الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قبل أن يموت الجلاد / سيره مختلفة بقلم:ابوعلي حسن

تاريخ النشر : 2016-08-30
قبل أن يموت الجلاد / سيره مختلفة

     قبل أن يموت الجلاد "سيره مختلفة" للمناضل محمد أبو شاويش...هي سيره مختلفة في سردها...رواها بطريقته وأسلوبه الخاص...بعفويته...وبساطته...بأحاسيسه العميقة...بتفاصسيلها العنيدة...بدون رتوش..وبدون جزالة اللغة العربية والبلاغة وفخامة الكلمات...وبدون حنكة الراوي...هي السيرة كما هي...كما كانت  بالواقع...هي ذاتها...كما لو أنه لم يخطها بقلمه وأحاسيسه وذاكرته...هي سيره مختلفة لأنها سبقت موت الجلاد ليكون شاهداً على هزيمته...فكانت هي الحقيقه التي عاشت معه ولم يزل يحتضنها بين أضلاعه التي أتعبها الجلاد...بين ذاكرته التي اختزنت كل تلك المعاناة...هي ليست فكره...بل هي معاناة ومشوار قهري يصنع فكرة وألف فكرة...هو لا يأخذك إلى عالم الخيال...ولا إلى عالم أجاثي كريستي...إنما يأخذك إلى عوالم الحرب والسلام والسجون...ومن لم يعش هذه العوالم...تنقصه معرفة الحياة وتضاريسها...سيرة فيها الإنسان...وسخرية الحياة وسخرية الموت...فيها العبث والجد...فيها الصعلكة...وفيها القوة والإرادة...فيها الحنكة والعفوية...فيها النضال وساحاته...والوطن وفضائه...هي بنيان روائي محكم...لإنه بنيان كان واقعا معاشاً.

    قد تكون سيره متكرره في حياة شعبنا...لكنهاسيرة مختلفة لإن صاحبها أزاح عنها التابوهات والمحرمات...عرّى الحقيقة إلا من لونها الحقيقي...كتبها بقلمه وفكره وذاكرته ومعاناته ودمه ووجعه وظرفه وجّده وسخريته...وبكل ألوان الحبر...لم يفتعل أحداثها...ولم يشأ أن يحسّن من وقائعها...كاشفة لكل الأسرار والخفايا الشخصية لدى صاحبها...أراد أن يقول ها هو أنا كما خلقتني يا رب...الأنا المتعبة المعذّبة المقهوره المتمردّة..الأنا الوجودية...لقد طهّر نفسه أمام نفسه وليس أمام اللاهوت.

    في سيرته وجدته كما هو منذ عرفته في اللقاء الأول...ولأنني عرفته وخبرته وصادقته...فإنني أقطع بصدق سيرته.

    ينقلك من عالم إلى عالم بقدرة هائله من ذاكرة لم يثلم نصلها...من عالم الحزن والألم إلى عالم النكته والظرف...إلى عالم السجن وأهواله وظلامه وعذاباته...ثم يفتح طاقة أمل ومرح وموسيقى بين جدران وزنازين وممرات السجون...فارضاً روحه...وقوة شخصيته المتعددة المواهب...هو الرياضي والفنان الشعبي الذي يدندن على العود...أو يضغط على الأكارديون...والمغني بدون جمال الصوت وطغيان جمال الروح.

    يأخذك إلى عالمه...ولا يترك لك مجال إلا ان تبتسم...شخصية مختلفة بكل مواهبها...فلا عجب أن لاعب الجلاد...ولا عجب أن انتصر عليه مرات...فقد مارس معه "جنون الفميلة" أو الفنون الجميلة...فأعطب قدراته وتفوقه في لحظات...وفي لحظة الضعف الإنساني ينتصر الجلاد عليه دون أن يهزمه...لم ينسى جلاّديه واحداً واحداً...واصفاً إياهم...قارئاً شخصياتهم...متنبهاً لذكائهم...يجادلهم يحاورهم بالهزل...يضع جلاّده في متاهة دون بوصلة.

     غنّى للمناضلين...كي يطرد رهبة الموت...بعد إعدام العملاء في الزنازين...وصمت الموت المخيف...وهو لا يعشق الصمت ولا الموت...يحب الحياة...يعشق المرح فيملأ المكان فرحاً لوداع أبو عاذره " ما في رواح وانت معانا للصباح"

   سردية واقعية تؤرخ لمرحلة نضالية في الأسر الصهيوني..تعيد ذاكرتك إلى ذلك الزمن الجميل والزمن المرعب...هو ابن ذلك الزمن.

 
ابو علي حسن

28/ 8/ 2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف