الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع بقلم: المحامي محمد احمد الروسان

تاريخ النشر : 2016-08-28
البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع بقلم: المحامي محمد احمد الروسان
عاجل:

البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع

*كتب : المحامي  محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

تعد ساحات ومساحات دول البلقان كحيّز جغرافي استراتيجي بنكهة تماثل ديكتاتورية الجغرافيا السورية في قلب أوروبا، بمثابة بريد سياسي وعسكري واقتصادي تجاري يوصل جلّ الرسائل المتتالية للفدرالية الروسية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتادت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي على هذا الأستخدام والتوظيف الشامل لساحات ومساحات دول البلقان، عندّ كل مفصل قاطع ومرحلة مفصلية من مراحل خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية المتأرجحة، تبعاً لمحطات الصراع وقت الحرب الباردة وما بعدها وحتّى اللحظة الراهنة، بعد الفشل الأمريكي في الحدث السوري.

زيارات قادت وكوادر وعناصر وأدوات مجتمع المخابرات الأمريكية المتعددة للبلقان، لم تتوقف يوماً ان لجهة السريّة منها، وان لجهة العلنيّة أيضاً، فصراع الأدمغة حاضر مع مجتمع المخابرات الروسي، ومجتمع المخابرات التركي، فالأخير يعتبر البلقان مناطق امتداد جغرافي لتركيا، في أحشاء جغرافية القارة العجوز أوروبا. مؤخراً، قام نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن والد(بو) المتوفي، وقبيل زيارته الأخيرة لتركيا بعد الأنقلاب الفاشل، بزيارة في غاية الأهمية الى البلقان، ان لجهة المكان وما يشكله من أهمية لنواة الدولة التركية العسكرية والمخابراتية وقبيل زيارته لتركيا، وان لجهة التوقيت والدلالة، كون الجبهات في الشرق الأوسط تستعر، وثمة تطورات عميقة في الميدان السوري رغم حالة السيولة الشديدة التي تعاني منها المنطقة، فمن محطة همدان واستخدام القاذفات الروسيّة الأستراتيجية لها ثم التوقف مع اعتراضات لليمين الأيراني على هذا الأستخدام(التيّارت القومية في ايران غاضبة)، الى محطة ضرب الطيران السوري الحربي لأول مرة لتجمعات الأسايش الفرع السوري لحزب العمّال الكردستاني في الحسكة، مع ظهور اشارات ومؤشرات بدايات الفدرلة الكرديّة في الشمال السوري والشمال الشرقي(تكتل الأسايش وما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية، والتي هي ليست بقوّات ولا سورية ولا ديمقراطية بل ميليشيات مسلّحة)، بجانب ارسال البنتاغون لطائراته الأف 16 المتطورة لحماية قوّاته الأحتلالية(في قاعدة الرميلان، وقاعدة عين العرب، وقاعدة غرب الفرات، وقواعد عسكرية أخرى يجري تدشينها)ومستشاريه العسكريين، حيث كل هذا العديد والعتاد العسكري الأمريكي، دخل ودخلوا كلصوص ومجرمين وسفلة تحت جنح ليل، والهدف هو حماية أدواتهم الكرد السايش وقصد، لغايات مزيد من التوظيف للعميل قبل التخلي عنه نهائيّاً عبر تصفيته.

أحسب وأعتقد أنّ زيارة جون بايدن -(هذا الجون بايدن والد بو، له دور مع رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي ممثل البلدربيرغ، في هندسة السياسة الخارجية لأمريكا)- هذه الى البلقان كمحطة أولى قادته الى زيارة صربيا، والبوسنه، وكوسفو، ليس لتدشين طريق باسم ابنه الراحل بو جون بايدن في كوسفو، بل أنّ الأستخدام والتوظيف هذه المرة من قبل اليانكي الأمريكي للبلقان كبريد رسائل لمن يهمه الأمر لكل من تركيا وروسيّا وايران وأخيراً الصين، وبشكل خاص الى تركية بعد رصد من نواة مجتمع المخابرات الأمريكي، للهجة عدائية متصاعدة لأمريكا ومقلقة لجنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، كون جغرافية وديمغرافية البلقان تعتبر كما أسلفنا سابقاً، بمثابة امتدادات جغرافية لتركيا كثقوب في أحشاء القارة الأوروبية، والتي يسعى اليانكي الأمريكي الى مزيد من التوظيفات لها في الصراع مع الروسي والصيني، لأضعاف الأقتصاد الألماني، أقوى اقتصاديات أوروبا، ثم تفجيرها  من الداخل عبر تركيا ليصار الى تفجير تركيا لاحقاً، ليصار الى توظيفات لعقابيل تفجير تركيا ازاء روسيّا عبر الأستثمارات بورقة الأرهاب من خلال العبث بدم الأيديولوجيا، والأخيرة تقود الى تعاظم وتصاعد في الفاشيّة الدينيّة في ما تسمى بالحركات الجهاديّة السنيّة لضرب ايران،  وأكثر ما تخشاه الأخيره هي تلك الحركات الجهاديّة السنيّة.

والمتابع الدقيق للشأن الدولي والأقليمي، كنتاج للعبث في المفاعل النووي لمسألة الأزمة السورية، عبر العبث بالجغرافيا والديمغرافيا السوريّة كمؤامرة، يلحظ أنّ هناك ثمة تلميحات أمريكيّة ومؤشرات الى امكانيات هائلة، في ضرورة استخدام البلقان كجغرافيا وكساحات وحدائق خلفية، يصار اعتمادها أمريكيّاً بديلاً لتركيا في اندفاعات الأستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وازاء ايران، من هنا الكل شاهد زيارة وزير الخارجية الأيرانية محمد جواد ظريف الى كوبا، حيث النفوذ والدور الأيراني موجود في الحدائق الخلفية لليانكي الأمريكي في دول أمريكا اللاتينية، وثمة زيارة مرتقبة للوزير ظريف الى القارة الأفريقية(تم تأجيلها لغايات أمنيّة) راجع تحليلنا عبر المارشال جوجل: الأسرائيلي يتمدد في القارة الأفريقية عبر الحفرة اليمنية والعربي يتبدّد).

اليانكي الأمريكي عبر ممثله جون بايدن يريد أن يحدد لأنقرة هوامش السياسة التركية في المسألة الكرديّة، وموضوعة فتح الله غولن، وعلاقات تركيا بالناتو، وخديعة انضمام تركيا الى أوروبا، وهوامش السياسة التركيّة أيضاً المنفتحة ازاء روسيّا وايران، والساعية الى انفتاحات مباشرة(مساعد لمدير المخابرات التركي زار العاصمة السورية مباشرةً، بعد ضرب الطيران السوري للحسكة، وكان ذلك رسالة لتركيا، ترافق مع بيان للجيش السوري يستحضر مفردات بيان الجيش التركي ازاء حزب العمال الكردستاني والأسايش الكرد، وفي المعلومات زيارة لعلي المملوك ومعه أديب زيتون ومساعده غسّان خليل قد تجري هذا الأوان لتركيا)وغير مباشرة مع دمشق عبر الروسي.

تاريخيّاً يتقولب الصراع الروسي مع اليانكي الأمريكي على البلقان تصاعديّاً وتنازليّاً، حيث محركه معارك النفوذ والسيطرة والمصالح، قاد الى تقسيم يوغسلافيا الى دول ودويلات وساحات ومساحات قويّة وضعيفة على حد سواء، حيث عملت أمريكا على ضم بعضها الى مجالات نفوذها الحيوية بما فيها جمهورية الجبل الأسود، لا بل وبكل صفاقة سياسية عميقة، دعتها لتلك الجمهورية المستولدة من رحم يوغسلافيا السابقة، الى الأنضمام الى الناتو في رسالة استفزازيّة لروسيّا الصاعدة في الدور والتمدد من جديد، وفق أسس ومعايير تقلق أمريكا وبلدربيرغها والمجمّعات الصناعية الحربية وحكومات الأتوقراطيين اليانكيين الأمريكيين، فمسألة توسيع الناتو على حساب روسيّا هدف آخر عميق لزيارة والد بو جون بايدن الى البلقان عبر زيارته الثلاثية لساحاته. في معارك النفوذ والصراع على البلقان على طول وعرض خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية وأدواتهما، الأهداف متعددة وفي صلبها الهدف الأقتصادي التجاري، فصربيا كدولة مهمة جدّاً للروس كونها ترفض السير بشكل مطلق في مركب الأندفاعة الأمريكية ضدهم، وكما ترفض حتّى اللحظة أيضاً الأنضمام الى العقوبات الأوروبية ضد موسكو، بسبب الأزمة الأوكرانية وضم جزيرة القرم الى جغرافية الفدرالية الروسية، بجانب رفض صربيا الأعتراف بجمهورية كوسوفو فهي جزء من صربيا حتّى عام 2008 م وان اعترف بها غالبية أعضاء الأتحاد الأوروبي.


الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الكرد آداة تخدم بتفاني المشروع الأمريكي بالتقسيم، مقابل حصولهم على حصتهم من الأعتراف بحيز مستقل من الجغرافيا، فهم نسجوا علاقات وتعاونوا مع الأمريكي والأسرائيلي عبر داني ياتوم في العراق المحتل أمريكيّاً، للوصول الى جمهورية الكاكا مسعود مصطفى البرزاني.

والتركي يعلم أنّ قيام كيان كردي في الشمال السوري المعتدى عليه تركيّاً وأمريكيّاً، يعني موتاً طبيعيّاً عبر جلطة دماغية للدولة التركيّة، كما يعلم أردوغان وبشكل لافت أنّه يستحيل قيام دولة كردية دون أكراد تركيا، كونهم الأغلبية في المنطقة والعالم، ومع ذلك يستحيل قيام دولة كرديّة الى جانب الدولة التركيّة، كاستحالة وجود دولة اسرائيلية وأخرى فلسطينية على جلّ فلسطين التاريخية.

الأمريكي لديه علم أنّ الكرد في الشمال السوري ليسوا أغلبية، فهناك تداخل للعشائر العربية في تلك المنطقة، والكرد مشتتين هناك مثل المستوطنات الأسرائيلية في الضفة الغربية، وهذه تنتج حالة معينة لا تسمح للفلسطيني بناء دولة، ولا للأسرائيلي باعلانها أرضاً اسرائيلية، الاّ بمشروع ترانسفير جديد من فلسطين باتجاه الأردن كوطن بديل تسعى اليه ثكنة المرتزقة اسرائيل، تماماص كما تحاول قوى كردية القيام بتطهير عرقي للعشائر العربية كما فعلت في العراق، لنفس الغاية والهدف كونها تدرك استحالة قيام كيان كردي أوأي شكل من أشكال الأدارة المدنية الموسّعة أو حكم ذاتي في منطقة مثقوبة بمئات المواقع غير الكردية.

عندما نقول: لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فاننا نعي ما نقصد ونرمي اليه، الهدوء السوري ازاء النشاط الكردي منذ البديات للحدث السوري كان مثيراً للحيرة والأرتباك للكثير من الخصوم والأصدقاء والأعداء حتى للبعض في مفاصل النظام السوري، فهو من جانب ظهر بأنّه يشجّع الكرد في استعراض دراماتيكي لعضلاتهم بدلاً من كسر عظامهم مثلاً، بجانب دفع السوري للروسي بضرورة محاولة اشراكهم في مفاوضات جنيف كمكون سوري معارض، فكان التركي يستميت في الرفض ويضغط على السعودي والقطري في ضرورة رفض ذلك في بدايات تشكيل وفود المعارصات السورية عفواً المعارضات، وكان هذا تكتيك سوري بمساعده روسية لم يستوعبه لا القطري ولا السعودي ولا حتّى جهابذة حزب التنمية والعدالة التركي الحاكم، بحيث قاد ذلك الى اقناع الكرد السوريين بأنّ من وقف ويقف وسيقف في طريقهم هي تركيا وليست سورية، وقد قرأ الأمريكي والأوروبي هذا الهدوء السوري والتريث في المسألة الكردية على أنّه أذكى مناورة قام بها السوري ومعه الروسي(لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فسياساتها بالنسبة للغربي لغز).

دعم دمشق للكردي السوري في الشمال والشمال الشرقي، ليستعرض عضلاته ظاهرياً ضمن المتاح والمسيطر عليه والمضبوط سوريّاً رسميّاً، كان من شأنه وحسب فهم دمشق أن ينقل العدوى الى أكراد تركيا في شرق الأناضول وفي الداخل التركي، مع استدراجات سورية ذكية من قبل دمشق للتركي الأردوغاني لأعلان معارضته الشديدة للأعتراف بالكرد السوري، كشف وعرّى الموقف التركي ومناوراته التي أراد من خلالها التركي استغلال الكرد في سورية، لمحاربة الجيش السوري قبل أن ينقضّ عليهم من جديد ويرسلهم الى جهنمه.

دمشق وبدهاء سياسي عزّ نظيره وبمساعدة الروسي، نصبت الفخ للكردي والتركي معاً دون أن يشعر أحدهما بالأخر ويستبين، فذهب الكردي التركي الى تحقيق فوز وازن في الوصول الى كتلة برلمانية وازنة تمثل كل شرق الأناضول الكردي في البرلمان التركي، فهم هؤلاء حققوا الفوز كنتاج طبيعي ومنطقي لنهوضات في المشروع الكردي السوري بمساعدة من دمشق وأثناء الحرب عليها، هنا بالذات استوعبت أنقرة الرسالة السورية هذه، حيث أكراد تركيا ما كانوا ينجحون ككتلة برلمانية وازنة، الا بسبب التكتيك السوري وبمساعدة الروسي في دعم الكرد السوري، وبعد اسقاط السيخوي الروسي من قبل التركي، بحيث نهوض وقيام الكيان الكردي السوري المتوقع شمال سورية أعطاهم للكرد الأتراك الحماس والشعور، أنّ عليهم الأستعداد لملاقاة المشروع الكردي السوري بكتلة كردية سياسية تركية وازنة في البرلمان التركي، حيث دبّ الفزع والرعب في عروق القوميين الأتراك واسلاميين حزب التنمية والعدالة التركي، الذين تحولوا الى ميليشيا مسلّحة بعد الأنقلاب الفاشل، واهانات للجيش التركي حامي حمى العلمانية التركية.

بعد ذلك بدأت تركيا بقمع ممنهج لأكراد شرق الأناضول وتفجيرهم من الداخل تحت عنوان محاربة داعش، ففهم الكرد الأتراك اللعبة التركية الجديدة معهم وأعلنوا العصيان المدني في مناطقهم وحواضنهم الأجتماعية والديمغرافية، ووجدت الأستخبارات العسكرية التركية وجهاز المخابرات التركي سلاحاً سورياً متوسطاً وثقيلاً في مناطقهم في الداخل التركي، مرسلاً من الأسايش حيث حصلوا عليه من الجيش السوري لمقاتلة داعش وباقي الزومبيات الأرهابية وقام الكرد في سورية وسربوا الى أهلهم في تركيا ما حصلوا عليه من الجيش السوري.

على رأس الأجندة التركية الآن بند واحد وهو: الأبقاء على وحدة سورية، عبر ابقاء أكراد سورية ضمن بيت الطاعة السوري، مع اعادة أكراد تركيا الى بيت الطاعة التركي، وهذا يتطلب تنسيقاً مباشراً بين تركيا وسورية وهو ما يتم الآن، بعد أن تم التمهيد له سابقاً عبر المخابرات الجزائرية.

فالمعادلة في ذهن أنقرة تتموضع في التالي: انهيار المشروع الكردي شمال سورية، يعني اضعاف عميق للحركة الكردية التركية، يقود الى تأخير قيام الدولة الكردية لا انهائها.

مشروع البلدربيرغ الأمريكي في المنطقة في النهاية، هو تقسيم سورية والمنطقة طائفياً وليس عرقياً، والآن بعد تكسير الملاعق الأسلامية للأدارة الأمريكية الحالية في سورية حيث اصطدمت بالعظام السورية والروسية والأيرانية والصينية وعظام حزب الله، تم تأجيله الى حين(راجع تحليلنا: التغيير في سروج المخابرات البريطانية وجدار برلين 2 في حلب)، لضرورات استمرار الحرب الشيعية السنيّة التي ستعطلها الصراعات العرقية، وقد تتسبب في انتهائها للحرب الشيعية السنيّة لصالح الصراع العرقي في المنطقة، من هنا نجد الأمريكي تكتيكياً لا يريد للمشروع الكردي السوري النهوض والقيام الآن، ويستخدمهم للتشويش على معركة حلب عبر الشيخ مقصود حيث الغالبية هناك كردية، في مواجهة الجيش السوري لأرباكه وحلفائه، فكانت أحداث الحسكة بأمر وايعاز أمريكي كي يصار الى انقاذ المسلحين في حلب، من خلال تغيير التحالفات الكردية السورية هناك، والسوري الرسمي يرى الحرب مع الكردي السوري في الشمال عبثية ولا طائل منها، فتركيا تتكفل بهم وبداعش، وهذا يخفف من العبء العسكري والبشري على دمشق وحلفائها في الميدان، ان في جنوب حلب، وان في جسر الشغور، وان في استعادة ريف اللاذقية الشمالي بالكامل، كون تركيا دفعت بصعاليك جيش الفتح، والجبهة الشامية، وحركة نور الدين زنكي، وأشرار الشام(الأخوان المسلمون السوريون) وباقي الزومبيات الأرهابية، تحت مظلة بقايا ما يسمى بالجيش الحر في معركة جرابلس، وتركيا قدرتها في التحكم بالكرد في شمال سورية ستكون معدومة دون دعم الحكومة السورية، كونها ستدخل أنقرة بحرب عصابات عميقة معهم، هذا بجانب احتمال توحد ومساندة العشائر العربية مع الكرد السوري، في مواجهة تركيا لطردها من الشمال السوري كمجتل عسكري ان فكّرت بالبقاء طويلاً.

فان فكّرت تركيا البقاء طويلاً في الشمال السوري، ولو بغطاء جوي أمريكي ومن باقي دول التحالف غير الشرعي، ستفشل دون التنسيق مع دمشق وحلفائها، حيث ستصبح الدولة الوحيدة العضو في الناتو التي تخرج من أرضها، وتموت على أراضي الآخرين، ان عبر تفعيل نصوص القانون الدولي، وان عبر استحضار اتفاقية أضنة مع سورية عام 1998 م، والتي أشرف عليها الجنرال التركي المتقاعد اسماعيل حقي بكين في حينه.

نعم هذه سلّة مخاطر بسيطة من مخاطر جمّة قادمة ناتجة عن العبث في مفاعل نووي مثل سورية، من قبل هواة السياسة في القيادات الكردية التروتسكيّة بايحاء من ألمانيا، وجناح اليسار الأمريكي في الحزب الديمقراطي، واليسار الفرنسي، وجلّ اليسار الأوروبي التروتسكي المتحالف مع اسرائيل الصهيونية.


اللعب الأمريكي الأسرائيلي في الكرد العراقي كمسار، كان على صفاف مدار الذرّة العراقية، أمّا اللعب في المدار السوري فهو عبث خطير جداً بقلب الذرّة السورية، ومن كان يتحدث يوماً ما عن تقسيم سورية كوعد محقق مخطط ناجز، تبين له كم كان ساذجاً(وأقصد الأمريكي وعرب روتانا)فقد قام الأمريكي بايحاء عن بعد وبدفع أدواته في الداخل الأردني، لكتابة المقالات والتحليلات عن الأردن الكبير جغرافياً، لتوريط جيشنا العربي المصطفوي في حرب مع الدولة الوطنية السورية لا تبقي ولا تذر، ليصار الى تفكيك الدولة الأردنية عبر تفكيك آخر قلاع الأردنيين الجيش العربي المصطفوي ليسهل تنفيذ مشروع الوطن البديل.

وتبين لكل من يشحذ سكاكينه، لأقتطاع شريحة لحم من جسد جغرافية سورية،  سيجد أنّ السكين التي تغوص في لحم جسد سورية، انما تغوص بجسده الغض أيضاً، فويل للقاسية قلوبهم من عذاب يوم عظيم، وقاع الدولة الوطنية السورية سيبلع روج ايفا وروج النصرة، وروج داعش وروج صعاليك جيش الفتح، وروج مرج دابق يا بلبع، سيبلعه بلعاً يا بلبع.

الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها،  فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة قادمة(ان جمهورية، وان ديمقراطية)في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل. وواشنطن لا تدعم منطقة آمنة في سورية خوفاً من أن يستفيد منها الرئيس أردوغان في تقوية نفوذه في الداخل التركي والداخل السوري، بعد اخراج الدكتور احمد داوود أوغلو وقبله الرئيس السابق عبدالله غول، والسيطرة على القضاء والشرطة والمخابرات والجيش التركي الى حد ما(الدستور التركي عمليّاً يتجه نحو الدستور الديني، وان كان شكلاً علماني وبقيت أي كلمات أو عبارات علمانيه تشير الى ذلك، والديمقراطية التركية تتجه نحو ديكتاتورية الديمقراطية)، وعندما يصرّح الناطق الرسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي الرئيس أوباما: أنّ بوتين يعتبر أوروبا الموحدة تهديد لروسيّا، فهذا يعني وحسب ما أرى وأفهم هو يريد أن يقول لبوتين: هذا قاسم مشترك بين موسكو وواشنطن، نسعى معاً الى تقسيم أوروبا واضعاف أقوى اقتصادياتها(ألمانيا)، حيث ترى واشنطن أنّ أوكرانيا قويّة خطوة لجعلها تغزو أوروبا، ومن هنا الأوروبيون يرون أنّ أوكرانيا قويّة عسكرياً يعني أوكرانيا تغزوهم.


وتتحدث المعلومات، أنّ العمل يجري على تغير للمشهد في الجزائر واعادته الى سيرته الأولى مطلع تسعينيات القرن الماضي، ليكون مشابهاً لما يجري في المشاهد السورية والليبية والعراقية واليمنية، ولكن ما يطمئن النفس أنّ وعي الشعب الجزائري وقيادته وتساوق وتماهي هذا الوعي، مع عمل دؤوب ومستمر لمجتمع المخابرات الجزائرية وتنسيقاته مع الحلفاء والأصدقاء، وخاصة مع الروس والصينيين والأيرانيين، سيحبط مخططات محور واشنطن تل أبيب، ومن ارتبط به من بعض العرب والغرب. تقديرات المخابرات الجزائرية، وحول النظام الليبي الجديد كانت في مكانها، رغم تفوق نسبي لليبراليين الليبيين الجدد على الإسلاميين، لكنه تفوق نسبي غير حقيقي، مع سيطرة عناصر أسلامية مسلّحة، على كل فعاليات العمل العسكري، وهذا من شأنه أن يدعم، جهود العناصر الإسلامية المسلّحة في طرابلس، كما تذهب المعلومات، أنّ هناك جهود تبذل من المخابرات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، وبالتنسيق مع عناصر ليبية جهادية مسلّحة، سلفية وهّابية من القاعدة وغيرها، لنقل فعاليات الصراع، إلى جل المسرح الجزائري، خاصةً مع وجود العناصر الإسلامية الجزائرية، كبيرة العدد والعدّة، قاتلت إلى جانب المعارضة الليبية المسلّحة ضد النظام السابق، فهي تريد مواصلة القتال والجهاد، في الجزائر، بدفع من السي أي إيه، والأم أي سكس، والمخابرات الفرنسية. وسيناريو العدوى الليبية، يتضمن نقل الصراع والقتال، إلى الجزائر، ثم إلى المغرب وموريتانيا، حيث هناك إسلام سياسي في ليبيا، جاء نتيجة وبسبب الإسلام السياسي الجزائري، الذي هو أشد تطرفاً بالأصل. إنّ إشعال الساحة الجزائرية، عبر نقل الصراع والقتال وعدواهما، من طرابلس إلى الجزائر، عبر مؤامرة مخابراتية- سياسية، من مثلث إطراف واشنطن باريس لندن، وبالتنسيق مع القوى العسكرية الفاعلة على الأرض في ليبيا، من شأنه تحقيق عدّة أهداف إستراتيجية هامة:-

يسمح بالتخلص من آلاف العناصر الجهادية المسلّحة المتواجدة الآن في ليبيا المحتلّة نيتويّاً، وهذا يسهّل على الناتو ترتيب الأوضاع في ليبيا المحتلّة، وفي ظل وجود ومشهد جديد ما زال مفتوحاً على كلّ شيء الاّ الأستقرار، فعدم وجود هذه العناصر المسلّحة الإسلامية المعيقة، للترتيبات الناتويّة القادمة والتي ظاهرها للساذج رحمة وباطنها للمتابع عذاب، يساهم الى حد ما انتاجات لتوليفات حكم متعددة وليس توليفة حكم واحدة، تكون بمثابة خلفيات عميقة للأرهاب المراد ادخاله الى الجزائر من جديد. وإشعال الساحة الجزائرية، ومحاولة إسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف القدرات الجزائرية، وتحول الجزائر، إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن المعتدى عليه عربياً، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية، حيث فرنسا تعيش، حالة قلق سياسي عميق، على نفوذها في مناطق شمال وغرب أفريقيا، من خطر تعاظم قوّة الجزائر، وتحولها إلى قوّة إقليمية نافذة وفاعلة وناجزة باسناد روسي واضح. وإشعال الساحة الجزائرية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية، المسلّحة الليبية والجزائرية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة، هذه العناصر الإسلامية المسلّحة، والمتواجدة  على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى الجزائر للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي الجزائري. وإشعال المسرح السياسي الجزائري، سوف يأخذ طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، وطابع عسكري دموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه عميقة حرب جزائرية – جزائرية. إنّ خط العلاقات الجزائرية – الروسية، صار أكثر إدراكاً ووعيّاً، لجهة أنّ واشنطن، تسعى لجعل دول الإتحاد الأوروبي، تحصل على إمدادات النفط والغاز، من ليبيا والجزائر لاحقاً، وهذا من شأنه أن يبطل مفعول مشروعات روسيا الفدرالية، والتي تهدف لجهة احتكار، تزويد أسواق الإتحاد الأوروبي، بالنفط والغاز الروسي، وهذا من شأنه أن يضر بمصالح روسيا والجزائر، ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي الروسي وهذا ما تسعى إليه أطراف مثلث:- واشنطون باريس لندن. ورغم محاولات مجتمع الأستخبارات الجزائري للوصول الى حالة استقرار معقولة في الشمال المالي، الاّ أنّه من المعروف أنّ منطقة شمال مالي وخاصةً إقليم(أزواد) تخضع حالياً لسيطرة متمردي الطوارق أو نفوذهم، وجماعات إسلامية متشددة ومنها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي الإسلامي، وجماعات جهادية أخرى متحالفة معه، والقرار الدولي في التدخل العسكري في مالي آواخر عام 2012 م في حينه، كان بحجة القضاء على المتمردين الطوارق ومن ارتبط بهم من حركات جهادية مسلحة بجانب تنظيم القاعدة، لكن الهدف منه كان محاولة لنقل الصراع إلى داخل الجزائر عبر توريط الجزائر بهذا الصراع، والذي يشبه شبكة العنكبوت لجهة شكل خيوطها، ليصار إلى تثوير الشارع الجزائري ضد نسقه السياسي التحرري العروبي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف