الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معركة اليرموك بقلم: محمد توفيق زهران

تاريخ النشر : 2016-08-29
معركة اليرموك بقلم: محمد توفيق زهران

الباحث الميداني: محمد توفيق زهران في السبعينات من عمره يتذكر البطولات العربية وهو يمتطي الجواد العربي في ساحة معركة الي

معركة اليرموك
بقلم: محمد توفيق زهران

في نهاية عام 2014م قمت بزيارة إلى موقع ]معركة اليرموك[ لأول مرة بصحبة تيسير زكي السوسي القادم من كندا والفنان/ طارق أبو عرجة، ومن لم يزر هذا المكان التاريخي كأنه لم يرى شيئًا في الأردن!.

والزيارة الثانية كانت بصحبة/ نامق سعيد الحاج أسعد وأحمد حسين عليان في ربيع 2015م وذلك للدراسة والتأمل.


والمعركة التي وقعت عام 15ه – 636 م بين أجدادنا العرب والروم على ضفاف نهر اليرموك الذي ينبع من منطقة درعا على طول  75كم تقريباً ويلتقي بنهر الأردن جنوب بحيرة طبريا الفلسطينية المحتلة بانسياب منذ الأزل وحتى الآن لم يطرأ عليه تغيير ولكن ينقص هذا الموقع تمثيلية رمزية للمعركة في كل عام من نقابة الممثلين العرب وذلك للاحتفال بهذا النصر العظيم والذي غيّر وجه التاريخ للعرب في بلاد الشام كما تفعل الشعوب المنتصرة فقد قال عن هذه المعركة المؤرخ الطبري: ((لم يكن بعد اليرموك. وقعة)).

ثمَّ وقفت بجانب النصب التذكاري لـ سيف الله المسلول ]خالد بن الوليد[ الذي يرتفع 15م فوق الجبل المشرف على موقع معركة اليرموك التي دارت بين الروم بقيادة ]هرقل[ والعرب بقيادة ]خالد بن الوليد[ القادم بجيوشه من العراق الذي هزم بهم الروم في هذه المعركة التاريخية عام 15 هـ - 636 م  والذي قال عنهم الخليفة ]عمر بن الخطابt  [: (العراقُ.. جُمْجُمَةُ العَرَبِ، وكَنْزُ الرِّجَالِ، ومادةُ الأمْصَارِ، ورُمْحُ اللهِ في الأرض، فاطمئنوا). وبعد هزيمة الروم قال ]هرقل[: ( سلامٌ عليكِ يا سُوريا، سلامٌ لا لِقاءَ بَعدَهُ)، وأمام هذا الموقع التاريخي الذي يقع في شمال الأردن العين الساهرة على بلاد الشام بدأت أقارن في خيالي بين أمراء النفط ]الأعراب[ الذين ساعدوا الأعداء في تدمير العراق في بداية هذا القرن وتخلوا بعد ذلك عنه للعجم! من أجل البقاء على كراسيهم وبين أمراء قادة الفتوحات العربية في بلاد الشام فوجدت الفرق شاسعاً.

وفي صمت المكان الحزين سمعت صدى مدافع الطائفية من بني الأعراب تدق حصون أحفاد الفتوحات العربية على مسافة قريبة من نهر اليرموك، والجولان الشامخ أمامي محتلٌ من بني إسرائيل منذ عام 1967م. نظرت إلى مقر قيادة/ خالد بن الوليد وقلت في نفسي: هل العرب قد اندثروا بعد معركة اليرموك يا أبا الوليد؟ وبعد هُنيهة كأني سمعت الرد من الشاعر الألمعي([1])/ مظفر النواب يصرخ من عاصمة الأمويين بقوله:

يــا وَطَــــنــــاً

أَكَــــلَ الأتــــراكُ مــن الـكَـــتِـــفِ الــيُــمــنــى

والـفُــرسُ مـــن الـكَــتِــفِ اليُــســـرى

وَتَــغَــوّطَ فـــوقَ الـقَـــلــبِ غُـــزاةُ الــبَـــحــرِ

وحــتــى الأَحــبـــاشُ، لـــقــد سَـــرقُـــوا جُـــزُراً

وَرِمـــاحُ بَـــنـــي مازِنَ قـــادرةٌ أن تــفـــتِـــكَ فـــيــــنـــا ([2])

وتـــــذودُ عـــن الأعــــداءِ

تَـــعــــالـــي يـــا بِـــلادي نَـــبـــكــــي

فَـــأنـــا قـــد خَـــلُـــصَـــتْ رُوحــــي فــــي الـلــيـــلِ

وأنــــتِ حَـــزيـــنــــة.

ومن سوء طالع العرب فقد اختارت بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر فئة من الأعراب حراساً على الطريق التجاري البريطاني في الخليج وأطلقوا عليهم جزافاً اسم ]المشيخات العربية[ وذلك لسهولة السيطرة عليهم سياسياً في المستقبل! ولم تكتف بريطانيا بذلك بل أفسدت أخلاق سكان تلك المنطقة من الأقليات العربية بين العجم بالمال بعد ظهور النفط في القرن العشرين وذلك انتقاماً من هزيمة الروم في ]معركة اليرموك[ عام  636 م ومعركة ]حطين[ عام 1187م ([3]) والمال كما قال عنه الشاعر أحمد شوقي:

                           ] الـمــالُ حَـلَّــلَ كــُـلَّ غَــيــرِ مُــحَــلَّــلٍ

حَـتَـى زَوَاجِ الشِّـيـبِ بـالأبـكـارِ[

هؤلاء هم الأعراب في كل زمانٍ ومكان.. عليهم اللعنة إلى يوم الدين. ولابدّ لهذه الأمة أن ينبعث منها قائد عربي جديد على غرار حكمة القائد/ عبد الملك بن مروان قبل فوات الأوان.       

محمد توفيق زهران

                                                                                   نهر اليرموك - الأردن
---------------------------------------------

[1] ) الألمعي الذي يتوقع الحدث قبل وقوعه.

[2] ) توقع الشاعر مظفر النواب في السبعينات من الجيوش العربية أن تفتك بالشعوب العربية في سوريا والعراق وليبيا واليمن

    ومصر وغيرها.

[3] ) أنظر إلى قرارات مؤتمر لندن عام 1907م من كتاب فلسطين والقدس في التاريخ صفحة 104. ترى خِسَة بريطانيا ضد

    العرب!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف