الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لن أكتب هذا المقال بقلم: أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2016-07-01
لن أكتب هذا المقال بقلم: أحمد الخميسي
لن أكتب هذا المقال. ولم أكتبه؟ أنا أكتب للصحافة من زمن طويل جدا وبانتظام ومع ذلك فإن كل مقالاتي مجتمعة على مدى عشرين عاما لم تبدل شيئا صغيرا طفيفا واحدا، لم تغير من وضع حجر على حجر، ولا هزت أنحف شعرة في رأس وضع مستقر على خطأ أو قائم على فساد، ولا قلقل أي منها مؤسسة أوحتى كشك سجائر ولو بهزة عابرة. فما الذي يجبرني على كتابة هذا المقال؟ لا شيء، لا حافز، ولا رغبة، ولا إيمان بأثر الكتابة يدفعني لإنهاء هذا المقال والوصول به إلي نهايته. أضف إلي ذلك حقيقة ساطعة ألا وهي أن كل شيء معروف! حتى أنك لو قمت بتوزيع ورقة بيضاء لحسبتها الجهات المختصة منشورا سياسيا. والحق أني لا أجد ما ينطبق على دور الكاتب عندنا وتأثيره سوى المثل الشعبي:"البقرة تلد.. فعلام يخور الثور؟ أجاب الثور:تحميل جمايل".الناس يعانون ونحن نخور بجوارهم ونحملهم جمايل كلماتنا وأقلامنا، بينما يتحملون هم عبء الواقع، ولا شيء يتغير. وإذا كان الحصاد الأدبي للكتابة قبض ريح فإن حصادها المادي أقل من ذلك بكثير، إذ لا قبض فيه على الإطلاق! وقد كان ذلك الحصاد ومازال زهيدا ومضحكا منذ أن كتب المازني عام 1924 يخاطب القاريء بقوله:" أقسم أنك تشتري عصارة عقلي وإن كان فجّا، وثمرة إطلاعي وهو واسع، ومجهود أعصابي وهي سقيمة ، بأبخس الأثمان! وتعال معي لنتحاسب ! إن في الكتاب أكثر من أربعين مقالا تختلف طولا وقصرا وعمقا وضحولة. وأنت تشتري كل أربع منها بقرش!". فلا نحن نحصل على أجورنا بعد أن يجف عرقنا، ولا كلماتنا تساهم حقا في تغيير. لهذا لن أكتب هذا المقال. لاشيء يرغمني على الانشغال ثلاثة أيام باختيار موضوع للكتابة، ثم الكتابة مهموما بالخطوط الحمراء ومستغرقا في تمرير الجمل من ثقب إبرة! بالمناسبة كان للأدباء السوفيت اختراع خاص بهم لتمرير الحقيقة من ثقب الرقابة الضيق، فكانوا يدرجون في أعمالهم مشهدا معاديا للنظام يضعونه خصيصا ليلتهي الرقيب بحذفه ويغفل عن جوهر النقد في العمل! يمنعني من كتابة هذا المقال أيضا أن الكتابة عملية إبداعية سهلة على الجميع، صعبة على الكاتب! يقول العظيم يحيي حقي في ذلك:" قد أكتب الجملة الواحدة ثلاثين أو أربعين مرة حتي أصل إلى اللفظ المناسب"! وكانت كتابة صفحة واحدة تستغرق من فلوبير صاحب" مدام بوفاري" عدة أسابيع! يكتب ويكرر لتعزية نفسه أن الموهبة ليست سوى الصبر الطويل. بالطبع الأمر يختلف عند كتابة مقال صحفي لكن يظل التدقيق في الكلمات واختيارها بعناية مطلوبا خاصة إن كان المقال ينتسب إلي نوع"المقال القصصي"الذي عده جابريل جارثيا ماركيز من فنون الأدب. لم إذن أنهي هذا المقال؟ وفيم كل وجع الرأس هذا؟! من أجل ماذا؟ لا فلوس ولا تأثير، وما نكتبه تفرقه الريح ولا يمكث في الأرض. فما الذي يغريني بالحبسة في حجرة مغلقة ساعات طويلة لإنهاء هذا المقال؟. لن أكتب هذا المقال. مهما كان عشقي الكتابة، لن أكتبه، وليبق مجرد خاطر عابر لا يتجسد في كلمات! ليبق هكذا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف