الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عمليات الأنفال … تتحدث بقلم: عبدالله جعفر كوفلي

تاريخ النشر : 2016-08-27
تمر في هذه الايام ذكرى عمليات الأنفال السيئة الصيت التي بدأتها النظام العراقي السابق في المناطق المحررة من كوردستان , ففي كل عام نستذكر هذه المأساة الاليمة و الساعات الصعبة التي لا يمكن للعقل البشري تصور بشاعة الموقف و الهول و الفزع الذي لم يسلم منه حتى الحيوانات و النباتات و البيئة الكوردستانية المعروفة بجمال مناظرها و كرم الانسان الكوردي , فبعد ان خاض الجيش العراقي الذي فقد حياديته في الدفاع عن الوطن و المواطنين بات أداة بيد السلطة تنفذ مايؤمر به في ثمانية سنوات من الحرب المدمرة مع ايران و الذي ذهب ضحيتها الالاف وخلفت ورائها الدمار , و ما ان تم الاعلان عن ايقاف الحرب إلا و بدأت فوهات المدافع و الدبابات تتجه صوب كوردستان لتخوض حرب غير متكافئة إلا بالارادة و العزيمة حيث امتلأت الوديان و السهول بمعسكرات لتنذر بقرب بدء عمليات اتخذت اسم (الانفال) هذه الكلمة التي الّفها الشعب الكوردي من القران الكريم لتدل على تلك الغنائم التي تحصل عليها الجيوش الاسلامية في غزواتها , هذا الشعب الذي يكن للاديان الاحترام و التقدير , فبدأت العمليات لتشعل فتيل حرب لايعرف الصغير و الكبير و لا الطفل و لا النساء و الكل سواسية أمام نيرانها مكتوب عليهم القتل و الاهانة و التعامل القسري و الموت تحت سياط التعذيب و صراخ الاطفال و النساء ترتفع لتعانق عنان السماء كصوت المظلوم من خوف و بطش العدو تارة و الجوع و عدم معرفة المصير تارة اخرى لتتجه بأرتال نحو الحدود الى المصير المجهول , أيام لياليه كنهاره في حركة الناس وفقدت اليالي سكونه المعتاد و الكل يبحث عن ذاته الذي فقده بين كهف أو حجرة أو تحت شجرة حاملاً بصيصاً من الامل في انقاذ نفسه و غيره ليصل الى رحمة جنود دولة ليس باحسن و ارحم من الفارين منهم , و بدأت القصف و التقدم لجيش يفرغ جل ما ذاقه من مرارة أنكساراته في الحرب الطاحنة على رؤوس الابرياء من شعبه و بدأت أعمدة الدخان تتصاعد لتشكو الى الله تعالى ما يقوم به عباده الطاغين ضد المسالمين و يهدرون دمائهم و اموالهم و ممتلكاتهم و حتى اعراضهم لم تسلم من اياديهم , انه المأساة بكل المعاني و الدلالات و انقطع الطرق و أغلق الحدود و دخل مخططتهم حيز التنفيذ بنقل من القي القبض عليهم الى القلاع تحت اسؤ الضروف و اصعبها من الملاحقة و التعذيب و ندرة الطعام و الادوية و منها الى معسكرات أخرجت منها النساء و الاطفال و الرجال الى المقابر الجماعية في الصحراء الجنوبية بعد دفنهم احياء و يطيل الحديث عن هذه المأساة التي لا تنتهي بل ان تأليف المجلدات و آلاف الافلام الوثائقية و السينمائية و الندوات و المؤتمرات لاتفي بحجم الحادثة و لا يمكن ان تمنحها حقها لكن الانفال تتحدث بلسانها و موقفها لتقول لنا :-
•انها لم تكن وليدة يوم بدء عملياتها بل انها امتداد و حلقة من حلقات قدر هذا الشعب على المعاناة و الحياة الصعبة و انه لايتحمل الظلم و الاضطهاد من أي كان فقد سبقها انفال البارزانيين و الفيلين و استخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في حلبجة ناهيك عن المؤامرات المتتالية ضد القيادة السياسية الكوردستانية من لدن الانظمة العراقية المتعاقبة .
•انها تحدثنا عن قوة و صلابة هذا الشعب الابي الذي لايثني امام المصاعب و يستمد قوة ارادته من شهامة الجبال ولا يمكن للاعداء قهره بوحشية اساليبهم و جبروتهم و هو كالحديد يزداد قوة بالطرق و الضرب , كشجرة اصلها ثابت و فرعها في السماء , صاحب الملاحم و الثورات و خادم الحضارات و الانسانية يمتد تاريخه للقديم , يضرب به الامثال في الشجاعة و الفداء و التضحية و الكرم .
•انها تحدثنا عن دور نساء كوردستان في الملاحم و قدرتها في ادارة اسرتها و التضحية من أجل ابناءها فقد كانت سنداً لرجلها و اخيها و ابيها تواصل ليلها بنهارها و هي نبع الحنان و الارادة و عدم الخضوع للاعداء فهي كانت الام لأطفالها و قلعة حصينة لزوجها ضربت اروع الامثلة ادهشت العالم و انها كانت و لاتزال تلعب هذا الدور الكبير في المجتمع الكوردستاني و تستحق كل الاحترام و التقدير .
•ان عمليات الانفال تحدثنا عن النزعة القتالية للنظام السابق و انه يستمد قوته من الحروب و عدم الاستقرار فمن حرب العراقية الايرانية الى عمليات الانفال و الى غزو دولة الكويت لأيمانه بان استقرار البلد تدل الى قرب نهايته و جني ثمار ما زرعه طيلة فترة الحكم , هذه النزعة المنخرطة في دماءه جعله يتحرك من سوء الى اسؤ ليفقد في كل مرة هيبته و سلطانه الى ان وصلت الامور الى نهايتها في عام 2003
•الانفال تحدثنا بان المصالح الدولية فوق ارواح المواطنين و مأسيهم فان النظام السابق كان يمارس ابشع انواع القهر ضد الانسانية على مسمع و مرأى العالم المتحرر و دون ان يحرك ضميرهم الا القليل و لكن كان وجود النظام السابق بكل طغيانه في صالحهم و كانت مصالحهم قد اعمت ابصارهم و أماتت ضمائرهم و ان تأمين احتياجاتهم اولى من تدمير شعب بل ان الكثير منهم قد شجعه على افعاله و دعمه بما يطلب .
•تحدثنا بان احترام هذا الشعب و تقديره لكل الاديان و خاصة الاسلام لا حدود لها و متمسك بمبادئه و لايحيد عنها فاستغله الاعداء منذ القدم و الانفال سورة قرأنية و اسم مقدس من لدنه و انها كانت جزء من محاربة الاسلام و كره الاعداء له .

*ماجستير قانون دولي 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف