فلسطين ومخيم الشباب القومي في تونس" بلاد العرب أوطاني من الشامي لبغدان ومن يمن الى نجد الى مصر فتطواني " . هو النشيد اليومي والدائم مع افتتاح كل نشاط أو محاضرة واختتامها ، كان يردده شباب جاءوا من اكثر من عشر دول عربية ، إنهم مئة وسبعين شابا وشابة حضروا الى تونس الخضراء في مخيم الشباب القومي العربي في دورته الخامسة والعشرون . جاءوا ليآكدوا ورغم الحرائق المندلعة في أكثر من بلد عربي ، والهم القطري بقضاياه يتقدم على ما سواه من هموم وقضايا ، لا زال الهم القومي وقضاياه حاضرة في وعيهم وعقلهم ووجدانهم ، وفلسطين وقضيتها ومقاومتها في المقدمة منها .وهذا لا يعني انهم متطابقون في المواقف والتوجهات حول ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات ، فهم أي الشباب المشاركين من مشارب وتوجهات سياسية وفكرية مختلفة . وفي تقديري هذا امر طبيعي وبل هو صحي إذا ابتعد عن الغلو والتطرف . ولكن كانت مواقفهم تتقاطع وتتطابق عند قضيتي فلسطين والمقاومة .في أيامهم العشرة التي أمضوها في المخيم كانوا ذوي همتنا وحيوية عالية ، كيف لا فهم الشباب بناة المجتمع وقادته في المستقبل . ولكن اللافت في كل زاوية من المخيم كانت عبارات العروبة وفلسطين والمقاومة والدعوة للمقاطعة ورفض التطبيع ، والدعوة للوحدة في مواجهة التحديات . وحتى امسياتهم وحلقاتهم الثقافية والفنية كانت تعبر بشكل واضح عن تلك الكتابات ، وهنا كانت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وقضية الأسرى وانتفاضة الأمعاء الخاوية حاضرة بقوة خلال أيام المخيم .وخلال أيام المخيم العشرة كان ما حظي الشباب القومي العربي المشارك ، من محاضرات هو العنوان الأبرز في البرنامج اليومي للمخيم ، والمحاضرون من عدد من الأقطار العربية ، وكان لي شرف أنني واحد من السادة المحاضرين الذين قدموا لهؤلاء الشباب من عصارة وقتهم وما كتبوه من عناوين تتلائم وتطلعات الشباب وطبيعة الظروف المحيطة بأمتنا وما تواجهه من تحديات ومخاطر في ظل ما يصر عليه البعض أن يجعل من نفسه ومقدراته وقدراته أن يكون الأداة الطيعة والمطيعة لتنفيذ المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة ، وتبديل أولويات الصراع وحرف وجهته إلى مكان غير وجهته الحقيقية ألا وهو العدو الصهيوني الأوحد لأمتنا العربية والإسلامية . واللافت في تفاعل شباب وشابات المخيم هو كم الوعي الذي يتمتعون به ، وهذا ما كان واضحا في مناقشاتهم ومداخلاتهم وأسئلتهم مع انتهاء كل محاضرة . وهذا إن دل على شيء ، إنما يدل على شيء واحد وهو أن الرهان على شبابنا لا زال قائما على الرغم من الصورة القاتمة لما آفرزته النتائج الكارثية المدمرة لما سمي ب" الربيع العربي " وثوراته .- رامز مصطفى -