الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شيراز بقلم:شفيق التلولي

تاريخ النشر : 2016-09-26
شيراز بقلم:شفيق التلولي
شيراز

قصة قصيرة 

شفيق التلولي

وقفتُ مطولا عند بوابة صلاح الدين الجنوبية بين الرفحين، لعلي أكحل عينيّ بآخر نظرة لشيراز قبل الرحيل، اتجهت شمالاً على مقربة من قريتي؛ قرية الحليقات المدمرة، حيث حاجز بيت حانون، لكنني لم أصل حتى قرية دمرة التي يجثم حاجزهم حاجز ايرز فوق أراضيها، عدت بخطى الشوق لشيراز الذي ألهبني اتصالها من خليل الرحمن وطلبها مني وأمها بضرورة أن ترانا، ولكن الحواجز والحدود قد خيبت الأمل والرجاء وحالت دوننا من الوصول إلى هناك، لم أكن لأتوقع بأنها لن تعود إلى رفح الطفولة والصبا، وأننا لن نراها حتى هناك، إلا عندما دق جرس الهاتف في الربع الأخير من هزيع الليل، فسقط قلبي مع سقوط سماعة الهاتف من يد زوجتي التي صرخت صرخة اخترقت سماء رفح مرددة: "ماتت شيراز" صرخة أرجفت كثبان تل السلطان الرملية اهتزت معها الأسلاك الشائكة التي تفصل حدودنا عن حدودهم، حتى تناهى صداها لمسامع هذا الجندي الذي يعتلي "القُلبة"* فراح يطلق الرصاص ليغتال هذا الصوت الصارخ، ممنوع أن تتسلل الأصوات إلى ما وراء تلك الكثبان، ممنوع حتى على القطط والكلاب أن تركض إلى ما بعد هذه التلال التي يتكئ عليها الرفحيون في نزهاتهم وتجوالهم، فكيف يسمع جندي أشكنازي أو حتى تسفاردي هذه الصرخة المدوية؟!

آلمني هذا الموت المفجع مرتين مرة لرحيلها المفاجئ، ومرة لأن تلك الأسلاك الشائكة قد مزقتني على مرأى من تلك الحدود الفاصلة، آلمتني ابنتي شيراز حينما خبأت عنا مرضها حتى لا نضج ولا نثور، ربما خبأته لأنها كانت تحفظ خريطة الوطن وتضاريسه وأسلاكه الشائكة المغروسة في خاصرته، وتعرف أيضا أنه منقسم على نفسه انقسام مزق الضلوع وطال القلب بخنجره المسموم وتوزعت دماؤه بين أمراء الحروب وحماة السلام، مسكينةٌ أنت يا ابنتي فقد آثرت أن تبتلعي السكين على الحدين لوحدك؛ حد هذا المرض اللعين وحد البعاد عن أهلك وذويك.

أشرقت يا شيراز كثورة الفرس والشعراء في رحلة العلم يوم التشرد والهجير وغبت في زمن العزلة والحصار والنفير، رحلت يا ابنتي قبل النيروز وقبل أن نحتسي معا قهوة الصباح على شُرف فيروز.
...................

• القُلبة : برج المراقبة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف