الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معركة جرابلس: لمن يتعظ بقلم:أ.د. كاظم عبد الحسين عباس

تاريخ النشر : 2016-08-27
*معركة جرابلس: لمن يتعظ

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس

المصالح الوطنية والقومية فوق كل أعتبار وهي قيمة عليا لا تعلوها قيمة عند الحكومات التي تحترم سيادة أوطانها وأمن وأستقرار شعوبها . هذه هي العبرة التي يمكن ألتقاطها من معركة طرد داعش من مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود التركية أمس.لم يقم الاتراك وزنا لزيارة ثعلب الخارجية الايرانية الماكر للعاصمة التركية وأغلق الاتراك أنوفهم حيثما كان هناك أثر للعطر الفرنسي الذي كان يلبسه السفير الايراني ولم يتبخر كله بعد من الأرجاء التي تواجد فيها . ولم يلتفتوا الى التخمينات والتنبؤات التي رافقت الزيارة وذهبت بعيدا في رسم لوحة تشكيلية مغرقة في الخيال والرومانسية وخاصة في ما يخص التدخل والرؤية التركية للحرب العالمية الدائرة رحاها فوق ألارض السورية وتجد امتداداتها المعروفة في لبنان والعراق وتركيا .

المصلحة القومية التركية تقتضي تقويض مخطط أقامة دولة أو فيدرالية كردية في شمال سوريا وعند المصلحة التركية تسقط المجاملات والتنبؤات بل وحتى بعض الحقائق التي تفرزها بعض السياسات التركية. هذا هو الدرس يا عرب ولسنا هنا في وارد التغزل بالنظام التركي ولسنا من عشاق خطه المعروف للجميع لكننا نحاور العبر عل من يعنيهم الامر يتعضون ويعتبرون.

والمصلحة الوطنية والقومية التركية لم تتوقف ولا وهلة أمام نتائج وأتكيت اللقاء بين بوتين وأردوغان الذي هو الاخر ما جف بعد ندى ورطوبة كؤوسه المتبادلة بأنخاب التقارب ورأب الصدع الذي تغنى به كثيرون وتقرحت له صدور ونفوس في نفس الوقت بعد حيث معروف ان روسيا تحتل سوريا عمليا .

فتركيا يجب أن تضع بصماتها فوق خارطة اللعبة العالمية التي سميت ب ( داعش ) ما دامت داعش قد تحولت الى صك غفران مارتن لوثر الشهير الذي لن يدخل الجنة الا من يعلق الصك في صدره . هكذا زحفت الهندسة والدبابات والقوات الخاصة التركية لتمد الجيش السوري الحر بمكونات الاقتدار على طرد داعش من جرابلس لتكون بيد أمينة قدر تعلق الامر بالاتراك ولا يعني تركيا أمر غير مصلحتها وأمن وأستقرار شعبها شيئ. ولم ينس العقل التركي الفعال أن يحافظ على شعرة معاوية مع ( داعش ) وذلك عبر ترك المنفذ الغربي لجرابلس مفتوح ومنه خرجت جحافل داعش سالمة غانمة لتتمركز في مدينة الباب !!!!!.

ولم تكن اثار الجروح التركية من يقين أنقرة عن تورط أميركا في الاعداد والمشاركة الفعلية في الانقلاب الاخير قد أندملت بعد حتى رأينا الطائرات الامريكية والقوات التركية تنسقان الهجمات على جرابلس مع ملاحظة عدم قصف خط الانسحاب ( الارهابي ) الى منطقة الباب . وهنا أيضا نقف بتمعن لنلقي الضوء على دور المصالح في تحريك الاحداث فوق أرضنا ودماءنا نحن العرب مع الأسقاط التام والتجاهل الكامل لاعتبارات ( الدين والمذهب ) التي تعمي بصائر الكثيرين من المحسوبين علينا وتغلق مسارات فعل العقل عند اخرين لحد العوق التام لحواس السمع والبصر.

أما نظام الأسد فهو سعيد بما يجري لمجرد الاعلان الصادر من أطراف الحرب الكونية التي تقتل الشعب السوري وتدمر قدراته وخيراته لمجرد الاعلان عن تراجع في الاصرار على رحيله الى حقه في المشاركة في فترة انتقالية فقط لا غير . نظام لا يعنيه ان يكون الشعب ضده ويقاتله بأصرار منذ ما يزيد على أربع سنوات ولا ان تكون أرض البلاد السورية وما يجاورها قد صارت ساحة لمصالح ايران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا المشرئبة أعناقها للنفط وللغاز والتأثير الدولي .

جرابلس ..مدينة سورية عربية أحتلتها عناصر داعش لتحولها مثلها مثل الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل الى ساحة صراع دولي يهدر دم العرب خاصة والمسلمين عامة وتتكرس فوقها مصالح دول الاقليم والدول الكبرى ومارس نظام سوريا لعبة البقاء السلبي المدمر مع اللاعبين دون أي اعتبار للمصلحة الوطنية ولا القومية. جرابلس كشفت وجه تركيا المستميت من أجل منع الاكراد من الاقتراب من حلم الدولة وقطعت الطريق أمام اميركا وروسيا وبريطانيا اللاعبين على هذا الحبل ومنحت ايران فرصة تنفس الصعداء هي الاخرى لان الامر الكردي يعنيها جدا.

فهل سيتعض العرب أو بقايا أنظمتهم من الدرس الذي قدمته أمس جرابلس؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف