الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كلمة "أدب وفن" الأغنية..هوية الشعوب ومضامين الوجود الجمالي بقلم: كاظم غيلان

تاريخ النشر : 2016-08-31
"الى جانب الكفاح.. يجب ان نتعلم كيف نغني" هوشي منه
لم تكن هذه الجملة التي أطلقها القائد الثائر هوشي منه عابرة أو محض مصادفة، بقدر ما كانت نابعة عن ذات محتشدة بكل ما هو وجداني وله صلة بالإنسان كقيمة عليا، وإرتبط تاريخ الغناء كبداية تاريخية منذ بدء الخليقة، وذلك ما أشارت إليه وأكدته مجمل الملاحم والأساطير التي عمدتها الحضارات الشاهقة في التاريخ.
تكتسب الأغنية أهميتها ضمن مجمل الفنون الانسانية بميزتها عن سائر هذه الفنون من خلال شموليتها ومدياتها التي تتسع دوما، فهي نتاج بيئوي بحت، وما من بيئة خلت من الإنسان ككائن باحث ومقارع من اجل وجوده المشروع وتطلعاته الدائمة تجاه أفق المصير وحقه في الحياة، وربما يتعدى الأمر أكثر إذا ما عرفنا بأمر البعض من الحيوانات التي يستدعيها الإنسان لحاجاته التي لها علاقة بهذا الفن الذي يجيد ترويضها بدلالة الحداء الذي ينتمي بيئويا للصحراء، فتجد ما يعينها من خلال هذا الفن في تحمل مشاق وقساوة الصحراء وما فيها من تضاريس وطقوس مناخية مهلكة.
تتعدد مراحل الأغنية واتجاهاتها للدرجة التي تضيع وتتلاشى فيها النهايات فهي تولد معنا كأطفال فنسمعها ونتلاقفها في أغاني التنويم والعمل والسفر ومن ثم تقفز من على أسوار السجون العالية وأسلاكها الشائكة لنجدها خير سمير لمن يقبعوا خلفها لتشدّ من عزائمهم في مقاومتهم لأعداء خياراتهم ومواجهة الطغاة، وبهذا يدخل هذا الفن ضمن طرفي معادلة القامع والمقموع..
لم يتوقف الأمر في الغناء كواحد من أبهى واخطر الفنون التعبيرية، إنما غدت الأغنية هوية تكتشف من خلالها الأوطان والشعوب.
واذا ما أخذنا الموسيقى كفن اقرب وملاصق للأغنية تأخذ المديات ارتفاعاتها وتتشعب مفاهيم هذا الفن حتى تجده قابعا في النصوص السماوية ذاتها ولربما اعتمادها على الحروف الموسيقية المتوافرة في هذه النصوص ما يبرهن على صحة ما أشرت له.
وبقدر ما تتعدد المواد التي يعتمدها الإنسان في مختلف العصور كأغذية تديم استمراريته في الحياة فالغناء يقف في أولويات هذه الأغذية كحاجة ضرورية، وما تعدد أغراضها إلا دلالة حيّة على أهميتها الأكثر من قصوى.
ان المهمة التي يضطلع بها الغناء وميزته او لنقل بشكل اشد وضوحا هي كلّ المهمة الجمالية الباذخة والتي هي السلاح الأمثل لملاحقة القبح وما يحمله من شراسة في ملامحه ومضامينه، فهي مهمة الانحياز للحرية من خلال ملامسة وجدان الإنسان وإخراجه من دائرة الصمت والتقوقع إلى حيث ساحة المجابهة التي ينبغي ويتحتم عليه الحفاظ على هيبتها وحمايتها وإخراج كل ما يسيء لجماليات الكون وتناغماته الدائمة مع الحرية التي أدامت له خصوبة الوجود.
كل ما في الفنون المرئية يستعين بالغناء كواحدة من مقومات تقدم ونجاح هذه الفنون لاسيما السينما والمسرح، ولعل في أغاني الأفلام ما يبرهن لنا ويعطينا الدليل على ذلك وتبقى الأغنية من ابرز خصائص الأمم والشعوب الحريصة على هويتها والمدافعة عنها والأمينة عليها لاسيما تلك الشعوب التي أكسبتها معاركها من اجل حريتها واستقلالها خبرة منحتها الضرورات الاستعانة بهذا الفن التقدمي الإنساني كواحد من ابرز أسلحة الخلاص من هيمنة التوحش وطقوس العهود الغابرة التي استمدت مضامينها العدوانية منذ عصور الغابة التي اردفتها بعصور ما قبل الكهرباء.
وللنهوض بهذا الفن ينبغي إدامته بالمزيد من الدراسات والبحوث العميقة التي تنهض بمستوياته التي تحاول العديد من الدوائر الغامضة العمل على إلحاق التشوهات بمضامينها الكبيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة "الثقافة الجديدة"
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف