عنوان المقال/الكاستيلو طريق الآلام
كان هناك إتفاق سري سُمي بعد ذلك بإتفاق "سايكس بيكو"، أبرم في عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا بمعرفة روسية، ونتائجه كانت تقسيم الهلال الخصيب وتلاه وعد بلفور. أثناء مفاوضات هذا الإتفاق، كانت هناك أحداث تدور رحاها في المنطقة، وهي: وهن وترهل وضعف العثماني، والثورة العربية الكبرى، والحرب العالمية الأولى، وكانت هناك أيضاً الثورة البلشفية في روسيا القيصرية.
ما أشبه الأمس بالبارحة! حيث الثورة العربية تحولت إلى ما يسمونه "ربيع عربي" ، ضد أنظمة مترهلة يسودها الفساد، وتم تدخل غربي مباشر وغير مباشر، في سوريا، وليبيا، واليمن، ومصر، وتونس، ولبنان أيضاً، وقد سبق ذلك كله تدخلهم في العراق منذ سنوات، والجميع يشاهد ما يحدث في فلسطين أيضاً.
قبل أيام قليلة تم الإعلان عن إتفاق بين روسيا وامريكا، من أجل إستئناف العملية السياسية في سوريا، وقد نص الإتفاق على:
-منع النظام السوري من القيام بأي عمليات جوية في مناطق نفوذ المعارضة "المعتدلة"!، وعدم إستهداف المدنيين، وفي المقابل تلتزم هذه المعارضة بوقف العمليات أيضاً.
-وقف أي عمليات على الأرض مسعاها إحراز أي تقدم، وضم مناطق نفوذ جديدة.
-فتح طريق الكاستيلو وإنشاء منطقة خالية من السلاح حول حلب والتعاون ضد "جبهة النصرة/فتح الشام حالياً".
يتحدثون عن طريق مساعدات ومنطقة آمنة، مع العلم أن سوريا كلها كانت آمنة في السابق، حيث كانت بمثابة ملجأ لسياح العالم اجمع، ولكنها أصبحت كباقي الدول العربية التي نالو منها بديموقراطيتهم المزعومة، وكانت بلد لا تنقصها المساعدات، بل قائمة على الإكتفاء الذاتي.
قال كيري بعد الإعلان عن الإتفاق أن هذه هي الفرصة الأخيرة لوحدة سوريا!!
البعض يرى امريكا حليف، والبعض الآخر يرى روسيا حليف، ولكنهما في النهاية تنتهجان نفس النهج الإستعماري القديم الجديد، الذي لا يرى غير مصلحته فقط، وهو التدخل في شؤون الدول من منطلق مساعدة الشعوب في التخلص من طغاتها وأباطرتها، وتقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية، وبعد ذلك تحكمها هي وتتحكم في مصيرها، نظير ما قدمته من خدمات.
للأسف هناك شعوب لم تتعلم ونخبتها من تجارب من سبقوهم، وورطت أرضها بإحتلال غربي برؤية جديدة، وهي تدمير وإستنزاف طاقة الشباب ومُقدرات الدولة.
في القريب سيكون هناك تقسيم جديد لبعض الدول العربية، وسيكون ذلك جلي في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن.
في كل من روسيا وأمريكا وباقي الدول الغربية التي لها أطماع ومصالح في المنطقة، تسير عندهم العملية السياسية بسلاسة تامة بخصوص تداول السلطات، وذلك نابع من أن الأحزاب السياسية ومنتسبيها والمواطنين الغير محزبين أيضاً، حريصين كل الحرص على مصلحة بلادهم، ولا يعنيهم غيرها، وفي المقابل سنجد في دولنا العربية الأحزاب الحاكمة تنهش في أحزاب المعارضة، والمعارضة تنهش فيها، وكل الأحزاب تنهش في الوطن، وسنجد هناك فراغ دستوري أو رئاسي أو كلاهما معاً، أو سلطة هشة في كثير من الدول العربية حالياً، والذي يحكم فقط هو من يحمل السلاح، أو من حليفه الغربي أقوى من حليف الطرف الآخر، من أين لهم هذا السلاح وهذا الدعم المعلوماتي وهذا الدعم اللوجستي؟! ألا تنفذ زخيرتهم؟! ومن يدعمهم بكل هذا؟!
"الأسئلة السابقة كلها للمواطن المغرر به".
إن إستفاقت الأنظمة والمعارضة في كل الدول محل النزاع، ستنتهي أزماتهم في جزء من الثانية، ويخرج الجميع من أتون الحرب الذي دخلوا إليه بملء إرادتهم.
يتحدث إليَّ سائق سيارة الأجرة قائلاً: أنه وأباه وإخوته قد حصلوا على لحوم الأضحية "كمساعدات"، من فتح، وحماس، والشعبية، والديموقراطية، ومن تركيا، ومن وكالة الغوث، ومن الشيعة أيضاً، ضاحكاً بعيون ظافرة، ويتباهى بأنه ليس بحاجة للحم الإضحية الذي وصله"حتى باب الدار"، حيث أنه يمتلك سيارة أجرة تجاوزت قيمتها ال 21 ألف دولار.
ابتسمت وقلت له: إنتظر الطلب فقد حصلت على المقابل.
على الهامش:
تم توقيع الاتفاق العسكري "الإسرئيلي الامريكي" الجديد رسمياً، ويقول بعض المحللين السياسين أنه تم التعجيل به خوفاً من فوز ترامب في الإنتخابات الرئاسية.
"بالعامية ترامب مربي الرعب للعرب واليهود"
أي رئيس اميركي، ديموقراطي أو جمهوري، هو مجرد أداة تنفذ سياسة أمريكية عامة، تقوم بوضعها النخب هناك، ولا يوجد هناك أبداً سياسة حزبية ضيقة عند رسم السياسات العامة.
16/9/1982 الرحمة لشهداء صبرا وشاتيلا.
أمير المقوسي
16/9/2016
[email protected]
كان هناك إتفاق سري سُمي بعد ذلك بإتفاق "سايكس بيكو"، أبرم في عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا بمعرفة روسية، ونتائجه كانت تقسيم الهلال الخصيب وتلاه وعد بلفور. أثناء مفاوضات هذا الإتفاق، كانت هناك أحداث تدور رحاها في المنطقة، وهي: وهن وترهل وضعف العثماني، والثورة العربية الكبرى، والحرب العالمية الأولى، وكانت هناك أيضاً الثورة البلشفية في روسيا القيصرية.
ما أشبه الأمس بالبارحة! حيث الثورة العربية تحولت إلى ما يسمونه "ربيع عربي" ، ضد أنظمة مترهلة يسودها الفساد، وتم تدخل غربي مباشر وغير مباشر، في سوريا، وليبيا، واليمن، ومصر، وتونس، ولبنان أيضاً، وقد سبق ذلك كله تدخلهم في العراق منذ سنوات، والجميع يشاهد ما يحدث في فلسطين أيضاً.
قبل أيام قليلة تم الإعلان عن إتفاق بين روسيا وامريكا، من أجل إستئناف العملية السياسية في سوريا، وقد نص الإتفاق على:
-منع النظام السوري من القيام بأي عمليات جوية في مناطق نفوذ المعارضة "المعتدلة"!، وعدم إستهداف المدنيين، وفي المقابل تلتزم هذه المعارضة بوقف العمليات أيضاً.
-وقف أي عمليات على الأرض مسعاها إحراز أي تقدم، وضم مناطق نفوذ جديدة.
-فتح طريق الكاستيلو وإنشاء منطقة خالية من السلاح حول حلب والتعاون ضد "جبهة النصرة/فتح الشام حالياً".
يتحدثون عن طريق مساعدات ومنطقة آمنة، مع العلم أن سوريا كلها كانت آمنة في السابق، حيث كانت بمثابة ملجأ لسياح العالم اجمع، ولكنها أصبحت كباقي الدول العربية التي نالو منها بديموقراطيتهم المزعومة، وكانت بلد لا تنقصها المساعدات، بل قائمة على الإكتفاء الذاتي.
قال كيري بعد الإعلان عن الإتفاق أن هذه هي الفرصة الأخيرة لوحدة سوريا!!
البعض يرى امريكا حليف، والبعض الآخر يرى روسيا حليف، ولكنهما في النهاية تنتهجان نفس النهج الإستعماري القديم الجديد، الذي لا يرى غير مصلحته فقط، وهو التدخل في شؤون الدول من منطلق مساعدة الشعوب في التخلص من طغاتها وأباطرتها، وتقديم المساعدات الإنسانية واللوجستية، وبعد ذلك تحكمها هي وتتحكم في مصيرها، نظير ما قدمته من خدمات.
للأسف هناك شعوب لم تتعلم ونخبتها من تجارب من سبقوهم، وورطت أرضها بإحتلال غربي برؤية جديدة، وهي تدمير وإستنزاف طاقة الشباب ومُقدرات الدولة.
في القريب سيكون هناك تقسيم جديد لبعض الدول العربية، وسيكون ذلك جلي في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن.
في كل من روسيا وأمريكا وباقي الدول الغربية التي لها أطماع ومصالح في المنطقة، تسير عندهم العملية السياسية بسلاسة تامة بخصوص تداول السلطات، وذلك نابع من أن الأحزاب السياسية ومنتسبيها والمواطنين الغير محزبين أيضاً، حريصين كل الحرص على مصلحة بلادهم، ولا يعنيهم غيرها، وفي المقابل سنجد في دولنا العربية الأحزاب الحاكمة تنهش في أحزاب المعارضة، والمعارضة تنهش فيها، وكل الأحزاب تنهش في الوطن، وسنجد هناك فراغ دستوري أو رئاسي أو كلاهما معاً، أو سلطة هشة في كثير من الدول العربية حالياً، والذي يحكم فقط هو من يحمل السلاح، أو من حليفه الغربي أقوى من حليف الطرف الآخر، من أين لهم هذا السلاح وهذا الدعم المعلوماتي وهذا الدعم اللوجستي؟! ألا تنفذ زخيرتهم؟! ومن يدعمهم بكل هذا؟!
"الأسئلة السابقة كلها للمواطن المغرر به".
إن إستفاقت الأنظمة والمعارضة في كل الدول محل النزاع، ستنتهي أزماتهم في جزء من الثانية، ويخرج الجميع من أتون الحرب الذي دخلوا إليه بملء إرادتهم.
يتحدث إليَّ سائق سيارة الأجرة قائلاً: أنه وأباه وإخوته قد حصلوا على لحوم الأضحية "كمساعدات"، من فتح، وحماس، والشعبية، والديموقراطية، ومن تركيا، ومن وكالة الغوث، ومن الشيعة أيضاً، ضاحكاً بعيون ظافرة، ويتباهى بأنه ليس بحاجة للحم الإضحية الذي وصله"حتى باب الدار"، حيث أنه يمتلك سيارة أجرة تجاوزت قيمتها ال 21 ألف دولار.
ابتسمت وقلت له: إنتظر الطلب فقد حصلت على المقابل.
على الهامش:
تم توقيع الاتفاق العسكري "الإسرئيلي الامريكي" الجديد رسمياً، ويقول بعض المحللين السياسين أنه تم التعجيل به خوفاً من فوز ترامب في الإنتخابات الرئاسية.
"بالعامية ترامب مربي الرعب للعرب واليهود"
أي رئيس اميركي، ديموقراطي أو جمهوري، هو مجرد أداة تنفذ سياسة أمريكية عامة، تقوم بوضعها النخب هناك، ولا يوجد هناك أبداً سياسة حزبية ضيقة عند رسم السياسات العامة.
16/9/1982 الرحمة لشهداء صبرا وشاتيلا.
أمير المقوسي
16/9/2016
[email protected]