الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لم ولن ينسوا بقلم د. مصطفى البرغوثي

تاريخ النشر : 2016-09-26
لم ولن ينسوا بقلم د. مصطفى البرغوثي
لم ولن ينسوا

بقلم د. مصطفى البرغوثي

الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

شدت أجوبة الأطفال انتباهي أثناء مشاركتنا يوم الجمعة الماضي في ماراثون مخصص للأطفال في مدينة رام الله تحت عنوان، "أين الطفولة ؟" ، والذي نظم بهدف جذب انتباه العالم الى معاناة الأطفال الفلسطينين والى الطفولة الضائعة بسبب عقود من سنوات الاحتلال والنكبة والاضطهاد العنصري.

الأجوبة جائت كالسيل ردا على سؤال واحد ، من أين أنتم ومن أين جئتم؟ . ولعل السائل كان يريد أن يعرف في أي حي أو قرية يعيش هؤلاء اللأطفال الذين جائوا مع عائلاتهم للمشاركة في انتزاع لحظات سعادة ونشاط ، رغم الحصار المفروض على حرية حركتهم بالحواجز والتنكيل.

الأجوبة كانت دون تردد : من اللد، من يافا، من عمواس، ومن بيت نبالا.

لم ينسوا ، ولن ينسوا.

 ونتنياهو يعرف ذلك . ولهذا كان جل خطابه في الأمم المتحدة مكرس للهجوم على إصرار الفلسطنيين على تذكر نكبتهم وتمسكهم بحقهم في العودة ، من خلال الادعاء أن الاستيطان ليس المشكلة وأن الفلسطنيين يرفضون الاعتراف بإسرائيل ، ويصرون على أن" تل ابيب  مستوطنة" .

نفس الكلمات استعملها موشية يعلون في مقال له ظهر في نفس اليوم، رغم معرفة كليهما بأن منظمة التحرير التي يعترفون بها كممثل للفلسطينيين اعترفت في إتفاق اوسلو بإسرائيل ، في حين لم تعترف إسرائيل بدولة فلسطين . وذلك احد مآسي ذلك الاتفاق . وهو ما أشار له الرئيس الفلسطيني في خطابه أمام الأمم المتحدة .

لا يستطيع نتنياهو ان يقدم سببا للإستمرار بالاستيطان في الضفة الغربية سوى الادعاء بأن هذه ايضا أرض " إسرائيل" ،  وانه يريد تكرار ما فعله بيافا وحيفا وعكا بمدن الضفة الغربية وقراها.

ولذك يتحدث يعالون عن عبثية محاولة الوصول لحل سياسي لإنهاء ما يسميه ( الصراع الفلسطيني – الأسرائيلي) ، ويطرح كبديل " نهج إدارة الصراع" . ويريد بكلماته " التركيز على بناء المجتمع الفلسطيني من أسفل الى أعلى من خلال الاقتصاد والبنية التحتية وانفاذ القانون والحكومة".

أي أن خطة نتنياهو ويعالون هي استكمال تهويد الضفة الغربية وضمها التدريجي لاسرائيل ، وحشر الفلسطينيين في معازل وبانتوستانات ، ثم كي وعيهم ليقبلوا ليس فقط بنسيان ما جرى عام 1948 وبالتالي التخلي عن حق العودة ، بل والقبول بسيطرة النظام الصهيوني الإسرائيلي على حياتهم وأفكارهم وثقافتهم.

وهما يقران  بأنه في ظل النعيم الأمني الذي تحظى به اسرائيل بسبب أوضاع المنطقة ، فان المعضلة الوحيدة هي القضية الفلسطينية التي يريدون إما تصفيتها او إحتواءها.

نقطة الضعف الجوهرية في هذا المخطط الصهيوني انه أولا لا يقرأ التاريخ ،ولا يريد ثانيا أن يفهم مغزى ومعنى التمسك الاسطوري للشعب الفلسطيني بقضيته الوطنية، وإن وجد بعض المتراخين في الدفاع عنها.

وأصحاب هذا المخطط لن يستطيعوا ابدا أن يفهموا لماذا يبدو أبناء وبنات الجاليات الفلسطينية في المهاجر اليوم أكثر تمسكا بقضيتهم واندفاعا في الكفاح الوطني من جيل آبائهم، وهم طبعا لن يستطيعوا أن يفهموا ابدا لماذا يجيب طفل فلسطيني في رام الله عمره ست أو سبع سنوات على سؤال من أين أنت ، بالقول أنه من اللد التي لم يراها ولكنه لن ينساها ابدا.

لم ولن ينسوا ، هذه هي المعضلة التي لا يمكن لقوة عسكرية، أو احتلال مهيمن، أو سطوة مستعمر أن تتجاوزها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف