الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محاولة لفهم الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان بقلم:زياد عبد الفتاح الاسدي

تاريخ النشر : 2016-08-30
محاولة لفهم الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان بقلم:زياد عبد الفتاح الاسدي
" المحلل السياسي البارع .." عبد الباري عطوان تستضيفه الميديا العربية بكثرة على قنواتها الفضائية بسبب شهرته اللامعة ككاتب سياسي ورئيس تحرير سابق لصحيفة القدس العربي الشهيرة ..... وكان عبد الباري قد عمل قبل شهرته لصالح الصحافة السعودية , ومنها جريدة المدينة في السعودية , وعمل منذ عام 1978 في جريدة الشرق الأوسط و"مجلة المجلة" السعوديتان الصادرتان في لندن , وبقي يعمل لصالح جريدة الشرق الأوسط السعودية لسنوات طويلة (لغاية عام 1989) , الى أن عُرض عليه العمل كرئيس تحرير القدس العربي الصادرة في لندن والتي كانت تتلقى تمويلاً ودعماً قطريا حتى عام 2013 , الى أن انتقلت بعدها ملكية الجريدة بالكامل الى قطر . ومع اعلان انتقال ملكية الجريدة الى الاعلام القطري كما هو حال قناة الجزيرة , قدم عبد الباري عطوان استقالته كرئيس لتحرير الجريدة .... وكانت هذه الاستقالة قراراً ذكياً من قبله للحفاظ على مكانته الصحفية (وليس بالضرورة قراراً وطنياً ) . ومن هنا فإن ملابسات استقالته تعود على الاغلب الى الانكشاف الفاضح للاعلام القطري وللدور القيادي القطري في التحريض والتضليل والدعم الإعلامي للاسلام السياسي الطائفي ولقوى الائتلاف السوري المعارض, وفي تورط قطر الى جانب السعودية وتركيا في الدعم الشامل للجماعات التكفيرية المسلحة التي ساهمت في الفوضى الأمنية والتمزق والدمار وسفك الدماء التي تعرضت له العديد من البلاد العربية ولا سيما في سوريا والعراق....هذا عدا عن التواصل والتواطؤ الغير مُعلن مع العديد من المسؤولين الصهاينة .... وبعد استقالته من القدس العربي قام عبد الباري مستغلاً شهرته الصحفية بتأسيس جريدة رأي اليوم الالكترونية , حيث قدم نفسه بعد ذلك بمنتهى الحرفية والذكاء ككاتب وطني فلسطيني ... وحرص من خلال طروحاته أن لا يأخذ موقفاً واضحاً الى جانب أي طرف في الصراع في الدائر في المنطقة , وذلك بما يُرضي جميع القوى والأطراف السياسية الفاعلة على الساحتين العربية والإقليمية بغض النظر عن مواقفها وممارساتها الوطنية أو اللاوطنية والمُتآمرة . وبدا ذلك واضحاً من خلال المقالات التي يكتبها والمقابلات التي يجريها مع عدد من القنوات الفضائية الشهيرة كالجزيرة والميادين وغيرها, وذلك من خلال طروحاته السياسية التي تبدو للقارئ والمشاهد العربي وطنية ومنطقية , ولكن يُغلفها بالمقابل الكثير من الملابسات والتساؤلات , ولا سيما لمن يتمعن في تصريحاته ومقالاته وتحليلاته السياسية التي تتناقض مع الكثير من الوقائع والمواقف السياسية ليس فقط لبعض البلدان الخليجية والعربية والإقليمية الرجعية , بل أيضا تجاه مواقف مختلف القوى الدولية والإقليمية الفاعلة على الساحتين الدولية والشرق أوسطية وسياساتها المتمايزة لما يجري في المنطقة .
ومن خلال قراءة أحد مقالات عبد الباري عطوان الاخيرة (وفق الرابط أدناه) نلاحظ بوضوح وعلى سبيل المثال فقط هذا الجانب التحليلي الذي تشوبه الملابسات فيما يقدمه من تحليل سياسي لمعارك حلب العنيفة التي تدور بين الجيش السوري والمقاومة اللبنانية من جهة وبين الجماعات التكفيرية المُسلحة التي تتلقى الدعم الشامل بتوجيه وإشراف أمريكي وغربي ودور قيادي تركي مع تمويل وتسليح هائل من السعودية وقطر .... وهذا الدور والاشراف الأمريكي والغربي العدواني لما يجري في سوريا الى هذه اللحظة ( ولما يجري أيضاً في أوكرانيا ) تُؤكده مُعظم الدراسات الإحصائية والميدانية والوثائقية لمعاهد الدراسات السياسية والاستراتيجية المُتعلقة بالازمة السورية . وسأورد أدناه بعض الفقرات التي تناولها المقال لكي يتبين للقارئ الكيفية التي يتناول فيها عبد الباري عطوان تحليلاته السياسية التي تنقصها الواقعية السياسية والارضية الوطنية في التحليل ولا سيما عندما يطرح نفسه هذا الكاتب الذي تفوق شهرته معظم الكتاب والصحفيين العرب , ككاتب وطني فلسطيني ..... وفيما يلي بعض هذه الفقرات :
" قوات الجيش السوري، المدعومة بغطاء جوي روسي مكثف، حققت تقدما كبيرا في المدينة وريفها، واقتربت من مدينة ادلب، وقطعت خطوط امداد المعارضة المسلحة بإستيلائها على طريق الكستيلو، واغلاقها بمساعدة قوات سورية الديمقراطية الكردية التي تسيطر على ثلاثة ارباع مدينة منبج في اغلاق معظم المعابر على الحدود السورية التركية "
" التحالف السوري الايراني، والذي يضم ايضا قوات النخبة في حزب الله، يضع كل ثقله في هذه الحرب، ويريد حسمها لصالحه، وفعلت قوات المعارضة السورية المسلحة وفصائلها بقيادة جبهة “فتح الشام”، او (النصرة سابقا)، الشي نفسه على أمل كسر الحصار عن مقاتليها واستعادة المواقع الاستراتيجية التي سيطر عليها الجيش العربي السوري "
" التفاهمات الروسية الامريكية السرية تميل الى اعطاء الضوء الاخضر لاعادة سيطرة الجيش السوري على مدينة حلب مجددا، والقضاء عل جيوب المعارضة المسلحة فيها، ويتضح هذا من خلال الموقف الامريكي الصامت، واكتفاء جون كيري وزير الخارجية الامريكية بمناشدة الجانبين السوري والروسي بضبط النفس، وانشغال تركيا، التي كانت تعتبر حلب خطا احمر، بإزالة آثار الانقلاب العسكري الفاشل، وتماهيها مع سياسة الحليف الروسي الجديد في سورية، ولكنها حرب لن تكون سهلة وقد تطول "
" الاستراتيجية الامريكية الروسية في اعطاء الاولوية للقضاء على الفصائل والتنظيمات الاسلامية المتشددة في الوقت الراهن على الاقل، بدأت تتبلور بصورة اكثر وضوحا في معارك حلب، فقد نجح الجانبان الروسي والامريكي في تجميع هذه الفصائل والمنظمات في منطقة واحدة في الشمال الغربي السوري، اي في مديني حلب وادلب، ومن ثم القضاء عليها قضاء مبرما، وهذا ما يحدث حاليا، من خلال التقدم البري والقصف الجوي المكثف "
من الواضح من الفقرات التي ذكرت أعلاه وغيرها من الفقرات التي وردت في مقاله بأن عبد الباري عطوان لا يُقدم هذا المقال التحليلي ككاتب وطني فلسطيني معني بالجانب التآمري والاجرامي المُدمر على سوريا ومحور المقاومة وأهمية إنتصار هذا المحور على المنطقة العربية والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص ..... حيث يتطرق عبد الباري عطوان في الفقرة الثانية للأسف الى جبهة النصرة وباسمها الجديد " جبهة فتح الشام " كفصيل رئيسي يقود ما أسماه " بالمعارضة السورية المُسلحة " , متجاهلاً في هذا الاطار ليس فقط وجود الآلاف من المسلحين المُتطرفين الأجانب في جبهة النصرة , بل أيضاً طابع العمالة لهذه الجبهة , من خلال التنسيق والعلاقات الحميمة بين جبهة النصرة والعدو الصهيوني الذي أخذ على عاتقه ليس فقط علاج آلاف الجرحى من جبهة النصرة في المستشفيات الإسرائيلية , بل أيضاً تقديم مختلف أشكال الدعم اللوجستي والمخابراتي والدعم التمويني بالذخيرة والسلاح والغذاء ..... وهنا لا يبدو عبد الباري عطوان معنياً فيما يجري في سوريا ككاتب " وطني فلسطيني " ...... هذا من جهة ومن جهة أخرى فهو يتطرق وعلى نحوٍ مُثير للسخرية في الفقرتين الثالثة والرابعة أعلاه الى الموقف الأمريكي من معارك حلب على أنه متوافق ويُنسق مع الموقف الروسي فيما يتعلق بالقضاء على التنظيمات الاسلامية المُتشددة , على خلاف المعلومات التي تقدمها مراكز الدراسات الاقليمية والعالمية حول طبيعة الصراع المُسلح الدائر في سوريا . وهو يتحدث عن هذا الصراع وكأن الولايات المُتحدة لم تعد معنية بدعم الجماعات المسلحة التي تخوض معارك حلب ولا علاقة لها بالدعم الذي تتلقاه الى هذه اللحظة الجماعات التكفيرية المُسلحة من عملاءها في السعودية وقطر والحليف التركي والخاضعين بالكامل للحماية الامريكية والغربية وحلف الناتو من خلال القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة بكثافة في الخليج , بالإضافة للقواعد العسكرية الجوية ومنظومة الدرع الصاروخي على الأراضي التركية ..... وهنا يكمن الخلل الكبير ليس فقط في هذه المقالة لهذا " المحلل السياسي المُبدع " , بل في مجمل مقالاته ومقابلاته التلفويونيية التي يجريها بكثرة على القنوات الفضائية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف