الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عفوا سيدي الرجل بقلم: رائد قاسم

تاريخ النشر : 2016-09-24
عفوا سيدي الرجل
( قصة قصيرة)
رائد قاسم
يتأمل في وجهها.. يتلمس شعرها .. يتحسس صدرها وثدييها...
ينهض من فراشه ويتنفس الصعداء..
- من بين مليارات النساء ليس لي الا واحدة.
سرعان ما تستيقظ هي الاخرى، فتراه واقفا بنشاط غير معتاد..
- يبدوا بأنك اليوم في كامل حيويتك.
يتقدم اليها ويحتضنها..
- لا تنسي بأنني اكملت للتو اقساط المنزل واصبح ملكا لي بعد اكثر من خمسة عشر عاما من المعاناة.
- ( بابتسامة) لا تنسى يا حبيبي بأني ساعدتك بالمال.
- لم ولن انسى فضلك، وما دفعتيه دين سوف اسدده.
تغادر سريرها ، ترتدي ملابسها وتحضر طعام الافطار على عجل..
يتأملها وهي تتناول الطعام.
- عادل ما بك تنظر لي هذه النظرة الغريبة؟.
- (بابتسامة) تبدين اليوم جميلة اكثر من اللازم.
- انت اليوم على غير شجيتك.
- عندما يكون المرء مشغولا بأمور ضاغطة تغيب عنه الكثير من الاشياء الجميلة ويحجب عن بصيرته الكثير مما يحتاج اليه في حياته.
- بعد البيت لم تعد بحاجة الى شيء، سوى ان تبدا بالأذخار.
- ساعمل على ذلك طبعا ولكن بعد انهاء بعض الاعمال.
- مثل ماذا؟.
- ساسدد لك حقك، وأشتري سيارة جديدة واجدد بعض الاثاث وامور اخرى مشابهة.
- عزيزي لا تسرف ، لست بحاجة الى كل هذا.
- هذه هي طبيعة الانسان ، يتوق للتغيير والتجديد على الدوام ولا يقبل بما بين يديه وإن كان الافضل.
يرن هاتفها المتحرك..
- حسنا علي الذهاب الان، لقد وصلت زميلتي حنان.
تقبله وتذهب...
- سعاد انت زوجتي الحبيبة ولكن تأكدي من حقيقة مطلقة ان الرجل لا تكفيه امرأة واحدة وان كانت حورية من الجنة.
***
تسير حياتهما بمسلكها المعتاد حتى اجازة الصيف..
- لا استطيع السفر هذا العام يا عزيزتي.
- عجيب امرك، كنت تسافر طوال الخمسة عشر عام الماضية رغم انك كنت تسدد اقساط المنزل وعلى كاهلك الكثير من الالتزامات.
- ذاك هو القلب يا حبيبتي، يتقلب ما بين اقبال وادبار وحب وكره.
- اذن ستسمح لي بأن اسافر برفقة بعض صديقاتي؟.
- ( بابتسامة ) بالطبع ، لا استطيع حرمانك من ذلك.
تحزم امتعتها ... ينقلها الى المطار ..ـ يرافقها حتى أنهاء اجراءات سفرها ثم يعانقها بحرارة..
.. يتأملها وهي تسير برفقة صديقاتها.. ينظر الى النساء من حوله بنشوة قائلا:
- من قال بأن كل النساء سواء؟ ... إنهن متطابقات في الخلقة ولكنهم مختلفات في الطبائع والصفات.
وليس كل امراة مثل اخرى، ولن ينفعني ان انظر الى زوجتي لاكتفي من النساء ، انها طبيعتي فلماذا اكبتها واتحمل اوجاع الرغبة الجامحة؟.
***
تقضي سعاد اسابيع جميلة في سفرها ، تعود الى الوطن من دون ان تخبر عادل فقد كانت تريد ان تكون عودتها مفاجاة له.. توصلها صديقاتها الى منزلها.. يشاهدن مصابيح تزينه ..
- هل عندكم زواج يا سعاد؟
- زواج!
- مصابيح الزينة تضيئ منزلكم من كل الجهات.
- يا الهي ما الذي يحدث؟.
يجلب السائق امتعتها الى باب المنزل... تحاول سعاد فتح الباب لكنها لا تستطيع..
- ما الذي يجري؟. لا استطيع فتح الباب!!.
يفتح الباب فجأة لترى عادل امامها ..
- سعاد!
- عادل!
ترتمي في حضنه..
- عادل زوجي الحبيب ، هل انت بخير؟.
- ( باضطراب) انا بخير، لما لم تخبريني بموعد عودتك؟.
- اردت ان اجعلها مفاجأة لك ، ولكن ما كل هذه الزينة؟.
يتمكن الصمت من عادل ...
سعاد تنتظر منه اجابة...
- عادل.. لما انت صامت هكذا ؟
فجأة تأتي امرأة من الطابق الاعلى.. تشاهدها سعاد باندهاش..
- من هذه المرأة يا عادل؟.
- انها...
- انها من؟!.
تتقدم نحوها بثبات...
- انا زوجته سميرة.
- مستحيل!
تتجمد سعاد في مكانها من هول الصدمة ... تتابع صديقاتها ما يحدث لها وهن في صمت مطبق...
- احقا ما تقوله هذ المراة يا عادل؟.
ينظر لها بابتسامة خائفة...
- نعم يا حبيبتي ، انها زوجتي الثانية والاخيرة، مثلما انت زوجتي الاولى.
تسقط مغشيا عليها، يحملها عادل من فوره الى غرفة نومها، ثم يحظر لها الطبيب الذي يأمر بتنويمها في المستشفى....
تستيقظ من غشيتها.. تجد نفسها في المستشفى ووالدتها واشقائها يحيطون بها ...
- الحمد لله على سلامتك يا بنيتي.
تنظر لهم والدموع تنهمر من عينيها..
تحتضنها والدتها...
- لا باس عليك يا حبيبتي ما حصل قد حصل.
-(ببكاء) لما فعل ذلك؟ ما الذي جنيته بحقه؟.
- الرجال دائما وابدا لم ولن يتغيروا، ما ان يحصلون على المال حتى يتزوجوا بأخرى ، عيونهم الطامحة لا يمكن لأي امرأة ان تملئها ابدا.
يتركها الجميع لترتاح ...
تتعافى سريعا وبعد عدة ايام تجتمع العائلتين في منزل عادل ..
- اما انا واما هي!
- هي زوجتي وانتِ زوجتي، ستسكنين في عين وستسكن هي في العين الاخرى.
- كلام فارغ، انت غدرت بي ونسيت تضحيتيي من اجلك.
- ليست تضحية بل واجب ، كل امراة عليها ان تقف الى جانب زوجها.
- حرمت نفسي من الاطفال من اجلك، اتنكر؟
- لا انكر، ولكنك انت من اخترت ذلك بكامل ارادتك، وانا لم اكن لارغمك عليه او اظلمك بأي شكل.
- تتزوج علي وتقول لم تظلمني!! كيف يكون ذلك؟.
- لأنني مارست حق مشروع لي.
- أي حق هذا؟.
- لا انا ولا سميرة ظلمناك قيد انملة.
- ما وجه تقصيري معك؟.
- الامر ليس تقصير بل انه احتياج.
- بل هو ظلم واعتداء منك علي.
- كلا .. لم اعتدي عليك ولم اظلمك ، عندما تزوجتيني كنت تعلمين بأن لي الحق بأن اتزوج عليك ثلاث نساء اخريات بموجب العقد الذي بيني وبينك، ولم تعترضي ولم تسعين الى الغاء هذا الحق.
يتمكن الصمت منها ...
- اشترطي علي إكمال دراستك والسماح لك بالعمل والسفر بمفردك وان تسكنين في منزل مستقل، ولم تشترطي بأن لا اتزوج عليك.
قولي بأن هذا لم يحدث ؟.
يصمت الجميع....
ينظر عادل للجميع بغضب ويخاطبهم قائلا:
- ما الذنب الذي ارتكبه ليحل غضبكم علي جميعا ؟ من حقي ان يكون لي زوجة اخرى ومن حقها ( يشير الى زوجته الثانية سميرة ) ان يكون لها زوج تعيش معه وتهنأ به.
ثم يلتفت الى سعاد..
- وانتِ يا سعاد لن يتغير عليك شيئا البتة ، ستظلين زوجتي وحبيبتي الاولى.
.. يقف شقيق سعاد متكلما..
- ولكنها اقرضتك مبلغا ضخما من المال لبناء هذا المنزل ، اتنكر ذلك؟.
- كلا ، لا انكر.
- وبدلا من تسدده لها تزوجت عليها ، على الاقل سدد دينك ، ثم افعل ما تشاء.
تقف سعاد بقوة وثبات ..
- حسنا اكتب لي نصف المنزل.
- ماذا!
- الم اساهم معك بأربعمئة الف ريال؟.
ينتابه الصمت ويتطلع الى وجوه من حوله بحيرة وشتات..
- ما بالك يا زوجي الحبيب صامتا هكذا؟ لما لا تجيب؟.
ينظر الى زوجته الثانية تارة ثم اليها تارة اخرى..
- وماذا إن فعلت ذلك؟
- ستكون قد وفيت لي بحقي وما ظلمتني.
- حسنا، لكِ هذا، ساكتب لكِ نصف المنزل ليسقط دينك الى الابد.
- اتفقنا، سأكون انا في الطابق الارضي وهي في الطابق الثاني.
- ( بتأفف) حسنا موافق. ولكن عليك ان ترجعي لي الــ 150 الف ريال ليكون لكِ نصف المنزل دون لبس او ر يب.
- موافقة.
ينفض الاجتماع.. ترجع سعاد الى منزل اهلها ، بينما تعود سميرة مع عادل الى غرفتهما في الطابق الثاني...
- ما الذي فعلته؟!! كيف تكتب لها نصف المنزل هكذا بكل سهولة.
- المنزل بـــ 800 الف ريال، وهي دفعت نصف هذا المبلغ فعلا.
- ولكن!
-ولكن ماذا؟ هذا حقها.
- اخشى من عواقب هذا الامر.
- أي عواقب ؟ سيكون لي الطابق الثاني وهي الارضي ، وبهذا نكون قد تراضينا، والارض مناصفة بيننا، اما انتِ فسوف اصنع لك مدخلا مستقلا واغلق السلم الواصل بين الطابقين، فلا ترينها ولا تراك بل لن تشعري بوجودها اطلاقا بعد ذلك.
- اتمنى ان يكون كل شيء على ما يرام .
***
تبقى سعاد في منزل اهلها حتى تتدبر المبلغ المستحق عليها وتدفعه لعادل، الذي يبادر الى تسجيل نصف المنزل بأسمها ، الا انها تظل معتكفة في منزل عائلتها...
يحاول عادل اقناعها بالعودة...
- سعاد لقد نفذت ما اتفقنا عليه فلماذا لا تعودين؟.
- لا ازال مجروحة مما فعلت.
- الذي حدث قد حدث ، لن يتغير شيئا في الكون ، ولم ينتقص منك اي حق، عودي الى بيتك رجاء .
تعود سعاد على مضض.... يحاول عادل التقرب منها الا انها تظل معرضة عنه ..
- سئمت من اعراضك وجفاءك!! ما الذي حدث لكي يخرج منك كل هذا الجفاء الدفين؟.
ما انا الا رجل عادي، لست وزيرا ولا اميرا لكي تتمسكين به وتسعين للاحتفاظ بي لنفسك!! انا لست ملكا لك او لغيرك اتفهمين!!
تلود بالصمت ..
- ما بالك صامتة هكذا؟ اوعيتِ لما قلته لك ام لا؟!
تقف بــحماس...
- عادل !! طلقني!!
يرتسم الذهول على وجهه ...
- هل انتِ مدركة لما تقولين؟.
تجيبه بوجه غاضب...
- إنني اعي ذلك جيدا.
- اكل هذا لأني تزوجت بامراة اخرى؟.
- انت مارست حقا من حقوقك وانا الان امارس ايضا حقا من حقوقي.
- حسنا... ومن حقي ان لا اطلقك.
- لا ، ليس من حقك ان تبقيني زوجة لك رغم عني، كما انه ليس لي ان اظل زوجتك رغما عنك.
- حسنا، افعلي ما تشائين .
يدخلان في دوامة من الجلسات والمرافعات حتى يحكم القاضي لها بالطلاق في نهاية الامر...
يغلق عادل المدخل الذي يربط الطابقين لكي لا يلتقي بطليقته... تمر الشهور ثقيلة عليه ...
- هل انت غاضبا لما حدث؟.
- ما حدث قد حدث، وقد انتهى الامر، سأطلب اجازة لنسافر ، ما رايك؟.
- موافقة طبعا، فبعد كل ما جرى نحتاج الى راحة عاجلة.
يسافران ليقضيان مدة في الترحال والاستجمام ... بعد مرور شهر يعودان ادراجهما بعد اجازة قضياها في اكثر من بلد ..
- ما هذه الزينة التي نشاهدها؟.!!
- امر غريب حقا!
يقف عادل امام البيت وهو في قمة اندهاشه..
- ما الذي يحدث؟ ما كل هذ الاضواء المبهرة؟!!
يخرج اليه شقيق سعاد...
يبادره بالسؤال ...
- انت!! ما الذي يحدث هنا؟!!
ينظر له بصمت...
- اجبني!
- سعاد!!
- ( بغضب مستطير) ما بها؟.!
- تزوجت !!
- ( بذهول) ماذا؟!!
ينتابه الصمت من هول الصدمة..
تدنوا منه سميرة...
- عادل ما دهاك؟
يتهاوى الى الارض الا ان سميرة تمسك به...
ينظر لها تارة والى شقيق طليقته تارة اخرى ثم يغمى عليه...
يستيقظ من غفوته لينظر في وجوه الجميع باستغراب ثم يضح ضحكا هيستيريا وهو يردد
- زوجتي تزوجت !!!
- ما الذي دهاه يا دكتور؟.
- انها صدمة عصبية بسيطة، ساكتب له مهدئات وسيكون على ما يرام ، ولكن ان لم يستفد منها لا بد ان ينقل الى المستشفى دون ابطاء.
... تمر ايام طويلة ثقيلة قبل ان يسترد عادل عافيته ..
- علينا ان نغادر هذا المنزل يا عزيزي ، لا بد ان تبيعه لنرحل من هنا .
... يستمع لها بهدوء..
فجاة يسمعان دقات جرس الباب...
يذهب عادل لفتحه...
- مرحبا!
- اهلا.
- انا جارك.
- جاري!
- نعم انا الذي اسكن في الطابق الارضي من هذا المنزل!!
- انت....!
- نعم انا هو!
- (بغضب) ماذا تريد؟
- في الحقيقة ايها الجار العزيز جئت اعرض عليك أن ادفع لك مبلغا من المال نظير شراء حصتك من الارض والعقار.
- تبا!!
- انها رغبة زوجتي وانت تعلم كيف تكون المراة اذا رغبت في امر.
- الويل لك، انت تتحدث عن امراة كنت انام معها في فراش واحد واعرف تفاصيل جسدها اكثر منك.
- ارجوك احفظ لسانك انت تتحدث عن زوجتي!!
- زوجتك!!
- نعم ، كانت زوجتك وهي الان زوجتي.
- الويل لك!!
..تتقدم منهما سعاد وهي مرتدية نقاب تظهر منه عينين مكحلتين وعباءة مزكرشة
يشم منها رائحة عطر نفاذ ..
ينظر لها عادل بروعة...
- ارجوك احفظ ادبك بحضور عقيلتي!!
يتطلع له عادل بحقد..
تتحدث سعاد بغنج ودلال..
- حبيبي !! هل اتفقت مع جارنا؟!!
- كلا !! ليس بعد.
ثم يلتفت الى عادل..
- اسمع ايها الجار سندفع لك نصف مليون ريال مقابل حصتك، ما رايك؟.
يعرض عادل عنه...
- ماذا قلت يا اخ عادل؟ اننا نريد تملك العقار باكمله لنضمن مستقبل افضل لابنائنا!
- ابناءكم!!
- نعم فزوجتي حملت منذ الاسبوع الاول لزواجنا!!
- حامل!
يسقط عادل على الارض ... ينقل على عجل للمستشفى لتلقي العلاج... لآ يستطيع تحمل بقاءه قريبا مع سعاد .. يبيع نصيبه من المنزل ليرحل بعيدا عنها الا ان عباءتها المزكرشة وعينيها المكحلتين لا تزالان تعصران في قلبه حرقة الفراق وتشعلان فيه نار شوق لا ينطفى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف