الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكتابة ــ دوراً ورسالة.. (ا/3) بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2016-09-22
الكتابة ــ دوراً ورسالة.. (ا/3) بقلم رفيق أحمد علي
الكتابة ــ دوراً ورسالة.... (ا/3)
في أوائل السبعينات من القرن الشمسي الماضي؛ أي بعد النكسة بل النكبة العربية الكبرى بسنوات قلائل، وشعوره باليأس حتى اعتزاله عالم الصحافة التي كانت تملأ حياته؛ كتب الصحافي الكبير الراحل(ناصر الدين النشاشيبي) عليه رحمة الله تعالى لمجلة الحوادث اللبنانية رداً على من لامه على هذا الترك واتهمه بالاستسلام:" المطلوب مني بموجب الرسائل التي انهمرت فوق رأسي تمزج التقدير بالتقريع أن أكتب وإلا كنت مستسلماً غائباً هارباً، ولن يشفع لي أحد لو قلت: إنّ في فمي ماءً! وإنني الإنسان قبل الصحافي؛ فكي أعود وأكتب يجب أن أعثر لقلمي على "أرض" يقف وأقف معه عليها.. ويسترسل فيقول:" الكتابة لا تحرر القدس، الطفل يعرف من وماذا يحررها.. والقدس لم تسقط بالخطب، وإسرائيل لم تقم لأنّ هرتزل صاح في جدران كازينو بازل بضرورة إنشاء دولة! الكلمات لا قيمة لها إن لم تجد خلفها قوة تحولها إلى واقع.." وكتب الأستاذ الراحل عبد الله الحوراني(رحمه الله) بعد عودته لغزة في إطار اتفاقية السلام 1994 في مقدمة كتابه " رؤية للوضع الفلسطيني" بادئاً بالسؤال: لماذا نكتب؟ ولمن؟ يقول:" سؤال يؤرقني ويلحّ عليّ منذ زمن، ولا شك أنه أرّق الكثيرين قبلي ممن سبقوني بالكتابة زمنياً ومن فاقوني فيها فنياً وإبداعياً.. ومع مرور قرن بأكمله هو القرن العشرون الذي بدأت فيه مشاكل وطننا العربي، وتم استيلاء القوى الاستعمارية عليه، وتقسيمه دون أن نتمكن من تصحيح أوضاعنا العربية؛ حتى بعد أن وصلنا إلى العام الأخير من العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ــ السنة التي توفَي الكاتب في أواخرها ــ زاد إلحاح السؤال علينا، ووضعنا جميعاً: كتاباً ومفكرين.. مثقفين ومبدعين.. مسئولين ومواطنين عاديين، أمام السؤال الصعب الذي كنا نهرب منه دائماً أو لا نكلف أنفسنا مشقة الجواب عنه: ماذا فعلنا وماذا أنجزنا لوطننا وأمتنا؟" وفيما أرى أنّ هذا السؤال الصعب ومحاولة الإجابة عنه يعطي الإجابة عن التساؤل الأول الذي أرّق الكاتب: لماذا نكتب ولمن؟ بمعنى أنه من الضروري أن نكتب.. ولمن؟ لأنفسنا مراجعين لها محاسبين، مقومين مصححين.. وذلك ما يسمى بالنقد الذاتي الذي يقع على رأس أبرز أهداف الكتابة ودور الأدب ورسالة الأديب.. تلك التي قدمت لها هنا بموقف كاتبين بارزين منها؛لأطرحها للقارئ فيما سيلي.. وإتماماً للفائدة من هذا التقديم، لا بدّ من أن أعقّب على موقف الكاتب الصحافي السياسي والكاتب السياسي الثقافي، فأقول: إنّ الأول قد توقف عن الكتابة الصحافية لأنه افتقد الأرض التي يقف عليها قلمه مترجحاً بين الإيجاب والسلب.. أما الثاني فكان إيجابياً أكثر؛ حيث واصل الكتابة لأنه وجد ما يبررها وهو الضرورة العامة للنقد الذاتي والمحاسبة والتقويم كما تقدم، ثم ضرورتها الخاصة من أجل فلسطين؛ إذ ينهي مقدمته فيقول:" يظل الكُتّاب عموماً محكومين بعاملين يدفعانهما للاستمرار في أداء الرسالة: أحدهما التعبير عن الذات التي لا تعني هنا المبدع نفسه بقدر ما تعني الوطن والشعب والأمة، فهو لسانها الناطق الذي إن توقف عن الكتابة توقفت الأمة عن التعبير عن ذاتها وإرادتها، وتوقفت ذاكرتها عن التسجيل.. والآخر هو الرهان على المستقبل؛ لأنهم يعلمون أنّ البذور الصالحة التي يزرعونها لا تؤتي أُكُلها سريعاً، وقد لا يجني ثمارها جيلهم الحاضر، لكن جناها سيحصده جيل المستقبل إذا ما استمرت رعايتهم لها.. لهذا كتبنا عن فلسطين، وسنستمر في الكتابة حتى نبقيها حية في عقول وقلوب أجيالنا الفلسطينية والعربية إلى أن تتحرر وتعود لأبنائها أرضاً عربية مطهرة من الاحتلال والاستعمار."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الاستقلال عدد 990
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف