الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لمسة وفاء لنساء الأرض وعلى رأسهم أمي ..بقلم:هشام سكيك

تاريخ النشر : 2016-07-26
لمسة وفاء لنساء الأرض وعلى رأسهم أمي ..

بقلم هشام سكيك

قال أحدهم المرأة كالحذاء يستطيع الرجل أن يغير ويبدل متى وجد المقاس المناسب به، حينها نظر الحاضرون إلى رجلٍ حكيم كان بينهم وسألوه ما رأيك بذلك .. رد الحكيم: ما يقوله هذا الرجل صحيح تماماً فالمرأة كالحذاء في نظر من يرى نفسه قدماً وهي كالتاج في نظر من يرى نفسه ملكاً فلا تلوموا المتحدث بل اعرفوا كيف ينظر إلى نفسه.

بعد أن عشت كثيراً وبلغت من العمر سنينا، أشغلت ذهني كثيراً بتلك المقولة فنظرت في نفسي وراجعتها على خطأها فبدأت بمراجعة الحسابات، وتقويم الذات، فباشرت بمركز الصراع الذهني ألا وهو تقليب الصفحات للعودة للتاريخ ولو قليلاً حتى أجد وأعلل وأنظر من هو مقوم بل مسير البشرية، فتذكرت حينها قول الله تعالى "حملته أمُه وهناً على وهن، وفصاله في عامين".

الوهن والضعف كلمتان لمعنى واحد حمله كل من يقبع على وجه البسيطة منذ أن خلق الله حواء لتنجب البشرية كيف لا وهي سبب وجودنا جميعاً أي أن مقولة "المرأة نصف المجتمع" مقولة خاطئة بامتياز لأن المرأة هي كل المجتمع بل هي مكونة المجتمع، هي كذلك لأنها من أنجب من وهن، وهي من أرضع لبناء الأجساد وتقويتها، هي من ضحى، هي من سُلب منهُ الكثير لتُعطي به القليل، هي وهي وهي وما قلت وما سأقول لن يوفيها حقها.

ذات يوم راحت الأم تقرأ ما كتبته ابنتها بخط جميل: فاتورة حساب، أجرة قيامي بتنظيف غرفتي دينار، أجرة قيامي بجلي الصحون ديناران، عنايتي بأخي الصغير أثناء غيابك 3 دينارات، مكافأة على علامتي الجيدة في المدرسة 5 دينارات .. تطلعت الأم في عيون ابنتها فطاف بخاطرها مجموعة من أحداث ماضية فكتبت على نفس الورقة حمل 9 شهور مجانا، قاسيت آلام الحمل والولادة مجانا، قضيت الليل للعناية بك مريضة مجانا، اعتنيت بك وبنظافتك وألعابك وثيابك ومسح دموعك مجانا .. مدت الأم الورقة لابنتها ،فلما قرأتها، رمت بنفسها على صدر أمها خجلا ثم كتبت أسفل قائمة حسابها: الحساب مدفوع مقدماً وهو ما يجب أن نفعل.

للرجل الشرقي الكلمة الأولى والأخيرة في البيت أي أن مركز الأمر بيده وقليلاً جداً من يشاور في أمر بيته لكن على النقيض تماماً المجتمع الغربي حيث المركزية للمرأة التي هي عنوان الاستشارة وعنوان الحكم على الأشياء واتخاذ القرارات التي يصعب على الرجل حلها، فرحم الله العالم محمد عبدو حينما قال ذهبت للغرب فوجدت إسلامًا بلا مسلمين، وذهبت للشرق فوجدت مسلمين بلا إسلام.

عند الحديث عن المرأة وما فعلته أتذكر أمي .. نعم أتذكرها .. كيف لا وهي المحفز الأول والأخير كيف لا ووراء كل رجل امرأة، فلولاك أمي ما كُنت هنا أنت أجمل نساء الدنيا، وأصدقهن حباً، وأكثرهن خوفاً عليَّ، إن غضبت مني فغضبك لأجلي وليس للانتقام كالآخرين، أتذكر كلماتك التي تصدح في نفسي يومياً وتقول كُن كذا ولا تقل كذا وكذا، كيف لا أتحدث عنك وبعضهم قال لي في زمنٍ أُمك مثالٌ يقتدى به فهي خسارة في كثير وكثير، -فيا ليت الدنيا مثل أمي أزعلها وتراضيني- قلتها سابقاً وأقولها يومياً لعلي أبلغ مكانةً أحظي بها بحب أي امرأة بالدنيا توصلني إلى قمة لوادي عميق فيه حب مغروس به اسمك والدتي.

فالمرأة تعيش في وهن ومخلوقةً من وهن لكن تمتلك حساً قوياً يمكن أن تسير به الأمور، بل تقوم به الشعوب، لأنها أساس التكوين، فكيف لا وكل طفل يولد دون دين ودون فكر ودون عقيدة فينشأ في الأسرة التي تقودها المرأة أكثر بكثير من قيادة الرجل لها فهي من ترعى و تربي  وتجعل أمور أسرتها على ما يرام دائما وتجبر الطفل على أن ينتمي إليها بفكرها وإدارتها ودينها، كيف لا تكون المرأة مركز البشرية وهي من توجه وتُقوم وتُحشد أهل البيت ليكونوا قوامين أو هدامين لمجتمعاتهم.

المرأة تدرك وتساهم وتنجز في الكثير من الأمور وأختم برواية قصة بها عبرة لامرأة عجوز في احدي الحارات المصرية حيث رأى احد الأشخاص ورقة معلقة على باب العمارة من جارته التي لا يعرفها الا معرفة سطحية:

"فقدتُ 20 جنيه، على من يجدها - يرجى ارجاعها إلى العنوان الفلاني شقة رقم 76، معاشي صغير ، لا يوجد ما يكفي لشراء الخبز"، فقرر الشخص الادعاء بأنه وجد ذلك المال، فأخرج 20 جنيها، وصعد إلى حيث مكان اقامتها، بكت المرأة العجوز حينما أعطاها المال، وقالت ”انت الشخص الثاني عشر الذي يأتي إلي بالمال ويقول إنه وجدها !

ابتسم الرجل واتجه بالفعل إلى المصعد، فنادته العجوز وقالت له ”لو سمحت يا بنى قم بتمزيق الاعلان، فأنا اصلا لا أعرف الكتابة ولم اكتبه، ووقفت تبكي وتقول تعاطفكم معي هو ما يعطيني الامل .. ويجعلنى أشعر بخير الدنيا ..

المرأة حتى بوهنها فإنها تمتلك عزةً لنفسها الكثير منا فقدها حين تغافل عن حقوق المرأة، وتراجع عن اعطائها ما تستحق من مكانة تسمو من خلالها وتقوم به جيلاً يستحق أن يضحى من أجله.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف