من إسحاق رابين الى الكابتن نضال
تميم منصور
لم تعد إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو تكتفي وتسعى بتطوير السلاح الذي يستخدمه جنودها على كافة الجبهات ، فهي أيضاً تسعى لتطوير وسائل القمع والتنكيل والبطش ضد المواطنين الفلسطينيين ، لوقفهم ومنعهم من أي نشاط شعبي ضد الاحتلال ، الممارسات الإسرائيلية ما هي الا امتداد لما قام به النازيون والفاشيون ضد الشعوب التي سيطروا عليها ومن ضمنهم اليهود ، وهذا الأسلوب هو امتداد لما قام به الفرنسيون اثناء محاولاتهم قمع ثورة الجزائر ، والامريكان عندما انتحروا وهم يحاولون قمع ثورة الشعب الفيتنامي ، فقد حرق الامريكان البشر والشجر والحجر ، لكن دون جدوى .
بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ، لم تعد القضبان والعصى الفولاذية كافية لوقف المد الشعبي ضد الاحتلال ، لأن إرادة الشباب الفلسطيني أكثر صلابة من المعدن الذي تتكون منه هذه العصى ، كما انهم لم يعودوا يعتمدون على الكلاب المسعورة التي تنهش لحوم الأطفال والصبية والنساء والشيوخ ، كما أن استخدام الرصاص المطاطي التقليدي أصبح بالنسبة للجندي الإسرائيلي وسيلة للتسلية وليس للردع .
ان تكيف الفلسطيني على تحمل هذا النوع من أسلحة الفتك والقمع ، دفع قوات الاحتلال لابتكار أساليب واسلحة جديدة ، من الأسلحة التي أدخلت الى معارك قمع المواجهات ، بنادق أمريكية الصنع من نوع " روجرز " ، ان الرصاص الذي تطلقه هذه البنادق قادرة على تمزيق أي عضو في الجسم ، وتدعي سلطات الاحتلال بأن رصاص هذه البنادق غير قاتل ، لكن المستشفيات الفلسطينية وحتى الإسرائيلية فندت هذا الادعاء ، وأكدوا سقوط أربعة من الضحايا الذين أصيبوا بهذا الرصاص خلال السنة الحالية.
استمرت وسائل القمع بالتطور ، بهدف إيقاع أكبر نسبة من الضرر في أملاك الفلسطينيين ، وايقاع أكبر ضرر وتشويه في أجسام المحتجين .
آخر ما وصلت اليه تكنولوجيا القمع ، استخدام القناصة الموجهين مباشرة من قبل قادتهم ، فقد شاهد الضحايا قبل اصابتهم مثل هؤلاء القتلة فوق سطوح المنازل العالية ، يوجهون بنادقهم المزودة بمناظير خاصة ، والى جانبهم قادتهم للتأكد من الإصابة التي تهدف للتشويه الجسدي وليس للقتل .
لم يعد هذا الأمر سراً ، فإن ضابط المخابرات المدعو " نضال " يهدد المواطنين الفلسطينيين أثناء مراقبته لقوات الاحتلال التي تقتحم القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية ، بانه لم يأت مع قواته لقتلهم ، حتى لا يصبحوا شهداء ، أي سيعمل جنوده على تشويه أجسامهم ، وتحويلهم الى معاقين ، يستخدمون العكاكيز بدلاً من اقدامهم في المشي ، كما أنه يهددهم بأن فعالية الرصاص المستخدم في الجسم كالمقدح في الخشب أو حتى في جدران الباطون ، وهددهم بأن هذا الرصاص لا يتوقف في مكان واحد في الجسم ، بل قادر على الانتقال عدة سنتمترات داخل الأعضاء المصابة .
اعترف هذا السفاح المدعو نضال ، بأنه يأمر جنوده من القناصة ، بتصويب فوهات بنادقهم الى مفاصل الضحايا ، كالكتف والايدي والتركيز أكثر على مفاصل القدم ، ومفصل الركبة ، أو " الردفة " التي تربط عظم الفخذ مع عضم الساق ، وهذا المفصل يعتبر من أهم مفاصل الجسم ، هذه هي تكنولوجيا الاحتلال التي يستخدمها للفتك بأكبر عدد من الشباب والصبية المحتجين ، خاصة داخل المخيمات ، لقد ظهر نشاط هذا الضابط وجنوده في مخيم الفوار ومخيم الدهيشة ، هناك شريك آخر للضابط نضال يستخدم هو الآخر تكنولوجيته التشويهية يدعى " عماد " وقد استطاع جنوده إصابة العشرات من الفلسطينيين جميعهم اصبحوا معاقين .
لقد قدر عدد الذين أصيبوا ضمن هذا المخطط الاجرامي بهدف التشويه والعيش مع عاهة دائمة حوالي 150 ضحية ، جميعهم يستخدمون العكاكيز في سيرهم ، ويمكن مشاهدتهم في العديد من القرى والمخيمات ، أما الأسلوب الآخر الذي اعتمده الاحتلال لقتل روح الانتماء لهذا الوطن ، تدمير الاقتصاد لدى العديد من الاسر ، خاصة عائلات المقاومين والمطلوبين ، فلم يعد تدمير المزارع وتفجير الآبار كافياَ ، فقد اعتمدت قوات الاحتلال أسلوب نهب ممتلكات العائلات التي يتم اقتحام بيوتهم ، هذا ما كانت تفعله عصابات الهاجاناة وغيرها اثناء النكبة ، لقد اعترف العديد من الإعلاميين بأن قوات الاحتلال نهبت البيوت في العديد من القرى والمخيمات والمدن ، فسرقت اجهزة الحواسيب ، وأجهزة الكهرباء ، من تلفزيونات وأفران ، ووصلت الأمور الى مصادرة مصاغ النساء والمركبات والدواب ، من بين الأسر التي قدمت شكوى بهذا الأمر ، عائلة أبو الهيجا من مخيم جنين ، إضافة الى عائلات أخرى .
لو لم تكن ذاكرة قادة قوات الاحتلال من نضال الى عماد وغيرهم ، مشلولة ، لتذكروا الأساليب القمعية التي سبقهم الى استعمالها إسحاق رابين ، أثناء محاولة قمع الانتفاضة الأولى ، التي بدأت في نهاية 1987، لم يترك رابين عندما كان وزيراً للدفاع ، ورئيساً للوزراء ، وسيلة الا أمر جنوده باستعمالها ، لردع شباب الانتفاضة ، ولكن دون جدوى ، وكان من أبرز هذه الوسائل ، اصدار الأوامر بتكسير عظام المحتجين ، وقد طالبهم بصراحة قائلاً : حطموا عظامهم بالحجارة ، وعندما علم إسحاق شامير الغني عن التعريف بهذا الأمر ، تحركت سموم العنصرية في شراينه فقال : حطموا عظامهم ولكن بعيداً عن الكاميرات ، لكن وسائل الاعلام لم تعجز عن نقل مشاهد حية لعملية تكسير أطراف عدد من الشباب الفلسطيني بشكل مباشر .
وكما فشل الاسحاقيين رابين وشامير في قتل الروح النضالية لدى الشعب الفلسطيني سيفشل نتنياهو وليبرمان في وقف المد النضالي لدى كل مواطن فلسطيني ، واذا عجز المعاقون عن استخدام الحجارة لقذفها في وجه جنود الاحتلال ، سوف يقذفونهم بعكاكيزهم دون خوف أو تردد .
تميم منصور
لم تعد إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو تكتفي وتسعى بتطوير السلاح الذي يستخدمه جنودها على كافة الجبهات ، فهي أيضاً تسعى لتطوير وسائل القمع والتنكيل والبطش ضد المواطنين الفلسطينيين ، لوقفهم ومنعهم من أي نشاط شعبي ضد الاحتلال ، الممارسات الإسرائيلية ما هي الا امتداد لما قام به النازيون والفاشيون ضد الشعوب التي سيطروا عليها ومن ضمنهم اليهود ، وهذا الأسلوب هو امتداد لما قام به الفرنسيون اثناء محاولاتهم قمع ثورة الجزائر ، والامريكان عندما انتحروا وهم يحاولون قمع ثورة الشعب الفيتنامي ، فقد حرق الامريكان البشر والشجر والحجر ، لكن دون جدوى .
بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ، لم تعد القضبان والعصى الفولاذية كافية لوقف المد الشعبي ضد الاحتلال ، لأن إرادة الشباب الفلسطيني أكثر صلابة من المعدن الذي تتكون منه هذه العصى ، كما انهم لم يعودوا يعتمدون على الكلاب المسعورة التي تنهش لحوم الأطفال والصبية والنساء والشيوخ ، كما أن استخدام الرصاص المطاطي التقليدي أصبح بالنسبة للجندي الإسرائيلي وسيلة للتسلية وليس للردع .
ان تكيف الفلسطيني على تحمل هذا النوع من أسلحة الفتك والقمع ، دفع قوات الاحتلال لابتكار أساليب واسلحة جديدة ، من الأسلحة التي أدخلت الى معارك قمع المواجهات ، بنادق أمريكية الصنع من نوع " روجرز " ، ان الرصاص الذي تطلقه هذه البنادق قادرة على تمزيق أي عضو في الجسم ، وتدعي سلطات الاحتلال بأن رصاص هذه البنادق غير قاتل ، لكن المستشفيات الفلسطينية وحتى الإسرائيلية فندت هذا الادعاء ، وأكدوا سقوط أربعة من الضحايا الذين أصيبوا بهذا الرصاص خلال السنة الحالية.
استمرت وسائل القمع بالتطور ، بهدف إيقاع أكبر نسبة من الضرر في أملاك الفلسطينيين ، وايقاع أكبر ضرر وتشويه في أجسام المحتجين .
آخر ما وصلت اليه تكنولوجيا القمع ، استخدام القناصة الموجهين مباشرة من قبل قادتهم ، فقد شاهد الضحايا قبل اصابتهم مثل هؤلاء القتلة فوق سطوح المنازل العالية ، يوجهون بنادقهم المزودة بمناظير خاصة ، والى جانبهم قادتهم للتأكد من الإصابة التي تهدف للتشويه الجسدي وليس للقتل .
لم يعد هذا الأمر سراً ، فإن ضابط المخابرات المدعو " نضال " يهدد المواطنين الفلسطينيين أثناء مراقبته لقوات الاحتلال التي تقتحم القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية ، بانه لم يأت مع قواته لقتلهم ، حتى لا يصبحوا شهداء ، أي سيعمل جنوده على تشويه أجسامهم ، وتحويلهم الى معاقين ، يستخدمون العكاكيز بدلاً من اقدامهم في المشي ، كما أنه يهددهم بأن فعالية الرصاص المستخدم في الجسم كالمقدح في الخشب أو حتى في جدران الباطون ، وهددهم بأن هذا الرصاص لا يتوقف في مكان واحد في الجسم ، بل قادر على الانتقال عدة سنتمترات داخل الأعضاء المصابة .
اعترف هذا السفاح المدعو نضال ، بأنه يأمر جنوده من القناصة ، بتصويب فوهات بنادقهم الى مفاصل الضحايا ، كالكتف والايدي والتركيز أكثر على مفاصل القدم ، ومفصل الركبة ، أو " الردفة " التي تربط عظم الفخذ مع عضم الساق ، وهذا المفصل يعتبر من أهم مفاصل الجسم ، هذه هي تكنولوجيا الاحتلال التي يستخدمها للفتك بأكبر عدد من الشباب والصبية المحتجين ، خاصة داخل المخيمات ، لقد ظهر نشاط هذا الضابط وجنوده في مخيم الفوار ومخيم الدهيشة ، هناك شريك آخر للضابط نضال يستخدم هو الآخر تكنولوجيته التشويهية يدعى " عماد " وقد استطاع جنوده إصابة العشرات من الفلسطينيين جميعهم اصبحوا معاقين .
لقد قدر عدد الذين أصيبوا ضمن هذا المخطط الاجرامي بهدف التشويه والعيش مع عاهة دائمة حوالي 150 ضحية ، جميعهم يستخدمون العكاكيز في سيرهم ، ويمكن مشاهدتهم في العديد من القرى والمخيمات ، أما الأسلوب الآخر الذي اعتمده الاحتلال لقتل روح الانتماء لهذا الوطن ، تدمير الاقتصاد لدى العديد من الاسر ، خاصة عائلات المقاومين والمطلوبين ، فلم يعد تدمير المزارع وتفجير الآبار كافياَ ، فقد اعتمدت قوات الاحتلال أسلوب نهب ممتلكات العائلات التي يتم اقتحام بيوتهم ، هذا ما كانت تفعله عصابات الهاجاناة وغيرها اثناء النكبة ، لقد اعترف العديد من الإعلاميين بأن قوات الاحتلال نهبت البيوت في العديد من القرى والمخيمات والمدن ، فسرقت اجهزة الحواسيب ، وأجهزة الكهرباء ، من تلفزيونات وأفران ، ووصلت الأمور الى مصادرة مصاغ النساء والمركبات والدواب ، من بين الأسر التي قدمت شكوى بهذا الأمر ، عائلة أبو الهيجا من مخيم جنين ، إضافة الى عائلات أخرى .
لو لم تكن ذاكرة قادة قوات الاحتلال من نضال الى عماد وغيرهم ، مشلولة ، لتذكروا الأساليب القمعية التي سبقهم الى استعمالها إسحاق رابين ، أثناء محاولة قمع الانتفاضة الأولى ، التي بدأت في نهاية 1987، لم يترك رابين عندما كان وزيراً للدفاع ، ورئيساً للوزراء ، وسيلة الا أمر جنوده باستعمالها ، لردع شباب الانتفاضة ، ولكن دون جدوى ، وكان من أبرز هذه الوسائل ، اصدار الأوامر بتكسير عظام المحتجين ، وقد طالبهم بصراحة قائلاً : حطموا عظامهم بالحجارة ، وعندما علم إسحاق شامير الغني عن التعريف بهذا الأمر ، تحركت سموم العنصرية في شراينه فقال : حطموا عظامهم ولكن بعيداً عن الكاميرات ، لكن وسائل الاعلام لم تعجز عن نقل مشاهد حية لعملية تكسير أطراف عدد من الشباب الفلسطيني بشكل مباشر .
وكما فشل الاسحاقيين رابين وشامير في قتل الروح النضالية لدى الشعب الفلسطيني سيفشل نتنياهو وليبرمان في وقف المد النضالي لدى كل مواطن فلسطيني ، واذا عجز المعاقون عن استخدام الحجارة لقذفها في وجه جنود الاحتلال ، سوف يقذفونهم بعكاكيزهم دون خوف أو تردد .