الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لــعــــبـــة الــمــــوت بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-08-29
لــعــــبـــة الــمــــوت بقلم:حسن زايد
لــعــــبـــة الــمــــوت

بـقـلـم / حــســـن زايــــــد


أنا اسمي لا يهم .. أحداث حياتي منذ مولدي حتي تاريخه ، لخصها الزمن واختصرها ، ربما لكونها كانت أطول من اللازم . فرح ، حزن ، بهجة ، غم ، سعادة ، ألم ، هدوء ، صخب ، نجاح ، فشل . توقفت حياتي قليلاً علي أعتاب مرفأ التخرج ، ربما لالتقاط الأنفاس اللاهثة . عينت معيدة بالكلية ، وتقدم هو لخطبتي . هو رجل جري تلخيص كل الرجال فيه ، وطبيعي أن أحبه ، ولا أري في الكون غيره ، نهر من الحب الدافق ينهمر من الجنة . حركات ، سكنات ، همسات ، لمسات ، لفتات ، نظرات ، انغمست في نهر الحب قبل أن تتقافز أمامنا ، ومن بين أيدينا ، ومن خلفنا . انبثق النور مع اختبار الحمل يسابق الزمن ، طفلة قمرية تنسل من ظلمة الرحم إلي نور الحياة ، ترضع ، تنمو ، تجلس ، تحبو ، تقف ، تتعثر في مشيتها الطفولية . في زحمة الإنشغال بالزوج والبنت والعمل تعثرت حياتي في ثديي الأيمن . كشف ، وفحص ، وتدقيق ، وأشعات مختلفة . كان لابد من أخذ عينة للتحليل معملياً لإزالة الشكوك . عدت إلي البيت مستخفية وراء الإبتسامة ، والضحك ، والمرح ، والمداعبة، والنشاط ، والحركة الدائبة . أكل قلبي القلق ، ونهشته الوساوس ، كوابيس ، هلاوس ، انتحر النوم علي أعتاب جفوني . كنت حريصة علي الدائرة الضيقة .عينة التحليل إيجابية ، القرار استئصال أنوثتي ، فكان لابد للدائرة أن تتسع . أخبرته . هرسه زلزال الصدمة ، وإن حرص علي أن يبدو متماسكاً هادئاً . أخبرته أن الإنسان لا يعيش مرتين ، ولا يموت مرتين كذلك . بدأ الموت يطل بقرونه إلي داخل البيت بعد العملية ، وبدء جرعات الكيماوي ، ومع إطلالته هربت معاني وأشياء . كلاليب تكحت في عظامي ، وكلاباً مسعورة نهمة تنهش في لحمي ، وقصاصات زجاجية مدببة ، تنغرس مع المشي في باطن قدمي . ألوذ بالصمت . الملعون يتفلت مع كل محاولة للحصار . شحوب ، ذبول ، هزال عام ، شعر متساقط ، سطو علي الحياة . لم يعد هناك مجال للإبقاء علي الدائرة . نسيت أن أقول أني تركت العمل راغمة ، وطفلتي القمرية تصاحبني في البيت ، كأنها نسختي بعثت من جديد . ترتمي في حضني المنهك ، بعد أن ينهكها اللعب ، وتنام في هدوء . أواظب علي تناول الأدوية من برشام وشراب وجرعات كيماوية . نفس بشرية تتهاوي متكسرة متفتتة علي سندان الألم . لم أعد قادرة علي الوقوف ، أو الحركة ، أو القيام ، أو الجلوس . نسيت أن أقول أن أختي جاءت لخدمتنا بالبيت ، ورعايتي  ، إنها البديل لأمي التي ماتت بذات المرض . كانت تبذل مجهوداًخرافياً . يبدوأن الذاكرة تآكلت كثيراً . في البداية كان زوجي ممتناً لوجودها ، حتي بدأ ينسحب من الحياة ، مستغرقاً في الفيسبوك ، فترة وجوده في البيت ، لقد نسي تماماً حياتنا ، وعاش الحياة الإفتراضية . مزهودة أنا ، وعبء ثقيل . أينما وليت وجهي وجدته أمامي ، تتخطفني كلابيبه من كل حدب وصوب . لم أجد سوي شقيقتي لأوصيها بطفلتي . حملتني سيارة الإسعاف إلي المستشفي ، لإدخالي العناية المركزة . مكثت فيها ساعات أو أيام ، لا أدري . كانوا يدخلون علي

فرادي ، ينظرون ، وأنظر .. ألمح في عيونهم دموعاً . لا يتحرك مني سوي جفني . أين طفلتي القمرية ؟ . دخلت شقيقتي وفي يدها طفلتي . لا أستطيع الحركة ، ولا الكلام . لم أعد أحتمل حمل أجفاني الثقيلة ، فسقطت مني ، وذهبت إلي حيث لا أدري .

حــســـن زايــــــــد

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف