الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسرحيات الاستدعاء في سيرك نوابنا بقلم:علي علي

تاريخ النشر : 2016-09-25
مسرحيات الاستدعاء في سيرك نوابنا بقلم:علي علي
مسرحيات الاستدعاء في سيرك نوابنا

علي علي

   في العقود الأربعة الماضية، إبان حكم النظام البعثي، كانت مفردة استدعاء ترعب سامعها وترهبه، لاسيما اذا كان المستدعي مؤسسة من مؤسسات القمع والبطش المرتبطة بأجهزة الدولة آنذاك، فقد كان حدثا مروعا أن يطرق أحد الـ (رفاق) باب الدار مبلغا أن؛ (فلان يتفضل يمنا بالفرقة)؟ ومايعقب هذا التبليغ قطعا لم يكن تكريما او احتفاءً، كما أن الغرض منه ليس الترفيع او العلاوة، إذ تنتظر المسكين دهاليز وظلمات قلما يخرج منها سليما معافى، وان خرج فلإيصال رسالة للذين في الخارج عن هول مارأى وماحصل له، وبهذا يكون الاستدعاء درسا لهم في تفادي كل ما من شأنه التقرب من الجلاوزة وأزلام النظام. والحمد لله الذي منّ على العراقيين وزالت (الغمة من هالأمة). فمنذ عام 2003 لم يعد الاستدعاء يخيف أحدا من موظفي الدولة ومسؤوليها، سواء أمقصرا كان في واجباته ام لم يكن! إذ بات طبيعيا ان تشرق الشمس على العراقيين بنشرات اخبار يومية، يتصدرها نبأ صدور عدد من مذكرات استقدام او استجواب بالجملة، بحق وزراء ونواب ورؤساء وأعضاء مجالس محافظات ومديرين عامين، والبقية حتما تأتي. بعد ان باتت لعبة سحب الثقة (أعتگ من سحب بطاقة حظ يانصيب)، فمحافظات الإقليم كانت في وقت مضى تسحب صوب الشمال، وآخرون يسحبون صوب الجنوب، ومن الأنبار هناك من يسحب (غربي) ومن ديالى (شرجي) ومن المحتمل ان يستحدث أحد الشرفاء الـ (فلتة) جهة خامسة وآخر يبتكر سادسة، وهم كلهم موهومون، إذ يخالون الثقة حبلا مطاطيا يستطيل ويقصر حسب الطلب والحاجة والمصلحة والنية. الأمر الذي أوصل الفرد العراقي الى قناعة بعد يأس ان الثقة مصطلح ديناصوري، يتعذر وجوده في القرن الواحد والعشرين في رقعة جغرافية كالعراق، هذه الرقعة التي كانت مهد الحضارات، وشهدت ولادة باكورة العلماء، وأسست فيها أولى الجامعات في العالم.

  اليوم وبفضل ساسة أنصاف الكُم، او بمصطلح أجمل بلهجتنا العراقية؛ (نص ردن) أضحت هذه الرقعة من الكرة الأرضية أكاديمية عليا، يتخرج منها السراق بشهادات وامتيازات وكفاءات عالية، بفنون السرقات والتزويرات وألوان الكذب والخداع، بتزكية من المافوق، وتأييد من المادون، وتبريك مما بينهما، متدرعين بأغطية مستجدة صنعوها على مقاساتهم، منها الحصانة والمنصب والكتلة والحزب والطائفة والمنسوبية (غير المحسوبة) والمحسوبية (غير المنسوبة). وعلى مايبدو ان الموضات الحرباوية والموديلات المتلونة، هي اللباس الذي يرتديه الساسة بانتقاء ذكي، فهي ليست لتغطية بهلوانياتهم على الساحة السياسية للبلد فحسب، بل أنهم سخروها في استباق المساءلات باستحضار الإجابات بقوالب جاهزة، حتى أنهم حصروا من يستجوبهم بخانة الأسئلة المتفق عليها مسبقا، ولايجيزون له الاسترسال والتشعب والتفرع بها، ولم يقف التأثير على صيغة الاستجوابات وطريقة طرح الأسئلة عند هذا الحد، بل طوعوا نتائجها والقرارات التي تتمخض عنها وفق ما يرتأون.

  أما المصوتون طامة برلماننا الكبرى، فهم يرفعون النقاط عن الحروف، وعليهم تقع مسؤولية الانحراف عن جادة الصواب والعدل، إذ أن تصويتهم يخلط حابل الاتهامات بنابل التملصات، ويدير بوصلة الحقيقة صوب التمويه، فتضيع حقوق، وتتبدد استحقاقات، وتختفي سرقات، وتمحى ذنوب، وتبيضّ وجوه سود، وتسودّ صفحات بيض، فيخيم الباطل بثقله على البلاد برمتها، وينزوي الحق خائفا مخذولا في أركان برلماننا العتيد، فيما ينادي رئيسه المبجل: "قل جاء الباطل وزهق الحق إن الحق كان زهوقا".

[email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف