الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحت ساق البامبو بقلم: كاظم فنجان الحمامي

تاريخ النشر : 2016-06-29
لو سألنا أصحاب العقول المشفرة عن آرائهم الصريحة بالفوارق الطبقية، التي صنعتها الحكومات والأنظمة المستبدة، ولو سألناهم عن ميولهم الطائفية ونزعاتهم العنصرية، لقالوا لنا: أن الله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وأن أكرمنا عند الله أتقانا، لكنهم في حقيقة الأمر يخالفون الأعراف السماوية، ويتقاطعون مع أبسط المفاهيم والمبادئ الإنسانية، ويؤمنون إيماناً راسخاً بمخلفات الجاهلية الأولى، ويسعون لتكريسها وتعميقها في سلوكهم اليومي مع الناس الذين يعيشون معهم تحت سقف الوطن الواحد.

الشيء بالشيء يُذكر، وجدت نفسي منجذبا في هذه الأيام الرمضانية لمتابعة حلقات المسلسل التلفزيوني (ساق البامبو)، المأخوذ من رواية للكاتب الكويتي الواعد (سعود السنعوسي)، والتي تحمل الاسم نفسه. كان (السنعوسي) جريئاً وصريحاً في تناوله العلاقة مع الآخر، وفي تناوله الفوارق الطبقية والعرقية، التي انفرد بها مجتمعنا العربي، وقد تطرق لكثير من العادات التي يراها سلبية ومتناقضة مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، وربما نجد في حلقات المسلسل إشارات واضحة لطبقة (البدون) باعتبارها من الشرائح الخليجية التي لا انتماء لها.

جاء عنوان الرواية متوافقا تماما مع طبيعة نمو سيقان البامبو، التي لها القدرة على الصمود والعيش بعد اقتلاعها من أرضها، وغرسها في رقعة أخرى خارج بيئتها الأولى، فالإنسان في بعض بقاع الوطن العربي مثل شجرة البامبو، تلك النبتة التي لا انتماء لها، نقتطع جزءاً من ساقها، ثم نغرسه بلا جذور في أي أرض، لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة. تنمو من جديدة، في أرض جديدة، بلا ماضٍ. بلا ذاكرة، وربما بلا هوية، وبلا حقوق، وبلا مستقبل.

العرب اليوم غرباء في أوطانهم، وأتعس ما يمرون به اليوم شعورهم بالغربة داخل بيوتهم. وشعورهم بالخذلان بين أهلهم وذويهم. أما كيف يعيش الإنسان غريبا في بلده، فتلك حالة لا يفهمها ولا يحس بها، إلا نحن الذين عشنا تعساء في أوطاننا. تعساء في منافينا، وكأننا خلقنا تعساء، وكتب علينا أن نعيش غرباء، ونموت غرباء.

وليس أدل من صحة كلامنا هذا من الإجراءات الاحترازية، التي فرضتها بعض دور الرقابة الخليجية على مسلسل (ساق البامبو)، والتي منعت بموجبها عرضه في بعض القنوات الفضائية، ما أحدث ضجة كبيرة بين الأوساط الثقافية، التي طالبت بتوضيح أسباب منع الرواية الجميلة، التي تحكي قصة شاب كويتي من أم فلبينية، يعيش حالة اغتراب باحثاً عن ذاته وعن هويته، التي لم يعثر عليها في الكويت، ولا في الفلبين. لقد أبدع السنعوسي في كتابتها، وأبدع أكثر في اختيار عنوانها. فهل سيتخلى أصحاب العقول المشفرة عن مفاهيمهم البالية المعبئة بشحنات العصور المظلمة ؟، أم أنهم سيحملون معاول التفكيك والتمزق للإطاحة بما تبقى من أركان وحدتنا الوطنية ؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف