الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة نقدية في قصيدة (الآتون من الصحراء ) للشاعر عادل إبراهيم..حجاج

تاريخ النشر : 2016-09-24
قراءة نقدية في قصيدة (الآتون من الصحراء ) للشاعر عادل إبراهيم..حجاج
قراءة نقدية في قصيدة (الآتون من الصحراء ) للشاعر عادل إبراهيم حجاج
بقلم الناقدة والأديبة : هدى مصلح النواجحة
استوقفتني القصيدة عند قراءتها مرات وكأني بالشاعر يلهبني بكلماته الساخنة المتلاحقة من بداية قصيدته وحتى نهايتها .فإذا ما ملت إلى عنوانها الذي جاء مركباً ومختزلاً لكل ما جاء بعده من قول فهو رأس حقيقي لجسد آت .والعنوان الذي جمع بين اسمين رُبطا بعلاقة الجر بين كلٍ من الاسم الأول (الآتون) في العنوان والاسم الثاني الصحراء بما تحوي من دلالات الخواء والخفاف والندرة وقلة العطاء بجميع أشكاله والخوف والمشقة والعناء إذن الأتون أناس لا يتوقع الشاعر منهم الخير ولا حسن العطاء لذا ضلت هذه الفئة مبهمة ولم يفصح عنهم الشاعر من حيث الزمان ولا النوع وبقيت الدلالة مطلقة . وإذا ما توغلنا في مضمون القصيدة من حيث الجو العام وجدنا التطابق بين الغلاف وهو العنوان وبين المضمون الذي يبرز سخط الشاعر وتقززه حال التنفيس عن الذات الساخطة التي بدأت تشير إلى من هم الآتين وما هي العلاقة بينهم وبين الشاعر,وسبب تسميتهم ,وما مدى تأثيرهم على قوم الشاعر . لذا سأقسم القصيدة لأكثر من فكرة يجمعها خيط واحد ضمن الوحدة العضوية للقصيدة والتي هي سمة من سمات قصيدة التفعيلة . وبحسب قراءتي سأقسم القصيدة إلى ثلاث أفكار مترابطة ومتلاحقة يبوح بها الشاعر على دفقات موجعة . فالفكرة الأولى تعريف صريح للآتين بذكر أهم صفة من صفاتهم فهم (المتكئون على موتنا الآت ) والفكرة الثانية وصف لحالة الشعب الفلسطيني الموازي في الصورة زمناً وفي المقابلة فعلاً مع صورة الآتين فالشاعر يوضح الصور الرديئة التي تحفر وتعمق في جو النص فالشعب ميتٌ الآن , ويصلب على قيد الحياة وهو أبكمُ وأعمى عاجزٌ عن السير في المتاهات وفي الظلم تنتابه الحيرة المعنوية لعدم مقدرته على تحقيق أمنياته والتي يعيقها عدم وجود مسببات الحياة الكريمة علاوة على ما يسود الشعب من تفكك وانقسام وهذا يعزز غضب الشاعر . أما الفكرة الثالثة وتنضوي تحت لقطات ٍ وصوّرٍ من حياة هؤلاء الآتين فهم يجمعون بين النفاق والارتداد وممارسة الرذيلة من خلال ما ساق الشاعر من عبارات ( آلهته القديمة تغازل قوافل أنبياء) وهنا المغازلة ليست للتقرب ولكن للمجاهدة ,( وأول المصدقين يتسلل خلسة لعبادة صنمه , نفط يغتصب موؤدة , تلتحف الحزن .......حلته بيضاء).يتصدقون علينا بالفتات . ثم يعود الشاعر ليكمل صورهم الرديئة فهم يفضون غشاء البكارة ويقيمون مأدبة للبغاء بطقوسهم الخاصة بهم . - وظف الشاعر المضارعة التي تعمق أحدث القصيدة وتبين أن ما يحدث ليس وليد الصدفة أو الشيء العابر ولكنه سلوك مخطط له, فهو ينتشر على سطح القصيدة باستغراق الزمن كله ماض ٍ ومضارعة ومستقبل ؛وهذا عسر التخلص منه والشاعر هنا يلوح باليأس من تعديل الوضع أو تغيره , وهذا نجده فيما ساقه من أفعال متلاحقة والتي افتتحها بظرف الزمان "الآن " للتوكيد على الحالية ( يُصلب ,لا يصمت,لا يحلق . يتمزق , تهدي , يتعثر , يزف,تغازل ,يتسلل,يغتصب , يظن , تكتبه,تلتحف ,يحترق ,ترسم , تلقي , تفضون ,تقيمون ,تنتشي ) - لم يكثر الشاعر من تنوع الأساليب فمعظم أساليبه خبرية سردية وصفية فهو يتحدث بلهجة الواثق لما يقول وكأنه يعطي لنفسه فرصة للتنفيس عن الذات بسرد حقائق هو يعلمها ويعيها بحسب ما يرى ويلمس من واقعه الأليم . ومن الأساليب الإنشائية أسلوب النداء الموجه صراحةً, في (أيها المتكئون ) حيت بدأ قصيدته بالخطاب للقادمين لإنكاره وسخطه على تهاونهم في جنب قضية الشاعر وشعبه فهو يطلب منهم دوراً أكثر حزماً وفاعلية يؤتي ثمار خير لأمته, وينهي انقسامها , ويعيد وحدتها والعودة إلى صلب القضية . كما ورد أسلوبان نفي أفادا التوكيد على العجز والضياع الذي وصل إليه الشعب ( الأبكم( لا يصمت قصراً , الأعمى لا يحلق بين المتاهات ). وأخيرا ًأسلوب الاستفهام (أي حمقى أنتم ؟) للتعجب , فعجب أمرهم وفعلهم وهمتهم وعزيمتهم الهواء . - أما الألفاظ الواردة في القصيدة فكلها ذات دلالة على الغياب والسواد الذي اجتاح القصيدة من بدايتها على نهايتها وهي مؤشرات على نكبة ونكسة حقيقية عند الشعب الفلسطيني الذي يسير في مفازات ليس لها بداية ولا نهاية وكأنه ضل طريقه عن صلب قضيته الحقيقية على حساب شعب يكابد الموت والاختناق بيد أخوة العروبة المنفذون لمؤامرات أكبر وهذه هي الألفاظ والعبارات (موتنا ,يصلب, الأبكم الأعمى , المتاهات , دجى يتمزق , رتقه خواء .حيرة عطش ,حلماً مثقوباً , قميصاً مبللاً, تسولاً, ودق أبدي , يتسلل خلسة ,لعبادة صنمه , يغتصب موؤدةً تلتحف الحزن , أرداف عرجاء, نهود مبعثرة ) - طغى حرف الجر (على)في بداية القصيدة للمقارنة في الدرجة والموقف بين الآتين والمقهورين فتكرر مرتان على حين جاء (في ) خمس مرات لتعميق الحدث وزيادة الخصوصية في ربط العلاقات وكما بدأ بمن أنهى بمن وقد لف قصيدته فلكل شيء بداية ونهاية . - طغى ضمير المخاطب الجمع على سطح القصيدة فالخطاب موجه للآتين بما فيه من جلد لذواتهم . وكانت أيضا إشارات إلى ضمير الغائب المفرد الذي هو جزء منهم و يقوم بأعمالهم . - لم يعول عل المشتقات في القصيدة لوضوح ولوجه في النص والمخاطبة المقصودة . - استعان الشاعر بألفاظ من القرآن الكريم (نصلب,رتقه ,ودق ) وقد وفق في توظيفها .ولفظة طقوس من الديانات الأخرى . - وفي التناص وظف لفظة نصلب إشارة إلى صلب المسيح عليه السلام . - وكذلك في عبارة ( وأول المصدقين يتسلل خلسة لعبادة صنمه) فهي مستوحاة من معنى الآية الكريمة" وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ".البقرة 14 - تعج القصيدة بالصور البيانية من استعارات وتشبه ومجاز ومقابلة من بداية القصيدة إلى نهايتها وهذا يزيد في رونق القصيدة الفني الجمالي .ونورد منها الاستعارة (المتكئون على موتنا ,دجى يتمزق ,يخيط رتقه خواء طقوس من عطش , حلماً مثقوباً ,يتعثر في أجساد الفقراء ,يزف النجوم إلى ودق أبدي , آلهته تغازل قوافل أنبياء , نفط يغتصب موؤدة ً , جواري تلتحف الحزن ... الخ .اجتمع في القصيدة جمال الموسيقى الداخلي من تناسق الحروف والكلمات ونهايات الأسطر مثل (خواء فقراء أنبياء سماء , عرجاء , الصحراء , بكاء بيضاء للبغاء ونساء . وهذا يساهم في التماهي في البوح عند الشاعر . - - أخيراً أقٌدم شكري للشاعر الذي أدلى بدلوه وأنتج مجهوداً يحسب له . - بقلم / هدى مصلح النواجحة

الآتون من الصحراء........
أيها المتكئون على موتنا الآت....
على قيد حياة نصلب!!!
أبكم لا يصمت قصرا ً!!!
أعمى لا يحلق بين متاهات!!!!
دجى يتمزق
يخيط رتقه خواء
حيرة
في صدرنا أمنيات
طقوس من عطش
تهدي للعابرين
حلما مثقوبا
قميص مبلل ببذخ
يتعثر في أجساد فقراء
تسولاً جدياً
يزف النجوم
إلى ودق أبدي
آلهته القديمة
تغازل قوافل أنبياء
وأول المصدقين يتسلل خلسة لعبادة صنمه
ملوك وأمراء
جواري تلتحف الحزن في حضرة
من يعلن الكفر الأسود في سماء
ونفط يغتصب موؤدة
يظن أن قارورة خمره
تكتبه من الشهداء
نهود مبعثرة تحت أرداف عرجاء
في ثوب من بقايا بكاء
يحترق بليل لاهوتي أصم
حلته بيضاء
ترسم لنا أملاً
كهشاشة رمل الصحراء
وتلقي علينا فتات المسافة
أي حمقى أنتم
تفضون غشاء بكارة
وتقيمون مأدبة للبغاء
بطقوس غواية عارية
متعتها فقط عد النساء
هي خيمتنا ....
أسئلة محرمة
تنتشي من طهر المطر
ومن طهر الدماء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف