فإن كل مكونات الحالة قد ساهمت في القتل : الإعتقال والمد الرجعي والموقف الحكومي وثقافة القتل المنتشرة في الأوساط الشعبية والتي تفرز القتلة والمجرمون تحت عنوان دعني أدخل به الجنة .
دعني ادخل به الجنة !!!
كيف يكون قتل الناس جواز مرور للجنة ؟
القتل ، القتل ، جواز مرور للجنة؟ . هذا لا يكون سوى عند المريدين السذج وسوف اكتب تعريفا للمريدين الذين يتلقون قول الشيخ على انه القول الفصل ويرون انفسهم في حالة نكاح دائم مع الحور العين وهذا أعظم ما يصبون إليه .
إنهم يستبدلون الفعل الإيجابي للإنسان بالقتل كطريق للجنة وهم يعيشون حالة من الوهم والتجلي الصوفي والخوف من الغد والرغبة في الخلاص الفوري والإستعجال بالذهاب للآخرة . إنهم كذلك مقموعون ومستلبون إلى آخر حدود الإستلاب . وهذا ما يفسر استعداد احدهم لحمل المسدس وقتل ناهض حتر وسط جمع من الناس دون اي احساس بالخوف ، بل هذا يفسر حمل الحزام الناسف وتفجيره في جموع المصلين في الجوامع وفي عامة الناس والأسواق .
إنني اتقبل ناهض حتر شهيدا للكلمة والموقف .
ولكن من واجب الدولة الأردنية وقد قبضت على القاتل الذي اعدم الرجل أمام ابنه وجمهرة الناس وبوجود مكثف لرجال الأمن الظاهرين وغير الظاهرين ، إن من واجب الدولة الأردنية تطبيق حد القتل على القاتل وبما يسمح به القانون ووفق أصول القانون والمحاكمات في الأردن، والمصادقة على قرار الحكم بموقف سياسي يعبر عن حق ناهض حتر في مقاصصة المجرمين .
محمود فنون
25/9/2016م
هذا السؤال ليس سؤالا استفساريا ، انه سؤال استنكاري .
كما نستنكر قتل فرج فودة والحلاج وابن المقفع وعبد الله بن الزبير ، وكما نستنكر قتل وحرق الأدباء والمفكرين الذين تم اعدامهم جهرا او سرا بسبب مواقفهم ، ونستنكر تفجير الناس في الجوامع والأسواق ، فإننا نستنكر قتل ناهض حتر وكل من على شاكلته .
إن ناهض حتر شهيد الكلمة والموقف ، وهو قد ناضل وواجه في سبيل موقفه . وقد اعتقلته السلطات الأردنية في محاولات متكررة لقمعه ولم تفلح .
وكانت محاكمته آخر محاولات القمع الفاشلة قبل اطلاق الرصاصات الغادرة على صدره وجسده .
قال الدكتور بلال زرينة وهو يعاني من مواقفه واختلافه وهو كذلك من مثقفي الدين الإسلامي والتاريخ العربي ، قال :" فتشوا عن السياسة ولا تفتشوا عن الدين::
في فترة الحكم الاموي والعباسي قُتل العشرات من الفقهاء والمفكرين تحت عنوان (حد الردة) وعندما تدرس حياة أولئك المقتولين تجد
أن السبب الحقيقي هو أنهم كانوا معارضين للنظام السياسي : اقرؤوا سيرة غيلان الدمشقي والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وابن المقفع... لتتأكدوا بأنفسكم... وحتى تتأكدوا من كلامي : ألم يكن كبار المتهتكين والشاذين جنسيا والملحدين أمثال أبو نواس وبشار بن برد يسرحون ويمرحون ويمارسون نشاطاتهم دون أي أذى من تلك الدول"
ولكن هذا لا يفسر كل شيء في هذه المرحلة التاريخية .
فلو كانت ظاهرة ناهض حتر في الأردن في أعوام خمسينات وستينات القرن الماضي لما تجرأ الإسلام السياسي على إعدامه كما افترض، مع العلم أن التيار الإسلامي في الأردن كان شريكا في الحكم بمظاهر عدة . في تلك الحقبة كانت الحالة التقدمية تتنامى في البلاد العربية بما يشكل خطورة حقيقية على الرجعيات العربية وعلى كل مظاهر الوجود الإستعماري .
بينما اليوم المد الرجعي والإسلام السياسي هما السائدان والمتوحشان بل وفي حالة توحش لم يسبق لها مثيل . ونظام كالنظام الأردني يهادن هذه الحالة وهو جزء منها مما ساهم في خلق مناخات القتل باسم الدين وباسم المعارضة وباسم الردة .
إن القتل هنا يأتي ليس فقط بسبب هذه الحالة بل تعميقا لها وتسييدا وتثبيت وجود . لذلك فإن كل مكونات الحالة قد ساهمت في القتل : الإعتقال والمد الرجعي والموقف الحكومي وثقافة القتل المنتشرة في الأوساط الشعبية والتي تفرز القتلة والمجرمون تحت عنوان دعني أدخل به الجنة .
دعني ادخل به الجنة !!!
كيف يكون قتل الناس جواز مرور للجنة ؟
القتل ، القتل ، جواز مرور للجنة؟ . هذا لا يكون سوى عند المريدين السذج وسوف اكتب تعريفا للمريدين الذين يتلقون قول الشيخ على انه القول الفصل ويرون انفسهم في حالة نكاح دائم مع الحور العين وهذا أعظم ما يصبون إليه .
إنهم يستبدلون الفعل الإيجابي للإنسان بالقتل كطريق للجنة وهم يعيشون حالة من الوهم والتجلي الصوفي والخوف من الغد والرغبة في الخلاص الفوري والإستعجال بالذهاب للآخرة . إنهم كذلك مقموعون ومستلبون إلى آخر حدود الإستلاب . وهذا ما يفسر استعداد احدهم لحمل المسدس وقتل ناهض حتر وسط جمع من الناس دون اي احساس بالخوف ، بل هذا يفسر حمل الحزام الناسف وتفجيره في جموع المصلين في الجوامع وفي عامة الناس والأسواق .
إنني اتقبل ناهض حتر شهيدا للكلمة والموقف .
ولكن من واجب الدولة الأردنية وقد قبضت على القاتل الذي اعدم الرجل أمام ابنه وجمهرة الناس وبوجود مكثف لرجال الأمن الظاهرين وغير الظاهرين ، إن من واجب الدولة الأردنية تطبيق حد القتل على القاتل وبما يسمح به القانون ووفق أصول القانون والمحاكمات في الأردن، والمصادقة على قرار الحكم بموقف سياسي يعبر عن حق ناهض حتر في مقاصصة المجرمين .