الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتخابات ... هل هي الوجه الاخر للانقلابات العسكرية بقلم: يوسف حجازي

تاريخ النشر : 2016-08-27
الانتخابات ... هل هي الوجه الآخر للانقلابات العسكرية
يوسف حجازي
نحن اليوم في فلسطين كما في السابق ومنذ أكثر من قرن من الزمان نواجه أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية وإيديولوجية ووطنية وقومية وإقليمية ودولية لم يستطيع العقل السياسي والأخلاقي الوطني والقومي والإسلامي واليساري والعلماني والليبرالي الفلسطيني أن يحل كل مشكلاتها أو بعض مشكلاتها أو ألإجابة على كل أسئلتها أو بعض أسئلتها ، ولم تستطع الثقافة الفلسطينية أن تحل كل مشكلاتها أو بعض مشكلاتها أو ألإجابة على كل أسئلتها أو بعض أسئلتها ، ولم تستطع المؤسسة التعليمية الفلسطينية التي يتباهى البعض فيها إلى الحد الذي بنى حياته وتصوراته عليها أن تحل كل مشكاتها أو بعض مشكلاتها أو ألإجابة على كل أسئلتها أو بعض أسئلتها ، إلى درجة وصلت حتى إلى درجة أن يدخل العقل الفلسطيني في أزمة مع نفسه ، والى أن تدخل الثقافة الفلسطينية في أزمة مع نفسها ، والى أن تدخل المؤسسة التعليمية الفلسطينية في أزمة مع نفسها . ولكن وبدلا من إن يعمل العقل الفلسطيني والثقافة الفلسطينية والمؤسسة التعليمية الفلسطينية على البحث عن فلسفة جديدة تحكم علاقاته المجتمعية كما تحكم علاقاته الوطنية والقومية والإقليمية والدولية نراه يذهب في اتجاه تبرير الأزمة ، وقد تكون الأزمة فعل من فعل الإنسان وقد يقبل العقل ذلك ، ولكن تبرير الأزمة هو فعل من فعل الشيطان ، والعقل أي عقل وخاصة العقل الفلسطيني السياسي والأخلاقي يجب أن لا يقبل ذلك ، والثقافة أي ثقافة وخاصة الثقافة الفلسطينية يجب أن لا تقبل ذلك ، والمؤسسة التعليمية أي مؤسسة تعليمية وخاصة المؤسسة التعليمية الفلسطينية يجب أن لا تقبل ذلك . لأن تبرير الأزمة أسوأ من الأزمة . وفي الحقيقة لا أجد في نفسي ما يمكن أن اعبر به عن هذا المشهد الفلسطيني السوداوي مثل الكلمات التي أطلقها المفكر الفرنسي - الجزائري البير كامو ( 1913 – 1960 ) بعد كارثة هيروشيما وناجازاكي حيث قال ( إذا كان القرن السابع عشر هو قرن الرياضيات ، والقرن الثامن عشر هو قرن العلوم الفيزيائية ، والقرن التاسع عشر هو قرن العلوم البيولوجية ، فان القرن العشرين هو قرن الخوف والقلق ، لأنه القرن الذي تراكمت فيه كل التحديات والأزمات التي صاحبت هذه الحضارة التي وضعت البشرية أمام سؤال وجودي ، نكون أو لا نكون ) ولكن لم يقل البير كامو إن كل هذه الأزمات كانت نتيجة طبيعية للحركة الاستعمارية ، وأن الحضارة الغربية ممثلة في بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والبرتغال وايطاليا وألمانيا وروسيا القيصرية والولايات المتحدة الأمريكية التي استعمرت 70 % من مساحة الكرة الأرضية ، وخاصة بريطانيا التي تربعت على إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ، وبلغت مساحتها 33.7 مليون كيلومتر مربع ، في الوقت الذي كانت فيه مساحة بريطانيا لا تزيد عن 242495 كيلومتر مربع ولا يزيد عدد سكانها عن عشرة ملايين نفس . وكما انه لم يذكر دور الولايات المتحدة الأمريكية ومؤتمر كامبل بانرمان وسايكس - بيكو وتصريح بلفور وقيام دولة الكيان الصهيوني على ارض مسروقة من الشعب الفلسطيني والهولوكست الأحمر والأسود والأصفر والحربين العالميتين والحروب الدينية والأحلاف والقواعد العسكرية وفيتنام والجزائر والحروب الإقليمية والانقلابات العسكرية . والهولوكست البيولوجي الذي يهدد التوازن الايكولوجي أي التوازن بين العناصر غير الحية كالماء والهواء والتربة والمعادن والعناصر الحية المنتجة وهي الكائنات الحية المستهلكة كالحيوانات العشبية واللاحمة والإنسان ، وتآكل طبقة الأوزون وثقب الأوزون الذي يؤدي إلى تعرض الأرض إلى كمية اكبر من الأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى خلل في جهاز مناعة الإنسان ، وإلحاق الضرر باليخضور الذي يؤدي إلى انخفاض القدرة الإنتاجية للنبات ، والتغيرات الجينية في الحيوانات والمناخ . والهولوكست الثقافي لأن الإنسان حيوان بيو ثقافي ، والثقافة هي التي تميز الإنسان عن الحيوان ، ولكن لا يجب إن نلقي تبعية الغزو الثقافي على الخارج ، لأن الغزو الثقافي لا يأتينا من الخارج فقط وإنما يأتينا من الداخل أيضا . وقد كان رائد علم الاجتماع ابن خلدون ( 1332 – 1406 ) يعني ذلك ، ولذلك قال ( إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها ) . ونحن في فلسطين هزمنا من داخلنا لأننا لم نعد نهتم بالبعد الثقافي الذي يعطي للإنسان الفلسطيني فرادته وتميزه ، وقد بدأنا في تقليد عدونا حتى أن ثقافتنا الوطنية أو شكت أن تكون جزء من الفلكلور، وهذا يطرح الأسئلة التالية
هل نحن في زمن مؤسسة تعليمية لا تعلم ؟
هل نحن في زمن اعلام لا يعلم ؟
هل نحن في زمن وعي غير واعي ؟
هل نحن في زمن الممارسة اللاسياسية في السياسة ؟
هل نحن في زمن اختراق السيكيولوجيا الجمعية وتغيير منظومات القيم الاجتماعية وترسيخ منظومات التخلف والرجعية والارتهان ؟
هل نحن في زمن تزييف الثقافة والثقافة قوام الحياة الاجتماعية والسياسية وظيفة وحركة ؟
هل نحن في زمن التجارة الثقافية والتمويل الثقافي والتطبيع ؟
هل نحن في زمن استقالة العقل السياسي والأخلاقي ؟
خاصة وإن الاستعمار الثقافي ينمو في الظلام الإعلامي ، ولذلك نرى أن شروط الإنتاج الثقافي وشخصية الإنتاج الثقافي يتقرران في مركز سوق عالمية واحدة تفرض إنتاجها على العالم ، حيث يكون هناك خطر في قبول مبدأ حرية انسياب المعلومات في عالم لا تتساوى فيه الإمكانيات التقنية والمادية ، وبالتالي في عالم تكون فيه الدول الصغيرة والفقيرة معتمدة بصورة كبيرة على الدول الكبيرة في تقنية انسياب معلوماتها ، وذلك بالإضافة إلى الوسائل الناعمة الأخرى مثل الاقتصاد والاستقطاب والهيمنة والتبعية والتغريب والمال السياسي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والسينما والمسرح والموسيقى والغناء والمحطات الفضائية . .
والسؤال ألان
إلى ابن نحن ذاهبون ؟
سؤال مسكون بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ؟
طبعا نحن كلنا سلطة وفصائل ومجتمع أهلي ومجتمع نخبوي ، ونقابات سلطوية و فصائلية ، واتحادات شعبية سلطوية وفصائلية ، ومثقفين سلطويين وفصائليين وبلاطيين ومستنسخين وكولونياليين وانثروبولوجيين ومهاجرين وانتهازيين يسيرون في ركب كل سلطة وسطحيين لا يهمهم من الثقافة إلا الانتساب إلى اسمها وطفيليين يتمسحون بأذيال كل سلطة ومثقفين عضويين نريد التغيير ولكن ليس من موقع واحد ولكن من مواقع مختلفة . والنظام الرسمي العربجي والمثقفين العربجيين والأحزاب العربجية والإعلام العربجي والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والنظام الدولي يريدون التغيير ولكن من نفس الموقع وعلى قاعدة المصالح تتصالح . والتغيير قاعدة النظام السياسي ولا يستقيم أي نظام سياسي بدون التغيير ، ولكن السؤال المسكون بالسؤال
التغيير إلى أين وفي أي اتجاه ؟
ونحن كفلسطينيين وطنيين والوطنية لا تحتمل فرصة أخرى فأما أن تكون وطني وأما أن لا تكون وطني ولا حل وسط ، نريد تغيير في الأداء السياسي والإعلامي والإداري والقرار والعلاقات الوطنية والعروبية والإقليمية والدولية على قاعدة مقاومة بلا سقف أو حدود من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين من الماء إلى الماء . والآخرون اوسلويين وصهيونيين وعربجيين وأوروبيين وأمريكيين يريدون تغيير في الهوية الوطنية والشخصية الوطنية والجغرافية الوطنية والتاريخ الوطني والتراث الوطني على قاعدة ما تحت أوسلو . موقفين على طرفي نقيض . والموقف الوسط بين موقفين على طرفي نقيض موقف انتهازي . والمشكلة في الأصل والنهاية فلسطين ولا أمن ولا أمان ولا قرار ولا استقرار في العالم إلا بتطبيق سايكس – بيكو أمريكي وشرق أوسط أقلوي طائفي مذهبي عرقي اثنوي وإقامة دويلات أقليات . وهكذا تصبح دولة الكيان الصهيوني حقيقة طبيعية وجزء من المنظر العام ودولة مركز تدور حولها دويلات الطوائف المذهبية والاثنية والعرقية . وعندما يكون هناك دويلات طوائف اثنية سنية وشيعية ودرزية ومسيحية وكردية لا يستطيع أي إنسان أن يقول لماذا هناك دولة يهودية ، وعندما تطرح دولة الكيان الصهيوني الاعتراف بدولة يهودية لا يستطيع أي إنسان أن يقول لماذا تطرح دولة الكيان الصهيوني فكرة الدولة اليهودية ، وعندما تقوم إسرائيل بطرد الفلسطينيين من الدولة اليهودية إلى دويلات الطوائف السنية والشيعية والدرزية والمسيحية لا يجب على أي إنسان أن يعترض . وإذا صالحت سورية بعد سايكس – بيكو الأمريكي كما هو مخطط لم يعد هناك أي مبرر لأي دويلة من الدويلات العربجية في الاستمرار في حالة الحرب الإعلامية مع دولة الكيان الصهيوني ، لأن فلسطين في الأصل والجغرافية والتاريخ والثقافة والحضارة والتراث جزء من سورية . وسورية هي الوريث الطبيعي والسياسي والتاريخي لفكرة الشام واكبر دول الشام ، ولأن سورية هي الوريث الطبيعي والسياسي والتاريخي لفكرة كنعان واكبر دول كنعان ، ولأن سورية هي الوريث الطبيعي والتاريخي لفكرة العروبة والوطن الذي انطلقت منه فكرة إحياء القومية العربية ، ولذلك يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أن معركة سورية هي معركة فلسطين ، وهي معركة العروبة ، وهي معركة الشرق الأوسط ، وهي معركة العالم . وهي معركة صراع الحضارات ، وهي معركة صراع الإرادات ، ومعركة صراع الإرادات لا يمكن حسمها إلا بتطويع احدي الإرادتين لصالح الإرادة الأخرى . والعلاقات الدولية علاقات قوة وسيطرة وتحكم ، وتغيير الواقع السياسي لصالح الإرادة الأقوى ، وقديما قال احد الجنود للإمبراطور نابليون الكاثوليكي وهو في طريقه إلى غزو ألمانيا البروتستانتية اللوثرية سيدي الجنرال هل الله معنا نحن الكاثوليك أم مع البروتستانت فقال له نابليون الله مع أصحاب المدافع الكبيرة . وهذا يعني ان المدفع هو الذي كان يلعب الدور الأساسي في تغيير الواقع السياسي ، ولكن لا يمكن ان ننسى دور الاقتصاد والتجارة وقديما كان يقال أن الراية تسبق الدبابة ، وكذلك دور الحروب والاحتلال العسكري والانقلابات العسكرية والثورات العسكرية . ولكن ومن خلال نظرة موضوعية تتطابق معرفيا مع الواقع والتاريخ يمكن القول أن زمن الحروب والاحتلال والثورات و الانقلابات العسكرية قد انتهى أو على وشك إن ينتهي في القرار الحاسم في التحول من نظام سياسي إلى نظام سياسي آخر . وانتشار الديمقراطية كبديل مناسب في حل إشكالية ممارسة السلطة وتداولها من خلال الانتخابات كمهج لا خيار غيره في الانتقال من مرحلة سياسية إلى مرحلة سياسية ، ومن نظام سياسي إلى نظام سياسي ، وقد أثبتت الانتخابات حقيقة أنها قد تتفوق في نتائجها على الاحتلال والثورات والانقلابات العسكرية في الانتقال من مرحلة سياسية إلى مرحلة سياسية ، ومن نظام سياسي إلى نظام سياسي ، ومن يمين إلى يسار ، ومن يسار إلى يمين ، ومن نظام ملكي إلى نظام جمهوري ، ومن حكم عسكري إلى حكم مدني ، ومن حكم مدني إلى حكم عسكري ، وهكذا تفوق يعطي انطباع في إمكانية التطور السلمي في التغيير السياسي ، وفي إمكانية أن يكون هناك دورا للإنسان في صنع المستقبل . ولكن وبعد التحليل ثبت ان الديمقراطية ليست سوى أسطورة تخيلها الغرب لتخدير الشرق ، وهذا سقراط يقول ان الديمقراطية هي أسوأ نظام حكم ، وكذلك أفلاطون والفيلسوف الفرنسي جان يودان وتشرشل الذي قال إن الديمقراطية هي أسوأ نظام حكم في التاريخ باستثناء الأنظمة الأخرى ، ومن قتل سقراط بالسم (469 – 399 ق م ) ، ومن اجبر أفلاطون ( 427 – 347 ق م ) على الهروب من أثينا ، ومن قتل الخطيب والمشرع الروماني شيشرون ( 106 – 43 قم ) ، ومن قتل مارتن لوثر ( 1483 – 1846 ) ، ومن قتل لافوازيه علم الكيمياء الفرنسي ( 1743 – 1794 ) وعندما دافعت عنه زوجته قال لها القاضي إن الثورة الفرنسية لا تحتاج إلى عباقرة ، ولكن صديقه جوزيف لاجرانج قال ان قطع رأس لافوازيه في المقصلة لا يستغرق دقيقة ولكن مائة سنة لا تكفي لتعويض العالم عن عالم مثله ، ومن اغتال الأكاديمي الألماني موريس شليك على أبواب جامعته ، ومن قطع لسان الفيلسوف الايطالي غوردانو برونو ( 1548 – 1600 ) وحرقه وهو حي في ساحة كامبو دي فيوري بتهمة الهرطقة ، ومن قتل الفيلسوفة هيباتيا أول فيلسوفه في التاريخ ( 350 – 415 ) والتي قتلت على يد حشد من الغوغاء المسيحيين في احد شوارع الإسكندرية بعد اتهامها بممارسة السحر والإلحاد والتسبب في اضطرابات دينية ورغم كل ذلك نرى أن التاريخ لطيفا جدا مع الديمقراطيات الغربية لأن الديمقراطيات الغربية هي التي تكتب التاريخ . وذلك بالإضافة إلى حالات التزوير في الانتخابات وخاصة فضيحة ووترجيت في سبعينات القرن الماضي ، ووترجيت لا تساوي شيئا إذا قيست بما يحدث في العالم الثالث ، وخاصة فضيحة الرئيس الليبيري الأسبق تشارلز دنبار بورغيس كينغ الذي دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية في اكبر انتخابات مزورة في التاريخ ، حيث حصل في عام 1927 على 234 ألف صوت في الوقت الذي كان فيه عدد الناخبين في ليبيريا 15 ألف صوت ، والأمثلة على التزوير لا تعد ، وقد ارتبطت الانتخابات على مر العصور بالتزوير منذ عهد الفراعنة حيث زور أمون رع الانتخابات حتى يكون هامان وزير أول للفرعون رمسيس الثاني والى يومنا هذا ، مرورا بالانتخابات الفرنسية في عهد الثورة الدموية 1789 التي أكلت أبنائها وقتلت ثلاثة ملايين فرنسي على مدى تسعة سنوات ، والانتخابات الألمانية التي أسفرت عن فوز هتلر في عام 1933 ، والانتخابات الرومانية في عام 1946التي أسفرت عن فوز الحزب الشيوعي في بيئة عسكرية حيث تم استخدام أقصى أساليب العنف خلال العملية الانتخابية ، والانتخابات الأمريكية في عام 1876 بين صموئيل تيلدن وراذفورد هايز وقد حصد تيلدن في هذه الانتخابات على 184 صوتا متفوقا على هايز الذي حصد 165 صوتا ، وقد كان هناك 20 صوتا لم يتم حسمها وتوزعت بين ثلاث ولايات ، وفي هذه الإثناء كان هناك صوتا واحدا في ولاية اريجون وأعلن أن صوته غير قانوني وبالتالي لم يحسب صوته ، وببطلان هذا الصوت وحساب الأصوات العشرين كان النجاح لصالح هايز بعد نزاع انتخابي بين مرشحي الرئاسة ، والانتخابات الأمريكية في عام 1960 التي جرت بين الرئيس الأمريكي جون كيندي والرئيس نيكسون نائب الرئيس إيزنهاور في ذلك الوقت ، ومع أن استطلاعات الرأي العام والدراسات كانت تشير إلى أن كيندي هو الأكثر شعبية إلا أن فوزه في تلك الانتخابات كان مثير للجدل عندما فال بعض الأمريكيين إن عصابة سام جيانكانا ونقابات عصابة الجريمة في شيكاغو لعبت دورا كبيرا في فوز كيندي في ولاية ايلينوي ، ولانتخابات الأمريكية في 2000 بين جورج بوش الابن والمرشح ال جور والذي فاز فيها جورج بوش الابن بفارق خمسة أصوات ، وكان هذا الفوز مثيرا للجل حيث تم إعلان فوز بوش بكل أصوات ولاية فلوريدا وعددها 25 صوت ، ورغم إن بوش فاز في الانتخاب العام بفارق 537 على منافسه ال جور بنسبة 60.0092 من الأصوات ، وذلك بالإضافة إلى الانتخابات المجرية البرلمانية في عام 1947 ، وقد استخدم الحزب الشيوعي في هذه الانتخابات العنف والتهديد والترهيب بعد خسارته في الانتخابات السابقة ، وانتخابات أوروغواي الرئاسية في عام 1971 الذي اجبر الجيش الناخبين على التصويت لصالح المرشح خوان ماريا يوردابي ، والانتخابات الفلبينية الرئاسية في عام 1986 التي لجأت الحكومة فيها إلى استخدام العنف لتزوير الانتخابات وأعلن وفد المراقبين الدوليين ان انتخابات 7 شباط لم تكن حرة ونزيهة ، وانتخابات المكسيك الرئاسية في عام 1988 والذي جرى فيها حرق كل بطاقات الاقتراع من اجل إخفاء كل أدوات التزوير ، وانتخابات بورما في 7 أيار 1990 والتي جرت بعد 30 سنة من سيطرة العسكر ، ولكن وعلى الرغم من انتصار الحزب الديمقراطي رفض المجلس العسكري الاعتراف بالنتائج واحترام صوت الشعب ، والانتخابات الروسية في عام 1996 وهي الانتخابات التي جرت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي حيث شهدت روسيا فترة من عدم الاستقرار ، وقد حقق بوريس يلتسين انتصارا مثيرا للجدل ، ووصف المحللون والمراقبون الدوليون الانتخابات بأنها مزورة بالكامل لصالح يلتسين ، والانتخابات التشادية في 2 حزيران 1996 وهي أول انتخابات رئاسية تعددية ومع ذلك كانت انتخابات مزورة جرت تحت تهديد الحكومة للمعارضة ، وقد أكد ذلك تقارير المراقبين الدوليين والمحليين ، والانتخابات البيروفية في عام 2000 حيث فاز الرئيس البرتو فوجيموري بولاية ثالثة ، ولكن وبعد ظهور مزاعم بالفساد وعدم الدستورية والرشاوى والتزوير في هذه الانتخابات قرر اليخاندوو اليدو مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات وإعلان بطلان أكثر من 30 % من الأصوات ، ولذلك دعا فوجيموري إلى انتخابات جديدة ولكنه هرب من بيرو وأرسل استقالته بالفاكس من فندق باليابان ، والانتخابات السيرلانكية في عام 2002 وقد اعتبرت أكثر الانتخابات عنفا في العصر الحديث بعد ان قتل فيها 70 مواطنا وتوجيه الاتهام من الحزب الوطني المتحد والحزب الإسلامي إلى حزب تحالف الشعب بالتزوير، والانتخابات الرئاسية الأوكرانية في 2004 التي جرت في جو سياسي مشحون حيث انتشرت مزاعم بانحياز وسائل الإعلام وتسميم المرشح يوشكينو بالديوكسين ، وقد أفاد المراقبون الدوليون بأن هذه الانتخابات كانت واحدة من أكثر الانتخابات المثيرة للجدل في العالم ، والانتخابات البيللاروسية في 2 حزيران 2006 ، ولكن ورغم فوز الكسندر لوكاتشينكو بأكثر من 84 % من الأصوات إلا أن المراقبين الدوليين ومنظمة الأمن والتعاون الدولي في أوروبا أصدروا بيانا قالوا فيه ان الانتخابات فشلت في تحقيق الديمقراطية ، والانتخابات التايلندية في عام 2006 وقد جرت بعد 18 انقلاب عسكري عرفتها البلاد منذ عام 1932 ، ولكن ورغم فوز تاكسين شيناواترا في هذه الانتخابات وتشكيله للوزارة أعلنت المحكمة الدستورية بطلان الانتخابات ومن ثم أطاح انقلاب عسكري بالحكومة ، ، وذلك بالإضافة إلى الانتخابات والاستفتاءات العربية ومهزلة 99.99 % . وهكذا نرى ان ديمقراطية بدون سلاح لن تنتصر ، وقد علمنا التاريخ ان الأنبياء المسلحين هم الأنبياء الذين انتصروا وحكموا وان الأنبياء غير المسلحين هم الأنبياء الذين هزموا وصلبوا . وحتى الديمقراطية نفسها هي ليست ديمقراطية لأن أثينا الوطن الأول للديمقراطية لم تكن ديمقراطية لأنها لم تكن تسمح للنساء والعبيد بالاشتراك في الانتخابات ، ولأن الديمقراطية تساوي بين كل البشر وهذا يتناقض مع الطبيعة لأن البشر في الطبيعة غير متساويين في الجسم والعقل ، ولأن الديمقراطية تفتح الباب في كل الأمور أمام الجميع ، وهذا لا يجوز لأن الجميع لا يمتلكون نفس القدرات في النظر في كل الأمور . وألان وبعد إن وصلت في تفكيري وتحليلي إلى هذا الحد وصلت الى موضوع الانتخابات البلدية الفلسطينية أو ما يعرف باسم السلطات المحلية ، وهي فعلا سلطات محلية لأنها دولة داخل الدولة ، ولأنها قد تكون الطريق إلى رئاسة الدولة ( وانأ هنا أتحدث عن دولة وليست سلطة حكم ذاتي محدود ) ، ومن ابرز من وصلوا إلى سدة الرئاسة عبر البلديات جاك شيراك رئيس بلدية باريس واحمدي نجاد رئيس بلدية طهران واو لمرت رئيس بلدية القدس المحتلة ورجب طيب ارددوغان رئيس بلدية اسطنبول . ولأنها قد تكون محاولة لاستنساخ فكرة روابط القرى ولكن في قشور جديدة ، ولأنها قد تكون بديل لقيادة السلطة وخاصة بعد ان وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ، لأن ما تطلبه السلطة أكثر مما يستطيع أكثر الصهاينة اعتدالا أن يقدمه ، ولأن ما تعرضه دولة الكيان الصهيوني اقل مما يستطيع أكثر الفلسطينيين اعتدالا أن يقبله ، وبعد إن ذهبت السلطة إلى الأمم المتحدة والى محكمة الجنايات الدولية ، ولكن كيف يمكن إن تكون الانتخابات ديمقراطية في مناخ غير ديمقراطي ، وكيف يمكن إن تكون الانتخابات ديمقراطية تحت الاحتلال ، وكيف يمكن إن تكون الانتخابات ديمقراطية في ظل الانقسام السياسي ، وكيف يمكن أن تكون الانتخابات ديمقراطية والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة يعيش تحت سلطة ستة حكام مستبدين ، سلطة الاحتلال ، وسلطة الحصار ، وسلطة الانقسام ، وسلطة الولاء الوظيفي ، وسلطة الفصائل لأن الإنسان الذي تربي في الفصائل ولم يقرأ إلا ما كتبته الفصائل لا يمكن أن يكون له رأي محايد في أي أمر من الأمور وخاصة في الانتخابات ، ولأنه لا يملك إمكانية الخروج من عباءة الفصائل ، وسلطة سيطرة الفكر الدوغماتي ألفصائلي على الأرواح وسلطة الواقع الاقتصادي المر على الأبدان . ولماذا نذهب إلى انتخابات بدون القدس ، ولماذا تذهب المخيمات في غزة إلى الانتخابات ، ولماذا نذهب إلى انتخابات لا يمكن أن تكون نزيهة ( نزاهة واحتلال ) ، ولماذا نذهب إلى انتخابات لا يمكن أن تقوم على معايير وطنية ( معايير وطنية واحتلال ) ، ولماذا نذهب إلى انتخابات لا يمكن إن يكون هدفها وطني ( هدف وطني واحتلال ) هذه حياة غير طبيعية . والحياة الطبيعية في ظل ظروف غير طبيعيه حياة عير طبيعية ، ولذلك لا يمكن للإنسان أي إنسان ان يتوقع انتخابات طبيعية في ظل ظروف غير طبيعية . ولا يمكن للإنسان أي إنسان ان يتوقع انتخابات ديمقراطية في ظل ظروف غير ديمقراطية . وحتى ولو افترضنا جدلا أن هذه الانتخابات سوف تكون ديمقراطية وفاز احد القطبين هل سيحترم القطب الأخر نتائج هذه الانتخابات ، وتجربة الانتخابات البرلمانية الجزائرية في عام 1991 وتدخل العسكر، وتجربة الانتخابات البرلمانية في الضفة وغزة في عام 1996 والحرب الأهلية ، وتجربة الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2012 وتدخل العسكر ما زالت حية في الوجدان الفلسطيني . وكذلك لو جرى تزوير هذه الانتخابات لصالح طرف هل سيحترم الطرف الآخر نتائج هذه الانتخابات ، وهل يجوز لشعب تحت الاحتلال وتحت وطأة الظروف الاقتصادية والحصار أن قرر مصير قضية ، كيف يمكن لشعب تحت الاحتلال ان يحكم من ضمير محدود زمنيا وموضوعيا في قضية عير محدودة زمنيا وموضوعيا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف