الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية زمن العشق .. 2 بقلم: ابراهيم شواهنة

تاريخ النشر : 2016-08-31
رواية زمن العشق .. 2  بقلم: ابراهيم شواهنة
قلت :

أتتيت من بلاد الشمس والخضرة ...من بلاد الرعشة والرؤؤس الشامخة ...أنا من بلد المأذن الشامخة  ....بلد اللذين مدوا أعناقهم  حتى أوشكت أن تطال الشمس ..أنا من هناك من بلاد صهيل خيولها كأنه الرعد ...أنا من بلاد سهولها محاصرة ...من رئة الامة المطعونة .. من بلاد  ليلها حالك  من أحتلال  بغيض ..أنا من فلسطين ..بلدي التي أحببتها حد العشق الازلي .

كفاك ...لقد عرفتك ايها العصفور الجائع  الى قمح الصحراء ...أنا مثلك تماما ..أضعت عمري على الطرقات وتبددت أمالي في انتظار الوطن ....أنا وأنت في خندق واحد ...لا عليك  لا  تخف  ...ستكون  الامور جيدة .

وتم تعينك بمدرسة حديثة .تسمى مدرسة الاخدود الثانوية ..... ولم تذهب  الى البر .... بل ذهبت الى الصندوق ... وتسلمت مبلغ ألفي ..ريال ..."بدل سكن " ...أشتريت  بعض الحاجات الضرورية ...سرير ..بطانية ...مخدة ..وبعض  من المعلبات من دكان " سعيد الزهراني " .

                       تدلى الصمت من جديد ..وأنت توقع الكشف ...وتقبض  مبلغا ...وقدرة ثلاث ريالات .مقابل عدم  نقل عفشك ..الى مقرك الجديد ...فهو لا يبعد  كثيرا  من هنا ...

كيف يمكن لك أن تقابل رجلا ..بهذه الطيبة ... وانت تتسلم  خطاب التوجيه الى مدرسة الاخدود

وترحل ...في سيارة  جيب ..من نوع " تيوتا " ...كل شيىء  بدى لك   غريبا .بعض الشيىء - فقد كنت خائفا من أرسالك الى القرى البعيدة في اعماق الصحارى واعالي الجبال - ..وجوه  الناس.. الارض ..السماء ...الجبال ...

حين فاجأك رجل كبير في السن :

مدرس ...جديد ؟؟

واكتفيت  بحركة ...بسيطة  من رأسك ...

.....فلسطيني ؟؟  ...لبناني ؟؟؟

....لاربما .تكون...شاميا ؟؟

....او مصريا .....

لا تقلق .. يا بني .. نجران حليوه .... !!!!

أنتم محترمين ...أيها " الحمران" ... وكان يقصد اللون .  لون بشرتك ... فهم  يطلقون على السوريين والمصريين والاردنيين والفلسطينيين ( بالحمران )

كل هذا السيل من الاسئلة ..لم تترك لك  حيزا للاجابة ... فقد انهالت عليك من رجل طاعن في السن كان يجلس بجانبك ...

ها هي القابل ....ضاحية من ضواحي نجران ...فاتنة بخضرتها وجمال نخيلها الساحر ... وصوت ماتورات  رفع الماء من الابار الارتوازية  ...على ...جنبات الوادي الفسيح .

تذكرت ....من رافقتها في رحلتك ...أين هي يا ترى الان .؟؟..هل ذهبت للبر الشاسع  ..وتاهت في الصحراء  ..

تذكرتها ..وانت تعبر مزارع  النخيل ....تمنيت  لو تكون معك  في تلك اللحظة ...لتؤنس وحشتك

وتعيد  لك  أتزانك  المفقود .

أخيرا ...حطت  بك  خطاك ..في مركز  بن ثامر " مركز تابع لامارة  القابل " ....عبدالله  بن ثامر ذلك  الصبي الشاب الذي تحدى  جبروت  " ذي نواس" ...بيوت من الطين محدودة  العدد  لا يقطنها الا موظفي  الامارة ... والدولة .... من معلمين وممرضين ..تحيط  بالمكان شجرتان من شجر الدوم  يقدر  عمرهما بألاف  السنين .وارفة الظلال تقي من يجلس تحتها  الهجير في الصيف .

شجرتان وحيدتين  ..مثلك  تماما ...تنشر الرطوبة في المكان ....هناك في الجزء  الجنوبي من المركز ...وفي بيت " هادي بن حمرور " البدوي  القادم من البراري التقيت  برفيقك  "ابراهيم"

تبادلت  معه ..أطراف  الحديت  ...دخل قلبك ...تأملته ..فقد كان يشبهك  تماما  .. ربما الى حد بعيد ...

هبت  رياح ساخنة ..حملت الغبار والاتربة والحصى ...وأطبقت السماء الارض .....هطلت الامطار ...فجأة ..

لاتستغرب ..فحال الجو  هنا ..الامطار هنا صيفية ...تأتي فجأة .. وتنتهي فجأة  .... لا عليك  سنحاول العيش رغم كل الظروف  الصعبة .

هنا ستكون الحياة سعيدة ..وسوف  يمر العام دون ان تدري ...كان يحاول أن يدخل الى نفسك البهجة والسرور .أدار  الة التسجيل  فأنطلق  صوت أم كلثوم  بأغنيتها " جددت حبك ليه "

كيف عرف أنك  تحب تلك الاغنية ..رحت  تدندن  معها .........(.بعد الفؤاد  ما ارتاح ..حرام عليك خليه  غافل عن اللي راح ..انا لونسيت اللي كان وهان على الهوان .)..لقد فتحت كل جروحك .. وأعادت  الاحزان الى قلبك ..وراحت عيدان الشوق تتمايل في قلبك ...وبدأت سنة كاملة تزحف  باتجاه ..اعضائك النحيلة .

كان البرواسعا ..حتى الجبال نحو الشرق وكنت أنت وصديقك طائران يبحثان عن الحرية ...في جنبات تلك البيت الطيني القديم .

ها هو ... جاركم " الحويفي "  أبا خلف يضطجع  على جنبه ..يقلب بصره في السماء  الصافية

وحوله  نساؤه  الاثنتين ..."نورة "  و"رفعة"  يسامرانه  كل ليلة .. يفترش  الارض ,, هربا من الحر ... تاره  .. تفهم ما يقول ... وتاره  .. لا تفهم ..

كان فقيرالحال ...ذو عيال .. فأنت لا تسطيع  ان تحصي  أولاده ... ولو بالغت لقلت حتى هو ايضا لا يعرف ...يجمع الحطب  من الوديان ويبيعة بثمن زهيد .

             أخذ صديقك  نفسا عميق من سيجارته  من نوع  " كرفن " ...كان كمن أحرق كل عفن الدنيا .....ثم أستلقى على السرير ...وهو يردد ..متى ينتهي  هذا العام ؟؟. ولم تكن .... تدخن.....فقد تركته قبل سفرك  ..... بشهرين .. وربما اكثر ....

لا زلت تتذكر ...وجهه بوضوح ...عينيه ..حزنه وبساطته ..وطيبة قلبه .وعصبيته  الزائدة .كان عندما ..يغضب ..تبحث عن كل مفردات الدنيا ... فتفسرها  له حتى يهدأ ..فتخطلط الاسماء وتتقاطع الحروف ..وبعينيك المشردتين كنت ترتقب أن يغير الحديث  لتعرف منه الكثير ..فقد كانت ملايين الاسئلة المتربصة في صدرك وكنت تبحث عن فرصة مناسبة ولكن ....؟

كم  من السنين ستمر  ...وانت في هذا البر الواسع ..دون أن تشعر .. سيمضي العمر ويرحل ...ستسافر في مطارات الدنيا تجلدك  الطرقات  والارصفة وتضيع بين الغياب والحضور ..وستمر بحياتك  تفاصيل تحس  احيانا  بها .وتشعرك  بالاهانة والذل ...وستلعن اليوم الذي دفعك  لتكون هنا ...على هذه الارض  المجهولة ....صمت  صوت أم كلثوم  ...فقد تعبت من الغناء .

            تبدو شاحبا متعبا ..وانت تحط قدمك على أول المشوار ...تود الخروج من جلدك لتضربك الريح وتحاصرك العزلة وتطاردك الصحراء ... الرمال هنا ناعمة تتسلل الى الاحشاء.-.. ففي الصيف تهب العواصف الرملية ... ساعات الظهيرة ....-

وتستقر بها ...وفي نفس الوقت النجوم هنا جميلة ...والسماء هنا نقية كطهر العذارى ...حدقت في الفضاء الرحب ... تذكرت من جديد من جاءت معك  الى هنا ولا زلت  تجهل عنها كل شيىء  ...لكنك  تشعر نحوها بالحنين .

عادت عيناك تنتصب  على الجدار الطيني ..وشددت أطراف الغطاء حولك  .... ورحت تغط في نوم  عميق .

تلزمنا  دراجة نارية ... فالمسافة بين البيت والمدرسة بعيدة ..أحتلت الفكرة رأسك ,,فكرة لابأس بها

فقد تخفف عناء  الغربة .. وكم كانت سعادتك  وانت تركب الدراجة النارية ...وسط هذا البر  ....

فقد كانت تعني لك الكثير ...فقد كانت مثار للضحك والسخرية .. دراجة نارية بمائة وعشرون ريال

فقد تظنها  لعبة من لعب الاطفال ... فقد كتب عليها عبارة " مرني عند الغروب ....ظبي خالي من العيوب "  ...فقد كانت كل عيوب الدنيا بها .... لكنها في النهاية ... تقضي  المطلوب ..

هل تذكر ..يوم أصر الاستاذ حسين  على ركوبها ...لقد تكلفت اضعاف ثمنها ...فقد صدمها بجدار المدرسة .. واتلف  بها أجزاء  كثيرة  ...فقد  تحطمت  ...فقد  رحت تلملم   اجزائها  قطعة... قطعة

فقد  حمدت الله على سلامته  ..


               من يؤمن بالصدفة .... من يصدق   أن الاقدار دائما ,,تحكمنا  وتتحكم  بنا ...لم  يكن  الامر مجرد  صدفة .. ها هي  تخرج  من بيتها ...الذي يجاور بيتك ...كيف ؟؟ واين ؟؟؟ومتى ؟؟ ولماذا ...لم تتكلف عناء البحث عنها ... نعم  ..لقد أستجرت  البيت المقابل لبيتك ... أذن  هي  تشاركك  من جديد ..غربة الارض والروح ..

خبأت حزني ...وأنا ابحث ..عن وردة

لا ..أراها ..

وأستجمع  الريح في خطوة ..

خطوة ..

خطوة ...

دقائق   ..مبعثرة  من الوقت

ألهو ...بها ..وأنتظر ..فتتات  جمرها

أنتفض بين يديها ...كعصفور أصابه

البلل ....

جدران  من الموت ...ترتفع ..تكاد تلمس

روحي ...

تستطيع ..يا صاحبي أن تدق صدري

لتجدها  ..تخرج  مسرعة من فوهة الروح

هي لا زالت على قيد الحياة ...

تتنفس  عشقي ...الغارب ..في عتمة الليل

سأرتدي ...غايبها .....وأبحث عنها في جيوبي

الموحلة بالحزن ...

استطيع  الآن أن أسـأل :

ما الذي فجر بي كل هذا الرحيل ؟؟

لقد قلت أكثر من مرة ...نحن لا يلزمنا  الكثير هنا

قالت فاطمة : يلزمنا روح طليقة ....

قلت : نحن هنا غير موجودبن ...في أماكن ليست موجودة

أصلا ...على الاطلاق ..

أذن ..أنت مدينة بلا بحر ...والماء  ملؤك  .أنت اذن مدينة بلا أرض ..والرمل يغطي كل كائناتك

أبحث ... عن  سراب ...وأنا لوحدي أدرك ..الفرق بين الغياب والحضور ..

بدت الدنيا ..مليئة بالامل تماما ....

أذن هي تسلية للنفس ...أضغاث  احلام بريئة تلصص عشقي على جبهة الهواء  الفارغة من الاحساس .قد تكون

قد  سألت عنك ....كيف تسأل  وهي لا تعرف اسمك ولا جنسيتك ؟؟ ..ولا أي جهة  ...اتجهت ..

كم تحيرك  المصادفات ...لابأس ... ستحاول  أن تجد طريقا

يقربك  منها .. الستم جيران ... والجيران   لبعض .. قد تحتاجك في يوم من الايام ...وستجدك بجانبها.. تحبها  وتحبك تبادلها الاعجاب بالاعجاب .......        لا تدري كيف تسلل الشيطان الى علاقتك مع صديقك ؟

أنا لا أجبرك على الحياة معي .... انت حر ..

سنقسم الزرع  قسمين ..وليعيش كل واحد  بحجرة ...تحاصركم العزلة وتداهمكم الظلمة .

كنت عصبيا ....يوم قلت له : 

لتذهب للجحيم ..فقد مللت عنادك ...ولو زدت كلمة واحدة

لشربت من دمك ..

الله ...ما أصعب الكراهية ...حين تتأصل في النفوس ...ويوم

يكبر العناد ..هكذا  قالها :  ابو اللبيد رحمه الله ..........

عندما كان  ..يقسم اغراض المطبخ  بينكم ..بقايا المعلبات

وبعض من صحون صدئة ..وبقايا " بابور من الكاز " وقطعة من الفرش.....شقها من شدة الغضب  الى نصفين .

كانت تلك الحادثة ...فضيحة كبيرة في مجتمع المدرسين ..في

المركز...حتى لآؤلئك الذين لم يأتوا اليه بعد .

كان المركز ...صغيرا ...بيوته ..معدودة .. واناسه معروفين

كان أضيق من خرم أبرة ... بحيث من الصعب أخفاء ادق التفاصيل والاحداث .

للقد  رحل " عبد الكريم "  الى حبونا ..حيث الحياة القاسية .. حيث لا يجد الملح كما قال أول مرة ..كانت حياة كحلم غريب يصعب على الانسان  العادي تفسيره .. كان بخيلا ,,يرحمه الله مقتر ..يحسبها بالمليم .. وكان ساذجا ... بسيطا ..حد  البلاهة

"  عبيط"  ...لم تكن قاسيا في وصفك  له ... 

           هبط مساء  وأطلت شمس ..أشتعلت ..وأنطفأت ...مرت عليك أنفعالات ..وأسئلة وخيالات .. وتسلل ...الملل الى قلبك .. والايام تمر .دون أن تجد  طريقا  أو وسيلة ..تقول فيها ..أنك تحبها .. فقد كان ابوها مثل ظلها ..فهو لا يملك سيارة ...ليتنقل بها ...ففكرت في شراء  سيارة .. علها توفر طريقا ..للوصول اليها ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف