بوتين اللاعب العتيد .. والسياسات العربية الخاطئة
بات من الواضح ان موازين القوى في العالم قد تغيرت وان عهدا جديدا ظهر للوجود.
فمنذ سقوط الاتحاد السوفييتي انفردت امريكا بالعالم وفرضت سيطرتها عسكريا واقتصاديا بالابتزاز احياناوبالقوة احيانااخرى ضاربة عرض الحائط كل ميثاق وعرف سعت لاقراره في الامم المتحدة وكل المنابر الدولية.
الوضع الاقتصادي الروسي فرض على الكرملين المتابعة من بعيد والنظر بقلق لماستؤول اليه الامور فطرق امريكا لبوابته الغربية وضم بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق للاتحاد الاوروبي والناتو ونشر منظومات الدرع الصاروخي اظهر النوايا الحقيقية لامريكا تجاه روسيا.
وباستلام بوتين زمام الامور في روسيا ارتكبت اميركا خطأها الاستراتيجي الاكبر ودقت المسمار الاخير في نعشها واصبح من الواضح ان مرحلة الاستفراد بالحكم قد ولت وبرز لاعب من طراز خاص ولد ليقود ويخرج بلاده من ازماتها
فالضغط المتوالي على بوتين وضعه امام خيارين لا ثالث لهما اما الاكتفاء بالمراقبة والرضا بالامر الواقع وهو امر ادرك من تجاربه كضابط مخابرات سابق انه لن يأتي بخير واما الهجوم للحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه فالتمادي الامريكي بلغ حدا لايمكن السكوت عليه.
كانت سياسة بوتين مباشرة بلا اخطاء تعتمد على حركة الخصم واستغلال أخطائه لتحديد خطوته القادمة هذا ماميز بوتين كلاعب شطرنج محترف.
المواجهة الفعلية الاولى كانت في ليبيا وقد اكتفت روسيا بدور المراقب فقط فسياسات القذافي التي اتسمت بالتذبذب والتقلب لم تشجع روسيا على التدخل وان انقسم المعسكر الداخلي مابين مؤيد ومعارض لهذا الخيار.
ماحدث في اوكرانيا لم يدع لبوتين مجالا وكان اكتساح القرم قرارا صادما لامريكا والناتو فقد اعتادوا من روسيا الخنوع والرضا بالامر الواقع ولم يؤد الشجب والاستنكار لاهتزاز شعرة من الدب الروسي فالقرم ارث تاريخي روسي قديم وهو خط احمر ونقطة ارتكاز متقدمة يستحيل الاستغناء عنها.
وبمرور الوقت ورغم التهديدات ادار بوتين الازمة بهدوء يحسد عليه وثقة كبيرة بالنفس فقد اظهر بخطوته هذه ان لروسيا القدرة على الرد والمبادرة والاخذ بزمام الامور بقوة والذهاب الى ابعد الحدود.
كانت المواجهة الثالثة والحاسمة في الشرق الاوسط ووسط العرب تحديدا الذين تعصف بهم رياح التغيير بمخطط امريكي اراد تغيير الواقع الموجود لمصلحة الكيان الاسرائيلي مدعية دعمها للحرية وتطلعات الشعوب خطأ حكامنا الاستراتيجي كان في اتخاذ امريكا الحليف العسكري والاقتصادي الرئيسي مستثمرين عشرات المليارات في اقتصادها متناسين ان هذه الاموال لن تغير من السياسة الامريكية الداعمة للعدو الصهيوني سياسة تجاهر بها حكوماتها المتعاقبة وواستعمالها للفيتو في كل قرار يقدم لمجلس الامن والامم المتحدة يدين هذا العدو.
موقف لاهث غير مفهوم يتجاهل تاريخا من العلاقات العربية الروسية المميزة الداعمة لكل ماهو عربي فرغم اعتراف ستالين المبكر بالكيان الصهيوني فان الاتحاد السوفييتي وعلى لسان رئيسه بودغورني كان اول من اشار الى الدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في اقامة دولة لهم وكان سنة 1974 ووقوفها في صف العرب في حرب اكتوبر 1973 وغيرها .
الموقف العربي دفع روسيا دفعا لتحالف عدته دولنا العربية موجها ضدها فالحليف هنا هو ايران الصفوية وسوريا العلوية متناسين ان مصلحة روسيا كانت بالحفاظ على اخر موطيء قدم لها في الشرق الاوسط واخر ميناء في المياه الدافئة وهو هدف استراتيجي ايضا ويصب في المصلحة الروسية اولا واخيرا كما ان النظامين الايراني والسوري كانا ثابتي المباديء تجاه روسيا .
ولن ننسى هنا الدور الروسي والنصر السياسي الكبير في مفاوضات البرنامج النووي الايراني الذي ساهم في اخرج ايران من عزلتها .
اما الوضع في سوريا قفد دفع بوتين للتدخل المباشر واستخدام ترسانته العسكرية وهو مااعتبرته الدول العربية السنية دعما للمد الصفوي الايراني .
الحرب في سوريا مازالت مستمرة ولابوادر بانفراج الامور في القريب العاجل وان قلب الامور على الارض واعطى لقوات النظام السوري وحلفاؤه القدرة على الانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم واستعادة اغلب ماخسروه في السنوات السابقة.
حلف تقدم للواجهة في ظل تراجع امريكي واضح وموقف متخاذل يظهر الارتباك الامريكي وحيرتها الكبيرة من هذا الاندفاع الروسي.
هذا الحلف كان نتيجة السياسات العربية الخاطئة بالاعتماد على امريكا كحليف
في حين كان الاولى توجيه استثماراتنا لروسيا و لخلق كيان مواز للوبي الصهيوني في امريكا داخل الاتحاد الروسي وبذلك نقضي على ما اسميناه تحالفيا روسيا صفويا ونضمن مواجهة عادلة في المنابر الدولية وتقييدا لعدونا واستعادة لحقنا السليب.
بات من الواضح ان موازين القوى في العالم قد تغيرت وان عهدا جديدا ظهر للوجود.
فمنذ سقوط الاتحاد السوفييتي انفردت امريكا بالعالم وفرضت سيطرتها عسكريا واقتصاديا بالابتزاز احياناوبالقوة احيانااخرى ضاربة عرض الحائط كل ميثاق وعرف سعت لاقراره في الامم المتحدة وكل المنابر الدولية.
الوضع الاقتصادي الروسي فرض على الكرملين المتابعة من بعيد والنظر بقلق لماستؤول اليه الامور فطرق امريكا لبوابته الغربية وضم بعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق للاتحاد الاوروبي والناتو ونشر منظومات الدرع الصاروخي اظهر النوايا الحقيقية لامريكا تجاه روسيا.
وباستلام بوتين زمام الامور في روسيا ارتكبت اميركا خطأها الاستراتيجي الاكبر ودقت المسمار الاخير في نعشها واصبح من الواضح ان مرحلة الاستفراد بالحكم قد ولت وبرز لاعب من طراز خاص ولد ليقود ويخرج بلاده من ازماتها
فالضغط المتوالي على بوتين وضعه امام خيارين لا ثالث لهما اما الاكتفاء بالمراقبة والرضا بالامر الواقع وهو امر ادرك من تجاربه كضابط مخابرات سابق انه لن يأتي بخير واما الهجوم للحفاظ على مايمكن الحفاظ عليه فالتمادي الامريكي بلغ حدا لايمكن السكوت عليه.
كانت سياسة بوتين مباشرة بلا اخطاء تعتمد على حركة الخصم واستغلال أخطائه لتحديد خطوته القادمة هذا ماميز بوتين كلاعب شطرنج محترف.
المواجهة الفعلية الاولى كانت في ليبيا وقد اكتفت روسيا بدور المراقب فقط فسياسات القذافي التي اتسمت بالتذبذب والتقلب لم تشجع روسيا على التدخل وان انقسم المعسكر الداخلي مابين مؤيد ومعارض لهذا الخيار.
ماحدث في اوكرانيا لم يدع لبوتين مجالا وكان اكتساح القرم قرارا صادما لامريكا والناتو فقد اعتادوا من روسيا الخنوع والرضا بالامر الواقع ولم يؤد الشجب والاستنكار لاهتزاز شعرة من الدب الروسي فالقرم ارث تاريخي روسي قديم وهو خط احمر ونقطة ارتكاز متقدمة يستحيل الاستغناء عنها.
وبمرور الوقت ورغم التهديدات ادار بوتين الازمة بهدوء يحسد عليه وثقة كبيرة بالنفس فقد اظهر بخطوته هذه ان لروسيا القدرة على الرد والمبادرة والاخذ بزمام الامور بقوة والذهاب الى ابعد الحدود.
كانت المواجهة الثالثة والحاسمة في الشرق الاوسط ووسط العرب تحديدا الذين تعصف بهم رياح التغيير بمخطط امريكي اراد تغيير الواقع الموجود لمصلحة الكيان الاسرائيلي مدعية دعمها للحرية وتطلعات الشعوب خطأ حكامنا الاستراتيجي كان في اتخاذ امريكا الحليف العسكري والاقتصادي الرئيسي مستثمرين عشرات المليارات في اقتصادها متناسين ان هذه الاموال لن تغير من السياسة الامريكية الداعمة للعدو الصهيوني سياسة تجاهر بها حكوماتها المتعاقبة وواستعمالها للفيتو في كل قرار يقدم لمجلس الامن والامم المتحدة يدين هذا العدو.
موقف لاهث غير مفهوم يتجاهل تاريخا من العلاقات العربية الروسية المميزة الداعمة لكل ماهو عربي فرغم اعتراف ستالين المبكر بالكيان الصهيوني فان الاتحاد السوفييتي وعلى لسان رئيسه بودغورني كان اول من اشار الى الدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في اقامة دولة لهم وكان سنة 1974 ووقوفها في صف العرب في حرب اكتوبر 1973 وغيرها .
الموقف العربي دفع روسيا دفعا لتحالف عدته دولنا العربية موجها ضدها فالحليف هنا هو ايران الصفوية وسوريا العلوية متناسين ان مصلحة روسيا كانت بالحفاظ على اخر موطيء قدم لها في الشرق الاوسط واخر ميناء في المياه الدافئة وهو هدف استراتيجي ايضا ويصب في المصلحة الروسية اولا واخيرا كما ان النظامين الايراني والسوري كانا ثابتي المباديء تجاه روسيا .
ولن ننسى هنا الدور الروسي والنصر السياسي الكبير في مفاوضات البرنامج النووي الايراني الذي ساهم في اخرج ايران من عزلتها .
اما الوضع في سوريا قفد دفع بوتين للتدخل المباشر واستخدام ترسانته العسكرية وهو مااعتبرته الدول العربية السنية دعما للمد الصفوي الايراني .
الحرب في سوريا مازالت مستمرة ولابوادر بانفراج الامور في القريب العاجل وان قلب الامور على الارض واعطى لقوات النظام السوري وحلفاؤه القدرة على الانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم واستعادة اغلب ماخسروه في السنوات السابقة.
حلف تقدم للواجهة في ظل تراجع امريكي واضح وموقف متخاذل يظهر الارتباك الامريكي وحيرتها الكبيرة من هذا الاندفاع الروسي.
هذا الحلف كان نتيجة السياسات العربية الخاطئة بالاعتماد على امريكا كحليف
في حين كان الاولى توجيه استثماراتنا لروسيا و لخلق كيان مواز للوبي الصهيوني في امريكا داخل الاتحاد الروسي وبذلك نقضي على ما اسميناه تحالفيا روسيا صفويا ونضمن مواجهة عادلة في المنابر الدولية وتقييدا لعدونا واستعادة لحقنا السليب.