الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شقائق الدرب الطويل بقلم:طارق عسراوي

تاريخ النشر : 2016-08-30
شقائق الدرب الطويل بقلم:طارق عسراوي
طارق عسراوي

شقائق الدرب الطويل

قيلَ إن زهرةً حمراء بريّة نبتت على قبر الملك النعمان بن المنذر أشهر ملوك الحيرة عندما داسته أقدام الفيلة، إذ رفض الانصياع لملك الفرس بتسليمه نساء العرب، فكانت معركة ذي قار، ولهذا نسبت الأزهار إليه وصار اسمها " شقائق النعمان " أيْ مثيلاتُ الملك النعمان بن المنذر لما تتصف به الزهرة من تاجيّة وحمرة الدم القاني.
ومن يومها صارت الشقائق، شقيقة النديّة والكرامة، ورمز الحكايات الفارقة.

أذكُرُ أن زهرة منها نبتت ذات ربيعٍ في أطراف قسم (٥) من معتقل مجدو، وكان أحد الفتيان - إذ خُصص ذلك القسم للأشبال حينها - يرعاها ويقضي جلّ وقته في تأمُّل الزهرة الغضّة، ويفيض عليها بعاطفة الطفل المقيّدة بالسياج والأسوار العالية، حتى أنّه كان يقسم للدلالة على صدق حديثة بالزهرة الجنّة !
ذات ظهيرة، وكان الفتى ينتظر موعد الإفراج عنه وقد تأخّر استدعاؤه استعدادا للإفراج، عاد لخيمته قلقاً يحمل الزهرة بيده، وقد خصفها بعد أنْ رآى فيها صورة السهول والتلال خارج الأسوار، وعلَّق عليها آماله الصغيرة فراح ينتف أوراقها في لعبة الحظِّ المخادع القَلِق : " بَرَوِّح .. ما بروّح .. بروِّح ما بروِّح " !
للزهرةِ مكانتها الأصيلة في التراث والأدب العربيين، ولها مكانتها العالية في الوجدان الفلسطيني، وقد نبتت في أغنياتنا الوطنية، وطبّبنا بها جراحنا الغائرة برحيل الشهداء، حيث رافقت أجسادهم في الجنائز اللامتناهية في هذا الدرب النازف،
وقلنا لأبنائنا في وصفها: هي حمراء من فَرْط الحبّ وغزارة الدم.
ما دفعني للكتابة عن شقائق النعمان هو اسمها الجَمْع، فالدارج أن نشير إلى زهرتها بكلمة الشقائق وليس الشقيقة، وإن كان للشقيقة معنى يدُلُّ على أن الزهرة ولدت لنا من الرحم ذاته والأرض ذاتها، إلا أنّ طبيعتها الفطريّة تأبى أن تكونَ وحيدة فما أن تنبلج واحدةً من رحم الشتاء حتى تندفق الشقائق دفعة واحدة على مدّ البصر، كما هي عادة أشقائها الشهداء والأسرى المضربين عن الطعام، ما أن يخطو أحدهم خطوته حتى يتبعه آخر وآخر إلى المالانهاية !
للمفارقة: لا يَتْرُك اللص عاداته، حتى شقائق النعمان لم تسلَم من الاحتلال فنجده يُعلِن الشقائق زهرته الوطنيّة، ويزوّر لونها !!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف