الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوميات الحصار - الحلقة الأخيرة بقلم: د.حنان عواد

تاريخ النشر : 2016-09-21
يوميات الحصار - الحلقة الأخيرة بقلم: د.حنان عواد
يوميات الحصار

في البدء أنت فلسطين

الحلقة التاسعة والأخيرة.

تحية للكاتبة على هذا الابداع وتسجيل الظروف ببراعة وشجاعتها في الكلمة والوفاء..

انني أمام كتاب قرأته من قبل وقرأته ثانية،وتجلى لي جمال الاعادة،انه مثار للاعجاب في توخي الحقائق ورصد أيام الحصار المقيت للرئيس عرفات.

ما أروع أوصافها للقائد أبو عمار في هذا الحصار المقيت..كان قلمها كامل الاستقامة والوعي

والضمير الوطني،وتفاصيل ضجيج وألم وزهو وفخار،وكان القلم مطواعا باخلاص على مستوى العمل الجاد المطلوب.

حكم بلعاوي روائي-سفير دولة فلسطين في تونس-عضو المجلس التشريعي الفلسطيني-وزير الداخلية.

 

في يوميات الحصار قلتها مجلجلة،في البدء أنت فلسطين،قرأتها بنهم وشغف وفعل وايمان،

لأزيد بكل تواضع في البدء والنهاية انها فلسطين.

أمام عظمة سيرة الراحل المناضل،وملاحم تضحيات الطود الشامخ والراسخ رمزا وفخرا لشعبه ونضالاته،تتقلص الكلمات عاجزة،وتنحسر الآراء واجمة،خاشعة أمام القامة الفريدة

أمام الراحل الحي،لتفسح المجال لأساطير الكبرياء والسؤدد والشموخ لأبي عمار ابن فلسطين

البار وعميد المجاهدين.

الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز.بكلمات مستشاره الثقافي ريمون كبشة

 

ان الكاتبة عواد لم تتخل عن مرادفاتها الشعرية،فتصف عرفات بأنه رسول الحرية”

،وتختتم رحلتها الى وجدان عرفات قائلة

:"يمنعون عنك الهواء،فتبقى تتنفس كبرياء....

يمنعون عنك الماء، فتتيمم وتكبر الارادة فيك..

ويمنعونك من اطلالة الميلاد، فتسبقك كوفيتك..

انها صورة ملائكية ترسمها لعرفات،

 وتعلن تتويجه ملكا مخلدا لفلسطين

(محمد أمين المصري-صحيفة الأهرام). 

ما بين حصار فلسطين وحصار العراق

اختتمت زيارتي للعراق والمشاركة بالمربد بحضور الرئيس عرفات،وكان عليه أن يغادر الى جنيف لالقاء كلمته،وقبل أن يغادر أوصى سفير فلسطين الأخ عزام الأحمد ان يرتب لي السفر لاتبعه هناك..

وصلت جنيف برفقة الأخ محمد أبو سمرة مرافق السيد الرئيس،توجهت الى فندق الانتركونتيننتال،واسترحت قليلا ثم اقلتني سيارة المراسم الى قاعة الأمم المتحدة

للاستماع لخطاب الرئيس التاريخي.ظلت هذه الذكرى تلاحقني وانا أعد برناج اللقاءات السياسية في بغداد.

الطقس حار جدا،والحرارة السياسية تكاد تطغى على أجواء المؤتمرات والمهرجانات،فلسطين هي القلب..تجدها على لسان كل دبلوماسي،سياسي وشعبي.

وفي الفضائيات أيضا،تبرز في برامج هامة من أجل فلسطين...ولكن القلق والتوجس

يحيط بي،وكلما أدرت التلفاز وشاهدت خبر اقتحام أو هجوم،تقتحمني الوساوس،فترتعد فرائصي. يد الاحتلال مستمرة في ضرب قواعدنا...

في الثامن والعشرين يعلن عن بدء القافلة للتوجه الى تكريت، مسقط رأس الرئيس صدام حسين، حيث تتجمع الجماهير من مختلف القطاعات لتجديد البيعة..استفتاء يتجدد سنويا،سيمفونية لا تتوارى في مبايعة الرئيس،بينما المظاهرات والمسيرات

تعم كافة قطاعات شعب فجر الشمس طاقات للبقاء...

ما أعظم الشعوب وهي صابرة صبورة،غافرة غفورة..

وما أقسى الظلم الذي نسجت خيوطه قوى الارهاب ضد العراق وقيادته،

ولم تتوقف عند هذا الحد،بل امتدت الى فلسطين.

التقيت وزير الاعلام الصحاف،وكان لقاء حميميا حيا فلسطين بقوة،وقدم تحياته للسيد الرئيس من دولة محاصرة تعانق فجرها الى دولة تبحث عن اشعاع  شمس يخترق الحصار،كلاهما تحاولان تقويض الحصار باصرار..ومن دولة يعيشها الحب ونكران الذات،الى شقيقة رائدة في العطاء.

ثم التقيت طارق عزيز مسئول العلاقات الخارجية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائب رئيس مجلس الوزراء،رجل دمث خلوق التقاني بكل المودة،وأبدى اعجابه بالرئيس عرفات،وأشار الى أن حصار العراق واستمراريته يهدف الى حماية الكيان الصهيوني،وتمكينه من القيام بدوره في حربه على الشعب الفلسطيني وسلطته الشرعية الوطنية،وأشار الى حل كوفي عنان للجنة الدولية لتقصي الحقائق،كما دعا الى محاكمة شارون في لاهاي..وقد كرمني طارق عزيز وحملني تحياته للشعب الفلسطيني.

افتتح المؤتمر التضامني مع فلسطين والعراق تحت شعار "رفع الحصار وتعزيز العلاقات الدولية،"بمشاركة  خمس وسبعون منظمة انسانية من سبعين دولة في العالم ،جاءت لتؤكد وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والعراقي...

وقد كانت كلمة فلسطين هي الأولى في افتتاح المؤتمر،قدمتها بحرارة التواقين

الى سماع صوت فلسطين في هذا الزمن الصعب.

قدمت التحية باسم الرئيس عرفات الى الشعب العراقي وقيادته،والى شهداء العراق

والمرأة العراقية الصامدة،ثم القيت الأضواء على أوضاعنا،معلنة موقفنا السياسي..

تجمعت الوفود بهتافات دولية من أجل فلسطين والعراق،وأكد ممثل كل لجنة وقفته المطلقة مع نضال الشعب الفلسطيني ومع الانتفاضة.

وفي اليوم التالي،التقيت الدكتور عبد الرازق الهاشمي-رئيس منظمة التضامن والصداقة الدولية،حيث استعرض الأوضاع الصعبة وأشاد بصمود الرئيس ياسر عرفات والشعب الفلسطيني..التقيت أيضا عددا كبيرا من الشخصيات الاعتبارية،رئيس اتحاد الكتاب،رئيس بيت الحكمة،رؤساء الصحف اليومية،ورئيس مجلس ادارة التيليفزيون العراقي الرسمي.

ويعبر الزمان سراعا،ويشتد متراسه..حان وقت الرحيل..

أودع العراق بشوقي الى النصر والسيادة في فلسطين،وشوقي وأملي برفع الحصار عن العراق.

ألوح بالوداع لكل الأصدقاء في العراق،وروحي تمتد الى بغداد بحبال صوفية تعبر من صوت الآذان في مدينة القدس،وتطوف مع الروح السالك الى العراق في أرضها وأماكنها المقدسة،حضارتها وتاريخها،والأهم انسانها البدء في تحقيق النصر وحماية الكبرياء.

اسارع الخطى من بغداد الى عمان في محاولة لاستباق الزمن...

الأخبار تلقي بوابل من البشائر بأن الحصار سوف يرفع عن السيد الرئيس.

النبض يرتفع،العيون تدمع،والنبض يدق جدران الزمن الناشر أجنحته بانتظار الوصول الى لحظة الحسم...ويعلن النبأ...

تفد الجماهير في سلسلة بشرية حول مقر الرئيس، بهتافات تنطلق من أعماق القلب.

تسبقني عيوني وأنا أرسم الصورة التي سألتقي بها الرئيس،كيف سيكون العناق الأبوي بعد عذاب الأسلاك؟!

ويأخذ الأسبوع الأول من أيار معزوفاته على كل آلات النغم الحالم لتقويض الحصار،ويعزف الشعب الفلسطيني لحن الوفاء.

اليوم الخميس،الثاني من أيار،مدينة رام الله يكسوها غبار الدمار والتحطيم..

تطل الكوفية الفلسطينية من باب مقر الرئاسة،وباطلالاتها تضيء فلسطين.

ويستنشق المنتظرون عبير طمأنينة يمر مع أنسام الربيع،تحركها وريقات الفل والرياحين.

وكأنما وهج خفي يتدفق عبر شرايين الوجود الفلسطيني ليذكر الشعب، أن ربيع فلسطين لم يغادر،وانما ظل بالانتظار.

وما بين مسافات ومسافات، ترى شجيرات الليلك تنبت في قوارير العاشقين.

ويصر الوجود أن يلقي ظلاله على المحاصرين لتقطيع الأسلاك الشائكة..وتقفز الحياة أزاهير روح متجددة لتعانق اللحظة التي تكسرت فيها جدران الحصار الشائكة،وانطلقت فيها الباقات المحيطة بالقائد الرمز وهو يخاطب الجماهير باصرار

وتحدي.

وهكذا مرت أيام قليلة بها كثافات سياسية وتفجيرات روحية واطلالات وحوارات،

وأنا أسير في صباحات وعي اللحظة الشاقة..تحملني الى الزمان والمكان ووشائج الأحوال كل تهاليل الانتماء..أشكل الكون ورودا للقاء.

خلال الأيام المجدولة بألم الحصار،جندت قلمي للكتابة الى العالم،حكومات ومنظمات،شخصيات فاعلة ومؤسسات،أطلب النجدة والمساعدة لانقاذ أبي عمار

وانقاذ الشعب الفلسطيني.

واستجاب العالم،وتلقينا برقيات هامة من مختلف أنحاء العالم،وعقدنا العزم أن تحيا فلسطين.

وعقدنا العزم أن تظل فلسطين شامخة،ولذلك.قررنا عقد مؤتمر تضامن دولي مع الرئيس ومع الشعب الفلسطيني،بحضور شخصيات سياسية هامة،وقد استجاب لندائنا

عدد من الشحصيات الدولية الهامة،اجتمعت في مدينة القدس في مكاتب رابطة القلم،

وتم اطلاع الشخصيات على تطور الأوضاع في فلسطين بحضور شخصيات فلسطينية،رسمية وشعبية.

اليوم السبت الحادي عشر من أيار،تستعد وفود التضامن لزيارة الرئيس..تصل السيارات الخاصة بالشخصيات الاعتبارية،ونبدأ بعبور الحاجز..نعد الدقائق والثواني

للقاء الرمز في مقصورة الصديقين،نمضي،نعبر الحاجز الأول،نتوقف عند الحاجز الثاني،والجنود الاسرائيليون مدججون بالأسلحة،عشرات الفلسطينيين بالانتظار..

وكأنما أدرك الجنود أن هذا وفدا اعلاميا دوليا،أخذوا يسترقون النظر،يطلبون الهويات وجوازات السفر..يصطنعون ابتسامة للأجانب لابراز وجه آخر لاسرائيل،ويتفرسون بنا نحن الفلسطينيين،ثم يتحرك الموكب.نصل الى مقر الرئاسة،الساحة مفتوحة،وآثار الدمار التراكمي تظهر للعيان.

تستقبلنا العلاقات العامة بالمودة والاحترام وتجاوز الصعب..نبدأ بصعود السلم

الذي يوصلنا الى الرئيس بصعوبة،أكياس من الرمل متراصة عند المدخل،القلب يعصف،الدموع تنهمر بغزارة،تطل وجوه الرجال حولك- والتي ألفتها زمنا- مبتسمة.

شعيرات كثيفة سكنت الوجوه الصابرة،نسير جميعا في الممر الضيق ونتساءل كيف؟!،ثم ندخل غرفة انتظار صغيرة،اطأطيء الرأس صمتا وفي الذهن توقعات وتساؤلات..يأتي المرافق ليأخذنا الى الرئيس..يتحرك أبو عمار باتجاه الوفد بحرارة

غيبت صورة الحصار ،وبدت علامات التعجب ترسم على الوجوه..الدموع تنهمر دون توقف،والقلب ينبض بسرعة..

اقفز اليه بعناق أبوي،أتلمس وجهه وعينيه وتلك الشعيرات البيضاء على جلال ذاك الوجه الأبيض،وكل شعرة تحكي أيام الصبر والصمود.يرحب الرئيس بالوفد معانقا كلا منهم،فترتسم ابتسامات الرضى والفرح على وجوههم.

الخص لسيادته برنامج التضامن الدولي الذي انطلقنا به الى أنحاء العالم،ويتفرس به رؤساء الوفود باعجاب غير عادي..كيف يبتسم في هذه الظروف؟وكيف يتجاوز كل أصفاد الحصار الى الحرية والفجر المشرق؟!وكيف يخاطب العالم بقوة؟

يمتد الحوار الأخاذ،ويأخذ مع الوفد الصور التذكارية،ويدعونا الى تناول طعام

الغداء البسيط معه،محاطين بالرعاية منه ومن طاقمه. يجلس قربه وزير السياحة

ومدير مكتبه،وتتوالى خطابات الاطراء والحنين من الوفد..ينتهي الاجتماع بعناق آخر،وعدنا بفيض روحي خفي يكتنز في قلوبنا،ولمعان في العيون يحمل البشرى والأمان.

وبعد زيارات ميدانية ولقاءات فكرية تلمسنا طريق العودة..سنعبر الصعب ثانية،

علينا أن ننهي برنامجنا بسرعة لنصل الى الحاجز قبل أن يتم اغلاقه نهائيا..

تحرك الموكب بسرعة الى أن وصلنا الحاجز..وانتظرنا أكثر من ساعتين بصمت رهيب،ودونما تعليق..ثم تحركنا باتجاه القدس.وصلنا واجتمعنا على مائدة العشاء بحضور ممثل الرئيس،ثم وضعنا خطة وبرنامج الغد، وهو زيارة الى مدينة البطولة والأبطال والصمود-جنين-

اشتعل الصباح حركة وضوضاء،تناولنا الافطار ثم تحركنا في الساعة الثامنة،قطعنا مسافات طويلة،وبدات المسيرة الطويلة الى أن وصلنا الحاجز..

سمح الجنود للضيوف الدوليين بالدخول الى جنين،أما أنا والوفد المرافق من القدس

لم يسمحوا لنا..الموقف أصبح صعبا،ممثل السيد الرئيس بانتظارنا،وصار علينا أن نعود أدراجنا..ما العمل،وكيف يسير الوفد بمفرده؟علامات قهر وغضب..

هاتفني ممثل الرئيس شارحا لي أن أقطع الطريق الجبلى،واستمر على خط الهاتف الى أن تجاوزت كل الصعوبات..

هكذا دخلنا جنين القسام بمعجزة أمام امتداد السهول اليانعة الخضراء،وظلال السماء تطل علينا بسكون الرهبة..تماوجت سنابل القمح،وتهادت أشجار الصنوبر والنخيل،

واختالت شجيرات الخضروات العديدة..وكلما هبت نسمات،تماوج القمح وارتقى عاليا،واخترقت أزاهير الربيع مواطن الاسلاك والأشواق..ثم ابتدأ البرنامج الرسمي.

توجهنا الى رئيس البلدية الذي أطلعنا على حقيقة ما جرى وما يجري،زرنا المقابر الجماعية،ثم اجتمعنا بمحافظ جنين،واختتمت الزيارة بزيارة قائد المنطقة العميد فايز عرفات.التقانا بحفاوة،وفسر لنا الكثير من الرموز،وأطل علينا بروح القائد والانسان..تجولنا في أزقة الدمار،

 وتوقفنا عند مناجل الحصاد المغمورة

 بالدماء،والأرض المزروعة بالحناء

وأطل علينا وجه"أبي جندل" باشراقه وصوته الملائكي

الذي فجر كل كثبان الصمت

وهز مشانق الجزار.

رف" رفيف الأقحوان"،فانتشر العبق الالهي مسكا وقناديل،

وتتساقط من شجيرات الخلد رسائل العهد والوصية.

احتضنت السهول والجدران صورته..وحملناها معنا اعتزازا واكبارا..

سرنا في طريق العودة،فوجئنا بسيارتي عسكريتين بانتظارنا،

وكأنهم أدركوا عظمة ما نحمل..أوقفونا بقسوة،تساءلوا عن المشهد،

صادروا جميع الصور،وأجبرونا على التحرك الفوري...

ما أعظمك في حياتك يا "أبا جندل"،وما أعظمك في الخلود!

ثم توقفنا عند وداعية الأمان،وتصادم الجدران والحركة اللولبية الحائرة.

وظلت جنين بصمودها تنادينا...

 

ولم يسدل الستار بعد..

 

تهديد آخر يأتي،

تنفيذ آخر يمضي،ونفاذ للصبر..

تتدرج الحافلات العسكرية والدبابات في محيط المدن الفلسطينية،

وفي محيط رام الله تعبر الى هناك وتخرج من هناك..

تستفز مشاعر السلم،تقتل مشاعر المحبة،

وتصلب العدل على مشانق الجزار

وينادي العالم بوقف القتال...

يشتد الظلم..

ويطلق أنيابه على المناضل الفلسطيني،

وتبعث الدول مبعوثيها وتوصياتها المنحازة وشروطها التعجيزية..

( توقفوا أيها الفلسطينيون عن الدفاع عن أوطانكم،

تقبلوا الدمار والاغتيالات والاحتلالات..

وليكن الجواب"صمت حتى الموت"..

اعتصموا بالصمت،

لا تحملوا حجرا

ولا تناقشوا خبرا

لا تحتجوا

بل تدللوا بالسكون

وفي الجنازات اليومية).

 

انتهى.

ملاحظة:ترجم كتاب" يوميات الحصار" الى اللغة الايطالية، حيث حازت الأديبة عواد على جائزة الابداع من ايطاليا.

كما ترجم أيضا الى اللغة التركية،ونظم حفل توقيعه في مهرجان تضامني حاشد بحضور الشاعر الكبير محمود درويش طيب الله ثراه.

وترجم أيضا الى اللغة الانجليزية في الأكاديمية الأدبية الدولية في الباكستان،برعاية الأديب الكبير فخر زمان رئيس الأكاديمية ووزير سابق.

ثم الى اللغة الاسبانية،حيث ترجم وقدم في مهرجان الشعر الدولي في كولومبيا،برعاية الأديب الحائز على جائزة نوبل فرناندو راندم.

وقد قام تليفزيون فلسطين باخراجه كفيلم وثائقي مصور،وتم عرضه في التيليفزيون.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف