الأخبار
مسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزة
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فقاعة الشعار تنتهي دون رفع الحصار بقلم المحامي : يوسف خالد سالم

تاريخ النشر : 2016-06-30
فقاعة الشعار تنتهي دون رفع الحصار بقلم المحامي : يوسف خالد سالم
فقاعة الشعار تنتهي دون رفع الحصار

بقلم المحامي : يوسف خالد سالم

من جديد حصار غزة على طاولة المفاوضات ولكنها تركية إسرائيلية هذه المرة ، نتائج المصالحة التركية الإسرائيلية لم تسفر عن رفع للحصار عن قطاع غزة واكتفت ببعض التسهيلات التي سرعان ما ستذهب مع أول رياح تهب على غاز المتوسط بين المتصالحين .

لقد كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الفلسطينيون أن عوَّل أكثرهم على مصالحة غريب مع عدو بدلاَ من تعويلهم على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية المعلقة منذ عشر سنوات عجاف، وانتظروا من تركيا تطبيق شعار رفعته وهو رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة مقابل إعادة التطبيع الكامل بين البلدين الذين لم ينقطع التعاون وبينهما طيلة فترة الخصومة حتى في أحلك مراحل الأزمة بينهما ، فتركيا هي الشريك الاقتصادي الاستراتيجي الأول لإسرائيل بالمنطقة برصيد خمسة مليارات دولار بين البلدين الذين يتطلعان لزيادة هذا الرقم بعد الاتفاق على العمل المشترك في استخراج الغاز من آبار ما تحت المتوسط .

اتفاق لم يأتي خلافا لما أرادته إسرائيل ولكنه جاء خلافا لما تطلعت إليه تركيا منذ اليوم الأول لمقتل المتضامنين الأتراك على متن سفينة مرمرة في العام 2010، وجاء مخيبا لآمال الفلسطينيين الذين رفعوا سقف طموحاتهم متجاهلين أن إسرائيل وخلال 68 عاما  لم تعطِ بالمفاوضات ما لم تعطِه بالحرب .

لم تتوقف محاولات تركيا ليوم واحد خلال المفاوضات في كسب انتصار على إسرائيل بإجبارها رفع الحصار عن غزة وتشغيل المنفذ البحري، ولكن هذه الأحلام اصطدمت بحائط التعنت الإسرائيلي المستمر ورفض الحكومة اليمينية المتطرفة طرح الموضوع كما جاء على لسان رئيس وزراء الاحتلال أن هذا الملف مرتبط بأمن إسرائيل ولا يمكن مجرد التفكير فيه بوقتنا الحالي، هذا التعنت والصلف أجبر تركيا على الاكتفاء بوعودات شبع منها الفلسطينيون وأصيبوا بالتخمة بتخفيف الحصار وزيادة المساعدات الإنسانية لسجناء غزة الذين قاربوا على مليوني سجين.

لا شيء أمام الفلسطينيين سوى شكر تركيا على التمسك بشعارها لمدة 6 سنوات ، وتحصيل بند في اتفاق لديهم مثله بنود !

وعليهم أن يفهموا أن قول الشافعي "ما حك جلدك مثل ظفرك " هو خير سبيل لإنقاذ ما بقي من ثورة تحرر وطني ضحى خلالها الشعب على مدار أكثر من ستة عقود الكثير وما زال هناك المزيد.

وعليهم أن يدركوا أن الوحدة الوطنية التي أصبحت كسراب بقيعة في صحراء الفصائل هي الحل الوحيد أمام ما يحيط بهم وبقضيتهم التي لم تعد القضية الأولى في العالم ، ولم تعد الهم الأكبر لدى أشقائهم العرب جراء تشرذمهم وانقسامهم .

وعليهم أن يعوا جيدا أن رفع الحصار عن غزة لن يأتي من صفقة سياسية هنا أو اتفاق غرباء هناك فإسرائيل تحاول جعل حصار غزة أمرا واقعا وثقافة دائمة في عقول الفلسطينيين .

ما هو واضح وجلي أنه لن يرفع الحصار عن قطاع غزة إلا عندما يتوحد الفرقاء ويتوجهوا بلا تردد إلى الأمم المتحدة ويطالبوا محكمة الجنايات الدولية بمحاكمة مجرمي الحرب الذين فرضوا هذا الحصار وقاموا بالعمليات العسكرية ضد القطاع والضفة الغربية، وأن لا يبقى ملف محكمة الجنايات الدولية مجرد فزاعة بيد القيادة الفلسطينية ففاقد الأداة لا تعطيه قوة ونحن نملك الأداة التي ستزيدنا قوة .

إن قطاع غزة سيبقى رهينة التجاذبات السياسية في المنطقة طالما بقي الانقسام يسيطر على الحالة الفلسطينية ويثقل خطوتها نحو الهدف الأساسي لوجود منظمة التحرير وفصائل العمل الوطني، ولعل اتفاق تركيا – إسرائيل يكون درسا لكل من يتشبث بالخارج دون ترتيب البيت الفلسطيني كخطوة أولى وأساسية على طريق التحرر وإقامة الدولة ، ختاما يجب علينا كشعب يقع تحت الاحتلال أن نقدم الشكر لكل من يتقدم للقضية الفلسطينية بكوب ماء صافي وأن نعيد البوصلة التي انحرفت وأودت بالقضية في قاع بئر سقطنا به جميعا ولم نخرج بعد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف