هل خضع ميلادينوف للضغوطات الاسرائيلية؟
تصريحات مبعوث السلام للشرق الاوسط "نيكولاي ميلادينوف" والتي كان ادلى بها في وقت سابق ووجه فيها انتقادات لاذعة لإسرائيل في التعامل مع موجة العنف الاخيرة والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية لقيت ردود فعل قوية من اسرائيل. فقد اصدر وزير الحرب الاسرائيلي "افيغدور ليبرمان" تعليماته للأجهزة الامنية الاسرائيلية بمقاطعة ميلادينوف على خلفية تلك التصريحات والمواقف وعلى ما يبدو ان الضغوطات الاسرائيلية اثمرت عندما تراجع المبعوث الأممي عن تصريحاته من خلال تصريحات ومواقف مغايرة تماما عندما وصف ما يحدث بالاراضي الفلسطينية بالعنف دون تمييز بين الضحية والجلاد وهذا موقف يتناقض تماما مع مواقف سابقة كان اعلن عنها ميلادينوف اكد فيها بان القتل الذي تنفذه اسرائيل هو اعدام خارج اطار القانون، الامر الذي احدث ايضا ردود فعل غاضبة ودعا مجلس العلاقات الدولية في فلسطين لإصدار بيان يستهجن فيه البيان الصادر عن منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط والتحول السريع في مواقفه.
وقد فسر هذا التراجع في مواقف ميلادينوف بأنه جاء استجابة للنداءات الاسرائيلية والضغوط التي مارستها اسرائيل عليه بعد ان قادت حملة مكثفة ضده اسفرت عن تغيير مواقفه. كما جاء هذا التراجع في مواقف ميلادينوف بعد حملة شرسة قادتها اسرائيل ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمطالبته اسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل حيث وصفت اسرائيل هذه المطالب بانها تعبر عن تطهير عرقي لليهود في فلسطين. وقال يوفال شتيانتس وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلية :"الرسالة التي يبعث بها أبو مازن ما هي إلا البداية فقط، والهدف النهائي يتمثل في تطهير كامل فلسطين من العرق اليهودي"، وأكد شتاينتس تمسك إسرائيل بشرطين أساسيين لتحقيق تقدم في "عملية سلمية حقيقية"، موضحا أن الشرطين هما، "وقف التحريض العنصري ضد الشعب اليهودي والاعتراف بحقه في دولة له". وفي السياق ذاته أيد شتيانتس تصريحات نتنياهو القائلة بأن من يعارضون الاستيطان ينفذون "تطهيرا عرقيا" ضد اليهود، وذلك رغم الانتقادات التي تلقاها بعد هذا التصريح، وقال شتاينتس إنه "آن الأوان لإماطة اللثام عن الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية"، متهما الرئيس الفلسطيني بأنه هو من يطالب بإخلاء المستوطنات "كتطهير عرقي".
و على ما يبدو ان هناك خلطا واضحا في فهم قادة اسرائيل لبعض المفاهيم المتعلقة بالاستيطان الذي كان احد الاسباب الرئيسية والمباشرة في توقف عملية السلام حيث ادان المجتمع الدولي بمختلف اطيافه السياسية والحزبية سياسة اسرائيل الاستيطانية وطالبوا اسرائيل بوقفها، فهل يعني هذا الموقف الدولي نوعا من انواع التطهير العرقي.
لماذا يتفاعل البعض وفقا لمصالحه عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية والتي اصبحت خاضعة لقوانين السياسة الدولية القائمة على قاعدة الضغط المشترك المرتبطة بقاعدة المصالح المشتركة. فموقف ميلادينوف الاخير الذي وصف ما يحدث بالأراضي الفلسطينية بالعنف وكان يقصد "العنف" الفلسطيني لا يعكس موقف المجتمع الدولي والمنظمة الدولية وأمينها العام بان كي مون الذي اعتبر ان المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية وفقا للقانون الدولي وان الاحتلال الاسرائيلي خانق ويجب ان ينتهي بل ان كي مون ذهب الى مهاجمة اسرائيل متوعدا اياها بمزيد من العزلة الدولية بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين.
ولم تسلم اسرائيل حتى من حليفها الاستراتيجي عندما وجه الرئيس الامريكي باراك اوباما من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة نقدا لاذعا لإسرائيل محذرا اياها انها لن تستطيع السيطرة على المستوطنات الى الابد وهي رسالة سياسية واضحة بضرورة وقف الاستيطان.
التراجع والتحولات في مواقف ميلادينوف لن تؤدي الى حماية المصالح الحيوية لإسرائيل ولكنها ستساهم في عدم استقرار الساحة السياسية مع الفلسطينيين، فميلادينوف يمثل جهة رسمية تقف وراء انجاز مهمة صعبة ومعقدة وفق استراتيجية معينة في حل الصراع مع اسرائيل وان الحياد عن هذه الخطوط يعتبر خرقا لسياسة المنظمة الدولية.
تصريحات مبعوث السلام للشرق الاوسط "نيكولاي ميلادينوف" والتي كان ادلى بها في وقت سابق ووجه فيها انتقادات لاذعة لإسرائيل في التعامل مع موجة العنف الاخيرة والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية لقيت ردود فعل قوية من اسرائيل. فقد اصدر وزير الحرب الاسرائيلي "افيغدور ليبرمان" تعليماته للأجهزة الامنية الاسرائيلية بمقاطعة ميلادينوف على خلفية تلك التصريحات والمواقف وعلى ما يبدو ان الضغوطات الاسرائيلية اثمرت عندما تراجع المبعوث الأممي عن تصريحاته من خلال تصريحات ومواقف مغايرة تماما عندما وصف ما يحدث بالاراضي الفلسطينية بالعنف دون تمييز بين الضحية والجلاد وهذا موقف يتناقض تماما مع مواقف سابقة كان اعلن عنها ميلادينوف اكد فيها بان القتل الذي تنفذه اسرائيل هو اعدام خارج اطار القانون، الامر الذي احدث ايضا ردود فعل غاضبة ودعا مجلس العلاقات الدولية في فلسطين لإصدار بيان يستهجن فيه البيان الصادر عن منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط والتحول السريع في مواقفه.
وقد فسر هذا التراجع في مواقف ميلادينوف بأنه جاء استجابة للنداءات الاسرائيلية والضغوط التي مارستها اسرائيل عليه بعد ان قادت حملة مكثفة ضده اسفرت عن تغيير مواقفه. كما جاء هذا التراجع في مواقف ميلادينوف بعد حملة شرسة قادتها اسرائيل ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمطالبته اسرائيل بوقف الاستيطان بشكل كامل حيث وصفت اسرائيل هذه المطالب بانها تعبر عن تطهير عرقي لليهود في فلسطين. وقال يوفال شتيانتس وزير شؤون الاستخبارات الاسرائيلية :"الرسالة التي يبعث بها أبو مازن ما هي إلا البداية فقط، والهدف النهائي يتمثل في تطهير كامل فلسطين من العرق اليهودي"، وأكد شتاينتس تمسك إسرائيل بشرطين أساسيين لتحقيق تقدم في "عملية سلمية حقيقية"، موضحا أن الشرطين هما، "وقف التحريض العنصري ضد الشعب اليهودي والاعتراف بحقه في دولة له". وفي السياق ذاته أيد شتيانتس تصريحات نتنياهو القائلة بأن من يعارضون الاستيطان ينفذون "تطهيرا عرقيا" ضد اليهود، وذلك رغم الانتقادات التي تلقاها بعد هذا التصريح، وقال شتاينتس إنه "آن الأوان لإماطة اللثام عن الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية"، متهما الرئيس الفلسطيني بأنه هو من يطالب بإخلاء المستوطنات "كتطهير عرقي".
و على ما يبدو ان هناك خلطا واضحا في فهم قادة اسرائيل لبعض المفاهيم المتعلقة بالاستيطان الذي كان احد الاسباب الرئيسية والمباشرة في توقف عملية السلام حيث ادان المجتمع الدولي بمختلف اطيافه السياسية والحزبية سياسة اسرائيل الاستيطانية وطالبوا اسرائيل بوقفها، فهل يعني هذا الموقف الدولي نوعا من انواع التطهير العرقي.
لماذا يتفاعل البعض وفقا لمصالحه عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية والتي اصبحت خاضعة لقوانين السياسة الدولية القائمة على قاعدة الضغط المشترك المرتبطة بقاعدة المصالح المشتركة. فموقف ميلادينوف الاخير الذي وصف ما يحدث بالأراضي الفلسطينية بالعنف وكان يقصد "العنف" الفلسطيني لا يعكس موقف المجتمع الدولي والمنظمة الدولية وأمينها العام بان كي مون الذي اعتبر ان المستوطنات الاسرائيلية غير قانونية وفقا للقانون الدولي وان الاحتلال الاسرائيلي خانق ويجب ان ينتهي بل ان كي مون ذهب الى مهاجمة اسرائيل متوعدا اياها بمزيد من العزلة الدولية بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين.
ولم تسلم اسرائيل حتى من حليفها الاستراتيجي عندما وجه الرئيس الامريكي باراك اوباما من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة نقدا لاذعا لإسرائيل محذرا اياها انها لن تستطيع السيطرة على المستوطنات الى الابد وهي رسالة سياسية واضحة بضرورة وقف الاستيطان.
التراجع والتحولات في مواقف ميلادينوف لن تؤدي الى حماية المصالح الحيوية لإسرائيل ولكنها ستساهم في عدم استقرار الساحة السياسية مع الفلسطينيين، فميلادينوف يمثل جهة رسمية تقف وراء انجاز مهمة صعبة ومعقدة وفق استراتيجية معينة في حل الصراع مع اسرائيل وان الحياد عن هذه الخطوط يعتبر خرقا لسياسة المنظمة الدولية.