الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـدُّف الـســياســـي بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-08-31
الـدُّف الـســياســـي بقلم:حسن زايد
الـدُّف الـســياســـي

بـقـــلـم / حــســـن زايـــــــد

 

كنت قد قعطت عهداً علي نفسي ، منذ انتخاب مجلس النواب المصري ، ألا أتعرض له بانتقاد . وقد كان لذلك الموقف أسبابه ـ سواء موضوعية أو غير موضوعية ـ  التي منها : أنها أول برلمان مصري يجري انتخابه دون اتخاذ موقف مسبق من نتيجتها ، فلا التدخل الحكومي ، ولا التزوير ، ولا شراء الأصوات علي نحو منهجي منظم علي مستوي قطاعات الشعب المصري طولاً وعرضاً وعمقاً . ومنها أنها جرت بعيداً عن الوجوه النيابة الكلاسيكية ، التي أعتدنا تصدرها للمشهد السياسي علي مدار سنوات بعيدة . ومنها أنه شكل كل الفئات المصرية سواء الفئات العمرية ، أو الفئات الإجتماعية ، أو الفئات الإقتصادية ، فضلاً عن تمثيل المرأة ، وتمثيل المسيحيين علي نحوغير مسبوق . كما أنه برلمان ما بعد الثورة ، واستحقاق يجري في ظل أوضاع سياسية وإقتصادية وأمنية غير مواتية . ومنها أن معظم أعضاءه يفتقرون للحنكة السياسية والبرلمانية المطلوبة في حدها الأدني . من أجل كل هذه الأسباب وغيرها قطعت عهد عدم النقد ، مقتديا بالمبدأ الإقتصادي الأشهر في نظام الإقتصاد الحر : " دعه يعمل ، دعه يمر " . رغم أن بدايات هذا البرلمان كانت تربة خصبة للعمل النقدي في المجال الصحفي ، ومعين تغترف منه ما تشاء دون أن يجف . إلا أنه لا يوجد منصف لا يقول بأن هذا البرلمان قد جاء من خلال اقتراع حر مباشر ، بإرادة حرة ممتلئة حرية ، ومحمية من جانب أجهزة أمنية يقظة ، ومعاونة القوات المسلحة ، وحرصهما علي التزام جانب الحياد الإيجابي بين المتنافسين . ولعلنا كنا نأمل في فتح صفحة جديدة بيضاء في تاريخ البرلمانات المصرية . ولعلنا كنا نأمل كذلك في خلق وإفراز شخصية برلمانية ، قادرة وفاعلة ، علي النهوض بالركن الثالث من أركان الدولة المصرية الديمقراطية الحديثة ، بالقدرة والكفاءة والفاعلية المأمولة والمرغوب فيها . إلا أنه مما يؤسف له ، أن الطين كان مبللاً بما يكفي وزيادة ، بما لم يدع للعهد الذي قطعته علي نفسي مبرراً للوجود . فبغض النظر عن مستوي الآداء البرلماني ومخرجاته ، سواء كانت إيجابية أو سلبية ، فإن لي علي البرلمان مأخذين : الأول ـ يتعلق بالبث التلفزيوني المباشر للجلسات ، فقد وُعد الشعب بذلك ، وجري بث قناة تلفزيونية علي النايل سات تحت مسمي " صوت الشعب " . وترجع أهمية البث التلفزيوني ـ علي الأقل للجلسات العامة ـ إلي ضرورة معرفة الشعب بما يدور داخل هذا المطبخ التشريعي من مناقشات  من ناحية ، ومراقبة النشاط البرلماني من جانب الشعب تحقيقاً للديمقراطية الأثينية المباشرة من ناحية أخري . الثاني ـ ويتعلق بالتصويت الإلكتروني بديلاً عن التصويت برفع الأيدي . فالتصويت برفع الأيدي ، فضلاً عن كونه آلية متخلفة ، فإنه لا يرقي لمستوي الدقة والكفاءة والفاعلية ، في التعبير عن الرأي الدقيق أثناء عملية التصويت . ويكفي القول بأنه النموذج الأسوأ في إدارة الجلسات ، والتصويت . وليس ذلك من باب الرفض للرفض ، ولا من باب إهالة التراب علي نظام قد سقط بالفعل ، وإنما من باب إقرار الحق . فكلما جري الإعتماد في العمل علي الأنظمة الآلية ، كلما كان أفضل  ، لأن الآلة عندما تخطيء فإن خطأها مجرداً ، يسهل اكتشافه ، وتصويبه  ، أما الخطأ البشري فمحكوم بمفاهيم وقضايا كثيرة ، من بينها الخطأ المقصود والمبيت النية ، ودور الهوي والمزاج الشخصي فيها ، وتوجيهها توجيهات مختلفة عن الخط العام المستهدف . وقد سعت الدولة ـ بعد سقوط نظام مبارك ـ إلي التخلص من آلية التصويت برفع الأيدي ، والإنتقال إلي آلية التصويت الإلكتروني باعتبارها آلية عصرية حديثة . وقد تم تركيب الشبكة الإلكترونية اللازمة لتشغيل هذا النظام . ثم فوجئنا بتغافل المجلس الموقر للأمرين معاً ، البث التلفزيوني ، والتصويت الإلكتروني . ولا أدري إن كانت هذه التصرفات تنطوي علي التفاف غير مبرر حول الإرادة الشعبية من أجل حرمانه من حقه في المعرفة والمراقبة أ/ لا ؟ ! . وألا يعد ذلك من باب إهدار المال العام من جانب المجلس الموقر ، المنوط به مراقبة الموازنة العامة للدولة ، وأوجه الإنفاق الحكومي ، ومحاسبتها علي ذلك ؟ ! . أم أن هذا التصرف ينطوي علي الأمرين معاً ؟ ! . ولذا ـ فإنه يتعين علي المجلس الموقر ، وضع الدف جانباً ، والبدء مع دورة الإنعقاد الجديدة ، تطبيق النظامين معاً دون إرجاء ، حتي يصدقنا الشعب فيما نقول ونفعل  ، وإلا وجدناه علي إيقاع الدف يرقص . أليس كذلك ؟ .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف