بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
سوق عكاظ الدولي
ورغم ان كلمة سوق تُوحي بالعمل التجاري ،إلا أن سوق عكاظ القديم كان منتدىً ثقافياً بإمتياز ،حيث كانت ترسل القبائل شعرائها الى مكة ليعرضوا قصائدهم وأشعارهم ، في سلوك يَشي ، ولو من طرف خفيّ بالمباهاة والتفاخر . دورات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية فيها الكثير من التوازي مع سوق عكاظ ، بإختلاف بسيط في الموضوع من شعر وثقافة الى ساسية ، والحدث هنا يجري عن الدورة السيعين-الأخيرة- للجمعية العامة.
أريد التوقف عند ثلاثة مُعلقات ، أقصد خطابات ، هى الأكثر ارتباطاً وتأثيراً في الحالة الفلسطينية : أولاً خطاب الرئيس أبومازن الذي نجح في نقل الإحساس بالحيرة التي تواجه الفلسطيني والمرتبطة بوصول القضية الفلسطينية الى مفترق طريق ،يضع الجميع أمام مسئولية الحسم في اختيار الطريق لمواصلة الكفاح الوطني بعد فشل الخيارين المستعملين حتى الأن وهما المقاومة والمفاوضات ،كلاً على حدةً، في انجاز الهدف الوطني ألا وهو الإستقلال ، والخيار الممكن هو عنف غير مسبوق منطلقاً من حالة يأس أكثر من كونه منطلقاً من حالة أمل.
ونسجل هنا أن جديد خطاب الرئيس كان الربط الخلاّق بين سيرورة الحالة الفلسطينية من جهة وسياقها التاريخي من الجهة الأخرى من خلال الإشارة الى قرار التقسيم ووعد بلفور ، ما أعاد للقضية بعضاً من ألقَها التاريخي ، أتصور كم كانت المسألة مزعجة للإسرائيليين.
الخطاب الثاني كان للرئيس الأمريكي أباما ، وفيه قال أن على الفلسطينيين أن يوقفوا التحريض ضد اسرائيل وعلى اسرائيل أن تفهم أنها لا تستطيع الإستمرار في احتلال والإستقرار في الأراضي الفلسطينية الى الأبد ، وهذه نغمة أمريكية جديدة تفقد الكثير من قيمتها من توقيت صدورها ، حيث أن الرئيس الأمريكي يستعد لترك منصبه للقادم الجديد ، وفي تصريح أخر قبل خطاب الأمم المتحدة قال أوباما " إن الأمة التي تحيط نفسها بالجدران ستسجن نفسها " وطبعاً يعرف الرئيس أوباما أن الميل للحياة الإنعزالية خلف الجدران ، سمة متأصلة في الشخصية اليهودية ، وأنه قصد أم لم يقصد لمس وتراً حساساً عند اليهود، وربما يعرف أوباما الإشارة القرآنية لليهود الذين يقاتلون المسلمين في قرىً محصنةٍ أو من وراء جُدر ، ويعكس كلام أوباما رغم قلة أهميته العملية ذهنية أمريكية جديدة.
الخطاب الثالث كان لنتياهو الكذّاب واستهدف ثلاثة أشياء ، التهديدات الإيرانية وعدم قدرة اسرائيل على السكوت حيالها مع اقتباسات بهلوانية للزعماء الإيرانيين وعلى التأكيد أن أحداً لن ينجح في تصفية اسرائيل ، والشيء الثاني وهو الإسلام المحارب (Militant Islam) الذي يرى نتنياهو أنه يهدد العالم كله وليس اسرائيل وحدها ، وهو هنا يدعو للتعاون بين الدول العربية واسرائيل للوقوف في وجه هذه الأخطار، والشئ الثالث هو الفلسطينيون الذين لا يريدون السلام ويمارسون التحريض ضد اسرائيل ورئيسهم الذي يدعو الى محاكمة بريطانيا بسبب وعد بلفور ويتسائل ساخراَ هل هذا معقول.
أنا أرى أن سوق عكاظ الدولي في ثوبه الجديد وفي دورته السبعين أفضل قليلاً من دوراته السابقة وعلى الفلسطينيين تصليب خطابهم وسلوكهم الكفاحي أكثر ، وأن يتم الإستفادة من قدرات المقاومة في العمل السياسي والدبلوماسي ، لأن كلاً منهما لم يحقق شيئاً على انفراد وكلاهما مصنوع من اللحم الحي للشعب الفلسطيني يرحمكم الله .
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
سوق عكاظ الدولي
ورغم ان كلمة سوق تُوحي بالعمل التجاري ،إلا أن سوق عكاظ القديم كان منتدىً ثقافياً بإمتياز ،حيث كانت ترسل القبائل شعرائها الى مكة ليعرضوا قصائدهم وأشعارهم ، في سلوك يَشي ، ولو من طرف خفيّ بالمباهاة والتفاخر . دورات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية فيها الكثير من التوازي مع سوق عكاظ ، بإختلاف بسيط في الموضوع من شعر وثقافة الى ساسية ، والحدث هنا يجري عن الدورة السيعين-الأخيرة- للجمعية العامة.
أريد التوقف عند ثلاثة مُعلقات ، أقصد خطابات ، هى الأكثر ارتباطاً وتأثيراً في الحالة الفلسطينية : أولاً خطاب الرئيس أبومازن الذي نجح في نقل الإحساس بالحيرة التي تواجه الفلسطيني والمرتبطة بوصول القضية الفلسطينية الى مفترق طريق ،يضع الجميع أمام مسئولية الحسم في اختيار الطريق لمواصلة الكفاح الوطني بعد فشل الخيارين المستعملين حتى الأن وهما المقاومة والمفاوضات ،كلاً على حدةً، في انجاز الهدف الوطني ألا وهو الإستقلال ، والخيار الممكن هو عنف غير مسبوق منطلقاً من حالة يأس أكثر من كونه منطلقاً من حالة أمل.
ونسجل هنا أن جديد خطاب الرئيس كان الربط الخلاّق بين سيرورة الحالة الفلسطينية من جهة وسياقها التاريخي من الجهة الأخرى من خلال الإشارة الى قرار التقسيم ووعد بلفور ، ما أعاد للقضية بعضاً من ألقَها التاريخي ، أتصور كم كانت المسألة مزعجة للإسرائيليين.
الخطاب الثاني كان للرئيس الأمريكي أباما ، وفيه قال أن على الفلسطينيين أن يوقفوا التحريض ضد اسرائيل وعلى اسرائيل أن تفهم أنها لا تستطيع الإستمرار في احتلال والإستقرار في الأراضي الفلسطينية الى الأبد ، وهذه نغمة أمريكية جديدة تفقد الكثير من قيمتها من توقيت صدورها ، حيث أن الرئيس الأمريكي يستعد لترك منصبه للقادم الجديد ، وفي تصريح أخر قبل خطاب الأمم المتحدة قال أوباما " إن الأمة التي تحيط نفسها بالجدران ستسجن نفسها " وطبعاً يعرف الرئيس أوباما أن الميل للحياة الإنعزالية خلف الجدران ، سمة متأصلة في الشخصية اليهودية ، وأنه قصد أم لم يقصد لمس وتراً حساساً عند اليهود، وربما يعرف أوباما الإشارة القرآنية لليهود الذين يقاتلون المسلمين في قرىً محصنةٍ أو من وراء جُدر ، ويعكس كلام أوباما رغم قلة أهميته العملية ذهنية أمريكية جديدة.
الخطاب الثالث كان لنتياهو الكذّاب واستهدف ثلاثة أشياء ، التهديدات الإيرانية وعدم قدرة اسرائيل على السكوت حيالها مع اقتباسات بهلوانية للزعماء الإيرانيين وعلى التأكيد أن أحداً لن ينجح في تصفية اسرائيل ، والشيء الثاني وهو الإسلام المحارب (Militant Islam) الذي يرى نتنياهو أنه يهدد العالم كله وليس اسرائيل وحدها ، وهو هنا يدعو للتعاون بين الدول العربية واسرائيل للوقوف في وجه هذه الأخطار، والشئ الثالث هو الفلسطينيون الذين لا يريدون السلام ويمارسون التحريض ضد اسرائيل ورئيسهم الذي يدعو الى محاكمة بريطانيا بسبب وعد بلفور ويتسائل ساخراَ هل هذا معقول.
أنا أرى أن سوق عكاظ الدولي في ثوبه الجديد وفي دورته السبعين أفضل قليلاً من دوراته السابقة وعلى الفلسطينيين تصليب خطابهم وسلوكهم الكفاحي أكثر ، وأن يتم الإستفادة من قدرات المقاومة في العمل السياسي والدبلوماسي ، لأن كلاً منهما لم يحقق شيئاً على انفراد وكلاهما مصنوع من اللحم الحي للشعب الفلسطيني يرحمكم الله .