الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العنوان داعش والأهداف مختلفة بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2016-09-25
العنوان داعش والأهداف مختلفة بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
العنوان داعش والأهداف مختلفة:

صُنفت داعش ونفذت ما حدده لها صانعوها ولم ينته الأمر الذي حدده لها صانعوها ولم نعرف السبب هل لأن العقال الذي يقيد سلوك داعش قد ذاب وانتهى مفعوله أم أن قوة داعش مكنته من الانفلات من مربطه؟

هذا ما سنحاول الإجابة عن ذلك في هذا المقال:

انتشر داعش بسرعة البرق وسيطر على مساحات كبيرة من أراضى دولتي العراق وسوريا والتهم كل مقدراتها من بترول وغاز وخلافة من الخيرات وذلك لإقامة ما سموه آنذاك ولا زال ( الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق) بمعنى إقامة دولة الخلافة، وباسم الدين الذي شوهوه وغيروا معانيه و حكموا الناس وكفروا كل من عارضهم أو رفض التعاون معهم ومن ثم أصدروا أحكامهم بإعدامهم، ومن هنا بثوا الخوف والرعب بين كل السكان وذلك بنشر فنون ومبتكرات تعذيبهم وقتلهم بالذبح وبطرق أخرى قذرة لكل من طالته أياديهم وذلك عبر ماكينتهم الإعلامية التي تفتقر لها كثير الدول.

أصبح داعش يعتمد على تمويل إضافي غير الذي يتلقاه من دول عديدة مثل (تركيا وأمريكا وأوروبية ودول عربية أخرى) ناهيك عن تجنيد المئات من شباب هذه الدول والزج بهم للقتال في صفوف داعش باسم الدين والإغراءات المادية الكثيرة والمتوفرة لهم من خلال دعم تلك الدول لهم بالملايين ومن البترول العراقي والسوري الذي سيطروا علي حقوله وآباره وأصبحوا يبيعونه إلى الدول الأوروبية الداعمة لهم وذلك عبر تركيا التي تشتريه منهم بأثمان بخسة ومن ثم تبيعه لمختلف الدول الأوروبية وأمريكا بأسعار لا تتجاوز نصف أو ربع السعر الرسمي لبرميل النفط الواحد. ومقابل ذلك تقوم تركيا بفتح كل منافذها البرية مع سوريا لدخول المتطوعين عبر أراضيها للقتال في سوريا مع داعش وفصائل سورية معارضة يدور فكرها وتوجهها في فلك داعش أو لأهداف الابتزاز والحصول على الأموال من قبل الداعمين لداعش ولهم، وذلك لقتال الجيش السوري لإسقاط النظام.

ولكن مع صمود الجيش السوري في وجه تلك المؤامرات وتلقيه الدعم من قبل إيران وحزب الله ومقاتلين متطوعين تقوم إيران بتجنيدهم للقتال في سوريا مع النظام ضد داعش وجبهة النصرة وما يسمون بالمعارضة التي قوتها تعاظمت بسبب الدعم العسكري من كافة الدول التي سبق ذكرها، ومع دخول الجيش الروسي الحرب في سوريا دعماً للنظام والجيش السوري في حربه ضد الإرهاب ، اختلفت أوراق اللعبة وتغيرت بعض الأهداف وتصاعدت حدة الخلافات بين جميع أطراف المعادلة نتيجة جدية روسيا في ضرب داعش والنصرة والأطراف المعارضة مما دفع بتركيا بإسقاط أحدى المقاتلات الروسية فقد أدى ذلك إلى بروز مشكلة عميقة بينهما نتج عنها مقاطعة اقتصادية روسية لتركيا أثرت بشكل كبير على اقتصادها وخاصة الاقتصاد السياحي الذي يعتمد على أكثر من خمس وعشرون مليون سائحاً روسياً سنوياً  إلى تركيا إضافة إلى العمليات المسلحة والتفجيرات في العمق التركي والمدن الرئيسية فيها مما دفع بتركيا باتهام الأكراد ( حزب العمال الكردي) في تركيا بأنه من يقف وراء معظم التفجيرات وتهدف تركيا من وراء ذك بتوسيع دائرة الاتهام لأكراد سوريا المدعومين عسكرياً ومالياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ولكل منهما هدفه الانتقامي من تركيا التي تنامي خلافها مع روسيا وانفلاتها من السيطرة الأمريكية.

أدى ذلك إلى محاولة تركيا رأب الصدع بينها وبين روسيا فكانت زيارة أردوغان إلى موسكو واجتماعه بالرئيس الروسي بوتن والتي كانت من نتائجها الإيجابية غير المعلنة في مؤتمراتهم الصحفية وهي التفاهم على:

1- إعادة برامج السياحة الروسية إلى تركيا.

2- إطلاق يد تركيا في محاربة الأكراد والحد من انتشارهم على طول الشريط الحدودي السوري التركي وهذا يروق لروسيا لما فيه حسب اعتقادها بأنه يحافظ على وحدة التراب السوري، وأن المطامع التركية في هذا الشريط لإقامته منطقة آمنة للمهجرين من السكان السوريين لم يحقق حلم تركيا بانتزاعه من الأراضي السورية وضمه إلى الأراضي التركية لأن ذلك غير مقبول دولياً وممكن لروسيا التصدي له في الأمم المتحدة أو حتى عسكرياً إذا ما انزلقت تركيا نحو اقتطاع الشريط الحدودي وضمه إليها.

3- موافقة تركيا بضرب مواقع داعش في تلك المنطقة والعمل على منع تدفق المتطوعين عبر منافذها الرسمية إلى سوريا وكذلك إغلاق المنافذ السرية التي تصب في مصحة دخول المتطوعين والبترول المنهوب من قبل داعش وتبيعه إلى تركيا بأسعار بخسة وكذلك وقف دخول جميع أنواع الدعم العسكري والسلاح عبر هذه المنافذ إلى داعش.

هذا بالإضافة إلى النجاحات التي حققها الجيش العراقي في محاربة داعش في أراضيه بعد تراخى أمريكا والدول الأوروبية في محاربة داعش وقيام بعض السياسيين والرسميين والعسكريين العراقيين بالتصريح بأن عدم جديتهم في محاربة داعش والتي لم تحقق أيّ شيء ضد التنظيم على مدى خمسة سنوات من انطلاق داعش سيدفعهم ذلك إلى الطلب من روسيا بمساعدتهم عسكرياً في محاربة داعش لا سيما وأن روسيا أبدت جدية في تنفيذ ضرباتها العسكرية ضد داعش والنصرة وأعلنت عن رغبتها في ملاحقتهم في الأراضي العراقية إذا ما وافقت الحكومة العراقية على ذلك.

وهذا ما أثار حنق أمريكا والدول الأوروبية وبدأوا جميعاً في إظهار التسابق بمحاربة داعش ولم يتأخروا في إعلان عن غارات مقاتلاتهم على مواقع هامة لتنظيم داعش وقتل العديد من عناصره وقادته، ولم يقتصر هذا السلوك الغربي على داعش في سوريا والعراق بل طال قواعده العسكرية في ليبيا، ولكن بقى السؤال المحير أكثر بروزاً وهو هل نوايا أمريكا والدول الأوروبية جادة في محاربة داعش، أم لا، لإكمال مشروعهم في تمزيق الدول العربية وإبقائها ضعيفة جداً أمام التنمر والغطرسة الإسرائيلية ومن ثم تبقى الأقوى في الإقليم بأمن محفوظ من أيّ مخاطر عربية، وكذلك للاستمرار في السيطرة على منابع البترول العربي ومن ثم نهبه وهذا ما يفسر قيام المقاتلات الأمريكية مؤخراً بتدمير مواقع مهمة للجيش العربي السوري وغض النظر عن إعادة سيطرة داعش عليها، وكذلك السلوك الأوروبي والأمريكي في ليبيا والذي يظهر عدم جديته في محاربة داعش ونزع آبار البترول والموانئ من أياديه والتي يصدر منها البترول، وقد ظهر ذلك من رفضهم دخول الجيش الليبي بقيادة المشير (حفتر) إلى تلك المناطق ورفضه مغازلتهم له بالحوار معه.

هذا وفى ظل توافق القوى السياسية الليبية وتمكن الحكومة من إعادة ترتيب أوراقها السياسية والاقتصادية بشكل مقبول وبدء تشغيل الموانئ وتصدير البترول الليبي عبرها، تحرك الخبث الأوروبي الأمريكي ليطالب الحكومة الليبية بوضع جميع الأموال التي تحصل عليها من بيع البترول وضعها في البنك المركزي الليبي وتحت رقابتها وهي تهدف بذلك إلى:

1- عدم إعطاء الفرصة للحكومة الليبية من إعادة إعمار ما دمر من اقتصاد ومدن خارج إطار المصلحة الأوروبية والأمريكية الطامعة  القيام بذلك للاستفادة مادياً.

2- عدم السماح للحكومة وإعطائها إمكانية شراء الأسلحة التي يحتاجها الجيش الليبي والذي مفروض عليه قراراً أممياً يحظر تزويده بأيّ نوع من الأسلحة إبان حكم ( معمر القذافي) رغم غيابه عن الساحة الآن وبذلك يضمنوا عدم مقدرة الجيش الليبي من محاربة داعش وقوى الإسلام السياسي الأخرى الساعية إلى تقسيم ليبيا.

إذن كيف ردت داعش على هذه السياسات، وهذا ما تحدثنا عنه في مقالٍ سابق بعنوان   ( إستراتيجية داعش بعد داعش) وتضمن رؤية استشرافية هي التي تدور الآن في كل الساحات الأوروبية والأمريكية والعربية حيث عمد داعش بعد خسارته لمساحات كبيرة من الأراضي التي سيطر عليها نتيجة إغماض العيون الأمريكية والأوروبية وبعض الدول العربية عنه والسماح لداعش بذلك بهدف إسقاط أنظمة الحكم في كل من سوريا والعراق وأيضاً في ليبيا ومصر ومن ثم الوصول إلى الهدف الرئيس بتمزيق الوطن العربي.

عمد داعش إلى نشر خلاياه النائمة في جميع تلك الدول بهدف الانتقام منها.

ومن هنا يبرز السؤال هل ذلك سيغير من إستراتيجية تلك الدول في محاربة داعش بشكل جدي؟ أم أن الأهداف الكبرى لها ستبقيها في تراخى من محاربة داعش في ظل صمود الجيش المصري في وجه الإرهاب ونجاحه في محاربته وكذلك تمكن الجيش السوري من إفشال مخططات الدول الأوروبية وحلفائها من المعارض من إنجاز ما هو مخطط لهم من قبلها.

وكذلك إعادة العافية للجيش الليبي وتمكنه من توجيه ضربات موجعة ضد داعش ومكنته من تحرير كثير من مدنه وموانئه وآبار نفطه، وكذلك نجاح الجيش العراقي من تحرير المساحات الشاسعة من يد داعش والقضاء على كثير من مواقعه وتوجهه الآن للقضاء عليه في الموصل.

هذا ما ستطلعنا عليه الأيام القادمة والتي لا نرى فيها بأن القضاء على داعش هو هدفاً استراتيجياً لتلك الدول أو أنه سهل المنال لأنه كما قلنا في مقالات سابقة أن هذه الحركات التي تنطلق باسم الدين وبأهداف عائمة وهلامية وكبيرة وبدعم من دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وبعض الدول العربية، يمكنها ذلك من التلون بألوان ومسميات جديدة وبأهداف أخرى يظنها البعض بأنها وطنية وسهلة التحقيق وعندما تقوى تلك الحركات كما حالة تنظيم القاعدة سابقاً وداعش حالياً، تعمل على انفلات عقالها من مرابط تلك الدول.

وما يؤكد ذلك ظهور تنظيم جديد بمسمى (حفش) وتعنى جبهة فتح الشام والتي بدأت كثير من حركات الإسلام السياسي والمعارضة السورية الانضواء تحت لواء هذا التنظيم والذي متوقع له أنه سيأخذ الدور الرئيسي بمحاربة النظام السوري والقيام بمهام أخرى قد يكلف بها من قبل الداعمين لتنظيم داعش والمعارضة السورية.

دكتور//

عز الدين حسين أبو صفية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف