الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية .. بصراحة بقلم:د.محمد المصري

تاريخ النشر : 2016-06-27
عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية .. بصراحة بقلم:د.محمد المصري
د.محمد المصري ( ابو وسيم)

أتوجه في مقالي هذا إلى جميع المعنيين من القيادات السياسية والنخب وذوي العلاقة ، بما فيها وسائل الإعلام والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية ، وكل شخصية يمكن لها التأثير في محيطها ، وذلك للحديث المؤلم والجارح والمحرج أيضاً حول الاشكاليات الأمنية التي يعيشها وطننا ومواطننا .

فالجميع يعرف مدى صعوبة وضيق الهوامش التي تتحرك بها ومن خلالها الأجهزة الامنية الفلسطينية ، وأولى هذه الصعوبات وأكثرها ضيقاً وانخفاضاً هو السقف السياسي الذي حدد مهام هذه الأجهزة وأعدادها وعدتها ومجال حركتها وقدرتها ، وأخيراً – وربما الأكثر أهمية من كل ما ذكر – هو العقيدة الأمنية التي يتم العمل من خلالها ومن أجلها .

السقف السياسي هذا ، الذي لم يخلق ولم ينشئ انطباقاً أو تماثلاً بين الوطن وبين الدولة ، وبين الدولة وبين المواطن ، هذا السقف السياسي وضع الأجهزة الامنية الفلسطينية بين خيارات مرة ، فالأمن هنا يكتسب معانٍ جديدة ، والقانون أيضاً له معانٍ أخرى .

ورغم ذلك كله ، فإن السلطة الفلسطينية بكل مكوناتها ، قبلت اتفاق أوسلو وتبعاته ، وتحملت تعديات الاحتلال وكسره لكل ما تم الاتفاق عليه ، وامتصت آثار عدوان 2002 ، وانتفاضة النفق ، والهبة الجماهيرية في أكتوبر من العام الماضي ، تحملت السلطة كل ذلك من أجل أن تثبت الانجازات التي حققتها على صعيد بناء المؤسسة الفلسطينية وعلى صعيد تثبيت الدولة الفلسطينية في العالم .

استطاعت السلطة أن تثبت قدرتها إلى حد كبير في التحايل والالتفاف على التغول الإسرائيلي من خلال أمرين اثنين ، الاول : الانتقال من هوامش أوسلو إلى فضاء التدويل ، والثاني : هو قدرة السلطة على الحفاظ على أمن مواطنيها رغم كل شيء .

وهذا يعني أن الإخلال بالأمن الداخلي من خلال عمليات الاستزلام وظاهرة القبضايات والأمراء المحليين من تجار المخدرات أو السلاح ، أو من خلال الاستقواء بأي قوة من أي نوع ومن أي جهة ، أو من خلال العمليات المقصودة بالتخريب والتعويم والفلتان ، كل ذلك يعني ضرباً لجهود السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية برسم مستقبل جديد لهذا الشعب .

وبعيداً عن كل المبررات أو المعاذير التي قد تقدم – وبعضها صحيح – إلا أن الإخلال بالأمن الداخلي هو كارثة حقيقية .

سيقول قائل أو معترض أن السلطة مُقصّرة في تقديم الخدمات أو تقديم المنافذ والفرص لبعض المناطق في الضفة المحتلة ، وهذا صحيح ، وقد يقول ناصح آخر أن السلطة الفلسطينية لا تحمي مواطنيها ، وهذا صحيح جداً ومؤلم جداً ، ولكن ، كل ذلك لا يعني الذهاب إلى خيار الإخلال بالأمن الوطني ، لأن ذلك يعني الانتحار والدمار .

والمخلون بالأمن الوطني كُثر ، فهم نحن أيضاً ، إن الأزمات والصراعات الداخلية بين الأجنحة والأقطاب وعمليات الاستقواء والمغامرات والحركات الاستباقية والمطامع الشخصية ، كل ذلك قد يدعو إلى العبث بالأمن الوطني الفلسطيني ، ولهذا فإن المؤسسة الأمنية الفلسطينية ستكون ولا بد لها أن تكون الضامن الكبير في أية لحظة انفلات لا سمح الله .

وهناك الخصوم السياسيون الذين هم أيضاً لهم أجندات سياسية وأمنية متعددة ، قد تقود في إحدى سيناريوهاتها الشنيعة إلى الالتقاء مع مصالح الاحتلال لا سمح الله ، وعلى هؤلاء أن يعرفوا أن العبث بالأمن الوطني هو عبث بمصير الشعب والوطن كله .

يجب القول أنه من غير المسموح العبث بالأمن الوطني الفلسطيني مهما كانت الأسباب والمعاذير ولو كان بعضها صحيح ومقبول وشرعي .

فإسرائيل معنية جداً بالقول أن السلطة الفلسطينية عاجزة وفاشلة وغير قادرة على الضبط  وأنها ليست مصدراً للثقة ، الاحتلال يريد سلطة عاجزة وضعيفة حتى يستطيع اخافتها دائماً واستغلالها دائماً على المستوى السياسي والأمني والدبلوماسي والتمثيلي ، الوضع الأفضل لإسرائيل هو أن تكون السلطة ضعيفة ، ومحتاجة وغير محمية .

إن كل الأطراف التي تريد السلطة ضعيفة وغير قادرة يلتقون جميعاً في هدفٍ واحد يتمثل في القول "أنه كلما كان هناك أمن أقل كلما كانت هناك إمكانية للربح وتسجيل النقاط" ، الأطراف التي أعنيها هي كل جهة تريد أن تحقق مصالحها عل حساب الدم الفلسطيني وعلى حساب رجل الأمن الفلسطيني البسيط .

هذه الأطراف تريد أن تورط الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع شعبها ومع رؤيتها لذاتها ومع عقيدتها الأمنية التي بدأت تتشكل على أسس وطنية ومع مهامها الوطنية .

إن دفع الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الواجهة ، لتؤدي أو لتقوم بتقديم الحلول هي مسألة خاطئة ، الأجهزة الأمنية لم تكن في يوم من الأيام حلاً أبداً ، لم يكن ذلك في مصر ولا تونس ولا أي مكان آخر

وبدلاً من توريط الجهاز الأمني في أي فعل أو تصرف أو استغلال ، لابد من تقديم الرؤية السياسية والاجتماعية والاقتصادية بديلاً عن الرؤية الأمنية فقط .

الجهاز الأمني كان دائماً وأبداً أداة تنفيذية لرؤية استراتيجية كبرى ، وهكذا يجب أن يكون لدينا أيضاً ، حتى لا نساهم في مزيد من التورط أو التوريط ، فأمامنا مهمات أكثر صعوبة وأكثر كلفة ، وحذار من محاولة زج أبناءنا الذين نحبهم ونأتمن جانبهم في التحالفات الداخلية ، هؤلاء من حملوا إرثنا "السيء" وهم المهمومين بالوطن ، ويقاتلون على كل الجبهات ، وكلما أخفق مسئول أو بانت عورات الحكومة ، كان المطلوب منهم أن يسدوا الفراغ ، ارحموا المؤسسة الأمنية ، وليقم كل فرد أو مجموعة أو عائلة أو فصيل ، أو حتى الحكومة والنخب السياسية ، بما هو مطلوب منهم ، واتركوا أبناءنا بالمؤسسة الأمنية يقوموا بعملهم .

التجربة التي عاشها قطاعنا الحبيب ما قبل الانقلاب ، تستدعي أن يتذكر الجميع بأن مظاهر الفلتان ومحاولة الخروج على القانون تجعلنا نقف وبكل جراءة خلف المؤسسة الأمنية وأبناءها ، ونحن ننشد الأمن والأمان ونطالبهم بعدم التسامح مع كل من تسول له نفسه أن يخرق القانون أو حتى أن يخرج عن الشرعية ، لأنه بذلك يخدم الاحتلال .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف