الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وما كان ينقصنا... إلاّ البوكيمون! بقلم نازك الحلبي يحيى

تاريخ النشر : 2016-07-21
وما كان ينقصنا... إلاّ البوكيمون! بقلم نازك الحلبي يحيى
وما كان ينقصنا... إلاّ البوكيمون! بقلم نازك الحلبي يحيى

وكأنّه لا يكفينا ما يجتاحُ عالمَنا من جنونٍ وهوسٍ يشتّتُ أفكارَنا ويلهينا عن مشاكل أمّتنا المتخبّطة بكل أنواع الهموم والمآزق؛ وكأنّنا لم نكتفِ بوفرة وسائل التواصل الإجتماعي حتى رحنا نفتّشُ عن زواريبَ جديدة ندلفُ اليها من واقعنا المرير ... ونهربُ الى الأمام ... الى البوكيمـــون.
مجموعات من النّاس ، من مختلف الأعمار، يسيرون تحت سلطة آلةٍ صغيرة تتحكّم بطرقاتهم في الشوارع والحدائق والشواطىء ، في الغابات وبين البيوت، في أماكن العمل والأسواق ...
عيونهم تتسمّرُ في شاشات هواتفهم الذكيّة. يخرجون مُسييّرين، لا يأبهون لما حولهم، لا يعرفون وجهةَ سيرهم ولا وقتَ عودتهم.
هذه الصورة ليست مشهداً مكمّلاً لفيلم The Matrix إنّما هو مشهدٌ من ظاهرة جديدة تغزو عالمنا الواقعي منذ السادس من تمّوز الحالي 2016.
البوكيمون، الكرتون الشهير، الذي انطلق في أواخر التسعينات، أصبح اليوم لعبةً تحملُ اسمَ Pokemon Go
وكما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية فإنّ اللعبة مستوحاة من مخترعها الأصلي الياباني ساتوش تاجيري والذي لطالما كان لديه حب جمع الحيوانات والحشرات في صغره. طرحت اللعبة شركة نينتندو اليابانية وشركة نيانتيك. وهي تعمل على نظام تشغيل الهواتف الذكية Android و IOS
تغزو عقول المستخدمين، تستعمل الـ GPS على هواتفهم وتدخل الى معلوماتهم الشخصية، تضبط خطواتهم وتكشف مواقعهم لتُظهر لهم البوكيمونات الوهميّة بأشكال وألوان مختلفة على شاشات هواتفهم وتدور حولهم في أي وقت وفي أي مكان، في مسافات قريبة أو بعيدة تحملهم على الخروج من بيوتهم ومطاردتها لإصطيادها.
المشي والإختلاط مع اللاعبين، هو الأمر الذي استحسنه البعض كمحفّزٍ للشباب للسير بعيداً عن حواسيبهم أو ألعابهم الإلكترونية أو شاشات التلفزة التي كانت تقيدّهم في منازلهم وتسبّب لهم أضراراً صحيّة ونفسيّـة كبيرة.
إلاّ أنّ اللعبة سيطرت على الكثير من الشباب في غضون وقت قصير سيطرة عقلية جامحة تتحكم بقراراتهم وأحاسيسهم كما تريد وكأنها تجربةٌ لمصفوفةٍ من الحواسيب القويّة تربط مجموعات من الناس تحت تأثير الماتريكس في شبكة واحدة عملاقة تحاكي عقولهم وتصرفاتهم.
حوادثُ كثيرة سُجّلَت حول العالم صاحبت هوس البحث عن البوكيمونات منها حوادث أدّت الى الموت في ثلاثٍ منها حتى الآن وحوادث سير وسرقة إضافة الى أخطار واجهت أشخاصاً ذهبوا الى أماكن خطرة ومحضورة.
هي ليست مجرّد لعبة جديدة ينسى مستخدمُها كلّ ما يدور حوله بل إنّها اليوم حديثُ السّاعة، تُطرح حولها العديد من الأسئلة والتساؤلات :
ـ عادةً ، في الألعاب الإلكترونية يصبح اللاعب عصبيّاً وعدائياً نظراً لتوتره وإرهاق أعصابه، فكيف بلعبة تجعل اللاعبين يخرجون ويركضون خلف بعضهم البعض في العالم الحقيقي ،فهل ستصبح مسبّباً جديداً لعنف جديد ومن نوع آخر؟
ـ أليس هدفها إقتصادي في المرتبة الأولى بحيث يُستخدَم اللاعب لتصوير أمكنة وتسجيل بيانات وخرائط تعود بالأرباح الطائلة على جهات عالمية كبيرة؟ ـ ماذا لو أصبح هذا البوكيمون آلة غير وهميّة تعرف كل شيء عنّا وتراقب تحركاتنا وتجمع معلومات تخصّنا؟
ـ ماذا لو استغلها البعض للدخول الى حياة المستخدمين الخاصّة بغية السرقة أو أية عمليات مشبوهة؟
أسئلة كثيرة تتبادر الى الذهن. وبدل أن نعمل لإصلاح عالمنا وبناء عالمٍ جميلٍ لأبنائِنا ، ها نحن نذهب لملاحقةِ واصطياد وهمٍ جديد اسمه... البوكيمون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف