الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عازفةُ القيثارة بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2016-08-31
عازفةُ القيثارة  بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
عازفةُ القيثارة  ،،،

جَلَسَ على مقعدٍ خشبيّ تُظلله أغصان وأوراق شجر الصفصاف ، يلقى نظره على البحيرة الساكنة صافية الماء هادئة الموج وكأنها كياناً بلورياً يداعب وجناته شعاع شفق الغروب فأضفى جمالاً رومانسياً عليه وعلى المكان بشكل عام يعكس خيال الأشجار مختلفة الأشكال والأنواع والألوان والأحجام والتى تلف البحيرة كزنار غجرية تصرخ ألوانه وتحدث عن قصته الآتية من عبق تاريخ البحيرة ، فتزيد المنظر جمالاً وسكوناً مريحاً للنفس ٠

كان قد تعود فى مثل هذا الوقت من كل يوم القدوم الى البحيرة مترجلاً من منزله الذى يقع على مرتفعٍ صخريّ يستطيع منه رؤية البحيرة  وجمالها بالكامل ثم ينزل ويقوم  بأداء مناسك زياراته اليومية للبحيرة فيمشى بخطاً مليئة بالثقة والنشوة حول البحيرة وهو يرسم فى ذهنه الفكرة عن الموضوع الذى سيقوم برسمه عن البحيرة ، فكان نظره يمر على كل شيء فى البحيرة وما حولها فتمر من أمامه القوارب الجميلة التى تنبعث منها الانغام الموسيقية الهادئة وهي تقل العشاق يداعبون بأياديهم الماء والطيور التى ترفرف قريباً جداً منهم ٠

بعد آن ينهى طقوسه تلك يستقر به الأمر بالجلوس على إحدى المقاعد الخشبيه  التى تعود الجلوس عليه يومياً فيثبت لوحة الرسم أمامه وفى إتجاه الزاوية والمشهد الذى إستقر عليه تفكيره لرسمه كلوحة فنية تحاكى جمال المشهد ٠

بعد ان أخذ وضعية مباشرة الرسم وما أن داعب بفرشاته الألوان  فإذا بعزف رقيق وانغام شجية  لقيثارة تتسلل الى مسامعه فجذب كل انتباهه اليه. وكان قد بدأ الرسم وهو لم يدرك بأنه يجلس على مقعدٍ خشبيٍّ آخر غير الذى تعود الجلوس عليه دائماً ٠

كان كل إحساسه وتفكيره مشدوداً بشكل كامل وقوي الى تلك الأنغام الآتية إلي سمعه عبر نسايم الهواء الرقراق الذي يداعب وجنات البحيرة وأوراق الشجر ، وريشته تداعب الألوان واللوحة وترسم ما يدور بذهنه دون أن ينظر إليها ٠

كانت قريبةً منه بل هى تجلس على النصف الآخر من المقعد الخشبي الذى يجلس عليه دون أن يشعر بها أو يلحظها وهى مستمرةٌ بالعزف على قيثارتها وهو يرسم لوحته التى ظنها تُترجم  وتصور ما رسمه بخياله للمشهد المنوى رسمه ٠

كانت جميلة لدرجة ان صورتها تنعكس على سطح البحيرة كمرآةٍ تعكس نور جمالها ، كانت تليس قميصاً حريرياً سُكريُّ اللون ووشاحاً خمرياً يزينه خطوط ذهبيةً وسوداء هاربة مع نسيم الهواء وموجات آنغام الموسيقى. ولم يلقِ بلاً لما حوله ٠

مر الوقت كمرور النسيم وأنهى رسم لوحته بتزامنٍ تامٍ مع إنهائها عزفها المقطوعة الموسيقية  ٠٠٠

خيم صمت كبير وأدرك كلٍ منهما بأنه يجاور فى جلسته الآخر وعلى نفس المقعد ولم يتطرق أيّ منهم لسؤال الآخر عن أيّ شيء ٠

ذُهلت عندما رأت ما رسمه ٠٠!!!

فقالت له : ما هذا ؟. يا هذا ؟؟

نظر إلى اللوحة وذهل مما قام برسمه وهو شارد الذهن مع أنغام موسيقى القيثارة التى لم يشاهدها أثناء قيامه بالرسم. فلم يستطع الكلام !!

أفاق من صدمته على صوت ضحكتها التى هزت مشاعره وهي تقول له كيف رسمتنى وأنت لم تنظر إليّ ولم ترانِ ؟

أنا لم أرسمك !! أنا لا شعورياً وبدون إدراك رسمت الأنغام وعزف القيثارة ولم أرآك  ،!!!

ولكنه قدري وقدرك أراد وشاء أن أرسمك

فهي لوحتك !! وهي لك

تبسما

وأصبح لقائهما يومياً فى نفس المكان وعلى ذات المقعد ٠٠٠

 

دكتور // عز الدين حسين أبو صفية
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف