الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فلسطين وسوريا .. تاريخ يعيد نفسه أم يكمل حلقاته بقلم:د. معتز محمد زين

تاريخ النشر : 2016-06-28
فلسطين وسوريا .. تاريخ يعيد نفسه أم يكمل حلقاته بقلم:د. معتز محمد زين
فلسطين وسوريا.. تاريخ يعيد نفسه أم يكمل حلقاته..

إن مشاهد التهجير القسري العلني المتفق عليه روسيا وأمريكيا وإيرانيا للسوريين عموما وللسنة منهم خصوصا والتدمير الممنهج العلني لمدنهم وقراهم والمتفق عليه أيضا روسيا وأمريكيا وإيرانيا ينقلني لا شعوريا إلى فلسطين عام 1948..

عصابات يهودية منظمة وممولة ومدعومة من الغرب تتسلل إلى فلسطين تحت غطاء الانتداب البريطاني لتتوزع فيها وتتخذ مواقع لها بناء على استراتيجيات مدروسة وخطط بعيدة المدى مصممة للوصول إلى أهداف معينة كشفتها السنوات والعقود اللاحقة..
قامت تلك العصابات بالاستيلاء على مساحات واسعة من فلسطين، ودمرت في سياق ذلك أكثر من 500 قرية والعديد من المدن وتم تهجير 70 % من الفلسطينيين واستولت على أراضيهم
ومزارعهم ومنازلهم وحولتها إلى مستعمرات للوافدين اليهود الذين سيشكلون السكان المفترضين للدولة الجديدة.. في سبيل تحقيق هذا الهدف جرت العديد من المذابح وارتكبت الكثير من الجرائم بحق الفلسطينيين وانتهت المسألة بفتح ملف عالمي تحت
مسمى " اللاجئين الفلسطينيين " وإنشاء دولة غريبة في قلب المنطقة العربية اعترفت بها خلال ساعات كل من أمريكا وروسيا.. وتناسى العالم سريعا جرائم الصهاينة وتجاهلوا قضية المهاجرين ومعاناتهم وتأقلم العرب – كعادتهم – مع الوضع
الجديد وتحولت القضية الفلسطينية لدى الحكام العرب إلى سلعة يتاجرون بها عند الأزمات وشماعة يعلقون عليها فشل أدائهم وأداة لنهب ثروات بلادهم بحجة تقوية جيوشهم للتصدي للدولة التوسعية ...

ما يحصل في سوريا اليوم يشبه بالخطوط العريضة والأهداف الاستراتيجية ما حصل في فلسطين سابقا، مع اختلاف الأدوات..

عصابات طائفية منظمة مدعومة إيرانيا وروسيا ومسكوت عنها غربيا دخلت سوريا تحت غطاء الدفاع عن نظام مجرم تم وصله مع إيران ايديولوجيا بخيط خميني رفيع – قابل للقطع عند انتهاء المهمة القذرة التي ينفذها – لتتوزع في مناطق سوريا وتتخذ
مواقع لها بناء على استراتيجيات مدروسة وخطط بعيدة المدى مصممة للوصول إلى أهداف معينة ستكشفها السنوات القادمة – مع أن ملامحها باتت واضحة – لو قدر النجاح لهذا المشروع
– ولن ينجح -.

قامت تلك العصابات بالاستيلاء على مساحات واسعة من سوريا، ودمرت في سياق ذلك – وتحت غطاء جوي روسي كثيف – العديد من المدن والقرى السورية – والسنية منها خاصة – وقتلت مئات الآلاف من سكانها وهجرت الملايين واستولت على العديد من أراضيهم وممتلكاتهم وحاولت جاهدة – وما تزال – إحداث
تغيير ديموغرافي طائفي كما حصل في القصير والزبداني ومضايا وحمص القديمة.. وفتح ملف عالمي جديد تحت مسمى " اللاجئين السوريين ".. في الوقت ذاته سمح لميليشيات كردية شوفونية بالتمدد في الشمال السوري تحت غطاء جوي أمريكي وبطريقة منظمة ومدروسة ساعدتهم على احتلال العديد من القرى والمناطق السنية وتهجير أهلها في محاولة لفرض واقع ديمغرافي جديد..

فهل ستنتهي القضية السورية بنفس الطريقة التي انتهت إليها القضية الفلسطينية، وهل سنشهد كيانا جديدا وحدودا جديدة في السنوات القادمة؟؟!!

عام 1948 وبعد إعلان قيام الدولة الصهيونية تحركت العديد من الوحدات العسكرية من سوريا ولبنان والأردن ومصر والعراق والسعودية باتجاه فلسطين وبدأت معركة تحرير حققت في الأيام الأولى منها انتصارات واضحة.. ثم توقفت تلك الانتصارات بهدنة رعتها الأمم المتحدة، تم تحت غطائها إرسال أعداد كبيرة من المتطوعين اليهود الأوروبيين لفلسطين وتم خلالها تزويد الصهاينة بكم هائل من الأسلحة المتطورة وعلى رأسها الطائرات الحربية التي قلبت موازين القوى وأنهت الحرب بنكبة موجعة استمرت آثارها حتى اليوم..

هل يعيد التاريخ نفسه في سوريا أم يستكمل حلقاته.. وما هو التفسير لما يحصل اليوم.. كيف يمكننا أن نفهم ذلك المشهد: ميليشيات شيعية إيرانية وعراقية ولبنانية وأفغانية وباكستانية تقاتل تحت غطاء جوي روسي ينسق مع إسرائيل..
وميليشيات كردية تقاتل تحت غطاء جوي أمريكي متحالف عضويا مع إسرائيل.. هل هي صدفة أن تدمر سوريا ويهجر سكانها بعد 100 عام من اتفاقية سايكس بيكو – البريطانية الفرنسية الروسية – والتي قسمت المنطقة بين تلك الدول وشكلت النافذة الأهم لمرور وعد بلفور عام 1917 والذي سلمت بريطانيا من خلاله مفاتيح فلسطين لليهود الصهاينة..

هل نحن على أعتاب اتفاقية جديدة موجعة.. برعاية مشتركة غربية روسية إيرانية هذه المرة.. ولعل أكثر ما يوجع فيها أنها ترسم بأيد عربية نجحت إيران بتحريكها من بعيد بخيوط تاريخية وايديولوجية، وبدعم مالي غير محدود اعترف به علنا حسن نصر الله..
حسن نصر الله الذي انتقلت إليه عدوى المتاجرة بالقضية الفلسطينية ليخرج علينا بين الحين والآخر ملوحا بسبابته صارخا بأعلى صوته أن الطريق إلى القدس يمر عبر كل المدن السورية بما في ذلك حلب وادلب ودير الزور في أقصى الشمال السوري، وأن معركته ضد الشعب السوري وقتل أطفالهم اليومي من قبل حلفائه الروس هو الخطوة الأولى نحو تطهير أرض فلسطين من الصهاينة!!!!!!!!!!!!!!!

بقعة ضوء وحيدة تظهر وسط تلك الصورة الداكنة.. إنهم هؤلاء المقاتلون الأبرار الذين ثبتوا في أرضهم وقرروا الدفاع عن بلدهم مهما بلغت التضحيات.. لكن الموضوعية تقتضي أن نذكر أن نصرهم يحتاج منهم إلى هيكلة وتنظيم وتشكيل كيان متماسك
له رأس ومركز يدير العملية بأكملها، ويحتاج من الدول الإقليمية ذات العلاقة والمستهدفة إيرانيا دعما غير مشروط لنضالهم وصمودهم.. وإلا فإن ما فشلت به إسرائيل سابقا من
التوسع في المنطقة ستنجح به إيران اليوم وتجتاح تلك الدول عبر أذرعها العربية التي نجحت بتجنيدها على خلفية طائفية خدمة لأحلامها الامبراطورية القديمة..
د معتز محمد زين

27/6/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف