الجامعات الفلسطينية والفشل بين رفع الأقساط والإغلاق
سمير دويكات
في الطريق إلى رام الله، وأثناء القيادة، سمعنا أخبار الإذاعات المحلية حول مواضيع مختلفة منها القوائم الانتخابية المرشحة وتعليق بعض الخبراء كما ادعوا حول عدم جدوى الانتخابات وما ثار من نقاش على الجهة الأخرى حول أهميتها وضرورة تكريس دوريتها رغما عن بعض العزوف من الناس عن الترشح لظروفهم الصعبة، كان موضوع آخر يطرح من الإذاعة وهو إغلاق احد جامعات الوطن من قبل الطلاب نتيجة رفع الأقساط والرسوم الدراسية، والذي يكرر كل عام، نعم يا سادة يكرر كل عام لضرورة الإنفاق على السكرتيرات التي ضجت بها الجامعات دون سبب والموظفين الذي ينفق عليهم دون إنتاج لأنهم ليسوا أصحاب فكر ليكون بالإمكان استثمارهم في مشاريع خلاقه وربحية.
هذا ليس إلا توصيف لحالة مجتمعية، فهل نقول لأصحاب الدخل المتوسط واقل اتركوا التعليم ؟ وفي المقابل نحن أكملنا دراستنا حتى أخر المطاف ولا يوجد احترام لشهادتنا حتى من قبل رؤساء هذه الجامعات التي وضعت تواقيعها وأختامها عليها، وأخر من الزملاء قال لي لقد قضيت ثلاث سنوات في الماجستير ولم استفد شيئا وكان المحاضر يأتي ليحدثني عن مشاغله اليومية وان جاره سكب على رأسه ماء أو لم يلتزم بقواعد شطف الدرج وغيره.
قلنا من قبل ولا احد يسمع، التعليم يحتاج إلى خطط جذرية للنهوض به، وأين التعليم المهني، فحياتي مكرسة الآن على خوفي من إرسال السيارة إلى مصلح لأنه لن يكون لديه القدرة على معرفة التعامل معها وإنما يقوم على نظرية التحزير والتجربة، وفي نهايتها يكون قد خرب ألف شغلة فيها وكلفك سعر سيارة أخرى، هذا ناقوس يدق لتوجه الجامعات إلى التعليم المهني ولكن تحتاج الجامعات إلى أكفاء للقيام به، فلا يوجد مثلا في فلسطين كلها مركز أبحاث قانوني أو اقتصادي أو سياسي موضوعي قادر على صد التحديات التي تواجهنا كفلسطينيين.
نعم رفع الأقساط في ظل انحصار الرواتب وتدنيها والإبقاء على علاوات غلاء المعيشة في حدها الأقل من السعر الحقيقي يوجب عدم رفع الأقساط لان الناس لا تستطيع أن تدرس أبناءها وبدأت بإرسالهم إلى مجهول البعثات الخارجية التي ستقضي على أمالهم عندما يعودون ولا يجدون مناصب وظيفية.
مع أنني لا أشجع هذه الأعمال ولكن أتفهم موقف الطلاب الذين يغلقون الجامعات، وذلك للأسباب التالية:
1. يمكن لأي جامعة أن تشجع الأعمال التطويرية وان تفتح مشاريع استثمارية وأنا شخصيا مستعد للدخول مع أي جامعة في ألف فكرة وفكرة.
2. توجيه الطلاب إلى فكرة الإيمان بالجامعة ليكون بإمكانهم دعم الجامعة بعد تخرجهم.
3. تعيين الأكفاء وذوي الخبرة والبعد عن الواسطة والمحسوبية والشخصية وغيرها.
4. تفريغ التخصصات لمواءمتها مع الحاجة المجتمعية.
5. فتح مجال للجامعات نحو أفكار استثمارية ومشاريع شخصية بدعم من الجامعة للطلاب.
6. ومسائل أخرى تبحث ويوجد بها مخارج أخرى بدل التراجع الكبير للجامعات.
فمن خلال ذلك يمكن أن يكون هناك اكتفاء ذاتي للجامعات دون أن تبقى على طلبات التمويل والشحدة، أفيقوا من نيامكم ومن أخطائكم، وابحثوا عن حلول لتقليل الرسوم والنفقات بدلا من رفعها.
سمير دويكات
في الطريق إلى رام الله، وأثناء القيادة، سمعنا أخبار الإذاعات المحلية حول مواضيع مختلفة منها القوائم الانتخابية المرشحة وتعليق بعض الخبراء كما ادعوا حول عدم جدوى الانتخابات وما ثار من نقاش على الجهة الأخرى حول أهميتها وضرورة تكريس دوريتها رغما عن بعض العزوف من الناس عن الترشح لظروفهم الصعبة، كان موضوع آخر يطرح من الإذاعة وهو إغلاق احد جامعات الوطن من قبل الطلاب نتيجة رفع الأقساط والرسوم الدراسية، والذي يكرر كل عام، نعم يا سادة يكرر كل عام لضرورة الإنفاق على السكرتيرات التي ضجت بها الجامعات دون سبب والموظفين الذي ينفق عليهم دون إنتاج لأنهم ليسوا أصحاب فكر ليكون بالإمكان استثمارهم في مشاريع خلاقه وربحية.
هذا ليس إلا توصيف لحالة مجتمعية، فهل نقول لأصحاب الدخل المتوسط واقل اتركوا التعليم ؟ وفي المقابل نحن أكملنا دراستنا حتى أخر المطاف ولا يوجد احترام لشهادتنا حتى من قبل رؤساء هذه الجامعات التي وضعت تواقيعها وأختامها عليها، وأخر من الزملاء قال لي لقد قضيت ثلاث سنوات في الماجستير ولم استفد شيئا وكان المحاضر يأتي ليحدثني عن مشاغله اليومية وان جاره سكب على رأسه ماء أو لم يلتزم بقواعد شطف الدرج وغيره.
قلنا من قبل ولا احد يسمع، التعليم يحتاج إلى خطط جذرية للنهوض به، وأين التعليم المهني، فحياتي مكرسة الآن على خوفي من إرسال السيارة إلى مصلح لأنه لن يكون لديه القدرة على معرفة التعامل معها وإنما يقوم على نظرية التحزير والتجربة، وفي نهايتها يكون قد خرب ألف شغلة فيها وكلفك سعر سيارة أخرى، هذا ناقوس يدق لتوجه الجامعات إلى التعليم المهني ولكن تحتاج الجامعات إلى أكفاء للقيام به، فلا يوجد مثلا في فلسطين كلها مركز أبحاث قانوني أو اقتصادي أو سياسي موضوعي قادر على صد التحديات التي تواجهنا كفلسطينيين.
نعم رفع الأقساط في ظل انحصار الرواتب وتدنيها والإبقاء على علاوات غلاء المعيشة في حدها الأقل من السعر الحقيقي يوجب عدم رفع الأقساط لان الناس لا تستطيع أن تدرس أبناءها وبدأت بإرسالهم إلى مجهول البعثات الخارجية التي ستقضي على أمالهم عندما يعودون ولا يجدون مناصب وظيفية.
مع أنني لا أشجع هذه الأعمال ولكن أتفهم موقف الطلاب الذين يغلقون الجامعات، وذلك للأسباب التالية:
1. يمكن لأي جامعة أن تشجع الأعمال التطويرية وان تفتح مشاريع استثمارية وأنا شخصيا مستعد للدخول مع أي جامعة في ألف فكرة وفكرة.
2. توجيه الطلاب إلى فكرة الإيمان بالجامعة ليكون بإمكانهم دعم الجامعة بعد تخرجهم.
3. تعيين الأكفاء وذوي الخبرة والبعد عن الواسطة والمحسوبية والشخصية وغيرها.
4. تفريغ التخصصات لمواءمتها مع الحاجة المجتمعية.
5. فتح مجال للجامعات نحو أفكار استثمارية ومشاريع شخصية بدعم من الجامعة للطلاب.
6. ومسائل أخرى تبحث ويوجد بها مخارج أخرى بدل التراجع الكبير للجامعات.
فمن خلال ذلك يمكن أن يكون هناك اكتفاء ذاتي للجامعات دون أن تبقى على طلبات التمويل والشحدة، أفيقوا من نيامكم ومن أخطائكم، وابحثوا عن حلول لتقليل الرسوم والنفقات بدلا من رفعها.