الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخلاص الوطني بقلم:تحسين يقين

تاريخ النشر : 2016-06-27
الخلاص الوطني

تحسين يقين

ما زلت أردد من ثلاثة عقود ما كتبه الشاعر سيد حجاب:

ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع

 أقسى همومنا يفجر السخرية وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع

-         منظور الخلاص الجمعي هو جمعي مثله، ولا ينبغي أن يكون فرديا!

-         ............

لو تأملنا تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر بموضوعية، وكيف تم تسيير أحوالنا السياسية، وكيف تمت إدارة الأزمات والمشاكل، فسنجد أن منطلقات البحث عن الخلاص كانت مختلطة ما بين الخلاص الفردي والحزبي والوطني، وأظن ذلك انطبق على آخرين مثلنا وما زال، ولكن من الأفضل جعل أي خلاص فردي أو حزبي (فئوي) مرتبطا بالخلاص الجمعي-الوطني بل والقومي والإنساني.

ما مضى مفتاح حقيقي، هكذا أظنه، وداخل منظومة هذا المفتاح، أرى كمواطن أنه ليس من المفترض وجود هذه التناقضات الفردية، والفئوية، حيث بالإمكان ونحن ننشد خلاصنا المشترك، أن نجعل من التعدد قوة لا ضعفا. فمثلا أرى أن جلوس هؤلاء القيادات معا هو العادي، وليس التشرذم، وأرى أنني أرى حين أثمّن موقفا ما لقائد لا يعني الانتقاص من آخرين، خصوصا ونحن نتحدث عن خلاص وطني.

الخلاص الوطني يعني الخلاص الجمعي في مجالات الحياة، حتى نشعر بالمصداقية، ونصل إلى "نبض الناس". في الاقتصاد كما الثقافة والتعليم والصحة..والسياسة أولا وأخيرا كونها الحكم والإدارة، وكونها المؤسسة للقانون برضا الشعب والمنفذة له، وفي حالتنا الفلسطينية فإنها من تولّت المساهمة بفعالية في التحرر والتنوير.

إذن لو سرنا في طريق الخلاص الوطني من منظور عام وموضوعي، فسنختصر الكثير من الأموال والكلمات والمشاعر السلبية، وسنكون في وضع أفضل لاستثمار طاقاتنا الإيجابية.

ما زال هناك متسع للحياة، وللنهوض، ما زال هناك متسع لفتح صفحات جديدة، ليس الأمر صعبا أن نشدنا الوطن وأنشدناه.

"غنيتَ للإيمان

 لم تُنشِد ولم تَنشُد أميرَ المؤمنين

 غنيتَ للأحياء والأمواتِ

 من زمنٍ

 سئمت الآنَ

 غناك الزمنْ""

هل من الضروريّ أن ننشد أمير المؤمنين وننشده؟

هل من الضروري أن نبالغ في الولاءات لهذا القائد أو الوزير؟

أليس من الأجدى أن ننتصر للمؤسسة والأفكار والمصلحة الوطنية العليا؟

نحن ننشد الوطن، ننشد القيادة الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بشروطها الإنسانية، أي نحن نلجأ إليها ونقوى بها. وهي حين تكون أهلا لنا فإننا ننشدها كلمات الحب.

انتبه الشاعر التالي لآلام الشاعر السابق، والذي آثر أن ينشد الوطن الأبقى منا، فلم يعجب ذلك ثقافة الولاء، لعلها اعتبرت أن من ليس معها هو ضدها، كونها لم ترد جعل الخلاص الفردي والفئوي وطنيا.

قبل 32 عاما ضمّن الشاعر سميح القاسم قصيدته التي رثا فيها الشاعر معين بسيسو، هموم الشاعر وهموم شعبه، كأن شيئا لم يتغير في بلادنا، منها الهموم التي وردت في قوله:

"وسيوف أسيادِ الحمى حول الخلافةِ......"، لإدراكه العبقري لمشاكل الحكم، والنظم، واجتهادات الساسة والقيادات باتجاه التحرر.

ولعله عزف على فكرة قديمة حديثة باقية حول الوضع الأفضل للبشر، خصوصا في ظل ثقافة أبوية ما زالت تسود في بلادنا في شتى مناحي الحياة.

إن الحديث عن النخب للأسف يثير الإحباط واليأس، كون تلك النخب لم تستطع أن تكون قدوة حسنة في التربية على قبول الآخر، والانطلاق من الهم الجمعي الناظم لنا جميعا، والذي من المفروض أن تكون الاختلافات اجتهادات لا تناقضات.

"أقسى همومنا يفجر السخرية

 وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع"

أليس من العار أن يصبح للمصالحة الفلسطينية تاريخ؟

حين يكون الهم الأكبر هو تصالحنا نحن المكتوين بنار الاحتلال، فإن ذلك إنما يدعو للسخرية السوداء!!

عندها من الطبيعي أن يتم تقزيم أفراحنا الشخصية والعامة في ظل حزن كبير يسيطر علينا، وليس أي حزن بل حزن مغلف بغضب !

"غنيتَ للأحياء والأمواتِ

 من زمنٍ

 سئمت الآنَ"

هو ما رثاه سميح لمعين، وهو ما نرثيه، فهل نسأم؟

لم يسأم الشاعر:

"مازال ملءَ الشمس والإنسان والتاريخ شعبُكْ"

وكيف نسأم؟ وهذا التراب وهذه الشجر وتلك السماء العالية البديعة، وهؤلاء الأطفال بكل بابتساماتهم العريضة؟

هل وصلت الرسالة؟ أم نعود غناء محمد الحلو لشعر سيد حجاب عن اختلاف الزمن في ليالي الحلمية هناك في مصر الحبيبة التي تشبهنا أيضا؟

وصول الرسالة يعني إقصاء ثقافة الإقصاء والنفي والتهميش في المؤسسات جميعها، عبر الاقتداء بالمصالحة السياسية الحقيقية بيننا جميعا، التي ستشجع على التعاون بين وزارة ووزارة، وبين إدارة وإدارة، وبين موظف وآخر.

وصول الرسالة يعني أن نرى القيادات معا، فما يجمعها أكثر مما يجعلها تتنافر؛ فما المانع أن نكون معا في ظل اختلافاتنا المشروعة، والتي أيضا تحتمل التنافس السياسي وغيره على القيادة من أجل تطبيق مشروع ما.

هي ربما مشاعر وأفكار رومانسية، ربما هي كذلك، لكنها أيضا ضرورية لاستئناف اجتهاداتنا في المشروع الوطني، والذي يتعرض للتآكل بسببنا نحن.

-         "مازال ملءَ الشمس والإنسان والتاريخ شعبُكْ"

-         وهو من سيمنح الشرعية لمن يستحقها، ومن يقودنا في طريقنا نحو التحرر والتنوير والتنمية.

[email protected]

·         الاقتباسات من قصيدة " إلى المتماوت معين بسيسو لسميح القاسم 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف