بقلم المفكر الإسلامي / محمد عبد المحسن العلي - الكويت
المساكين وحكم الشياطين
إذا حكمت الشياطين وجيشت جيش من القتلة والسفلة والمجرمين بجثمان أنس علينا أن نستكين ونتقي شرهم ، فشياطين كراسي الحكم من أعتى وأقوى الشياطين .
ليعلم كل إنسان وبالأحرى كل مسلم بأننا في زمن حكم الشياطين فعلا أو كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح . عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي (( وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس )) قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. رواه الإمام مسلم في صحيحه وقد رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي والألباني...
ومن أصبح قلبه قلب شيطان فسد عقله وتدنت مداركه وسلب منه الشعور، ومن يسكن عن الحركة ويستكين عليه أن يرابط في ثغر المعرفة بعد ما ينكر بقلبه وذلك أضعف الإيمان , فمن رابط على ثغر المعرفة سيدرك حقائق الأشياء وسيعرف حقيقة ما يدور حوله وما يجري للناس وحقيقة الحالة الفكرية والنفسية والروحية لمن أصبحت قلوبهم قلوب شياطين ... عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع بهذه الآية قال أية آية قلت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قال عبد الله بن المبارك وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم قال بل أجر خمسين منكم ..
وبوجود وسائل التواصل الإجتماعي أصبح الأن من السهل نشر الحقيقة من خلال التواصل مع من لا يدرك حقائق الأشياء من العوام والمساكين الذين يجهلون حقيقة من يحكمهم وحقيقة جندهم وشرطهم وعسكرهم وعلمائهم وقضاتهم ومثقفيهم , فعلى المسلم أن يتزود بالعلم ويتسلح بالمعرفة ليعرف وليدرك حقيقة ما يجري حوله وما جرى ويجري له ولأهله وعياله على يد الشياطين التي تحكم بواسطة مجموعة من شياطين الإنس وكما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتجنب ويتقي شرهم ويحفظ نفسه وأهله وعيالهم . فلا تفكر بالحركة من أجل زوال حكم الشياطين , فشياطين الأرض ستتكالب عليك في زمن لا تجد فيه النصاب الكافي من الواعين والمدركين للحقيقة ( وأبعاد الصراع ) , فيكفيك المعرفة ونشر الوعي في الوقت الحاضر حتى يأتي أمر الله ويأذن بزوال حكمهم لتعود خلافة على منهاج النبوة , فيا أخي المؤمن لا تفكر بكيف ومتى يزول حكم الشياطين فأترك الأمر لمالك الملك , ولكن عليك أن تصب جهدك بإكتشاف الآفاق والعوالم الفكرية من حولك وأسال الله أن يهديك لصراطه المستقيم ويمدك بنور اليقين الكاشف للحقيقة .
نعم الخروج أمر مطلوب وضروري ولكن ليس الخروج المسلح غير الأمن ، بل الخروج الآمن من الدائرة الفكرية التي يرسمونها لهم علمائهم ومثقفيهم واعلامييهم ويحرسونها ، الخروج من دائرة اللاوعي إلى الآفاق الفكرية الرحبة الفسيحة ، فالوعي امر مطلوب وهو لا يحصل إلا لقلة من الناس ، وتلك القلة لا تستطيع القيام بتغيير سلس لا تسفك به الدماء ولا تهتك به الأعراض ولا تتلف من ورائه الاموال والممتلكات .
إن من يدعو إلى التغيير بواسطة القوة والسلاح لن يستطيع الثبات أمام زخم الشياطين التي ستتكالب عليه ومنهم من هو محسوب على المسلمين وسيفلت من يديه زمام الأمور وسيدخل في دوامة من الفوضى والصراع ، أليس التغيير من أجل إصلاح أحوال المسلمين وتطبيق منهج الله ؟ ، فكيف يطبق المنهج على أناس لا يرغبون بذلك واستأنسوا بحكم الشياطين ؟ . فالمسألة لا تأخذ بالعفرتة بل بالرضى والقبول بعد شرح وتوضيح الوضع السياسي الذي سينتقل إليه الناس، وفاقد الشيئ لا يعطيه ، وكل من يدعو للتغيير بواسطة سلطان القوة فاقد لسلطان العلم الذي لا تتغير أحوال المسلمين إلا به ، فحكم الشياطين لا يزال ولا ينزع إلا بواسطة سلطان العلم ، ومن وجد في نفسه الكفاءة فاليتفضل ليرينا علمه وقدرته على إصلاح ما أفسد من العقول والأحوال ، ومن لم يجد في نفسه الكفاءة عليه القعود والرباط في ثغر المعرفة للتزود بالعلم النافع ، ولله في خلقه شؤون .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
محمد عبد المحسن العلي - الكويت
المساكين وحكم الشياطين
إذا حكمت الشياطين وجيشت جيش من القتلة والسفلة والمجرمين بجثمان أنس علينا أن نستكين ونتقي شرهم ، فشياطين كراسي الحكم من أعتى وأقوى الشياطين .
ليعلم كل إنسان وبالأحرى كل مسلم بأننا في زمن حكم الشياطين فعلا أو كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح . عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي (( وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس )) قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. رواه الإمام مسلم في صحيحه وقد رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي والألباني...
ومن أصبح قلبه قلب شيطان فسد عقله وتدنت مداركه وسلب منه الشعور، ومن يسكن عن الحركة ويستكين عليه أن يرابط في ثغر المعرفة بعد ما ينكر بقلبه وذلك أضعف الإيمان , فمن رابط على ثغر المعرفة سيدرك حقائق الأشياء وسيعرف حقيقة ما يدور حوله وما يجري للناس وحقيقة الحالة الفكرية والنفسية والروحية لمن أصبحت قلوبهم قلوب شياطين ... عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع بهذه الآية قال أية آية قلت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قال عبد الله بن المبارك وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم قال بل أجر خمسين منكم ..
وبوجود وسائل التواصل الإجتماعي أصبح الأن من السهل نشر الحقيقة من خلال التواصل مع من لا يدرك حقائق الأشياء من العوام والمساكين الذين يجهلون حقيقة من يحكمهم وحقيقة جندهم وشرطهم وعسكرهم وعلمائهم وقضاتهم ومثقفيهم , فعلى المسلم أن يتزود بالعلم ويتسلح بالمعرفة ليعرف وليدرك حقيقة ما يجري حوله وما جرى ويجري له ولأهله وعياله على يد الشياطين التي تحكم بواسطة مجموعة من شياطين الإنس وكما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتجنب ويتقي شرهم ويحفظ نفسه وأهله وعيالهم . فلا تفكر بالحركة من أجل زوال حكم الشياطين , فشياطين الأرض ستتكالب عليك في زمن لا تجد فيه النصاب الكافي من الواعين والمدركين للحقيقة ( وأبعاد الصراع ) , فيكفيك المعرفة ونشر الوعي في الوقت الحاضر حتى يأتي أمر الله ويأذن بزوال حكمهم لتعود خلافة على منهاج النبوة , فيا أخي المؤمن لا تفكر بكيف ومتى يزول حكم الشياطين فأترك الأمر لمالك الملك , ولكن عليك أن تصب جهدك بإكتشاف الآفاق والعوالم الفكرية من حولك وأسال الله أن يهديك لصراطه المستقيم ويمدك بنور اليقين الكاشف للحقيقة .
نعم الخروج أمر مطلوب وضروري ولكن ليس الخروج المسلح غير الأمن ، بل الخروج الآمن من الدائرة الفكرية التي يرسمونها لهم علمائهم ومثقفيهم واعلامييهم ويحرسونها ، الخروج من دائرة اللاوعي إلى الآفاق الفكرية الرحبة الفسيحة ، فالوعي امر مطلوب وهو لا يحصل إلا لقلة من الناس ، وتلك القلة لا تستطيع القيام بتغيير سلس لا تسفك به الدماء ولا تهتك به الأعراض ولا تتلف من ورائه الاموال والممتلكات .
إن من يدعو إلى التغيير بواسطة القوة والسلاح لن يستطيع الثبات أمام زخم الشياطين التي ستتكالب عليه ومنهم من هو محسوب على المسلمين وسيفلت من يديه زمام الأمور وسيدخل في دوامة من الفوضى والصراع ، أليس التغيير من أجل إصلاح أحوال المسلمين وتطبيق منهج الله ؟ ، فكيف يطبق المنهج على أناس لا يرغبون بذلك واستأنسوا بحكم الشياطين ؟ . فالمسألة لا تأخذ بالعفرتة بل بالرضى والقبول بعد شرح وتوضيح الوضع السياسي الذي سينتقل إليه الناس، وفاقد الشيئ لا يعطيه ، وكل من يدعو للتغيير بواسطة سلطان القوة فاقد لسلطان العلم الذي لا تتغير أحوال المسلمين إلا به ، فحكم الشياطين لا يزال ولا ينزع إلا بواسطة سلطان العلم ، ومن وجد في نفسه الكفاءة فاليتفضل ليرينا علمه وقدرته على إصلاح ما أفسد من العقول والأحوال ، ومن لم يجد في نفسه الكفاءة عليه القعود والرباط في ثغر المعرفة للتزود بالعلم النافع ، ولله في خلقه شؤون .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري ومسلم.
محمد عبد المحسن العلي - الكويت
