الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هذا هو الإسلام بقلم:الشيخ الدكتور تيسير التميمي

تاريخ النشر : 2016-09-24
هذا هو الإسلام بقلم:الشيخ الدكتور تيسير التميمي
هذا هو الإسلام
((( ... وأخذن منكم ميثاقا غليظاً ... )))
الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين/رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس
في كل يوم أتلقى أسئلة كثيرة حول الزواج وما يتعلق به من حيث أركانه وشروطه وأنواعه ، فأردت أن أبين ذلك اليوم للقراء الكرام في هذا المقال وما يليه ، فأقول :
الزواج ميثاق غليظ وعقد متين يجمع بين الرجل والمرأة في أسمى علاقة وأقدس رابطة يمكن أن تنشأ بينهما في هذا الكون ، قال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم 21 ، وهو أهم عقد يبرمه الإنسان في حياته ، لذا قال الله تبارك وتعالى في معرِض الحديث عن أحقّيّة الزوجة بمهرها { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً } النساء 21 .
والزواج وإن كان في أصله عقد يربط بين اثنين هما الزوجان ، لكنه في الحقيقة يجمع بين أسرتين في علاقة مصاهرة تسهم في بناء مجتمع مترابط متماسك بوشائج قوية لا تنفصم عراها ، قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنْ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } الفرقان 54 ، لذا كان لا بد من حضور الأهل ومباركتهم هذا العقد ليشاركوا أبناءهم البهجة والسعادة ، فإذا ما أبرم الزواج من وراء ظهورهم فإنه دليل علاقة مشبوهة تكسر قلوبهم وتجرح كرامتهم وتقتل فرحتهم .
وأنواع عقد الزواج من حيث توفر أركانه وشروطه ثلاثة :
1- الزواج الصحيح : هو الزواج المشروع بأصله ووصفه ، وتتوفر فيه جميع أركانه وشروطه .
2- الزواج الفاسد : هو الزواج المشروع بأصله لا بوصفه ، فأركانه متوفرة وبنيته العقدية الأساسية سليمة ، لكن اختلت بعض الأوصاف في جوانبه الفرعية وهي الشروط . واعتبر فاسداً غير باطل للخلاف بين العلماء على تلك الشروط ؛ فرتبوا عليه بعض آثاره للشبهة فيه .
3- الزواج الباطل : وهو غير المشروع لا بأصله ولا بوصفه ، فاختلَّت أركانه وبُنْيَتُه الأساسية غير سليمة ، ولا فرق في هذه الحالة بين توفر شروطه المطلوبة وعدم توفرها .
ولا فرق بين الزواج الباطل والفاسد من حيث المآل ، فالنتيجة حرمة البقاء عليهما ، بل يجب الحكم بانحلالهما بالفسخ أو بغيره فوراً في المحكمة الشرعية .
وللتفريق بين العقد الفاسد والباطل فائدتان :
الأولى أن العقد الباطل لا تترتب عليه آثار أو نتائج أو التزامات سواء وقع به دخول أو لم يقع ، أما قانوناً فيترتب عليه الجزاء المنصوص عليه في قانون العقوبات بسبب مخالفته الحكام الشرعية المنصوصة في قانون الحوا الشخصية .
* والثانية أن العقد الفاسد تترتب عليه بعض آثاره إن وقع به دخول لوجود الشبهة ، أما إن لم يقع به دخول فلا يفيد حكماً أصلاً ، ومن الآثار المترتبة على العقد الفاسد مثلاً وجوب العدة على المرأة وثبوت النسب للصغار .
أركان عقد الزواج
الركن هو حقيقة الشيء وجزء من تكوينه وتركيبه وماهيَّته بحيث لا يقوم إلاَّ به ، فالركوع والسجود مثلاً ركنان من أركان الصلاة ، والوقوف بعرفة هو الركن الأكبر في الحج .
ولعقد الزواج ركن واحد هو رضا العاقدين ( الخاطبين ) التام والصادر عنهما بمقتضى إرادتهما العقدية المحضة غير المعيبة بشائبة الإكراه أو التردد ، لكن الرضا أمر نفسي لا يمكن معرفته أو الاطّلاع عليه إلاَّ بما يعبر عنه ؛ من قول أو كتابة أو إشارة أو غيرها ، فالعبارات الصادرة عن كل من الخاطبين هي دليل رضاهما ورغبتهما في إنشاء العقد ، وهذه العبارات هي الإيجاب ( طلب إنشاء العقد ) من أحدهما ، والقبول ( الموافقة على إنشاء العقد ) من الآخر .
شروط عقد الزواج
الشرط هو وصف ظاهر منضبط يستلزم عدمُه عدمَ الحكم ، ولا يستلزم وجودُه وجودَ الحكم . وهو أمر خارج عن حقيقة الشيء ، فطهارة البدن أو الثوب أو المكان مثلاً هي من شروط الصلاة .
وعقد الزواج كغيره من العقود الشرعية لا بد من توافر مجموعة من الشروط فيه ، قسمها العلماء على النحو التالي :
* شروط الصحة : وهي الشروط التي إذا لم تتوفر يختل العقد في بعض جوانبه الفرعية وليس في بنيته الأساسية ، ويكون في هذه الحالة فاسداً يجب أن يفسخه القاضي ، وفي هذه الحالة تترتب عليه بعض آثاره وهما شرطان فقط : خلو صيغة العقد من التأقيت ، وحضور الشهود في مجلس العقد .
* شروط النفاذ : وهي الشروط التي يتوقف عليها ترتب آثار العقد والتزاماته منذ انعقاده صحيحاً لحظة اتصال القبول بالإيجاب ، فإن لم تتوفر هذه الشروط فالعقد موقوف ، أي أن نتائجه متوقفة على وجود الشرط ، ومن شروط نفاذ عقد الزواج رضا العاقدين ، فلو زوّج الأب ابنته الكبيرة بغير إذنها فالعقد موقوف على إجازتها فإن لم تجزه فيفسخه القاضي ، ولو زوَّجت البكر الرشيدة نفسها بغير كفء دون إذن وليها فالعقد موقوف على إجازة الولي ، فإن لم يجزه فله طلب الفسخ.
* شروط اللزوم : وهي الشروط التي يجب توفرها حتى تترتب آثار العقد ونتائجه بصفة دائمة وفي جميع الأوقات ، بحيث لا يكون عرضة للفسخ أو الاعتراض أو التراجع عنه ، فإذا اختل أحد تلك الشروط فالعقد غير لازم رغم توفر شروط الانعقاد وشروط الصحة وشروط النفاذ .
من هذه الشروط مثلاً السلامة من العيوب التي تمكّن الطرف الآخر من الطلب إلى القاضي فسخ العقد عند اكتشافها إذا لم يرض بالعيب ، وكذلك ألاَّ يزوج الصغار غير الأب أو الجد . فلو زوج رجل ابن عمه الصغير مثلاً فالعقد غير لازم ، فإذا بلغ الصغير فله خيار البلوغ إن شاء أمضى العقد وإن شاء طلب الفسخ .
* شروط الانعقاد : وهي الشروط التي إذا لم تتوفر فالزواج غير منعقدٍ أصلاً على الرغم من وجود صورته العقدية القولية بصدور الإيجاب والقبول من المتعاقدين ، وبالتالي لا تترتب عليه آثاره ولا أحكامه فكأنه لم يكن ، ولذلك يجب على القاضي الشرعي أن يحكم ببطلانه .
ومن هذه الشروط ما يرجع إلى العاقدين ، ومنها ما يرجع إلى صيغة العقد ، ومنها ما يرجع إلى محل العقد (المرأة المعقود عليها) .
1- ما يرجع إلى العاقدين وهما شرطان :
الأول : أهلية العاقدين وتمتعهما بالقدرة على مباشرة العقد وإنشائه ، فالقاصر مثلاً لا يتمكن من إبرام العقد لنفسه .
الثاني : أن يفهم كل من العاقدين معنى ما يصدر عن الآخر من عبارة أو إشارة سواء بالإيجاب أو بالقبول ، وأن القصد من هذه العبارات إنشاء عقد الزواج .
2- ما يرجع إلى الصيغة وهي ثلاثة شروط :
الأول : اتحاد مجلس العقد بحيث لا يكون هناك فاصل بعد الإيجاب يدل على إعراض العاقد الآخر عنه ؛ وأن يظل الإيجاب صحيحاً بعدم تراجع قائله عنه حتى صدور القبول واتصاله به ، لكن لا تشترط الفورية .
الثاني : التوافق بين الإيجاب والقبول حتى يتلاقيا على شيء واحد ، لأن العقد اتفاق بين الإرادتين .
الثالث : أن تكون صيغة العقد منجزة تفيد معناها في الحال ، فلا يصح التعليق أو الإضافة إلى المستقبل .
3- ما يرجع إلى المحل وهما شرطان :
الأول : أن تكون المرأة المعقود عليها أنثى محققة ، لأن زواج غير الأنثى لا ينعقد ، فالخنثى ليس محلاً لعقد الزواج .
الثاني : ألاَّ تكون المرأة محرمة تحريماً قطعياً لا شبهة فيه ، لأن وجود شبهة التحريم تجعل العقد فاسداً لا باطلاً . مثل شبهة الرضاع .
* الشروط القانونية : وهي الشروط الشكلية التي استحدثتها القوانين والتشريعات المعاصرة بهدف تحقيق مصالح عامة للناس وهي من باب السياسة الشرعية ، ومخالفة هذه الشروط لا تؤثر في حلِّيَّة عقد الزواج ، ولكن من يخالفها يعرض نفسه للعقوبات المنصوصة في قانون العقوبات لأنه لم ينفّذ النظم والتعليمات التي شرعها ولي الأمر .
ومنها على سبيل المثال توثيق عقد الزواج لدى الجهات الرسمية كالمحكمة الشرعية ، واشتراط الفحوص الطبية للخاطبين ، وقد يترتب الفسخ على عدم التزام بعض هذه الشروط في حالات محددة كما في شرط رفع سن أهلية الزواج .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف