الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المياه سلاح خطير للتمييز العنصري بقلم د. مصطفى البرغوثي

تاريخ النشر : 2016-06-26
المياه سلاح خطير للتمييز العنصري بقلم د. مصطفى البرغوثي
المياه سلاح خطير للتمييز العنصري
بقلم د. مصطفى البرغوثي

الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

يبلغ انتاج المياه في الضفة الغربية 932 مليون متر مكعب سنويا ، تسرق منها اسرائيل ما لا يقل عن 800 مليون متر مكعب، اي انها تستولي على 86% من مياه الضفة الغربية.

ويخصص للفلسطيني في الأراضي المحتلة ما لا يزيد عن 50 متر مكعب من المياه سنويا، أما المستوطن غير الشرعي فله حق استعمال 2400 متر مكعب أي ثمانية واربعين ضعفا مما يحق للفلسطيني صاحب الارض.

ولا يقتصر الامر على ذلك، بل ان الفلسطينين يدفعون ضعف ما يدفعه الأسرائيليون مقابل مياهم المسروقة التي يضطروا لشرائها من الأسرائيليين.

ولا يسمح للفلسطينيين بحفر الابار الجوفية لأعمق من 100 متر، وذلك في الحوض الشرقي فقط، ويمنعوا من الحفر بتاتا في الحوض الغربي.

أما الاسرائيليين فيسمح لهم بالحفر لعمق 600-700 متر وأحيانا حتى 1000 متر، وهكذا جففوا اعدادا كبيرة من الابار الجوفية الفلسطينية غير التي أغلقوها عنوة.

وليست صدفة أن الكثير من المستوطنات قد أقيمت تحديدا فوق اراضي أهم الاحواض المائية الجوفية في الضفة الغربية.

وتتحكم سلطات الاحتلال بتوزيع المياه، ومؤخرا قررت تخفيض تزويد المياه لمناطق واسعة من الضفة الغربية بنسبة 40% كي تضمن تدفق المياه بسلاسة للمستوطنات غير الشرعية.

وهذا هو سبب معاناة كل مدننا وقرانا من شح المياه الحالي في الصيف واضطرار الاف البيوت للتقشف المائي في ايام الحر الحارقة، أو شراء الماء باسعار باهظة لا يتحملها محدودو الدخل وأصحاب العائلات الكبيرة.

وكل ما ذكر لا يمثل سوى نصف الصورة. المأساة الكبرى يعيشها قطاع غزة، التي بنت اسرائيل سدودا جوفية لمنع وصول امطار جبال الخليل الى مياهه الجوفية، والتي استنزفتها مستوطناتها بشراهة قبل ان ترحل.

96% من مياه غزة حسب التقارير الدولية غير صالحة للشرب بسبب ملوحتها او تلوثها. وبسبب ازمة المياه والمجاري والدمار.

تقدر الامم المتحدة ان غزة لن تكون صالحة للحياة بحلول عام 2020.

ومن يعيش في غزة او من استطاع زيارتها منا، وذلك أمر بعيد المنال اليوم بسبب الحصار والقيود على العبور ، يعرف ما معنى الاستحمام بالمياه المالحة، أو شرب كوب من الماء مذاقه مزيج من الملوحة والمرارة.

وبعد ذلك يتجرأ حاخام اسرائيلي اسمه شلومو ميلمد على دعوة المستوطنين الاسرائيليين لتسميم ابار الفلسطينين، وهي دعوة للقتل والارهاب، كانت ستقود لاعتقاله ومحاكمته لو كان يعيش في دولة ديمقراطية. ولكنه يعيش في اسرائيل حيث الاحتلال مشروع ، والتمييز العنصري سياسة رسمية، وحيث أصبحت المياه من أخطر أسلحة تكريس نظام الابارتهايد العنصري.

لو تجرأ اي كان في اي بلد على الدعوة لتسميم مياه اشخاص يهود ،وذلك ما نرفضه بالطبع، لقامت الدنيا ولم تقعد في عالم الغرب. أما في حالتنا فلم تتكرم ،حسب علمي، صحيفة عالمية واحدة أو محطة تلفزة اجنبية بذكر تهديد شلومو ميلمد أو الاشارة اليه.

من واجبنا ان نكافح ونناضل من اجل حقنا في مياهنا، لان الحق في المياه يساوي الحق في الحياة. ومن حقنا ان نكشف ونعري ونناضل ضد استخدام المياه سلاحا للتمييز العنصري. ونحن نعلم ان الكثير من ابواق الدعاية الظالمة ستسمي كشف الحقائق تحريضا.

لن يرحل الفلسطينيون مهما تفننوا في اشكال التمييز العنصري، ولو اضطررنا لعصر ألواح الصبار بحثا عن مياه تروي عطشنا.

غير ان تكاتفنا وتوحدنا في النضال من اجل حقنا في المياه والحياة هو خير سبيل لتحقيق الهدف وانهاء منظومة التمييز العنصري.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف