بسم الله الرحمن الرحيم
شهيد الواجب
بقلم / شمسان نوفل " أبو وديع "
أفاق من النوم بعد ليلة متعبة أمضاها في شوارع تلك المدينة البعيدة عن أهله و خطيبته التي اقترب موعد زواجه بها ...
أمسك هاتفه و اتصل بها و قال :
غداً سأعود إلى البلدة ، ماذا تريدين أن أحضر لكِ معي من هنا ؟
فردت عليه : أحضر لي بدلتك العسكرية كي أنظفها و اجعلني سعيدة برؤيتك لحظة وصولك ...
ضحك و قال : يا حبيبتي بدلتي متسخة بعرقي الغزير الذي اخترق مسامات جلدي طوال ساعات عملي هذه الليلة و أنا أتنقل من حي إلى حي و من شارع إلى شارع ...
فقالت : لا تجادلني و لبي لي رغبتي هذه أرجوك ...
قال : بأمرك يا حبيبتي ...
و فجأة دخل عليه زميله مسرعاً و طلب منه ارتداء ملابسه و تجهيز نفسه لمهمة يجب تنفيدها فورا .
فودّع خطيبته و قال لها : أراكِ غداً إن شاء الله ...
ارتدى بدلته العسكرية و حمل سلاحه بسرعة و غادر الموقع مع زملائه و كانوا يصغون إلى تعليمات الضابط فيما يخص المهمة الموكلة لهم ...
وصلوا إلى مكان الهدف و في لحظات بدأت زخات الرصاص تتطاير فوق رؤوسهم من كل مكان ...
أخطأت كل الرصاصات إلا رصاصة واحد أصابته في رأسه و أردته غارقاً بدمائه ...
حملوه زملاءه على أكتافهم و هم في حالة ذهول يركضون به في الشوارع لإسعافه و هم على يقين من ارتقائه شهيداً ...
و مرت الساعات و انتشرت الأخبار و فجع أهله بما وصلهم ...
فـ بكى من بكى و صُدم من صُدم و غضب من غضب !!
و حال خطيبته كان الأسوأ ... لم تذرف الدموع و لم تبدي أي ردة فعل على الإطلاق ...
و كل ما نطقت به : أريد بدلته العسكرية كي أنظفها كما وعدته و كما وعدني ...
أحضروها لها و قد اختلط العرق بالدماء فـ طوتها كما هي و حضنتها و بكت بحرقة و ذرفت الدموع فوقها ...
فكانت النتيجة دموعها و عرقه و دماؤه ...
دماء أريقت بغير حق و ذنب صاحبها الوحيد أنه أراد الخير و الأمن و الأمان لوطنه و شعبه ...
أراد أن يبعد الخطر عنهم لينعموا بالطمأنينة ، فكان الثمن حياته برصاص الغدر الذي خرج من جحر لا يسكنه إلا الفئران ...
فئران جبانة مسلحة تطلق النار لتقتل و تزهق الأرواح البريئة ...
ناموا قريري العين يا شهداء الواجب فدماؤكم لن تذهب هدرا و ستسحق هذه الفئران بالنعال
إلى جنات الخلد يا أبطال
شهداء الواجب ، أبناء الأجهزة الأمنية
شهيد الواجب
بقلم / شمسان نوفل " أبو وديع "
أفاق من النوم بعد ليلة متعبة أمضاها في شوارع تلك المدينة البعيدة عن أهله و خطيبته التي اقترب موعد زواجه بها ...
أمسك هاتفه و اتصل بها و قال :
غداً سأعود إلى البلدة ، ماذا تريدين أن أحضر لكِ معي من هنا ؟
فردت عليه : أحضر لي بدلتك العسكرية كي أنظفها و اجعلني سعيدة برؤيتك لحظة وصولك ...
ضحك و قال : يا حبيبتي بدلتي متسخة بعرقي الغزير الذي اخترق مسامات جلدي طوال ساعات عملي هذه الليلة و أنا أتنقل من حي إلى حي و من شارع إلى شارع ...
فقالت : لا تجادلني و لبي لي رغبتي هذه أرجوك ...
قال : بأمرك يا حبيبتي ...
و فجأة دخل عليه زميله مسرعاً و طلب منه ارتداء ملابسه و تجهيز نفسه لمهمة يجب تنفيدها فورا .
فودّع خطيبته و قال لها : أراكِ غداً إن شاء الله ...
ارتدى بدلته العسكرية و حمل سلاحه بسرعة و غادر الموقع مع زملائه و كانوا يصغون إلى تعليمات الضابط فيما يخص المهمة الموكلة لهم ...
وصلوا إلى مكان الهدف و في لحظات بدأت زخات الرصاص تتطاير فوق رؤوسهم من كل مكان ...
أخطأت كل الرصاصات إلا رصاصة واحد أصابته في رأسه و أردته غارقاً بدمائه ...
حملوه زملاءه على أكتافهم و هم في حالة ذهول يركضون به في الشوارع لإسعافه و هم على يقين من ارتقائه شهيداً ...
و مرت الساعات و انتشرت الأخبار و فجع أهله بما وصلهم ...
فـ بكى من بكى و صُدم من صُدم و غضب من غضب !!
و حال خطيبته كان الأسوأ ... لم تذرف الدموع و لم تبدي أي ردة فعل على الإطلاق ...
و كل ما نطقت به : أريد بدلته العسكرية كي أنظفها كما وعدته و كما وعدني ...
أحضروها لها و قد اختلط العرق بالدماء فـ طوتها كما هي و حضنتها و بكت بحرقة و ذرفت الدموع فوقها ...
فكانت النتيجة دموعها و عرقه و دماؤه ...
دماء أريقت بغير حق و ذنب صاحبها الوحيد أنه أراد الخير و الأمن و الأمان لوطنه و شعبه ...
أراد أن يبعد الخطر عنهم لينعموا بالطمأنينة ، فكان الثمن حياته برصاص الغدر الذي خرج من جحر لا يسكنه إلا الفئران ...
فئران جبانة مسلحة تطلق النار لتقتل و تزهق الأرواح البريئة ...
ناموا قريري العين يا شهداء الواجب فدماؤكم لن تذهب هدرا و ستسحق هذه الفئران بالنعال
إلى جنات الخلد يا أبطال
شهداء الواجب ، أبناء الأجهزة الأمنية