حالة مكاشفة بقلم: عصام الكحلوت
على مرِّ العصور لم يكن للأمم ولا للحضارات أن تنهض وتتطور، لولا أنها قد احتكّت بأزمات ومواقف واجهتها عبر أفرادها ومؤسساتها بفكر مستنير، واقفةً على أخطاء الماضي متحريةً سبُلَ الصواب فيما هو آتٍ.
وفي ظل ما يتعرض له العالم كله من أزماتٍ كبيرة في مجالات عديدة، كان يتوجب علينا أن نقف جادين أمام ما يُحاك حولنا من تحالفات وصراعات يحملُ بعضها بعضًا إلينا، لنجد أنفسنا مجبرين لا مختارين ضمن أدواته معرّضين لمخرجاته، ولعل أهم
خطوات المواجهة المنطقية هي قراءة معطيات القوة في عصرنا الحالي والنظر إليها من مختلف جوانبها لفهمها على الوجه الصحيح، ثم بناء الحل الأمثل في ضوء هذا الفهم وفي ضوء النظر الصحيح إلى هذه الأزمة أو تلك.
بعيدًا عن النواح وعذل الأقدار والركون إلى نظرية المؤامرة، فلست ممن يعولّون كثيرًا على أننا تلك الأمة المرموقة التي يتهافت الجميع للنيل من مجدها المخملي، لكنني أرى أنها كالسفيه الذي ورِث عن أسلافه ما جعلها مجال سخرية الآخرين فيكن تهافتهم عليها ليس لفضلها بقدر ما هو لسهولة السطو على مقدراتها .
فالأمة التي نالت خيريتها عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انقسمت على نفسها إلى فريقين، فريقٌ لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا ، وفريق أحاط نفسه بهالةٍ من النرجسية لا تشبه واقعه المشوب وظن في نفسه مقصلةً إلهيةً أُنيط بها الدور الحصريّ لإقامة العدل- كما يراه- في حدود فهمه المغلوط.
إن كل قضايانا الشائكة من مشاكل سياسية واقتصادية أو حتى أخلاقية ستظل دون حل عادل ومناسب حتى نقف بموضوعية على السبب الحقيقي وراء أزمتنا الرئيسة والمتمثلة في حالة العجز المتعاقب بين كل حدثٍ وآخر، في مقابل الصعود على
أكتاف الأزمات لدى الغرب، فالأمة التي ملأت فضاءها بالسب واللعان للغرب، يعيش مواطنوها حلمًا مستمرًا لالتقاط فتات ما يخلفه الغرب – الضال كما يزعمون - من علوم وحضارة .
لنقف وقفةً سمتها الجد والمكاشفة، ونستقرئ أسباب ما نحن فيه بعد أن نعترف بواقع ما أصابنا، أو بالأحرى ما أصبناه من وهنٍ يقتات على حالة العطل الفكري الذي ألمت بنا كنتيجة لحالةٍ من الاحتقان خلفها التفرع والتشرذم في الدين والفكر والتوجهات.
فلا ننتظر من امة لا تبذل أدنى جهد للتفكر في حالها ومقارنة ذلك بما يدور خارج حدودها الجغرافية وإن كانت نتائجه غالبًا ما تصب في مجرى واقعها ومستقبلها، لا ننتظر منها أن تكون جامعاتها في مقدمة التصنيفات العالمية ولا مؤشرات الإقتصاد
فيها -إن تجاوزنا ما يدِره البترول هنا وهناك – لتكن بين نخبة الدول على الرغم من افتقادها للحضارات الميزات التاريخية والتي كفانا التغني بها مؤونة البحث عن واقع يحفظ علينا إنسانيتنا.
ببعض التساؤلات التي اترك للقارئ المحترم الوصول لإجاباتها المنطقية، يمكنني أن اختم مقالي دون أن أنتظر بلوغ الضفة الآمنة ما دمنا على حالنا هذا .
أين هي مؤسساتنا التعليمية والبحثية ومناهجها من قضية التفكير وتنمية ثقافة الإبداع لدى النشأ ، ما يكفل لنا القدرة على المواجهة والوقوف على أرضٍ صلبة تخولنا الخوض في مضمار الحياة والمنافسة بين الأمم ؟
إلى أي حد يمكن للفضاء المتسع من وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت وإعلام مرئي ومقروء أن يكون قد أسهم في استنزاف ثروات هذه الأمة في مقابل التأصيل لحالة الشقاق البيّن بين مختلف أطياف مواطنيها ، وهدم ما يمكن هدمه من أخلاق ومبادئ كان قد نبقى لنا بعضها؟
على كاهلِ من يمكن أن نلقي بالعبء في كسر هذا الأزمة التي أحاطت بنا؟ جيل الشباب التائه بين مغريات الحياة الفارغة؟ أم الجيل الذي تجرع انتكاسات الأمة فقابلها بالاستكانة تارةً وبالميل إلى التطرف تارةً أخرى ؟ أم على النخبة التي لم توفر جهدا في شحذ نصل الإنقسام بين أعضاء الجسد الواحد لهذه الأمة ؟
هل يمكننا أن نثق في ثقافةٍ بنيت أساسا على التناقضات واستنفذت كل الفرص الممكنة للإصلاح أم أننا في حاجة لإعادة إحلال لموروثاتنا الثقافية بالكامل بعيدا عن الترقيع ؟
على مرِّ العصور لم يكن للأمم ولا للحضارات أن تنهض وتتطور، لولا أنها قد احتكّت بأزمات ومواقف واجهتها عبر أفرادها ومؤسساتها بفكر مستنير، واقفةً على أخطاء الماضي متحريةً سبُلَ الصواب فيما هو آتٍ.
وفي ظل ما يتعرض له العالم كله من أزماتٍ كبيرة في مجالات عديدة، كان يتوجب علينا أن نقف جادين أمام ما يُحاك حولنا من تحالفات وصراعات يحملُ بعضها بعضًا إلينا، لنجد أنفسنا مجبرين لا مختارين ضمن أدواته معرّضين لمخرجاته، ولعل أهم
خطوات المواجهة المنطقية هي قراءة معطيات القوة في عصرنا الحالي والنظر إليها من مختلف جوانبها لفهمها على الوجه الصحيح، ثم بناء الحل الأمثل في ضوء هذا الفهم وفي ضوء النظر الصحيح إلى هذه الأزمة أو تلك.
بعيدًا عن النواح وعذل الأقدار والركون إلى نظرية المؤامرة، فلست ممن يعولّون كثيرًا على أننا تلك الأمة المرموقة التي يتهافت الجميع للنيل من مجدها المخملي، لكنني أرى أنها كالسفيه الذي ورِث عن أسلافه ما جعلها مجال سخرية الآخرين فيكن تهافتهم عليها ليس لفضلها بقدر ما هو لسهولة السطو على مقدراتها .
فالأمة التي نالت خيريتها عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انقسمت على نفسها إلى فريقين، فريقٌ لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا ، وفريق أحاط نفسه بهالةٍ من النرجسية لا تشبه واقعه المشوب وظن في نفسه مقصلةً إلهيةً أُنيط بها الدور الحصريّ لإقامة العدل- كما يراه- في حدود فهمه المغلوط.
إن كل قضايانا الشائكة من مشاكل سياسية واقتصادية أو حتى أخلاقية ستظل دون حل عادل ومناسب حتى نقف بموضوعية على السبب الحقيقي وراء أزمتنا الرئيسة والمتمثلة في حالة العجز المتعاقب بين كل حدثٍ وآخر، في مقابل الصعود على
أكتاف الأزمات لدى الغرب، فالأمة التي ملأت فضاءها بالسب واللعان للغرب، يعيش مواطنوها حلمًا مستمرًا لالتقاط فتات ما يخلفه الغرب – الضال كما يزعمون - من علوم وحضارة .
لنقف وقفةً سمتها الجد والمكاشفة، ونستقرئ أسباب ما نحن فيه بعد أن نعترف بواقع ما أصابنا، أو بالأحرى ما أصبناه من وهنٍ يقتات على حالة العطل الفكري الذي ألمت بنا كنتيجة لحالةٍ من الاحتقان خلفها التفرع والتشرذم في الدين والفكر والتوجهات.
فلا ننتظر من امة لا تبذل أدنى جهد للتفكر في حالها ومقارنة ذلك بما يدور خارج حدودها الجغرافية وإن كانت نتائجه غالبًا ما تصب في مجرى واقعها ومستقبلها، لا ننتظر منها أن تكون جامعاتها في مقدمة التصنيفات العالمية ولا مؤشرات الإقتصاد
فيها -إن تجاوزنا ما يدِره البترول هنا وهناك – لتكن بين نخبة الدول على الرغم من افتقادها للحضارات الميزات التاريخية والتي كفانا التغني بها مؤونة البحث عن واقع يحفظ علينا إنسانيتنا.
ببعض التساؤلات التي اترك للقارئ المحترم الوصول لإجاباتها المنطقية، يمكنني أن اختم مقالي دون أن أنتظر بلوغ الضفة الآمنة ما دمنا على حالنا هذا .
أين هي مؤسساتنا التعليمية والبحثية ومناهجها من قضية التفكير وتنمية ثقافة الإبداع لدى النشأ ، ما يكفل لنا القدرة على المواجهة والوقوف على أرضٍ صلبة تخولنا الخوض في مضمار الحياة والمنافسة بين الأمم ؟
إلى أي حد يمكن للفضاء المتسع من وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت وإعلام مرئي ومقروء أن يكون قد أسهم في استنزاف ثروات هذه الأمة في مقابل التأصيل لحالة الشقاق البيّن بين مختلف أطياف مواطنيها ، وهدم ما يمكن هدمه من أخلاق ومبادئ كان قد نبقى لنا بعضها؟
على كاهلِ من يمكن أن نلقي بالعبء في كسر هذا الأزمة التي أحاطت بنا؟ جيل الشباب التائه بين مغريات الحياة الفارغة؟ أم الجيل الذي تجرع انتكاسات الأمة فقابلها بالاستكانة تارةً وبالميل إلى التطرف تارةً أخرى ؟ أم على النخبة التي لم توفر جهدا في شحذ نصل الإنقسام بين أعضاء الجسد الواحد لهذه الأمة ؟
هل يمكننا أن نثق في ثقافةٍ بنيت أساسا على التناقضات واستنفذت كل الفرص الممكنة للإصلاح أم أننا في حاجة لإعادة إحلال لموروثاتنا الثقافية بالكامل بعيدا عن الترقيع ؟