الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النقود لا تسجل الأهداف!بقلم:د. ناجح العبيدي

تاريخ النشر : 2016-08-29
النقود لا تسجل الأهداف!
"النقود لا تسجل الأهداف": هذه العبارة الشهيرة أطلقها في التسعينات المدرب الألماني القدير "أوتو ريهاغل". وأراد من خلالها أن يُقلل من دور المال في الرياضة عموما وفي كرة القدم تحديدا. فهذا المدرب الذي حصد البطولات مع أبرز الأندية الألمانية ، بل وقاد المنتخب اليوناني للفوز ببطولة الأمم الأوروبية في عام 2004 ، رفض في عام 1995 عرضا مغريا بعشرين مليون مارك ألماني (قبل اعتماد اليورو كعملة) من ناد إيطالي لشراء أحد لاعبي فريق بايرن ميونيخ، قائلا بإن هذه اللاعب هو أفضل لاعب لديه وأن المبلغ الكبير لن يعوضه في تسجيل الأهداف.
غير أن واقع كرة القدم في وقتنا الحاضر يشير بوضوح إلى أن المال يلعب دورا حاسما في الإنجازات الرياضية بحيث يمكن القول فعلا وليس مجازا بإن النقود تقف في نهاية المطاف وراء تسجيل الأهداف. والسبب بسيط وهو أن المال كفيل بشراء النجوم القادرين على إمطار شباك الخصوم بالأهداف. ومن الملفت للنظر أن مبلغ الصفقة الذي كان سببا في إطلاق الجملة الشهيرة والبالغ 20 مليون مارك (أي ما يعادل 10 ملايين يورو) أصبح "تافها" بمقاييس هذه الزمان. ففي أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم انتقل مؤخرا اللاعب الفرنسي الأسمر "باول بوغبا" إلى فريق "مانشستر يونايتد" البريطاني مقابل 105 مليون يورو!. وتؤكد الصفقات الخيالية لانتقال النجوم طغيان الطابع التجاري على الرياضة عموما الأمر الذي يسمح بالحديث عن صناعة "الرياضة" باعتبارها قطاعا اقتصاديا مزدهرا ويكتسب أهمية متزايدة. ففي ألمانيا مثلا تُقدر قيمة الأنشطة الرياضية (وبما يشمل ريع المباريات وايرادات الدعاية والاعلان وإنتاج السلع والأدوات الرياضية وغيرها) بأكثر من 70 مليار يورو. وبهذا تساهم الرياضة بـما يزيد عن 3 % في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبما يفوق مساهمة القطاع الزراعي. وعلى خلفية هذا التطور العاصف تحولت كبرى النوادي الرياضية إلى شركات من العيار الثقيل. فنادي بايرن ميونيخ لا يفتخر بكثرة الأهداف المسجلة في مرمي الخصوم وبحصد الألقاب فقط، وإنما أيضا بتسجيل الأرباح القياسية. ففي العام المالي 2014/2015 حقق النادي أعلى إيرادات في تاريخه تجاوزت حاجز النصف مليار يورو، وجنى فائضا ماليا يزيد عن 100 مليون يورو. ومع ذلك اكتفى النادي البافاري بلقب ثالث أغنى نادي كرة قدم في العالم، متخليا عن المركز الثاني والأول الثاني لصالح منافسَيه الأسبانيين "ريال مدريد" و"برشلونة" اللذين تفوق إيرادات كل منها 600 مليون يورو سنويا. ولا يمكن تصور هذه الأرقام دون العوائد الخيالية لحقوق بث الفعاليات الرياضية وما ترافقها من مقاطع قصيرة للدعاية والاعلان والتي تكسر أحيانا حاجز المليون يورو لكل نصف دقيقة.
وفي ظل هذه الظروف أصبحت الرياضة وكرة القدم تحديدا مجالا واعدا للاستثمار . واقتحم مجال الرياضة مستثمرون من العيار الثقيل قد لا يفرقون بين ضربة حرة وركلة جزاء. وكل ما يهمهم تسجيل الأرباح. وفي منتصف نيسان/أبريل 2016 تأهل فريق مانشستر ستي البريطاني على حساب نظيره سان جرمان الفرنسي إلى نصف نهائي البطولة الأوروبية لأبطال الدوري في لقاء وصف بأنه "مباراة البترودولار" . والسبب هو أن المراقبين لم يهتموا بمهارات نجوم الفريقين من أمثال السويدي "ابراهيموفيتش" والبلجيكي "دي بروين" في ساحة اللعب فحسب، وإنما ايضا بالمنافسة الشرسة خلف الكواليس بين ممولي الفريقين، أي بين قطر التي صرفت مئات الملايين لدعم سان جرمان وبين الامارات ممثلة في الشيخ منصور آل نهيان الذي حوّل بفضل سخائه مانشستر سيتي من فريق مغمور إلى قمة الدوري الإنجليزي.
وبمناسبة اختتام الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية قبل أسبوع يمكن تعديل جملة "ريهاغل" الشهيرة لتصبح: "النقود تحصد الميداليات". فمن بين 14 ميدالية فاز بها رياضيون "عرب" في أولمبياد ريو تعود 3 منها لصالح أجانب مجنسين. وبرزت في السنوات الأخيرة كل من البحرين والامارات وقطر في اعتماد سياسة إغراء رياضيين أجانب لرفع أعلامها الوطنية في البطولات الدولية. وتملك قطر بالذات باعا طويلا في هذا المجال. فهي لا تؤمن بمبدأ "النقود تحصد الميداليات" فحسب، وإنما أيضا اكتسبت شهرة كبيرة بنهج "النقود تشتري حق استضافة البطولات". وأكبر انجاز لها هو حصولها على حق تنظيم بطولة العالم لكرة القدم 2022. ولا يعرف أحد حجم النقود التي أنفقت لهذا الغرض. غير أن هناك دولا أخرى متهمة بذلك، ومنها ألمانيا حيث وجهت لمسؤولين رياضيين تهمة دفع رشاوى أو "تسهيلات" مالية بقيمة 6,7 مليون يورو لتسهيل حصول ألمانيا على شرف استضافة بطولة العالم 2006 .
لقد حاول المدرب الألماني "ريهاغل" في عام 1995 من خلال تصريحه الشهير الرد على المحاولات المحمومة لإضفاء مزيد من الطابع التجاري على لعبة كرة القدم ولكنه كلماته المعبرة أصبحت تأكيدا لأن "النقود تسجل الأهداف" وليس العكس. بيد أن المال لوحده يبقى عاجزا عن خلق التقاليد الرياضية. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف