العملاء الايدي الثانية للاحتلال .
بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
مهنة يسوقها ضعاف النفوس ، وظيفة تستولي على العقول على اختلاف مداركه ، عمل مليء بالتناقضات بشتى الجوانب ، مشروع يلجأ اليه استخبارات العدو بأساليب تمويهية وخداعية وتشجيعية لأغراض ضروس الاحتلال ، لإفشاء الرذيلة وتقوية عبادة المال والجنس وإفساد الحكام والسيطرة عليهم .
كل شعوب العالم التي عانت من الاحتلال والاستعمار والحروب لم يكثر فيها العملاء مثل ما وجد في المجتمع الفلسطيني والتي تنخر في عظامه وتوهن عضده . فظاهرة العملاء الفلسطينيين عصفت بالمجتمع الفلسطيني منذ عقود من الزمان والتي ابتدأت منذ الانتداب البريطاني ، والذي هيأ بوجود هؤلاء العملاء لإقامة الدولة العبرية . حيث استطاع الانتداب البريطاني تجيش العديد من الفلسطينيين لمصلحة الكيان الصهيوني وتوظيف طاقات وجهود لصالح اجهزته الاستخباراتية ، والذي ساعد وجودهم في تفكيك وحدة النسيج الفلسطيني ، وإثارة الفتن الداخلية بين الفلسطينيين وبين الفصائل وزعزعة الثقة بين صفوف الفلسطينيين ، وإبعاد الشباب عن الروح الوطنية وإثارة الشائعات الكاذبة .
فالعميل حجر الاساس لمشروع الاستيطان واستمرارية وجوده ، فلون هذا العميل حياة الشعب الفلسطيني بألوان الحزن والسواد . ففي فترة ما قبل 1967 كان عددهم يفوق العشرة آلاف وما بعد 1967 اصبح عددهم ما يقارب 30 الف عميل وبعد فترة اوسلو اصبح عددهم لا يحصى ، حيث اصبح كل يوم يجند ثلاثة عملاء في اليوم الواحد .
فهذه الظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم تشتعل بلا هوادة وبطرق ميسرة ، فأول طريقة للتجنيد هو الفقر وعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة بين صفوف الشباب فيضطر ذلك الشاب ليصبح عميلا حتى يسد رمق جوعه . وهناك طرق تشجيعية لإعطائهم تصاريح العمل في اسرائيل ، والتعليم والسفر للخارج . ومن الطرق الاخرى هي اسقاط الافراد بأوضاع مشينة وبوجود صور وفيديوهات فيضطر ذلك العميل ان يسكت خوفا من الفضيحة . وبعض الشباب والنساء يتورطن في المخدرات ، والبعض الآخر يعاني من مشاكل نفسية وعائلية بين اسرته الفلسطينية فيلجأ الى الاحتلال ليتعامل معه ليصبح عميلا .
فهؤلاء العملاء ينشطون لجمع المعلومات السرية للاستخبارات بهدف الاضرار بمصالح الوطن ومصالح الشرفاء ، من اجل المال او النزوة او مصلحة شخصية كالوصول الى رتبة عالية في نطاق الحكومة والوظائف الرسمية الفلسطينية . فهذا العنصر البشري داعم ومساند لضباط الاحتلال في رفعة رتبهم وإقامة حدود دولتهم . فقبل اوسلو كان جهاز الشاباك من يجند هؤلاء العملاء ولكن بعد ذلك اصبح الجهاز اسمه ( جهاز الاستخبارات العسكرية آمان ) . والذي كرس الشرخ الفلسطيني وكرس عادات الثأر بين العائلات الفلسطينية .
فالعملاء متواجدون في كل مكان تارة على بسطة خضار وتارة اخرى يبيع الكتب على الارصفة ويكثرون بين الشوارع والهاتف بين يديه وعلى اذنيه . ومنهم متواجدين في الوظائف الحكومية ، ومنهم متواجدين داخل السجون الاسرائيلية واسمهم العصافير ، ومنهم من دعموا تهويد القدس ، ومنهم من دعم وتيرة الاستيطان يبيع الاراضي لصالح العدو . ومنهم من يخرجون امام التلفاز وبشعارات شوفونية وطنية كاذبة وفي باطنه هو اول الداعمين للاحتلال واحرص الناس على دولتهم .
رغم تزايدهم إلا انهم منبوذين من قبل الاحتلال وأيضا من عائلاتهم . فمن قبل الاحتلال وعند انتهاء مدة عمله . يعاملهم الاحتلال كالحيوانات ومنهم متواجدين في اسرائيل بدون تصاريح ويعيشون فقرا دون عمل وبعض الضباط الاسرائيليين يقولوا لمن انهى عمله عندهم كعميل " اذهب ايها العميل الى الجحيم فأنت عربي قذر " .
هذه الظاهرة تحتاج الى نظام تعليمي فلسطيني تثقيفي يبدأ من المدارس ليعزز الحصانة الدينية والوطنية وتعزيز المنعة الذاتية والأمنية وتقوية الانتماء حتى لا يقع ابناء الشعب الفلسطيني في وحل ومستنقع العمالة .
بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
مهنة يسوقها ضعاف النفوس ، وظيفة تستولي على العقول على اختلاف مداركه ، عمل مليء بالتناقضات بشتى الجوانب ، مشروع يلجأ اليه استخبارات العدو بأساليب تمويهية وخداعية وتشجيعية لأغراض ضروس الاحتلال ، لإفشاء الرذيلة وتقوية عبادة المال والجنس وإفساد الحكام والسيطرة عليهم .
كل شعوب العالم التي عانت من الاحتلال والاستعمار والحروب لم يكثر فيها العملاء مثل ما وجد في المجتمع الفلسطيني والتي تنخر في عظامه وتوهن عضده . فظاهرة العملاء الفلسطينيين عصفت بالمجتمع الفلسطيني منذ عقود من الزمان والتي ابتدأت منذ الانتداب البريطاني ، والذي هيأ بوجود هؤلاء العملاء لإقامة الدولة العبرية . حيث استطاع الانتداب البريطاني تجيش العديد من الفلسطينيين لمصلحة الكيان الصهيوني وتوظيف طاقات وجهود لصالح اجهزته الاستخباراتية ، والذي ساعد وجودهم في تفكيك وحدة النسيج الفلسطيني ، وإثارة الفتن الداخلية بين الفلسطينيين وبين الفصائل وزعزعة الثقة بين صفوف الفلسطينيين ، وإبعاد الشباب عن الروح الوطنية وإثارة الشائعات الكاذبة .
فالعميل حجر الاساس لمشروع الاستيطان واستمرارية وجوده ، فلون هذا العميل حياة الشعب الفلسطيني بألوان الحزن والسواد . ففي فترة ما قبل 1967 كان عددهم يفوق العشرة آلاف وما بعد 1967 اصبح عددهم ما يقارب 30 الف عميل وبعد فترة اوسلو اصبح عددهم لا يحصى ، حيث اصبح كل يوم يجند ثلاثة عملاء في اليوم الواحد .
فهذه الظاهرة تنتشر كالنار في الهشيم تشتعل بلا هوادة وبطرق ميسرة ، فأول طريقة للتجنيد هو الفقر وعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة بين صفوف الشباب فيضطر ذلك الشاب ليصبح عميلا حتى يسد رمق جوعه . وهناك طرق تشجيعية لإعطائهم تصاريح العمل في اسرائيل ، والتعليم والسفر للخارج . ومن الطرق الاخرى هي اسقاط الافراد بأوضاع مشينة وبوجود صور وفيديوهات فيضطر ذلك العميل ان يسكت خوفا من الفضيحة . وبعض الشباب والنساء يتورطن في المخدرات ، والبعض الآخر يعاني من مشاكل نفسية وعائلية بين اسرته الفلسطينية فيلجأ الى الاحتلال ليتعامل معه ليصبح عميلا .
فهؤلاء العملاء ينشطون لجمع المعلومات السرية للاستخبارات بهدف الاضرار بمصالح الوطن ومصالح الشرفاء ، من اجل المال او النزوة او مصلحة شخصية كالوصول الى رتبة عالية في نطاق الحكومة والوظائف الرسمية الفلسطينية . فهذا العنصر البشري داعم ومساند لضباط الاحتلال في رفعة رتبهم وإقامة حدود دولتهم . فقبل اوسلو كان جهاز الشاباك من يجند هؤلاء العملاء ولكن بعد ذلك اصبح الجهاز اسمه ( جهاز الاستخبارات العسكرية آمان ) . والذي كرس الشرخ الفلسطيني وكرس عادات الثأر بين العائلات الفلسطينية .
فالعملاء متواجدون في كل مكان تارة على بسطة خضار وتارة اخرى يبيع الكتب على الارصفة ويكثرون بين الشوارع والهاتف بين يديه وعلى اذنيه . ومنهم متواجدين في الوظائف الحكومية ، ومنهم متواجدين داخل السجون الاسرائيلية واسمهم العصافير ، ومنهم من دعموا تهويد القدس ، ومنهم من دعم وتيرة الاستيطان يبيع الاراضي لصالح العدو . ومنهم من يخرجون امام التلفاز وبشعارات شوفونية وطنية كاذبة وفي باطنه هو اول الداعمين للاحتلال واحرص الناس على دولتهم .
رغم تزايدهم إلا انهم منبوذين من قبل الاحتلال وأيضا من عائلاتهم . فمن قبل الاحتلال وعند انتهاء مدة عمله . يعاملهم الاحتلال كالحيوانات ومنهم متواجدين في اسرائيل بدون تصاريح ويعيشون فقرا دون عمل وبعض الضباط الاسرائيليين يقولوا لمن انهى عمله عندهم كعميل " اذهب ايها العميل الى الجحيم فأنت عربي قذر " .
هذه الظاهرة تحتاج الى نظام تعليمي فلسطيني تثقيفي يبدأ من المدارس ليعزز الحصانة الدينية والوطنية وتعزيز المنعة الذاتية والأمنية وتقوية الانتماء حتى لا يقع ابناء الشعب الفلسطيني في وحل ومستنقع العمالة .