صباح مخيم اليرموك
علي بدوان
الصورة صباح اليوم عند باب الدار، عند احدى مداخل مخيم اليرموك، تحت ظل شجرة جفرا، تجمع عفوي صغير من ابناء المخيم، من كل خريطة فلسطين من النهر الى البحر ومن رأس الناقورة الى رفح .....
من مخيم اليرموك وبواباته، انطلقت اولى الخلايا الفدائية للثورة الفلسطينية المعاصرة، وقدم المخيم القوافل الأولى من شهداء مختلف الفصائل الفلسطينية.
يقدر عدد الشهداء من اليرموك في المقاومة الفلسطينية بنحو سبعة آلاف شهيد في الثورة والمقاومة واعداد مضاعفة من الجرحى والمصابين.
سقط من أبناء اليرموك في الأزمة السورية 2000 شهيد من أصل نحو 3600 شهيد فلسطيني حتى تاريخه بالأزمة السورية.
رمزية مخيم اليرموك، باتت موجودة بشكل مستديم في سردية العمل الكفاحي للمسيرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وللوطنية الفلسطينية. فقد تحوّل هذا المخيم إلى مدينة عامرة بمن فيها، وصورة حية عن فلسطين، فكل من عاش بين أزقته وشوارعه،
وكل من سكنه وساكن أهله ولو يوماً واحداً، عشقه، وما انفك عشقه عنه حتى الآن.
الخيمة في داخلهم، تلك التي انتصبت في نكبة 1948، ورحلت معهم إلى كل جهات الأرض. أقسمت أن تبقى معهم، تقيهم في كل موسم ريح السموم وفي الوحدة صقيع الغربة. وهم عاهدوها أن تظل فيهم، تظلل أجسادهم، تقي أرواحهم من حر النيران
الملتهبة إلى أن يعودوا، وها هو مفتاح البيت معهم مهما ابتعد عنهم البيت. سيظل الجد يحكي للحفيد عن عكا التي لولا صمودها لما جاورت البحر، عن حيفا التي لا تنام إلا على هديره، ويافا التي ظلت عروسه مهما جف وعطش. لن يكف الابن عن
الرحيل من غربة إلى غربة وعن سؤال أبيه يا أبي “لماذا تركت الحصان وحيداً؟”
مخيم اليرموك واهله وعموم سكانه دفع الثمن من حساب سوريا ومن حساب فلسطين إن كانت فلسطين لا تزال في حساب أحد!! فهل يتركوا المخيم الآن بعد أن بان لهم بأن اليرموك لن يكون إلا طريق العودة لفلسطين …؟
علي بدوان
الصورة صباح اليوم عند باب الدار، عند احدى مداخل مخيم اليرموك، تحت ظل شجرة جفرا، تجمع عفوي صغير من ابناء المخيم، من كل خريطة فلسطين من النهر الى البحر ومن رأس الناقورة الى رفح .....
من مخيم اليرموك وبواباته، انطلقت اولى الخلايا الفدائية للثورة الفلسطينية المعاصرة، وقدم المخيم القوافل الأولى من شهداء مختلف الفصائل الفلسطينية.
يقدر عدد الشهداء من اليرموك في المقاومة الفلسطينية بنحو سبعة آلاف شهيد في الثورة والمقاومة واعداد مضاعفة من الجرحى والمصابين.
سقط من أبناء اليرموك في الأزمة السورية 2000 شهيد من أصل نحو 3600 شهيد فلسطيني حتى تاريخه بالأزمة السورية.
رمزية مخيم اليرموك، باتت موجودة بشكل مستديم في سردية العمل الكفاحي للمسيرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وللوطنية الفلسطينية. فقد تحوّل هذا المخيم إلى مدينة عامرة بمن فيها، وصورة حية عن فلسطين، فكل من عاش بين أزقته وشوارعه،
وكل من سكنه وساكن أهله ولو يوماً واحداً، عشقه، وما انفك عشقه عنه حتى الآن.
الخيمة في داخلهم، تلك التي انتصبت في نكبة 1948، ورحلت معهم إلى كل جهات الأرض. أقسمت أن تبقى معهم، تقيهم في كل موسم ريح السموم وفي الوحدة صقيع الغربة. وهم عاهدوها أن تظل فيهم، تظلل أجسادهم، تقي أرواحهم من حر النيران
الملتهبة إلى أن يعودوا، وها هو مفتاح البيت معهم مهما ابتعد عنهم البيت. سيظل الجد يحكي للحفيد عن عكا التي لولا صمودها لما جاورت البحر، عن حيفا التي لا تنام إلا على هديره، ويافا التي ظلت عروسه مهما جف وعطش. لن يكف الابن عن
الرحيل من غربة إلى غربة وعن سؤال أبيه يا أبي “لماذا تركت الحصان وحيداً؟”
مخيم اليرموك واهله وعموم سكانه دفع الثمن من حساب سوريا ومن حساب فلسطين إن كانت فلسطين لا تزال في حساب أحد!! فهل يتركوا المخيم الآن بعد أن بان لهم بأن اليرموك لن يكون إلا طريق العودة لفلسطين …؟