الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثقافة لا تعرف ميري ريغيف بقلم: شوقية عروق منصور

تاريخ النشر : 2016-09-24
الثقافة لا تعرف ميري ريغيف

شوقية عروق منصور

نعرف أن كلمة ثقافة فيها المساحات والفضاءات الواسعة التي تحمل روعة وابداع الانسان ، كلمة ثقافة تختصر ضخامة الفكر والمعرفة  وتحمل مفاتيح البيوت المسقوفة بقرميد اللغات والفكر والتجارب والتراث البشري الإنساني  ، وترسم الخطوط البيضاء والأضواء تحت خطوات الانسان الذي يسعى للتعلم دائماً .

هذا ما عرفناه عن الثقافة عبر علاقاتنا مع قبائل الانصات والقراءات والصفحات ورؤيتنا للفن والفنون بكافة اشكاله وتوجهاته ، وحين نلتهم تفاحات المعرفة ونشترى صناديق التفاح من الأراضي التي تتنفس عشق الوجود ، وزرع بذور الفن والجمال.

 لكن اكتشفنا أن كلمة ثقافة عند البعض قد تحمل أيضاً لغة ترويض أسود التاريخ وادخالهم الى قنوات لا تتسع لمرور فئران ، واذا صرخ يوماً وزير الاعلام الألماني زمن هتلر غوبلز  " اضع يدي على مسدسي عندما أسمع كلمة ثقافة " لأنه اعتقد أن الثقافة معناها تحريض وفتح مغاليق العقول وتمرد على الواقع ، فإن هناك من يحاول وضع الثقافة في ميزان الغارات الاحتلالية ، ويؤسس لثقل الميزان غضباً مغطى بالتجاهل ومسح ثقافة الآخر ، عن طريق فرض مناهج دراسية لا تمت له بصلة أو تحريفها وتغييرها  ، وتطويق لغة وتاريخ الآخر بأساليب الممنوع ومحاربة ابداعه .

وزيرة الثقافة الإسرائيلية " ميري ريغيف " من بين هؤلاء الذين يحاولون تغطية شمس الثقافة الفلسطينية ، فكلما وجدت نفسها أمام وجه من وجوه الثقافة الفلسطينية ، تنزع مسامير كرسيها كوزيرة مسؤولة عن الأجواء الثقافية ، و تدق المسامير في لافتة الاحتجاج بطريقة فجة ، بائسة ، متناسية أن الثقافة الفلسطينية أكبر وأوسع من ابتسامة رضى  أو رفض الوزيرة ، التي تقف بالمرصاد لكل ابداع فلسطيني ، بسبب أن منصبها يحتم عليها  احتواء جميع سكان الدولة ، فهي وزيرة للجميع  ، وأيضاً نحن نعيش زمن الفضاء المفتوح على الجهات الأربعة ، ولم يعد هناك كلمة تختفي أو فرشاة تكسر أو قصيدة تصادر أو قصة تمنع ، فكل شيء سيخرج للعلن .   

 آخر تصرفات وزيرة الثقافة " ميري ريغيف "  تركها  الحفل احتجاجاً على أغنية مطرب الراب العربي " تامر نفار " الذي قام بغناء قصيدة الشاعر محمود درويش " سجل أنا عربي"  وذلك في حفل توزيع الجوائز للأعمال السينمائية لعام 2016 .  

كأن الوزيرة تعتقد  بتصرفها هذا تلغي قصيدة الشاعر محمود درويش "سجل أنا عربي " وتلغي صوت تامر نفار ، وتلغي وقع القصيدة على الأجيال الفلسطينية التي شربتها حتى الثمالة ، وأصبحت جزءاً من تراثه وهويته .

خروج وزيرة الثقافة من القاعة أمام الحضور يؤكد ثقافة الوزيرة التي لم تتحمل أغنية فلسطينية ، بل تعاملت بأسلوب القمع والكبت والرفض غير القادر على احتواء ثقافة الشعب الذي يقوم شعبها بإحتلاله ، بل رغم الاحتلال تريد مصادرة فكره ورأيه وثقافته، وقد حاولت  التخفيف من حدة خروجها من القاعة، بأن قالت : أنها توافق على قصيدة " سجل أنا عربي " ولكن نهاية القصيدة  دفعتها للخروج (  لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي  .. حذار حذار من جوعي .. ومن غضبي ..)  لأن فيها تحريضاً  ضد اليهود .

لا نعرف من أين أتت الوزيرة أن فيها تحريضاً ضد اليهود ، مع العلم أن هذه الأبيات الشعرية قد تصلح لكل انسان ولكل شعب ، فكل من يجوع  ويغتصب هو على استعداد لكي يأكل لحم من يغتصبه ويقوم بتجويعه .

لقد عرفت الشعوب التي وقعت تحت نير الاستعمار والاحتلال القمع والرفض وتجاهل تراثه وأدبه  وفنه، لكن بعد نيل الاستقلال والتحرر كانت الابداعات تخرج لتسجل تاريخاً حقيقياً لتلك الشعوب ، بينما يكون النسيان لتلك الأصابع الخفاشية التي منعت ومحت ومسحت ، ولم تتذكر الشعوب الوزير والمسؤول الذي منع  وشطب ومسح ، بل تتذكر القصيدة  والرواية والقصة والأغنية والفلم واللوحة والرقصة  .

الوزيرة " ميري ريغيف " تتجاهل القصيدة ، وهي غداً ستخرج مثلما خرجت قبلها " الوزيرة السابقة " ليمور ليفنات " التي منعت وضع قصائد محمود درويش في المنهاج الدراسي العبري ، ولنتذكر..  لقد بقي محمود درويش ، ولم يعد أحد يتذكر لفنات وغيرها .

في الوقت الذي خرجت فيه " ميري ريغيف " من قاعة الحفل رغم غضب الكثير من المتواجدين ،  كان هناك  في العاصمة الفرنسية باريس ،  في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي ، على الرفوف  جماجم معروضة ، جماجم لرجال من المقاومة الشعبية  الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر من الجزائر ، من بين هذه الجماجم  جمجمة للمقاوم " محمد لمجد بن عبد المالك " المعروف باسم شريف بوبقلة ، وجمجمة للشيخ بو زيات قائد مقاومة الزعاطشة سنة 1949 . وقد اعترف مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي ، أن هناك مئات الجماجم في علب من الورق المقوى موضوعة في خزانات حديدية  ، والآن يوجد حملة في الجزائر لتحرير هذه الجماجم من المتحف واعادتها للجزائر لدفنها كما يليق بها .

نحن نملك جماجمنا حيث ندفنها في تربة الاعتزاز والفخر  ، لكن نطالب الوزيرة " ميري ريغيف " تحرير جماجم  القصائد والابداعات الأدبية والفنية الفلسطينية وتمريرها في المناهج العبرية لكي يعرف الشعب اليهودي عن ادب وفنون الآخر ، ولا يبقى الآخر في نظرهم على  هيئة سكين يطعن في الخلف .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف