انتخابات بلدية قصة وعبرة
زبوبا: قرية جدارية صغيرة من قرى جنين شمال الضفة الغربية، تعاني من ويلات الاحتلال، كما تعاني من إهمال الإعلام والمؤسسات والفصائل، ومدرستها الثانوية مكان عملي منذ 2008، لذلك أعرفها وأعرف أهلها جيدا، عدد سكانها قليل لكنه موزع على عدد كبير من العائلات.
في حمّى التسجيل للانتخابات البلدية قررت العائلات أن تخوض الانتخابات منفردة مما جعل عدد القوائم فيها كبيرا، وبدأت تُثار - كما في كل فلسطين - من الجُهّال بعض النعرات و( الولدنات) على الفيسبوك وغيره، حتى زادت عن الحدّ نسبيا ( لم تقترب من عفن الدعاية الحزبية الجارية حاليا)،
فبدأت ألحظ احتجاج العقلاء من شباب القرية على ما يجري من تفرقة ونشر للكراهية – كما يحتج عقلاء شباب كثر في كل فلسطين - ولكن المميز في هذه القصة الواقعية أن هؤلاء الشباب لم يتوقفوا عند الاحتجاج فقط، فهؤلاء الشباب أعرفهم جيدا، هم مبادرون، رأيتهم يبادرون أكثر من مرة، ومبادراتهم جعلت حياتهم أفضل، وقريتهم المسكينة المظلومة أجمل.
لقد بدأتْ بدعوة من أحدهم للاجتماع، ثم بدأت الدعوة تنتشر لعقد اجتماع لشباب القرية بعيدا عن المتنافسين والقوائم، وخلال يومين كانوا قد حددوا مكان الاجتماع ( غرفة أثرية في المجلس القروي )، واجتمعوا ودارت بينهم نقاشات وحوارات لا أعلم تفاصيلها، لكن الهدف كان محددا مسبقا، وقف الفرقة، وأنا أنظر إلى صور الاجتماع كنت أحدق في الوجوه فرأيت في وجوههم الجدية، لكن الصورة الأخيرة لم ترني من وجوههم سوى الفرح والمحبة، أنا متأكد أنّ أحدا منهم لم يعط وعدا بألا يعطي صوته لوالده أو عمه أو أخيه، سأعطي صوتي لهم وهذا حقي، ولكني سأحافظ على حق لي أكبر وهو محبّتك وودّك، سأعطي صوتي لعائلتي وأبقى أحبك وتبقى صديقي فلا تعارض، سيفوز بالانتخابات من يفوز ويخسرها من يخسر، لكننا لن نخسر قريتنا ووطننا ومحبتنا.
خرجوا من الاجتماع ونشروا صورهم تحت عنوان زبوبا عائلتنا.
لقد أثلجوا صدروا، يا جهابذة السياسة اخجلوا من أنفسكم قليلا، بقيادتكم تمزق الوطن، أعطوا وزاراتكم وأحزابكم ومسؤولياتكم لشباب زبوبا فهم أكثر حرصا، وأوسع حيلة، وأكثر دراية منكم يا قادة الوطن.
اللهم ارزق فلسطين شبابا مبادرين كشباب زبوبا
أ. خالد جرادات
زبوبا: قرية جدارية صغيرة من قرى جنين شمال الضفة الغربية، تعاني من ويلات الاحتلال، كما تعاني من إهمال الإعلام والمؤسسات والفصائل، ومدرستها الثانوية مكان عملي منذ 2008، لذلك أعرفها وأعرف أهلها جيدا، عدد سكانها قليل لكنه موزع على عدد كبير من العائلات.
في حمّى التسجيل للانتخابات البلدية قررت العائلات أن تخوض الانتخابات منفردة مما جعل عدد القوائم فيها كبيرا، وبدأت تُثار - كما في كل فلسطين - من الجُهّال بعض النعرات و( الولدنات) على الفيسبوك وغيره، حتى زادت عن الحدّ نسبيا ( لم تقترب من عفن الدعاية الحزبية الجارية حاليا)،
فبدأت ألحظ احتجاج العقلاء من شباب القرية على ما يجري من تفرقة ونشر للكراهية – كما يحتج عقلاء شباب كثر في كل فلسطين - ولكن المميز في هذه القصة الواقعية أن هؤلاء الشباب لم يتوقفوا عند الاحتجاج فقط، فهؤلاء الشباب أعرفهم جيدا، هم مبادرون، رأيتهم يبادرون أكثر من مرة، ومبادراتهم جعلت حياتهم أفضل، وقريتهم المسكينة المظلومة أجمل.
لقد بدأتْ بدعوة من أحدهم للاجتماع، ثم بدأت الدعوة تنتشر لعقد اجتماع لشباب القرية بعيدا عن المتنافسين والقوائم، وخلال يومين كانوا قد حددوا مكان الاجتماع ( غرفة أثرية في المجلس القروي )، واجتمعوا ودارت بينهم نقاشات وحوارات لا أعلم تفاصيلها، لكن الهدف كان محددا مسبقا، وقف الفرقة، وأنا أنظر إلى صور الاجتماع كنت أحدق في الوجوه فرأيت في وجوههم الجدية، لكن الصورة الأخيرة لم ترني من وجوههم سوى الفرح والمحبة، أنا متأكد أنّ أحدا منهم لم يعط وعدا بألا يعطي صوته لوالده أو عمه أو أخيه، سأعطي صوتي لهم وهذا حقي، ولكني سأحافظ على حق لي أكبر وهو محبّتك وودّك، سأعطي صوتي لعائلتي وأبقى أحبك وتبقى صديقي فلا تعارض، سيفوز بالانتخابات من يفوز ويخسرها من يخسر، لكننا لن نخسر قريتنا ووطننا ومحبتنا.
خرجوا من الاجتماع ونشروا صورهم تحت عنوان زبوبا عائلتنا.
لقد أثلجوا صدروا، يا جهابذة السياسة اخجلوا من أنفسكم قليلا، بقيادتكم تمزق الوطن، أعطوا وزاراتكم وأحزابكم ومسؤولياتكم لشباب زبوبا فهم أكثر حرصا، وأوسع حيلة، وأكثر دراية منكم يا قادة الوطن.
اللهم ارزق فلسطين شبابا مبادرين كشباب زبوبا
أ. خالد جرادات